شراع يناقش دور المؤسسات العائلية في دعم استراتيجية التنمية الاقتصادية للإمارات
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الشارقة في 26 أكتوبر/ وام / استضاف مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” عدداً من الخبراء والمتخصصين وصنّاع القرار لمناقشة آليات يمكن للمؤسسات العائلية اتباعها للتخفيف من المخاطر التي تواجهها وتعزيز حجم أرباحها بالإضافة إلى استعراض جهود الإمارات في دعم تلك المؤسسات وتسليط الضوء على أهمية ترسيخ الابتكار لدى الأجيال الجديدة وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول بطء نمو المؤسسات العائلية.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية نظمها "شراع" اليوم ضمن فعاليات "منتدى المؤسسات العائلية الدولي" السادس بعنوان "الحد من مخاطر استثمار المكاتب العائلية في الشركات الناشئة" وذلك في إطار التزامه بدعم ريادة الأعمال والابتكار في دولة الإمارات والمنطقة.
وشهدت الجلسة مشاركة نخبة من كبار الشخصيات وهم معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد ونجلاء المدفع المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” وعيسى القرق المدير العام لمجموعة عيسى صالح القرق وأدارتها فريدة العجمي المديرة العامة لمؤسسة ثروات للشركات العائلية حيث شارك المتحدثون رؤاهم حول الدور الرئيسي الذي تلعبه المؤسسات العائلية في دعم استراتيجية التنمية الاقتصادية بدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تعزيز علاقة وثيقة ومستدامة مع منظومة الشركات الناشئة المزدهرة في الدولة.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري “ تبنت دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة رؤية استشرافية لتطوير منظومة تشريعية متكاملة وتنافسية للشركات العائلية وفق أفضل الممارسات العالمية باعتبارها مساهماً رئيسياً في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني ودعم استدامته وذلك من خلال إصدار المرسوم بقانون اتحادي رقم 37 لسنة 2022 في شأن المؤسسات العائلية كما حرصت الدولة على إطلاق المبادرات والبرامج الداعمة لتعزيز استمرارية المؤسسات العائلية ونموها ومواكبتها لاتجاهات الأعمال المستقبلية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031”.
وأضاف معاليه " عملت وزارة الاقتصاد بالتعاون مع شركائها على مستوى القطاعين الحكومي والخاص على إطلاق برنامج المؤسسات العائلية "ثبات" والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في بيئة أعمال المؤسسات العائلية وتحفيزها على الاستثمار والتوسع في المشاريع الناشئة ضمن قطاعات الاقتصاد الجديد حيث شهدت الدفعة الأولى من البرنامج تخريج مشروعين لعائلتي "اليوسف" و"السركال" بقطاعي الصحة والغذاء اعتماداً على أحدث التقنيات الرقمية".
وقال " وضعنا رؤية جديدة لبرنامج "ثبات" خلال السنوات الثلاث المقبلة والتي تتضمن توسيع نطاق انضمام المؤسسات العائلية في الدولة للبرنامج من خلال استقبال دفعتين سنوياً بواقع 7 إلى 10 شركات للدفعة الواحدة وتوفير فرص التمويل لمشاريع المؤسسات العائلية التي تخرجت من البرنامج بما يدعم نمو أعمالها ومشاريعها وبما يعزز جهود الدولة في التحول نحو القطاعات الاقتصادية الجديدة وبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتنافسية".
من جانبها أكدت نجلاء المدفع أهمية دخول الشباب إلى مشهد ريادة الأعمال مسلطة الضوء على الحاجة إلى تعزيز مشاركتهم في هذا المجال مشيرة إلى الفكر الفريد لشباب اليوم الذين يتقنون استخدام التكنولوجيا الحديثة ويسعون للمساهمة في إحداث تأثير إيجابي في العالم لافتة إلى أن الجيل الجديد يسعى إلى الجمع بين الأرباح والمسؤولية المجتمعية.
واستعرضت المدفع عدداً من الشركات الناشئة المبتكرة التي احتضنها "شراع" ومنها "سولفا" الشركة المبتكرة المتخصصة بتصنيع الدراجات الكهربائية و"بالميد" الشركة المتخصصة بالمواد القابلة للتحلل العضوي والمصنوعة من أشجار النخيل و"كيما" الشركة المتخصصة بإنتاج تكنولوجيا الأجهزة اللوحية المخصصة للمنظفات مشيرة إلى دعم رواد الأعمال الجدد من خلال الإرشاد والتوجيه الفني وتطوير المنتجات والتواصل والحصول على الترخيص مؤكدة دور "شراع" في دعم الشركات الناشئة من خلال تعريفها على أول عملائها وتشجيع المؤسسات العائلية على التعاون مع الشركات الناشئة لرعاية الجيل القادم.
وأضافت “ تلعب المؤسسات العائلية دوراً فريداً في نمو الشركات الناشئة لأن أصحابها يملكون رؤوس أموال ومهتمين في دعم هذه الشركات وتعزيز فرص نجاحها ونحن لدينا الكثير من الخيارات التي يمكننا أن نتعاون من خلالها مع المؤسسات العائلية وتوثيق العلاقات مع الشركات الناشئة المبتكرة والعمل معاً لتعزيز نجاح الجيل القادم من رواد الأعمال وتشمل تلك الطرق إمكانية استحواذ المؤسسات العائلية على تلك الشركات الناشئة”.
من جانبه شارك عيسى القرق أفكاراً ووجهات نظر قيمة حول الدور الاقتصادي للمؤسسات العائلية مسلطاً الضوء على طرق تكيّف المؤسسات العائلية مع اقتصاد المعرفة الريادي وصحح المفاهيم المغلوطة حول بطء عملية الابتكار فيها مشيراً إلى قدرتها على الاستفادة من العادات المتوارثة لتحقيق التقدم مؤكدا أهمية التوازن وتجنّب التهاون وتبني الابتكار في تحقيق الاستدامة والانتقال من الممارسات الاقتصادية التقليدية إلى تعزيز الاستثمارات التي تركز على الأرباح النهائية.
وقال “ كل شركة عائلية هي في الأصل شركة ناشئة وتصور المؤسسات العائلية على أنها بطيئة وتفتقر إلى الابتكار هو تصور غير دقيق عند النظر إلى تطورها على المدى الطويل الذي يتوقف على استخدام التقاليد بالطريقة الصحيحة والبناء عليها، والبطء لا يعني بالضرورة ضعف الأداء”.
وأشار القرق إلى أن استدامة المؤسسات العائلية يتطلب منها الابتكار والتحرر من الممارسات الاقتصادية التقليدية والاعتماد على السلع مؤكداً أن توافق الاستثمار مع الأهداف المشتركة يفيد جميع الأطراف وشدد على أهمية تحقيق التوازن بين الابتكار والسياسات الصحيحة مع تحرك أصحاب المصلحة نحو الأهداف المشتركة موضحا أن ذلك لا يقتصر على تبني الابتكار داخل الأعمال وحسب وإنما خارجها من خلال الاستثمار في الصناعات الجديدة والشركات الناشئة لذلك تحتاج المؤسسات العائلية إلى التفاعل مع منظومة ريادة الأعمال.
وسبق انعقاد الجلسة عرض تعريفي قدمه الدكتور رودريجو باسكو أستاذ مشارك في "كلية إدارة الأعمال" بـ"الجامعة الأمريكية في الشارقة" والذي شارك في تنظيم المنتدى سلط خلاله الضوء على الدور الأساسي للشركات العائلية في منظومة ريادة الأعمال بالشارقة مؤكدا الحاجة إلى التعاون بين الحكومة والمؤسسات العائلية للتغلب على التحديات المختلفة.
وأكد العرض الذي قدمه الدكتور رودريجو باسكو أهمية المشاركة الاستراتيجية والتمكين والتطور المستمر في تشكيل مستقبل المؤسسات العائلية في المنطقة كما ناقش التحولات التاريخية لخصائص المؤسسات العائلية وأهمية بناء الثروة من خلال الترتيبات المؤسسية والعلاقات المجتمعية.
وشهدت الجلسة النقاشية حضور شخصيات بارزة وقادة الصناعة وخبراء أكاديميين إلى جانب ممثلي نخبة من كبرى المؤسسات والشركات العائلية ممن يريدون استكشاف استراتيجيات الاستثمار في منظومة الشركات الناشئة الحيوية.
ويعد "منتدى المؤسسات العائلية الدولي"، الذي تنظمه مبادرة "ستيتشينغ ستيب بروجيكت غلوبال كونسيرتيوم" للمؤسسات العائلية حدثاً رائداً لاستشكاف ممارسات ريادة الأعمال في المؤسسات العائلية ويركز المنتدى في هذا العام على الموازنة والتوفيق بين وجهات النظر الإيجابية والسلبية المتداخلة بين العائلة ونظام الأعمال مؤكداً دور المؤسسات العائلية في تعزيز الاقتصاد العالمي.
عبد الناصر منعم/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الشرکات الناشئة ریادة الأعمال الضوء على من خلال فی دعم
إقرأ أيضاً:
من سقوط نوكيا إلى صعود الشركات الناشئة .. كيف أصبحت فنلندا رائدة في قطاع التكنولوجيا؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
نجحت فنلندا، وهي الدولة الإسكندنافية ذات الطقس المتجمد على مدار أغلب أشهر السنة، في تحويل ظروفها المناخية القاسية إلى ميزة تنافسية جعلتها وجهة مفضلة لاستثمارات مراكز البيانات العالمية.
فخلال الـ15 عاماً الماضية، شهدت البلاد توسعاً كبيراً في مراكز البيانات التي تعتمد على المياه الباردة لمنع ارتفاع حرارة خوادمها الضخمة.
ومن بين أبرز المستثمرين، شركة غوغل، التي ضخت أكثر من 4.5 مليار دولار في فنلندا، معظمها في موقع تابع لها على ساحل الجنوب بمدينة هامينا، حيث تم تحويل مطحنة ورق سابقة إلى منشأة بيانات متطورة.
أما مدينة كوفولا الصغيرة الواقعة في الداخل، فستحتضن العام المقبل مركز بيانات جديد تابع لتيك توك، باستثمار يُقدّر بمليار دولار، وفقاً لتقرير FOX Business.
مناخ فنلندا سلاح ذو حدين
وقالت رئيسة بلدية كوفولا ماريتا تويكا: "من منظور مراكز البيانات، لدينا كل ما تحتاجه من خدمات حكومية فعالة، وسرعة في الحصول على تصاريح البناء، ومساحات كبيرة من الأراضي المناسبة للاستخدام الصناعي. نتمتع بمناخ بارد، وطاقة متجددة بأسعار معقولة، ونظام ضريبي تنافسي، إلى جانب مجتمع آمن ومستقر واتصالات لوجستية ممتازة.
وتأتي مراكز البيانات أيضاً بفائدة بيئية للمجتمعات المجاورة، حيث تُستخدم الحرارة الناتجة عنها في أنظمة التدفئة المركزية لتدفئة المنازل خلال الشتاء. فعلى سبيل المثال، يستطيع مركز بيانات جديد لشركة تيليا في العاصمة هلسنكي استرجاع ما يصل إلى 90% من الحرارة التي يولدها، وهي كمية تكفي لتدفئة 14 ألف منزل مزدوج.
من جانبه، قال، مدير الإنتاج لأنظمة التبريد والأتمتة في شركة تيليا، كالي هاسو، في بيان صحفي: "في فنلندا، نمتلك ميزة المناخ البارد وإمكانية التبريد المجاني شبه الدائم على مدار السنة. استخدام الحرارة المهدرة من مراكز البيانات هو مثال ممتاز لحل مستدام وخالٍ من الانبعاثات لإنتاج الحرارة.
رغم أن أبرز شركات التكنولوجيا الفنلندية اشتهرت بمنتجات مثل خاتم "أورا" الذكي القابل للارتداء، والألعاب الإلكترونية الشهيرة مثل "أنغري بيردز" و"كلاش أوف كلانز"، إلا أن فنلندا أصبحت أيضاً مركزاً حيوياً لتطوير التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الخضراء، والدفاع، والألعاب، والابتكار في مجالات الصحة.
وفي قلب العاصمة الفنلندية هلسنكي، يقع مركز الشركات الناشئة Maria 01، الذي يوفّر مساحة تزيد عن 215 ألف قدم مربع لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا لإطلاق أفكارهم.
"سقوط نوكيا" بداية الانطلاق
لكن لحظة محورية واحدة في التاريخ الاقتصادي الحديث لفنلندا كان لها تأثير عميق في رسم ملامح مشهد الشركات الناشئة الحالي — وهي سقوط شركة نوكيا.
فشركة الهواتف المحمولة الفنلندية، التي كانت يوماً من أشهر العلامات التجارية في العالم، شهدت تراجعاً سريعاً في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة، بعد فشلها في مواكبة الابتكارات في الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل التي قدمتها شركتا أبل وسامسونغ.
من الصعب التقليل من أهمية شركة نوكيا بالنسبة لفنلندا في وقتٍ من الأوقات. فوفقاً لمعهد الأبحاث الاقتصادية الفنلندي "إيتلا" (Etla)، كانت نوكيا تمثل ما يزيد قليلاً عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي لفنلندا، و23% من إجمالي صادرات البلاد في عام 1999.
وعندما ساءت الأوضاع، خسر حوالي 60,000 شخص وظائفهم في فنلندا نتيجة لتسريحات نوكيا والصناعات المرتبطة بها، لكن ذلك كان بمثابة نقطة انطلاق لعدد لا يحصى من الشركات التكنولوجية الجديدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ Maria 01ساريتا رونيبيرغ إن "نوكيا كانت أمراً عظيماً للبلاد، وسقوطها كان مروعاً، لكن هذا السقوط ساعد على تطوير منظومة الشركات الناشئة لدينا."
وفي أكتوبر تشرين الأول من كل عام، تحتفل العديد من الشركات الناشئة في فنلندا بـ"يوم الفشل"، وهو احتفال فريد من نوعه أسسه طلاب جامعيون لتشجيع رواد الأعمال على اعتبار الفشل السابق جزءاً أساسياً من طريقهم إلى النجاح المستقبلي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام