نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أكبر غارة له على قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، فيما قال إنها محاولة لتمهيد الطريق لغزو نهائي للقطاع.

 

وفقا للتقرير الذي نشرته وول ستريت جورنال، يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط داخلية لشن هجوم بري في غزة. وافقت، إسرائيل على طلب من الولايات المتحدة لتأجيل غزوها البري لغزة حتى يتمكن البنتاجون من وضع دفاعات جوية في المنطقة لحماية القوات الأمريكية.

 

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إن الغارة التي استمرت ساعات يوم الخميس على غزة كانت جزءًا من الاستعدادات للمراحل التالية من القتال وتحييد العقبات أمام التوغلات المستقبلية. وأضاف أنه لم يصب أي جندي إسرائيلي خلال الغارة.

 

قال هاجاري إن الغارات على غزة تهدف جزئيا إلى معرفة من تم احتجازه كرهينة ومن مات من بين المفقودين. قام بتحديث عدد الرهائن المعروفين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس إلى 224، مقارنة بالرقم السابق البالغ 222. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن في الأيام الأخيرة.

 

ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي الرسمية أن غارة يوم الخميس كانت أوسع غزوة برية في غزة منذ بداية الحرب.

 

أظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس طابورًا من الدبابات وعربات المشاة القتالية يدخل غزة. عملت الدبابات على أرض مفتوحة، دون أن يخرج الجنود من مركباتهم ودون أي مقاومة ظاهرة. 

 

وصف عوزي ديان، النائب السابق لرئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية ومستشار الأمن القومي، الغارة بأنها نوع من التدريبات في ساحة المعركة الحقيقية للجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتدربون بالقرب من الحدود مع غزة، ورسالة إلى كل من الإسرائيليين وحماس. أن الهجمات البرية أو الغزو الكامل يمكن أن يحدث في أي وقت.

 

قال ديان إن الغارة ستساعد أيضا في تمهيد الطريق في المرة القادمة التي توغل فيها القوات الإسرائيلية داخل غزة.

 

قال دان حالوتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع راديو الجيش يوم الخميس، إن إسرائيل بحاجة إلى إعطاء الأولوية لتحرير الرهائن، حتى على حساب تأخير الغزو البري. 

 

قال حالوتس إن الجيش الإسرائيلي يمكنه مواصلة ضرب حماس من الجو، وإرسال القوات فقط عندما لا يكون هناك خيار آخر. وقال: لمجرد أن الجنود جاهزون الآن لا يعني أننا بحاجة إلى استخدامهم. 

 

ويشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على غزة منذ السابع من أكتوبر وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث نزح حوالي 1.4 مليون شخص – أي أكثر من نصف إجمالي السكان – من منازلهم. 

 

كما تم إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم بالقرب من غزة والحدود مع لبنان، وذلك بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله.

 

رفضت إسرائيل، بدعم من واشنطن، مطالب وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة والعديد من الدول، مع تزايد عدد القتلى في غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الخميس إن 7028 شخصا، من بينهم 2913 طفلا، قتلوا في غزة. 

 

كررت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، يوم الخميس، قلق الوكالة بشأن مطالبة إسرائيل بأن ينتقل سكان شمال غزة إلى جنوب القطاع، مشيرة إلى استمرار الغارات الجوية حتى في تلك المناطق.

 

قالت هاستينغز: "بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون الإخلاء فإن التحذيرات المسبقة لا تحدث أي فرق، لا يوجد مكان آمن في غزة."

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة دبابات إسرائيل قطاع غزة الجیش الإسرائیلی یوم الخمیس غزة منذ فی غزة

إقرأ أيضاً:

طوفان "بوح"

 

عائشة بنت أحمد البلوشية

 

كُلنا يعي حقيقة أنَّ سيدنا نوح- عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام- هو الأب الثاني للبشرية، فقد دعا على قومه الذين ما فتؤوا يسخرون منه، علاوة على تكذيبه طوال مئات السنين التي استمر يدعوهم فيها إلى التوحيد، فلما زاد الطغيان وانتشر الكفر والظلم، حانت ساعة الطوفان، فظهرت العلامة بأن "فار التنور"، وهطلت مياه السماء، وانفجرت عيون الأرض، فأغرق الله تعالى الأرض ومن عليها وما عليها بطوفان عظيم؛ ليصبح طوفان نوح رمزًا للتطهير، وغلبة الحق على الباطل، وإعلاء كلمة الله عزَّ وجلَّ على الأرض، ونجت الفئة المؤمنة التي آمنت بنوح عليه السلام وركبت معه الفلك، وهلك من خالفه؛ بل حتى ولده الذي عصى أباه كان من المغرقين، أي أنه تعالى لم يستثن أحداً ممن خالف أوامر نبيه عليه وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام.

"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته المقاومة الباسلة على العملية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وكُلنا يتذكر كل الأسماء أو بعضها التي أطلقت على العمليات السابقة على امتداد الزمان لما يربو على 70 عامًا ونيف من الاحتلال والتنكيل والقتل والتهجير والنهب والتجويع واغتصاب الأرض، لكن وكأنَّ هذا الاسم جاء اليوم ليظهر الحق على الباطل، ويطهر الأرض ممن أفسدوا فيها، ويرفع الظلم الذي استشرى وانتشر، ويزيل الغشاوة من على أبصار العالم أجمع، وينزع سدادات الآذان، بل حتى إن الصم سمعوا صرخات الحق، فمن كان يتوقع أن ينهض طلبة الجامعات "الغربية"، ليتظاهروا تضامنًا مع غزة، طالبين من جامعاتهم التوقف عن الاستثمار في أو مع الكيان الصهيوني؟!

هؤلاء الطلبة الذين ينتمون إلى الجيل "z"، وبات من المُسلَّم به أن أدمغتهم قد تمَّ غسلها لتنعدم المروءة فيها، وأن قلوبهم تم تمييعها لتمحى النخوة فيها، حرك طوفان الأقصى السفن من تحت أرجلهم، فسمعوا أصوات الإنسانية، ولم يثنهم تهديد بالفصل، أو زج في السجون، أو مهانة الاعتقال، أو الضرب المبرح، وأصبحنا نرى اليوم أن بلد الحرية- كما يزعمون-، لا حرية فيها، بل تهاوت هراوة عسكرهم بقوة على الأستاذ المُسن والطالب على حدٍ سواء، وسيقت السيدات من المعلمات والطالبات بنفس الأسلوب المُهين، طوفان الأقصى أسقط الأقنعة لتخرج الوجوه الكالحة والقبيحة على حقيقتها.

أعي جيدًا أننا جميعًا نؤمن بأنَّ النصر آتٍ لا مُحالة، ولكن ما لم أتوقعه أنني سأرى ما أراه وأنا لازلت على قيد الحياة، أن أشاهد هذه الأخبار عبر شاشات التلفاز، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، أن تتصدر القضية الفلسطينية عناوين أخبار العالم بعد أن كانت في طيِّ النسيان، أن تتم مقاضاة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وأن تبدأ الدول الغربية، نعم الغربية في الانضمام واحدة تلو الأخرى إلى قضية التطهير العرقي والقتل والإبادة المرفوعة ضد الكيان الصهيوني، بل أن يوضع جيش الكيان الصهيوني في القائمة السوداء لأنه جيش قاتل للأطفال، وأن تقطع أفضل وأكبر الجامعات "الغربية" وأعرقها استثماراتها في الكيان المحتل، وأن تبدأ الدول "الغربية" واحدة تلو الأخرى في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن تبدأ الدول تباعاً بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأن يتحرر العالم من السيطرة الإعلامية الصهيونية المحكمة على الأدمغة، كل هذه المكاسب التي كانت يومًا ضربًا من الخيال باتت واقعاً نعيشه ونسمعه ونراه.

ورغم وقوف الدول التي تدعي العظمة- لأنها سقطت أخلاقيًا- مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومساهمتها في عمليات التطهير العرقي وإبادة الأطفال والنساء والمدنيين، إلّا أنه وقوف مع الباطل، فطوفان الأقصى جاء فيصلًا بين الحق والباطل، وكلاهما جليَّان تمامًا، فتحية صادقة إلى جميع أولئك الطلبة في جامعات العالم وأساتذتهم على تعليمنا درساً أن المؤسسات التعليمية هي صروح علم وتربية، وأن الإنسانية ما تزال بخير، وتحية إلى تلك الشعوب الغربية لأنهم أثبتوا أن القضية الفلسطينية قضية جميع الشعوب لا تقتصر على العرب فقط، ولأنهم أنصتوا إلى بوح طوفان الأقصى في أذن الكون، بأن الحق حق وأن الباطل باطل، وأن الظلم وباله ظلمات على الظالم.

ومثلما كان طوفان نوح تطهيرا للأرض من الظلم والطغيان والكفر، جاء طوفان الأقصى مطهرا لأدمغة أجيال العالم وجلاء لأبصارهم بحقيقة الصهيونية البشعة، وأحقية الفلسطينيين في فلسطين الأرض والوطن، وإن كل من شارك في جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية للأطفال والنساء والمدنيين سيدفع الثمن على مرحلتين، أولاهما في الدنيا؛ لأنه سيظل مُطاردًا بجرائمه، وستلاحقه صرخات الثكالى والأرامل والأيتام بدعواتهم عليه في صحوه ونومه، أمّا في الآخرة وهي المرحلة الأهم لأنها السرمدية فحتمًا سيجني العقاب الإلهي وسيخلُد فيه مهانًا.

----------------------------------------------

توقيع:

 

"إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ // فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ.

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي // ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ.

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ // تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ"

أبو القاسم الشابي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدرج إسرائيل في قائمة سوداء لمنتهكي حقوق الأطفال
  • إسرائيل تدرس فرض عقوبات ضد وكالات الأمم المتحدة بفلسطين
  • تطورات اليوم الـ250 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عملية طوفان الأقصى تدخل يوماً جديداً.. أبرز التطورات
  • تطورات اليوم الـ249 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مقتل 3 عناصر من حزب الله في غارة إسرائيلية بشمال شرق لبنان
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ248 من "طوفان الأقصى"
  • طوفان "بوح"
  • تطورات اليوم الـ248 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • طوفان الأقصى في شهره الثامن