كشف تقرير صحفي أميركي عن انقسامات على المستويين السياسي والعسكري داخل إسرائيل، بشأن الغزو البري الشامل المرتقب لقطاع غزة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التوقيع على خطة الاجتياح، بعد أن وضعت القيادة العسكرية اللمسات الأخيرة عليها.

وحسب تقرير الصحيفة، فإن نتنياهو "أثار غضب الجيش برفضه التوقيع على خطة الغزو البري، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يريد موافقة بالإجماع من أعضاء مجلس الوزراء الحربي الذي شكله بعد هجوم 7 أكتوبر"، وفقا لشخصين حضرا اجتماعات مجلس الوزراء، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وخلص التقرير من خلال تعليقات 7 ضباط بارزين و3 مسؤولين في الحكومة، إلى أنه "رغم حشد إسرائيل قواتها البرية على حدود غزة وتنفيذها أكثر من توغل داخل القطاع، فإن القادة السياسيين والعسكريين منقسمون حول متى وكيف سينفذ الغزو، وحتى ما إذا كان سينفذ من الأساس".

ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم إن تأجيل الغزو يهدف جزئيا إلى منح المفاوضين المزيد من الوقت لمحاولة إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ويزيد عددهم على 200.

لكن "القادة الإسرائيليين لم يتفقوا بعد على كيفية تنفيذ الغزو"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

ويثور شعور بالقلق في الداخل الإسرائيلي من أن الغزو البري قد يجر الجيش إلى معركة مستعصية داخل غزة، ويخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاقا، مع انخراط أكبر لحزب الله في الحرب بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه المدن الإسرائيلية.

وأشار تقرير الصحيفة إلى "جدل حول ما إذا كان سيتم تنفيذ الغزو من خلال عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر"، كما أن "هناك أسئلة حول من سيحكم غزة إذا سيطرت عليها إسرائيل".

وقال داني دانون، أحد كبار المشرعين من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو: "الحكومة ذات آراء مختلفة".

وأضاف دانون، وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيسيت الإسرائيلي: "قد يقول البعض إن علينا أن نبدأ وبعد ذلك يمكننا التفكير في المرحلة التالية، لكننا كقيادة، كرجال دولة، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون الأهداف واضحة للغاية. لا ينبغي أن يكون هناك شيء غامض".

وبعد هجوم حماس المباغت في السابع من أكتوبر الجاري، استدعت حكومة إسرائيل حوالي 360 ألف جندي احتياطي، ونشرت العديد منهم على الحدود مع غزة، وسرعان ما تحدث مسؤولون كبار عن إطاحة حماس، مما أثار توقعات بعملية برية وشيكة هناك.

لكن بعد مرور ما يقرب من 3 أسابيع، لم تمنح حكومة نتنياهو الضوء الأخضر بعد لاجتياح بري شامل، رغم أن الجيش يقول إنه نفذ بعض التوغلات القصيرة عبر الحدود وسيقوم بمزيد منها في الأيام المقبلة.

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم التسرع في شن غزو بري حتى مع تعهدها بتقديم الدعم الكامل لحليفتها، لكن "الاعتبارات المحلية لعبت أيضا دورا في التأخير".

وبعيدا عن الرهائن، هناك "مخاوف بشأن حصيلة العملية البرية، وعدم يقين بشأن ما قد يعنيه على وجه التحديد القضاء على حماس، وهي حركة اجتماعية وقوة عسكرية متجذرة بعمق في مجتمع غزة"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وعندما سئل عن الأهداف العسكرية للعملية البرية، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي ريتشارد هيشت إن الهدف هو "تفكيك حماس"، بينما أثار تقرير الصحيفة الأميركية تساؤلا مفاده: "كيف سيعرف الجيش أنه حقق هذا الهدف؟".

وكان هيشت قال في السياق ذاته، خلال مؤتمر صحفي بعد أسبوع من هجوم حماس: "هذا سؤال كبير، ولا أعتقد أن لدي القدرة الآن للإجابة عليه".

وفي حين أن هناك خلافا داخليا حول السماح بفترة زمنية قصيرة لمزيد من المفاوضات بشأن الرهائن، هناك أيضا انقسام بين المؤسسة العسكرية وأجنحة في حكومة نتنياهو حول ما يجب فعله إذا فشلت المفاوضات، وفقا للمسؤولين والضباط الذين تحدثت إليهم "نيويورك تايمز".

ويعتقد محللون أن نتنياهو يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر بشكل منفرد، لأنه "مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية".

ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقرير، بل إن رئيس الوزراء وعد في خطاب ألقاه ليلة الأربعاء بـ"تدمير حماس"، من دون وصف طريقة أو توقيت مثل هذه العملية.

وقال نتنياهو: "لقد حددنا هدفين لهذه الحرب: القضاء على حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والحكمية، وبذل كل ما في وسعنا لإعادة أسرانا إلى الوطن".

وأضاف: "نحن نستعد للتوغل البري. لن أذكر متى أو كيف أو كم عددها، أو الاعتبارات العامة التي نأخذها في الاعتبار، التي معظمها غير معروف للجمهور".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بنيامين نتنياهو نتنياهو إسرائيل الرهائن الكنيسيت حماس الولايات المتحدة المفاوضات أخبار إسرائيل أخبار فلسطين اجتياح غزة الهجوم البري أخبار العالم حماس بنيامين نتنياهو بنيامين نتنياهو نتنياهو إسرائيل الرهائن الكنيسيت حماس الولايات المتحدة المفاوضات أخبار إسرائيل نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

تفاصيل محادثات ترامب ونتنياهو بشأن الوضع في غزة

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الخميس 22 مايو 2025 ، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بشأن الوضع في قطاع غزة ، وكذلك الملف الإيراني وذلك بعد فترة ساد فيها التوتر بينهما.

وقال مكتب نتنياهو في بيان صحفي إن رئيس الوزراء تحدّث مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد عملية إطلاق النار في واشنطن، بوقت سابق الخميس، والتي أسفرت عن مقتل موظّفين في السفارة الإسرائيلية هناك.

ولفت البيان إلى أن ترامب "أعرب عن حزنه العميق إزاء جريمة القتل المروعة في واشنطن"، فيما "شكر نتنياهو ترامب على الجهود التي يبذلها هو وإدارته، ضد مظاهر معاداة السامية في الولايات المتحدة".

وذكر البيان أن نتنياهو وترامب "ناقشا الحرب في غزة، وأعرب الرئيس ترامب عن دعمه للأهداف التي حددها رئيس الحكومة نتنياهو لإطلاق سراح جميع رهائننا، وتحقيق القضاء على حماس ، والدفع بخطّة ترامب"، التي ترمي إلى تهجير أهالي القطاع.

وبحسب البيان ذاته، فقد "اتفق نتنياهو والرئيس ترامب على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية".

وتأتي المحادثة بين ترامب ونتنياهو، اليوم، فيما قال الأخير في مؤتمر صحافيّ عقده، مساء الأربعاء، إن "أهداف الحرب واضحة: إخضاع حركة حماس، واستعادة جميع الأسرى، وضمان ألا تعود غزة لتشكّل تهديدًا على إسرائيل". وأضاف: "المهمة لم تنتهِ بعد. لدينا خطة منظمة جدًا"، على حد تعبيره.

وقال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار "إذا كانت هناك فرصة لإعادة الأسرى"، رافضا إنهاء حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، مضيفا: "أنا أوافق على وقف الحرب فقط مقابل إعادة جميع الأسرى، وإجلاء حماس من غزة، ونزع سلاح القطاع بالكامل، وتنفيذ خطة ترامب"، في إشارة إلى مقترح تهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة.

وفي ما يتعلق بالنووي الإيراني، قال نتنياهو: "نحن في تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، ونأمل في التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم؛ في حين تحتفظ إسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها من نظام يسعى إلى إبادتها".

ونفى نتنياهو وجود أي قطيعة أو خلاف مع الرئيس الأميركي، وقال: "تحدثت قبل أيام مع الرئيس ترامب عبر الهاتف، وقال لي: ’بيبي، أريدك أن تعلم أن لدي التزامًا مطلقًا تجاهك والتزامًا مطلقًا تجاه دولة إسرائيل‘".

وأضاف نتنياهو: "نحن في تنسيق كامل مع الإدارة الأميركية"، وتابع: "ليست لدي القدرة على الرد على كل الأخبار الملفقة والدوران الإعلامي أربع مرات في الساعة. ولست أعارض تعميق العلاقات الأميركية مع العالم العربي".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مقترح جديد قُدم لحماس - إسرائيل: محادثات غزة لا تزال مستمرة مع الوسطاء إسرائيل تخطط للسيطرة على 75% من القطاع لإنشاء "غزة صغيرة" تحقيقات 7 أكتوبر: الجيش الإسرائيلي فشل بالدفاع عن كيبوتس "كيسوفيم" وسكانه الأكثر قراءة نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا بشأن وفد تل أبيب بالدوحة روبيو : أبلغنا نتنياهو بقلق واشنطن إزاء الوضع الإنساني في غزة كشف تفاصيل اجتماع إسرائيلي سوري في الدوحة أطباء بلا حدود : غزة أصبح جحيمًا على الأرض للفلسطينيين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نائب عن الليكود: “لا نستطيع إخضاع حماس ونتنياهو يكذب”
  • اجتماع أمني إسرائيلي لبحث صفقة تبادل أسرى مع حماس رغم تشديد نتنياهو
  • محلل إسرائيلي: الحرب على غزة “عبثية” وتهدف لإبقاء حكومة نتنياهو فقط
  • محلل إسرائيلي: الحرب على غزة عبثية وتهدف لإبقاء حكومة نتنياهو فقط
  • نتنياهو: داعموا حماس يريدون تقويتها لتدمير إسرائيل
  • تفاصيل مباحثات ترامب ونتنياهو حول السفارة الإسرائيلية ومفاوضات حماس وإيران
  • تفاصيل محادثات ترامب ونتنياهو بشأن الوضع في غزة
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يستدعى وفد التفاوض من قطر
  • نتنياهو يسحب الوفد المفاوض من الدوحة.. المباحثات متعثرة منذ أسبوع
  • عاجل. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقرر استدعاء الوفد المفاوض من الدوحة بعد فشل المفاوضات مع حماس