تتوقف المستشفيات فى غزة عن العمل بسبب نفاد المياه والوقود اللازم لتشغيل المولدات، بينما تكتظ بأعداد هائلة من الضحايا والمدنيين الذين يبحثون عن مأوى من قصف الاحتلال الإسرائيلي، ويصف الأطباء ومديرو الصحة ومنظمات الإغاثة الدولية الظروف بالكابوسية.


بما فى ذلك إجبار الأطباء على إجراء العمليات الجراحية بدون تخدير أو بتخدير بسيط، أو على ضوء الهواتف المحمولة، واستخدام الخل فى بعض الحالات بدلًا من المطهر.


وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الأمر لا يقتصر على أن مستشفيات غزة مكتظة بآلاف المرضى الذين يعانون من جروح بالغة نتيجة للقصف الجوى المستمر، بل إنها تمتلئ أيضًا بعشرات الآلاف من الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، مما يزيد من صعوبة رعاية الجرحى.


وفى هذه الأثناء، أمر الجيش الإسرائيلى أكثر من ٢٠ مستشفى فى شمال ووسط غزة، تمثل الجزء الأكبر من الخدمات الصحية فى غزة، بالإخلاء، وهو أمر يقول الأطباء إنه من المستحيل تنفيذه.


وأضافت الصحيفة، أنه تم السماح لكميات محدودة من الإمدادات الطبية فى الأيام الأخيرة، لكن إسرائيل ترفض السماح بتوزيعها فى الشمال، حيث توجد معظم المستشفيات، حيث تريد الحكومة الإسرائيلية النصف الشمالى بأكمله من قطاع غزة، خالى قبل الهجوم البرى المخطط له.


وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يكن من الممكن توزيع الوقود أو المواد الطبية فى الشمال بسبب غياب الضمانات الأمنية، ولم يُسمح بدخول أى وقود جديد إلى غزة منذ هجوم ٧ أكتوبر، مما أدى إلى تجويع مولدات المستشفيات وكذلك محطة تحلية المياه وضخ المياه الضرورية لنظام المياه.


وذكرت الجارديان، أنه خلال الأيام القليلة الماضية، كان مسئولو الإغاثة متفائلين بأن الوقود سيتم تضمينه فى نهاية المطاف ضمن قوافل المساعدات التى تعبر من مصر، ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، مصرًا على عدم عبوره.


وأظهر مقطع فيديو انقطاع التيار الكهربائى عن المستشفى الإندونيسى فى شمال غزة بشكل كامل بعد تعطل المولدات، حيث كانت الإضاءة الوحيدة من الهواتف المحمولة.


وقالت منظمة الصحة العالمية إن "بعض المرافق التى تنتظر إمدادات منظمة الصحة العالمية والوقود فى شمال غزة تشمل مستشفى الشفاء، حيث يقترب معدل إشغال الأسرة بالفعل من ١٥٠٪"، كما اضطر المستشفى الإندونيسى إلى إغلاق بعض الخدمات الحيوية بسبب نقص الوقود، ويعمل الآن بوظائف محدودة.


ولا يزال مستشفى الصداقة التركي، وهو مستشفى الأورام الوحيد فى قطاع غزة، يعمل جزئيًا بسبب نقص الوقود، مما يعرض حوالى ٢٠٠٠ مريض بالسرطان للخطر.


وأوضحت الصحيفة، أن خبراء طبيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زاروا مستشفيات فى غزة وأكدوا التقارير المروعة التى قدمها الأطباء على الأرض، وقد أخبر بعض أطباء غزة أنهم لجأوا إلى استخدام الخل كمطهر بديل.


وقال مات موريس، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "ما يصفونه بما يرونه هو الموت والدمار والنزوح على مستوى مذهل"، "الناس ينامون على سلالم المستشفيات، ليس لدى آلاف الأشخاص مكان آخر يذهبون إليه ويبحثون عن مأوى فى المستشفيات، وشعرت فرقنا بأن جدران المبنى تهتز بسبب الانفجارات فى المنطقة المجاورة".


وأضاف موريس: "أن القانون الإنسانى الدولى واضح للغاية فى أن المستشفيات هى مرافق تتمتع بحماية خاصة"، "بصراحة: لا يجوز أبدًا قتل أى مريض وهو يرقد على سرير المستشفى، ويجب ألا يموت أى أطباء أو ممرضين أو أى متخصصين طبيين فى انفجار نارى أثناء عملهم على إنقاذ الأرواح".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المستشفيات غزة القصف الإسرائيلي على غزة الصحة العالمیة

إقرأ أيضاً:

منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد على أولوية التوصل لهدنة إنسانية فورية بالسودان هدنة إنسانية

شدد مسؤولون في منظمات أممية وإغاثية على ضرورة تعزيز العمل الإنساني في السودان بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام، مؤكدين أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات يفاقم معاناة ملايين المدنيين.
وأشار هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى وجود عراقيل وقيود تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من النزاع، مما يتسبب في حرمان بعض المناطق من المساعدات، داعين إلى فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون أي عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عدنان حزام، أن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان يُشكل تحدياً كبيراً أمام فرق الإغاثة الأممية والدولية، لا سيما مع اشتداد القتال وتدهور الواقع المعيشي لملايين المدنيين، داعياً إلى تعزيز العمل الإنساني في البلاد بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام.
وذكر حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مبادئ القانون الدولي الإنساني تُلزم الأطراف المتحاربة بإتاحة مناخ عمل آمن للعاملين الإنسانيين وفرق الإغاثة لضمان إيصال المساعدات إلى المتضررين من النزاع، مؤكداً أن حماية المدنيين وضمان حصولهم على الغذاء والمياه والرعاية الصحية تُعد واجباً أخلاقياً والتزاماً قانونياً.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع المعيشية في السودان يتطلب تحركات إنسانية عاجلة لا تقتصر على الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية للمدنيين، بل تضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين في مختلف مناطق البلاد من دون أي عقبات إدارية أو عراقيل سياسية.
وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي على ضرورة إنهاء العراقيل والقيود التي تواجه فرق الإغاثة والعاملين الإنسانيين وضمان حمايتهم، باعتباره التزاماً قانونياً وواجباً جماعياً لتخفيف معاناة المدنيين ومواجهة التداعيات الخطيرة الناجمة عن النزاع المسلح.
وأفاد بأن السودان يواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة بسبب القيود المفروضة على حركة الوصول إلى بعض المناطق، إضافة إلى القيود المفروضة على طرق توريد المواد الغذائية، مما أدى إلى حرمان ملايين المدنيين من الإمدادات الحيوية، وأجبر أعداداً متزايدة من السكان على النزوح بحثاً عن المأوى والغذاء، موضحاً أن تضرر طرق الإمداد أدى إلى عزل بعض المناطق وحرمانها من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، إن هناك العديد من العراقيل والقيود التي تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب الأهلية في السودان، مما يتسبب في حرمان العديد من المناطق والولايات السودانية من المساعدات.
وأضاف عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية يفاقم معاناة ملايين المدنيين، لا سيما الأطفال المحاصرين في مناطق النزاع، مشدداً على ضرورة فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.

مقالات مشابهة

  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • الجمعية العامة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بإنهاء قيودها على وصول المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بضمان وصول المساعدات إلى غزة
  • من داخل عالم النمل الأبيض.. باحث مصري يقترب من حل يجمع بين تنقية المياه وإنتاج الوقود الحيوي
  • “الصحة العالمية” تدين مقتل 33 شخصا في هجوم على مستشفى بميانمار
  • مستشفيات المدن الكبرى تُعلّق الرخص السنوية بسبب تنظيم كأس أفريقيا
  • فريق سلامة المرضى يزور مستشفى القناطر الخيرية استعدادًا لاعتماد هيئة الرقابة الصحية
  • وزير الدفاع الأوكراني: عضوية كييف في الاتحاد الأوروبي وقوة جيشنا أساسيان للضمانات الأمنية
  • اليونيسف: آلاف الأطفال والنساء يصلون مستشفيات غزة مصابين بسوء تغذية حاد وسط تدهور كارثي
  • زيلينسكي: الضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا يجب أن يوافق عليها الكونجرس