- "أجندة شرم الشيخ للتكيف" تستهدف 4 مليارات نسمة حول العالم بحلول 2030.


من / بسام عبد السميع ..
أبوظبي في 28 أكتوبر / وام / أنجزت قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" ثلاث ركائز رئيسية لتعزيز ودعم مسيرة العالم المناخية عبر مبادرات كانت الأولى في تاريخ القمم المناخية الأممية، وتصدرت مبادرة "صندوق الخسائر والأضرار" لمساعدة البلدان النامية على معالجة آثار التغيرات المناخية، مخرجات ونتائج هذه القمة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر 2022.


وللمرة الأولى، في مؤتمرات المناخ، أضاف "COP27" ملف المياه كوسيلة لمكافحة تغير المناخ، وإدخال المياه في القطاعات المستحقة للتمويل المناخي كجزء من سياسات التخفيف والتكيف، وتمت إضافة مصطلح "الحلول المستندة إلى الطبيعة" وتخصيص قسم عن "الغابات" وحمايتها.
ونجح مؤتمر المناخ برفع سقف التعهدات الدولية لخفض آثار أخطار التغير المناخي، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي بخفض انبعاثات الغازات بمقدار 57 % بحلول 2030، وكندا بنسبة 75 % بحلول عام 2030، إضافة إلى تعهد منظمة الأغذية والزراعة "فاو" بوضع خارطة طريق للزراعة تتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية قبل مؤتمر المناخ المقبل، وكذلك تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بالتوقف عن إزالة الغابات في منطقة الأمازون بحلول عام 2030.
( الإنذار المبكر )
وأعلنت الأمم المتحدة، خلال اجتماع عقدته في"COP27"، عن مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتحذير من الظواهر المناخية المتطرفة، باستثمارات 3.1 مليار دولار سنوياً ما بين أعوام 2023 و2027.
وتشمل المكونات الأساسية لتحقيق "الإنذار المبكر للجميع" أربع ركائز هي : تعزيز "الإلمام بمخاطر الكوارث" ويشمل جمع البيانات بطريقة منهجية وإجراء تقييمات للمخاطر، فيما تختص الركيزة الثانية بعمليات "الرصد والتنبؤ" عبر وضع خدمات لمراقبة الأخطار والإنذار المبكر، وتُعنى الركيزة الثالثة بعمليات "التأهب والاستجابة" عن طريق بناء الكفاءات الوطنية والمجتمعية في مجال الاستجابة، وأما الركيزة الرابعة فتضم عمليات "التعميم والإبلاغ"، وتتم من خلال تعميم المعلومات المتعلقة بالمخاطر لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها وتكون مفهومة وقابلة للاستخدام.
( طرق إبداعية )
وقال أنطونيو غويتريش الأمين العام للأمم المتحدة، خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمقاومة تغير المناخ في باكستان، الذي عقد في جنيف في يناير الماضي لدعم إعادة الإعمار في باكستان بعد الفيضانات المدمرة التي ضربتها في صيف 2022: إن العالم حقق في مؤتمر "COP27"، بعض الإنجازات المهمة، بما في ذلك التقدم في معالجة الخسائر والأضرار وتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، فضلا عن دعوة غير مسبوقة لإصلاح الهيكل المالي العالمي.
ودعا غويتريش، إلى إيجاد طرق إبداعية لتمكين البلدان النامية من الحصول على إعفاء من الديون والتمويل بشروط ميسرة، مشدداً على أن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ حقيقي وأن البلدان النامية الأقل مسؤولية هي أول من يعاني؛ ولفت إلى أن البلدان الواقعة على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ بحاجة إلى دعم هائل وأنه على البلدان المتقدمة الوفاء بالتزاماتها بمضاعفة تمويل التكيف وتحقيق هدف 100 مليار دولار على وجه السرعة دون تأخير.
ويعتبر مؤتمر الأطراف "Conference of Parties"، المعروف بمؤتمر المناخ، حدثا سنويا تنظمه أي من الدول الأعضاء باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ UNFCCC، التي تم التوقيع عليها عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ مع حلول عام 1994، وتهدف إلى تقليل خطر التدخل البشري في التسبب بالتغير المناخي، عبر عدد من التدابير الملزمة للدول الموقعة على الاتفاقية.
ويهدف مؤتمر الأطراف إلى مناقشة التطورات العالمية في قضية تغير المناخ، والتقدم الذي تم إحرازه للحد من الانبعاثات الكربونية، وفرص تمويل البلدان النامية، وخطوات الابتعاد عن الوقود الأحفوري، وغيرها من قضايا المناخ وتأثيراته السلبية وسبل الحد منها.
( أجندة التكيف )
وفي ديسمبر 2022، استعرض الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل "أجندة 2030" للتنمية المستدامة، في جَلسة إحاطة بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، أبرز مخرجات مؤتمر الأطراف "COP27"، مشيراً إلى أن المؤتمر حقق العديد من النتائج في جميع مجالات العمل المناخي.
وأوضح محيي الدين، أن مؤتمر المناخ شهد قيام الرئاسة المصرية بالتعاون مع رواد المناخ في إطلاق أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تهدف إلى مساعدة 4 مليارات شخص على مواجهة التغيرات المناخية بحلول عام 2030، حيث تستهدف الأجندة تحقيق 30 مخرجاً للتكيف مع آثار التغير المناخي عالمياً ضمن 5 محاور عمل رئيسية هي الغذاء والزراعة، والمياه والطبيعة، والمناطق الساحلية والمحيطات، والمستوطنات البشرية، والبنية التحتية، مع العمل على توفير التمويل والتخطيط اللازم.
( حشد التمويل )
وشهد "COP27" الإعلان عن بيان نيروبي الذي يسعى لتوفير تسهيلات تمويلية بحجم 14 مليار دولار لدعم التكيف في أفريقيا ضد الكوارث الطبيعية بشتى أنواعها، إضافة إلى دعوة المؤتمر لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي ليكون أكثر عدالة وكفاءة لتوفير ما يلزم من التمويل، كما شهد إصدار تقرير بعنوان "حشد التمويل من أجل العمل المناخي" الذي يتضمن عدة توصيات مهمة في مجال دفع التمويل المناخي.
وأبرز مؤتمر المناخ مبادلة الديون كحل جديد ومبتكر لتمويل العمل المناخي وتخفيف أعباء الديون على الدول النامية، مع عرض نماذج ناجحة لمبادلات الديون المبنية على مؤشرات الأداء.
( 50 ألف مشارك )
ووفقاً لما أعلنته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث "COP27"، بلغ عدد المشاركين في المؤتمر 50 ألف مشارك مقارنة بـ 36 ألفا في مؤتمر غلاسكو "COP26"، ثم أن مساحة الأجنحة بالمنطقة الزرقاء تم توسعتها بعد التقدم بطلبات لتصبح 36 ألف متر مربع ثلاث أضعاف "COP26"، ووصلت مساحة المنطقة الخضراء إلى 20 ألف متر مربع، مقابل 4 آلاف متر مربع في "COP26".
كما سجل "COP27" إطلاق وتخصيص 3 مبادرات للقارة الأفريقية شملت: مبادرة الانتقال العادل للطاقة بأفريقيا، ومبادرة المرأة الأفريقية والتكيف مع تغير المناخ بالتعاون بين وزارة البيئة والمجلس القومي للمرأة في مصر وهيئة الأمم المتحدة للمرأة - بوركينا فاسو، عبر إتاحة وظائف للمرأة الأفريقية خاصة في الريف الأفريقي من خلال مشروعات صغيرة في مجال الطاقة والزراعة والمياه، إضافة إلى مبادرة المخلفات العالمية بحلول عام 2050 بين وزارة البيئة بالشراكة مع برنامَج الأمم المتحدة للبيئة و10 دول أفريقية، فضلا عن تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي.
( التنفيذ من أجل الكوكب )
وعقدت فعاليات قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي "COP27" في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 6 إلى 19 نوفمبر 2022 تحت شعار "التنفيذ من أجل الكوكب"؛ وشهدت مع انطلاقها تحذيرات وصفها أنطونيو غويتريش الأمين العام للأمم المتحدة، بأنها الفوضى المناخية وأنه إما التعاون معاً أو الانتحار الجماعي، فيما جاء الافتتاح الرسمي بحضور الرؤساء والقادة في اليوم التالي وتم تمديد المؤتمر يوما إضافياً ليختتم أعماله في 20 نوفمبر 2022، وسط دعوات إلى "تحرك عاجل لمواجهة أكبر تهديد يواجه البشرية وكوكب الأرض".
وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري رئيس "COP27"، في كلمته خلال المؤتمر، "إن العالم لا يملك ترف الاستمرار في نهج الاستقطاب خلال جهود مكافحة تغير المناخ"، مضيفاً أن "الوضع المناخي الحالي يدعونا إلى تحرك دولي عاجل لاتخاذ جميع التدابير اللازمة وتعزيز العمل الجماعي متعدد الأطراف".

مصطفى بدر الدين/ بسام عبدالسميع

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: البلدان النامیة الإنذار المبکر الأمم المتحدة مؤتمر المناخ تغیر المناخ شرم الشیخ بحلول عام

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: غزة لا تزال مكانا للخوف والسودان بات مكاناً للعنف

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن غزة لا تزال مكانا للمعاناة وللخسائر وللخوف، وأن السودان بات مكاناً للعنف الوحشي، فمن دارفور وكردفان وما وراءها، لم يسلم أي مدني سوداني من العنف الوحشي والعبثي.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكـّر «تورك» باستمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، بما في ذلك على الأفراد الذين يقتربون مما يُسمى بـ «الخط الأصفر» والمباني السكنية، وخيام وملاجئ النازحين، فضلا عن غيرها من الأهداف المدنية.

وقال «تورك» إن قرار مجلس الأمن رقم 2803 لعام 2025 واضح تماما بشأن عدم تسمية أي شيء بحدود أو أي شيء آخر، فالأمر يتعلق بأرض يجب احترامها بكاملها، مشيرا إلى القرار الذي اعتمده المجلس في 17 نوفمبر لدعم خطة شاملة لإنهاء الصراع.

ودعا المسؤول الأممي جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار وضمان إمكانية الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة السلام.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونـروا» قد ذكرت بأن معظم أعمال العنف الإسرائيلي التي وقعت خلال الأسبوع الماضي تركزت قرب ما يسمى "الخط الأصفر" مما أدى إلى موجات جديدة من النزوح لسكان غزة.

وأشارت الأونروا إلى مقتل 360 فلسطينيا وإصابة 922 آخرين منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ في مطلع أكتوبر.

وإلى جانب الأزمة الإنسانية التي لا تزال تتفاقم في غزة، شدد «تورك» على أن الصدمة النفسية العامة التي يعاني منها سكان القطاع تعد أخطر أزمة صحية نفسية يمكن تصورها. فالجميع تقريبا يعانون من الصدمة، وخاصة الأطفال.

وفي الوقت نفسه، أعرب المسؤول الأممي عن قلقه البالغ إزاء مستويات غير مسبوقة من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية والمستوطنون على الفلسطينيين وأراضيهم في الضفة الغربية المحتلة. وقال: «هذا وقت لتكثيف الضغط والمناصرة، لا للاستسلام للرضا بالوضع الراهن».

اقرأ أيضاًغزة تشهد 46% من حالات قتل الصحفيين خلال 2025

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة لـ 70369 والإصابات لـ 171069

الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 70 ألفا و366 شهيدا

مقالات مشابهة

  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026
  • الأمم المتحدة: "إسرائيل" هجُرت ألف فلسطيني بالضفة منذ مطلع العام
  • المملكة تشارك في اجتماع المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنيويورك
  • بروتوكول بين البيئة وصندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • جهاز تنمية المشروعات: تعاون مصري-ياباني لدعم الصناعات الصغيرة وزيادة قدرتها التنافسية
  • البيئة توقع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • توقيع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ لدعم الابتكار والعمل المناخي
  • الأمم المتحدة: غزة لا تزال مكانا للخوف والسودان بات مكاناً للعنف
  • بروتوكول تعاون بين صندوق رعاية المبتكرين ووحدة الأوزون لدعم الابتكار والعمل المناخي
  • الأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070