حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "نمت عن صلاة الفجر واستيقظت بعد طلوع الشمس؛ فما حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس مع صلاة الفريضة؟
وأوضحت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، بأنه يُستحب قضاء سنة ركعتي الفجر مع الفريضة لمن فاتته صلاة الصبح ونام عنها واستيقظ بعد طلوع الشمس، وهذا ما عليه عليه جمهور الفقهاء.
وذكرت دار الإفتاء، أن مِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وقت صلاة سنة الفجروأشارت إلى أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".
وهذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في "بدائع الصنائع" لعلاء الدين الكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و"مواهب الجليل" للإمام الحطاب المالكي (2/ 66-67، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (4/ 7، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (2/ 93، ط. مكتبة القاهرة).
حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمسوما ورد في السؤال من كون السائل قد فاتته صلاة الصبح ونام عنها واستيقظ بعد طلوع الشمس، فالذي عليه جمهور الفقهاء: أن سنة ركعتي الفجر تقضى مع الفريضة.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ»، قَالَ: "فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ" أخرجه مسلم.
وبوَّب له ابن خزيمة في "الصحيح" (2/ 165، ط. المكتب الإسلامي): "بَابُ قَضَاءِ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِذَا نَسِيَهُمَا الْمَرْءُ".
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (2/ 671، ط. دار الوفاء) في شرح هذا الحديث: [وقوله في رواية أبي حازم عن أبي هريرة: "ثم سجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة" وكذلك في حديث أبي قتادة: "فصلى ركعتين ثم صلى الغداة" ولم يذكر ذلك في حديث ابن شهاب ولا في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.
كما اختلف العلماء فيمن فاتته صلاة الصبح، هل يصلي قبلها ركعتي الفجر؟ فذهب أبو حنيفة والشافعي وأحمد وداود إلى الأخذ بزيادة مَن زاد صلاة ركعتي الفجر في هذه الأحاديث. وهو قول أشهب، وعلي بن زياد من أصحابنا. ومشهور مذهب مالك: أنه لا يصليها قبل الصبح الفائتة، وهو قول الثوري والليث أخذًا بحديث ابن شهاب ومَن وافقه؛ ولأنها تزاد بصلاة ما ليس بفرض فواتًا] اهـ.
قال علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 287): [أما سنة الفجر: فإن فاتت مع الفرض، تقضى مع الفرض استحسانًا] اهـ.
وقال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 79-80، ط. دار الفكر): [وقد اختلف العلماء فيمن فاتته صلاة الصبح: هل يصلي قبلها ركعتي الفجر؟ فذهب أبو حنيفة والشافعي وأحمد وداود إلى الأخذ بزيادة مَن زاد صلاة ركعتي الفجر في هذه الأحاديث، وهو قول أشهب وعلي بن زياد من أصحابنا.. وهل يصلي ركعتي الفجر من فاتته صلاة الصبح قبلها أم لا؟ قال أشهب وعلي بن زياد: يركع ركعتي الفجر ثم يصلي الصبح، وبه قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد وداود] اهـ.
وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (1/ 337، ط. المكتب الإسلامي) في أوقات النوافل الراتبة: [والثاني: مؤقتة، كالعيد، والضحى، والرواتب التابعة للفرائض. وفي قضائها أقوال. وأظهرها: تقضى. والثاني: لا. والثالث: ما استقل، كالعيد، والضحى، قضي. وما كان تبعًا كالرواتب، فلا. وإذا قلنا: تقضى، فالمشهور أنها تقضى أبدًا] اهـ.
وجاء في "مسائل الإمام أحمد" (1/ 435، ط. الدار العلمية): [مَن فاته ركعتا الفجر فإنه يقضيهما إذا أضحى بعد طلوع الشمس، وهو مذهبه] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء صلاة الفجر طلوع الشمس صلاة الفريضة بعد طلوع الشمس دار الإفتاء سنة الفجر ال ف ج ر الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
متى ينتهي رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى؟ «الإفتاء» توضح
متى ينتهي رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى؟.. أكدت دار الإفتاء أن ما يتبقى من مناسك الحج في هذه الأيام، يتمثل في المبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث، ورغم أن الحاج يكون قد أنهى معظم أركان الحج، فإن هذه الأيام تُعد من أهم المحطات التي ينبغي اغتنامها بالطاعة والذكر، فهي امتداد للرحلة الإيمانية التي لا تقل روحانية عن يوم عرفة.
وقالت دار الإفتاء إن رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى، يكون حتى غروب الشمس، وفي كل يوم من أيام التشريق، يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث، وهي الجمرة الصغرى (أبعد الجمرات عن مكة)، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى (أقربهن إلى مكة).
ويُرمى كل منها بسبع حصيات، مع التكبير عند كل رمية، ويُستحب الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، دون الوقوف بعد رمي الكبرى.
وأكدت دار الإفتاء أنه يجوز الرمي قبل الزوال وبعده، وهو مذهب جماعة من العلماء، خاصة للحجاج من كبار السن والنساء ومن يعانون من الزحام.
وللحاج أن يتعجل ويغادر منى بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق (اليوم 12 من ذي الحجة)، بشرط أن يتم الخروج قبل غروب الشمس، فإن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى وجب عليه البقاء لليوم الثالث (13 من ذي الحجة) ورمي الجمرات فيه، وقال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾.
ما حكم المبيت في منى خلال ليالي التشريق؟
ومن جانبه، أشارت دار الإفتاء إلى أن المبيت بمنى خلال ليالي التشريق يُستحب للحاج، وهو سنة مؤكدة على رأي جمهور الفقهاء، بينما ذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى أنه غير واجب، لأن الهدف منه هو التيسير على الحاج والتقرب إلى الله بالبقاء في المشاعر.
ويجوز للحاج، وفقاً لفتوى دار الإفتاء، أن يترك المبيت بمنى في حال وجود عذر أو ضرورة، ويجوز له المبيت في مكة أو في مكان آخر، اعتمادًا على المذاهب التي لا توجب المبيت، ولا إثم عليه في ذلك.
وفي كلا الخيارين، من تعجّل أو تأخّر، لا إثم عليه، وإنما يتفاوت الأجر بحسب النية والاجتهاد في العبادة
اقرأ أيضاًحجاج الجمعيات يؤدون رمي الجمرات في أول أيام التشريق
بث مباشر.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق
«حسن الخاتمة».. وفاة رئيس محكمة استئناف القاهرة أثناء رمي الجمرات في الحج