حنين البطوش
أخصائية نفسية وتربوية
منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” والأردنيون يتابعون الأحداث في غزة لحظة بلحظة ويرصدون كل ما يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي من إجرام وقتل وتشريد للغزيين العُزّل، الذين تركهم العالم في مرمى القذائف الصهيونية فأصبح الأردني ينام ويستيقظ وهو يتابع صور وفيديوهات الدمار ودماء الشهداء من نساء وشباب وأطفال وشيوخ.
وانعكست مجريات كل هذه الأحداث الدموية في غزة بفعل طائرات الكيان الصهيوني الغاشم على حياة الأردنيين وعلى مزاجهم العام ،فلا رغبة لديهم بعمل أي شيء، وظهر ذلك من خلال منشورات معظم الأردنيين على السوشال ميديا وعلى أحاديثهم في أماكن عملهم وفي مجالسهم اليومية وفي بيوتهم أيضاً,حتى أن بعضهم قام بتأجيل مواعيد أفراحهم وأعراسهم تضامناً مع أحزان إخوانا في غزة .
وينتاب الأردنيون صغاراً وكبيراً بعد حجم الدمار الذي طال غزة والجراح التي أصابت أهلها حالة من الشعور بالعجز وعدم الإنجاز والإكتئاب والقلق والتوتر والخوف
وأرق بالنوم مما يتعرض له الغزيين من جرائم حرب وقتل وتشريد حتى قطع عنهم الإحتلال كل ما يعينهم على الحياة.
وتمضي الأيام وقد جعلت الواحد منا فاقداً للشغف ودائماً يشعر بالتعب النفسي الشديد بسبب قسوة أحداث غزة ،فتولدت لدينا ضغوطات نفسية في الحياة العملية والعائلية، حتى أصبح التعبير الدارج على لسان الرجال والنساء سواء في أماكن عملهم وفي جلساتهم وعلى صفحاتهم على السوشال ميديا “نفسيتي تعبانه”، بعد ما شاهدوه عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية التي تنقل على مدار الساعة ما يجري من من سفك لدماء الأبرياء في غزة.
كما أن هذا التعب النفسي جعل الأردني يشعر بالتعب والإرهاق والخمول ، بالإضافة إلى أن التعب النفسي يجعل الإنسان يفضل العزلة والجلوس بمفرده وهذه الحالة قد تصل إلى الدخول في حالة من الاكتئاب النفسي الشديد.
إن ما نشهده اليوم في غزة، من ظروف مروعة سوف تترك صوراً لا تنسى في الذاكرة، قد تؤثر على صحتهم النفسية وتتسبب في أزمات يصعب علاجها، وقد تتحول إلى أزمات نفسية مزمنة.
ويحاول البعض أثناء هذة الظروف أن يتفادى المخاطر بكل ما أوتي من قوة وأن يبقى حيًا، وبالتالي فالبعض يعبّر عن حالة الصدمة بالبكاء والقلق الشديد، والبعض الآخر يعتمد (التأجيل) كآلية دفاعية نفسية، أو من خلال إعطاء معنى مؤلم سامٍ لما يحصل، أو من خلال النكران للحالة القائمة للتخفيف من وطأة ما يجري ،وهذه الحالة النفسية التي يعيش خلالها الفرد حالة شبه طبيعية بعد الصدمة مباشرة، وتظهر الأعراض النفسية الناتجة عن الصدمة بعد زوال التهديد بفترة وتتضمن هذه الأعراض: القلق الحاد والهلوسة وزيادة ملحوظة في الحركة، وأحيانًا غياب عن الحاضر وتلويم النفس، وقد تتحول إلى مشاكل جسدية كالتأتأة والعودة للتبول لدى الصغار وتساقط الشعر لدى الكبار وغيرها…
فمُصيبتنا في فلسطين ،فحين نتحدث عن فلسطينَ والأقصى نجدُ أنفسَنا أمامَ مأساةٍ تعجَزُ الكلماتُ عن وصفِها، اختلطَتْ فيها العَبَراتُ بالعِبارات.
عمَّ نتحدّث؟ عن شعبٍ أعزلٍ يواجِهُ مجزرةً جماعيّةً بَشِعة، إن المؤامرةَ أصبحتْ حقيقةً واقعةً ظاهرةً للعيان، تتسارعُ خطُواتها يومًا بعد يوم، ومعَ ذلك نعلمُ يقينًا أن قضيةَ فلسطين لن تُنسى؛ لأنها في قلبِ كلِّ مسلم.
لقد تأذينا كثيراً بسبب أعمال العنف الذي يمارسه جيش الإحتلال الغاصب المجرم ضد أهل غزة ، فقد أُرهقت الأرواح وتمزقت الأسر وفقدت فلذات أكبادها من الأطفال أمام أعينها تحت ركام منازلهم، كما طالت آلة الحرب الصهيونية المدمرة المستشفيات والمدارس…
إلى متى كل هذا ؟
فتعز علينا غزة.. تعز علينا أحزانها..فسلامٌ الله عليها حتى تطمئن.
وفي هذه الأيام المريرة تتلقّفنا أخبار الموت والانهيارات كصفعاتٍ من نار ، يبدو فيها الشهيد وحده من نجا ، أمّا نحن ، فجميعنا جرحى في الجسد أو الروح أو الذاكرة!.
فلن نيأس من رحمة الله ،الله تعالى يرسل النصر ،ويجعل الأسباب من حيث لا نحتسب ،ومن يتّق الله يجعل الله من أمره يسراً
إنا لله وإنا إليه راجعون…
وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
“نفسيتي تعبانة”
مقالات ذات صلة الإرهاب الصهيوني يقتل الصحافة أيضا 2023/10/26حنين البطوش
أخصائية نفسية وتربوية
منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” والأردنيون يتابعون الأحداث في غزة لحظة بلحظة ويرصدون كل ما يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي من إجرام وقتل وتشريد للغزيين العُزّل، الذين تركهم العالم في مرمى القذائف الصهيونية فأصبح الأردني ينام ويستيقظ وهو يتابع صور وفيديوهات الدمار ودماء الشهداء من نساء وشباب وأطفال وشيوخ.
وانعكست مجريات كل هذه الأحداث الدموية في غزة بفعل طائرات الكيان الصهيوني الغاشم على حياة الأردنيين وعلى مزاجهم العام ،فلا رغبة لديهم بعمل أي شيء، وظهر ذلك من خلال منشورات معظم الأردنيين على السوشال ميديا وعلى أحاديثهم في أماكن عملهم وفي مجالسهم اليومية وفي بيوتهم أيضاً,حتى أن بعضهم قام بتأجيل مواعيد أفراحهم وأعراسهم تضامناً مع أحزان إخوانا في غزة .
وينتاب الأردنيون صغاراً وكبيراً بعد حجم الدمار الذي طال غزة والجراح التي أصابت أهلها حالة من الشعور بالعجز وعدم الإنجاز والإكتئاب والقلق والتوتر والخوف
وأرق بالنوم مما يتعرض له الغزيين من جرائم حرب وقتل وتشريد حتى قطع عنهم الإحتلال كل ما يعينهم على الحياة.
وتمضي الأيام وقد جعلت الواحد منا فاقداً للشغف ودائماً يشعر بالتعب النفسي الشديد بسبب قسوة أحداث غزة ،فتولدت لدينا ضغوطات نفسية في الحياة العملية والعائلية، حتى أصبح التعبير الدارج على لسان الرجال والنساء سواء في أماكن عملهم وفي جلساتهم وعلى صفحاتهم على السوشال ميديا “نفسيتي تعبانه”، بعد ما شاهدوه عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية التي تنقل على مدار الساعة ما يجري من من سفك لدماء الأبرياء في غزة.
كما أن هذا التعب النفسي جعل الأردني يشعر بالتعب والإرهاق والخمول ، بالإضافة إلى أن التعب النفسي يجعل الإنسان يفضل العزلة والجلوس بمفرده وهذه الحالة قد تصل إلى الدخول في حالة من الاكتئاب النفسي الشديد.
إن ما نشهده اليوم في غزة، من ظروف مروعة سوف تترك صوراً لا تنسى في الذاكرة، قد تؤثر على صحتهم النفسية وتتسبب في أزمات يصعب علاجها، وقد تتحول إلى أزمات نفسية مزمنة.
ويحاول البعض أثناء هذة الظروف أن يتفادى المخاطر بكل ما أوتي من قوة وأن يبقى حيًا، وبالتالي فالبعض يعبّر عن حالة الصدمة بالبكاء والقلق الشديد، والبعض الآخر يعتمد (التأجيل) كآلية دفاعية نفسية، أو من خلال إعطاء معنى مؤلم سامٍ لما يحصل، أو من خلال النكران للحالة القائمة للتخفيف من وطأة ما يجري ،وهذه الحالة النفسية التي يعيش خلالها الفرد حالة شبه طبيعية بعد الصدمة مباشرة، وتظهر الأعراض النفسية الناتجة عن الصدمة بعد زوال التهديد بفترة وتتضمن هذه الأعراض: القلق الحاد والهلوسة وزيادة ملحوظة في الحركة، وأحيانًا غياب عن الحاضر وتلويم النفس، وقد تتحول إلى مشاكل جسدية كالتأتأة والعودة للتبول لدى الصغار وتساقط الشعر لدى الكبار وغيرها…
فمُصيبتنا في فلسطين ،فحين نتحدث عن فلسطينَ والأقصى نجدُ أنفسَنا أمامَ مأساةٍ تعجَزُ الكلماتُ عن وصفِها، اختلطَتْ فيها العَبَراتُ بالعِبارات.
عمَّ نتحدّث؟ عن شعبٍ أعزلٍ يواجِهُ مجزرةً جماعيّةً بَشِعة، إن المؤامرةَ أصبحتْ حقيقةً واقعةً ظاهرةً للعيان، تتسارعُ خطُواتها يومًا بعد يوم، ومعَ ذلك نعلمُ يقينًا أن قضيةَ فلسطين لن تُنسى؛ لأنها في قلبِ كلِّ مسلم.
لقد تأذينا كثيراً بسبب أعمال العنف الذي يمارسه جيش الإحتلال الغاصب المجرم ضد أهل غزة ، فقد أُرهقت الأرواح وتمزقت الأسر وفقدت فلذات أكبادها من الأطفال أمام أعينها تحت ركام منازلهم، كما طالت آلة الحرب الصهيونية المدمرة المستشفيات والمدارس…
إلى متى كل هذا ؟
فتعز علينا غزة.. تعز علينا أحزانها..فسلامٌ الله عليها حتى تطمئن.
وفي هذه الأيام المريرة تتلقّفنا أخبار الموت والانهيارات كصفعاتٍ من نار ، يبدو فيها الشهيد وحده من نجا ، أمّا نحن ، فجميعنا جرحى في الجسد أو الروح أو الذاكرة!.
فلن نيأس من رحمة الله ،الله تعالى يرسل النصر ،ويجعل الأسباب من حيث لا نحتسب ،ومن يتّق الله يجعل الله من أمره يسراً
إنا لله وإنا إليه راجعون…
وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: على السوشال میدیا جیش الإحتلال أو من خلال ما یجری حالة من فی غزة
إقرأ أيضاً:
شقيق الفنان الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز يكتب الحلقة الأخيرة عن تفاصيل وفاة “الحوت”: (والله العظيم ما خرج من بطن الراحل لم يكن أمراً عادياً مياه بكمية تملأ “كريستالة” كاملة)
كتب الممثل مأمون عبد العزيز, كواليس اللحظات الأخيرة من حياة شقيقه الفنان الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز, وذلك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وبحسب رصد وومتابعة محرر موقع النيلين, فقد وصل الأستاذ مأمون, للحلقة الأخيرة, والتي كشف من خلالها تفاصيل الأزمة الصحية التي نقل على اثرها “الحوت”, للمسشتفى.
وقال شقيق الحوت: (الجزء الأخير من تفاصيل آخر حفلة للراحل محمود عبد العزيز, تحركنا فوراً إلى مستشفى رويال كير… نفس المستشفى الذي أجرى فيه محمود من قبل عملية القرحة، وتعافى منها بحمد الله . هذه المرة ذهبنا لأن الألم عاد يشتد في معدته، وكان هو بنفسه من طلب الذهاب للمستشفى .
تم حجزه لإجراء فحوصات عاجلة، والألم كان يزداد يوماً بعد يوم ، إلى أن قرر الطبيب التدخل السريع وإجراء عملية لشفط السوائل المتجمعة حول البطن (الصديد) . كانت عملية بسيطة ، وفعلاً دخلت معه إلى غرفة العملية .والله… والله العظيم، ما خرج من بطن الراحل لم يكن أمراً عادياً ، مياه بكمية تملأ “كريستالة” كاملة. العملية لم تستغرق أكثر من ربع ساعة أو نصف ساعة على الأكثر ، لكنها كانت آخر مرة أرى فيها محمود صاحياً ، واعياً ، يتحدث إليّ بصوته الذي أعرفه .بعدها ، تدهورت حالته بسرعة مخيفة… دخل في غيبوبة استمرت أياماً ، كأن الزمن كان ينسحب من بين أيدينا ونحن عاجزون عن فعل شيء سوى الدعاء .وبعدها، اتخذنا القرار الأصعب… السفر به على متن طائرة إسعاف إلى الأردن، على أمل أن تكون هناك فرصة للإنقاذ ، وأن يتمسك خيط الأمل الأخير بالحياة.. لكن مشيئة الله كانت أسرع من كل أمانينا…ربنا يرحمه ويغفر له).محمد عثمان _ النيلين إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/02 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة شاهد بالفيديو.. العميد طارق كجاب يكشف ما حدث في بابنوسة ويشيد بقادة الفرقة 22: (إختاروا الله على الشيطان واختاروا الوطن على القبيلة وخاضوا معركة فاصلة هزموا فيها متحركات للمليشيا كان قائدها دقلو)2025/12/02 شاهد بالفيديو.. قبل يوم من المباراة.. معلق مباراة السودان والجزائر “العماني” يتوقع فوز صقور الجديان على محاربي الصحراء في كأس العرب2025/12/02 شاهد بالفيديو.. قصة إسلام رجل “فلبيني” بالقوة على يد مواطن “سوداني” وأصبح بعدها من الدعاة المعروفين وأسلم على يده الآلاف2025/12/02 شاهد بالصور والفيديو.. حسناء الفن السوداني “مونيكا” تعود لإشعال مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة على أنغام أغنية مصرية2025/12/02 شبان بريطانيا يلجأون للمهن الحرفية هربا من الذكاء الاصطناعي2025/12/02 احذر تناول هذه الأدوية مع القهوة2025/12/02الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن