واقعة لم تحدث منذ 120 عاما.. جفاف نهر الأمازون يهدد حياة 633 ألف شخص
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
التغير المناخي .. يهدد ارتفاع درجات الحرارة فى العالم شبح الجفاف الذى يلوح فى الأفق، حيث يعد الطقس الأكثر تطرفًا على صحة الإنسان وسلامته، والأمن الغذائي والمائي، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية حيث التغييرات تضرب بقوة وبلا رحمة ، لكن هذه المرة في البرازيل التي تُعاني أسوأ موجة جفاف منذ نحو 120 عاماً.
وتعاني منطقة أنهار الأمازون من تداعيات عنيفة لموجة الجفاف والتغير المناخي الحاد، حيث تصطف المجتمعات المجاورة حول أضخم وأطول نهر في العالم للحصول على المياه الصالحة للشرب.
ومع استمرار الجفاف في منطقة الأمازون، تسعى السلطات العامة في البرازيل لتوصيل الغذاء والماء إلى آلاف المجتمعات المعزولة في جميع أنحاء هذه المنطقة الشاسعة الخالية من الطرق، حيث يعتمد السكان المحليون على القوارب باعتبارها وسيلة النقل الوحيدة.
وفي ولاية "أمازوناس" التي تبلغ مساحتها 3 أضعاف ولاية كاليفورنيا، تخضع 59 قرية وتجمع سكاني من أصل 62 لحالة الطوارئ، مما يؤثر على حياة 633 ألف شخص.
وفي العاصمة "ماناوس"، وصل نهر نيغرو أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون – إلى أدنى مستوى له منذ بدء القياسات الرسمية قبل 121 عامًا.
إحدى المدن الأكثر تأثراً هي "كاريرو دا فارزيا"، والتي تقع بالقرب من "ماناوس" على ضفاف نهر الأمازون حيث وزعت البلدية مستلزمات الطوارئ باستخدام بارجة بدائية الصنع مصممة أصلا لنقل الماشية.
ووفقا لوكالة الأسوشيتد برس، قال جان كوستا دي سوزا، رئيس الدفاع المدني في كاريرو دا فارزيا، وهي بلدية يبلغ عدد سكانها 19,600 نسمة، ويعيش معظمهم في المناطق الريفية: "لقد تأثر الجميع بالجفاف، فالسكان يعانون من غياب الماء، كما فقد البعض محاصيلهم، بينما لم يتمكن البعض الآخر من نقل إنتاجهم”.
وتُعد فترات الجفاف جزءًا من نمط الطقس الدوري في منطقة الأمازون، مع هطول أمطار أخف من مايو إلى أكتوبر في معظم الغابات المطيرة. ويمتد الموسم بشكل أكبر هذا العام بسبب ظاهرتين مناخيتين:
- ارتفاع درجة حرارة المياه الاستوائية الشمالية للمحيط الأطلسي.
- ظاهرة النينيو - ارتفاع حرارة المياه السطحية في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية - والتي ستبلغ ذروتها بين ديسمبر ويناير.
جدير بالذكر، أن موجة الجفاف الشديدة التي تضرب البرازيل حاليا تؤثر على انتقال سكان المناطق المحيطة بالأنهار والقرى المجاورة لها، حيث يعتمدون في تنقلاتهم وتوفير احتياحاتهم على هذه الأنهار.
وقد تسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديد بمستوى يصل إلى سبع درجات أعلى من معدلاتها السابقة في نفوق آلاف الأسماك و153 من الدلافين المهددة بالانقراض بمنطقة الأمازون، كما سيؤثر ارتفاع الحرارة بحلول نهاية العام الجاري لفقدان ما يقرب من نصف مليون شخص تقريبا بالمنطقة لأبسط الاحتياجات الأساسية للحياة كالماء والطعام ووسيلة انتقال آمنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التغير المناخى ارتفاع درجات الحرارة شبح الجفاف العالم الأمن الغذائى
إقرأ أيضاً:
الهاتف الذكي وتأثيره الخفي.. هل يهدد صحة أطفالنا النفسية؟
بينما أصبح الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، تظهر دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الاستخدام المكثف لهذه المنصات قد لا يكون مجرد وسيلة للتواصل والترفيه، بل قد يحمل آثارًا خطيرة على صحة الأطفال النفسية، ويزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، تابع فريق البحث بيانات 11876 طفلاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً على مدى ثلاث سنوات، لتحديد العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين كانوا يعانون من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر ميلاً لاستخدام هذه المنصات عند بلوغهم 13 عاماً، مما يضعف فرضية أن الأطفال “غير السعداء” هم من يجذبهم التواجد الرقمي.
وبحسب الصحيفة، المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة في سن 12 و13 عاماً أظهروا أعلى معدلات للاكتئاب لاحقاً، مما يشير إلى وجود علاقة سببية محتملة بين الاستخدام المكثف وظهور أعراض الاكتئاب، وارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على هذه المنصات من 7 دقائق في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بداية المراهقة.
ويرى الباحثون أن هذا التأثير السلبي قد يعود لعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، وهما مرتبطان سابقاً بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين، وتشير دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين 11 و12 عاماً يكونون أكثر عرضة لمحاولات الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد.
يؤكد الدكتور جيسون ناغاتا، قائد فريق البحث وأخصائي طب الأطفال، أن منع الأطفال تماماً من استخدام الهواتف ليس حلاً عملياً، لكنه يقترح على الأهالي وضع ضوابط مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات، وفتح حوارات صادقة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي، لتقليل الأثر النفسي السلبي.
ورغم ذلك، شكك خبراء مثل البروفيسور كريس فيرغسون من جامعة ستيتسون في فلوريدا في قوة العلاقة بين الاستخدام والاكتئاب، معتبرًا أن التأثير ضعيف وقد يكون ناتجًا عن ضوضاء إحصائية. كما أقر الباحثون بحدود دراستهم، مثل الاعتماد على تقارير الأطفال وغياب تحليل تفصيلي لأنواع الأجهزة وأوقات الاستخدام.
هذا وظهر الهاتف المحمول لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي كجهاز اتصالات لاسلكي كبير الحجم ومقتصر الاستخدام، ليشهد منذ ذلك الحين تطوراً هائلاً في التكنولوجيا والتصميم، ومع مرور الوقت، أصبح الهاتف المحمول جهازًا صغير الحجم، مدمجاً بوظائف متعددة تتجاوز مجرد إجراء المكالمات، ليشمل الرسائل النصية، الوصول إلى الإنترنت، الكاميرات، والتطبيقات الرقمية.
وفي العقدين الأخيرين، خاصة مع ظهور الهواتف الذكية، تحولت الهواتف المحمولة إلى أدوات اتصال شخصية شاملة تمكّن المستخدمين من التواصل الاجتماعي، الترفيه، التعلم، والعمل في أي مكان وزمان، وأدى انتشار هذه التكنولوجيا إلى تأثيرات اجتماعية وثقافية كبيرة، حيث أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمعظم الناس حول العالم.
ومع ذلك، برزت مخاوف متزايدة بشأن تأثير الاستخدام المكثف للهواتف الذكية، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين، على الصحة النفسية والجسدية، مثل الإدمان الرقمي، قلة النوم، ومشكلات التركيز، لذا باتت الدراسات والأبحاث تركز بشكل متزايد على فهم كيفية استخدام هذه الأجهزة بشكل متوازن وصحي للحفاظ على رفاهية الأجيال القادمة.