لبنان ٢٤:
2025-05-09@20:42:10 GMT

متى سيُعلن حزب الله الحرب؟

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

متى سيُعلن حزب الله الحرب؟

"متى سيُعلن حزب الله الحرب".. هو السؤال الذي يزدادُ طرحُه يوماً بعد يوم وسط إرتفاع منسوب التوتر في الجنوب إثر إقدامِ جيش العدو الإسرائيليّ على التمادي يومياً في قصف البلدات الحدودية وإحراق أحراجها.
ما يحدثُ حالياً ليس عادياً جداً من الناحية العسكريّة، وما يبدو هو أنّ الأمور ستتدهور شيئاً شيئاً نحو تصعيدٍ أكبر.

التحذيرات في هذا الصّدد باتت كثيرة خلال الساعات الماضية، وهناك إتصالات أمنية وديبلوماسيّة تُوحي بأنَّ جبهة الجنوب قابلة للإشتعال أكثر، كما أنه من الممكن أن تصل ذروة التوتر إلى حدثٍ أمني كبير قد يهزّ الحدود بشكل أكبر. المسألةُ هنا ترتبطُ بوجود مخاوف من أن تعمد إسرائيل إلى إرتكابِ جريمة حرب في الجنوب الأمر الذي سيُؤدّي إلى تصعيد كبير قد يبقى "مضبوطاً" نوعاً ما.
حالياً، يعملُ "حزب الله" وفق تكتيكهِ الخاص الذي تمكن عبرهُ من "ضبط الجبهة" بحسب توقيته وقواعده. لهذا السبب، لن يندفع الحزب الآن إلى إعلان حربٍ طالما أنّ الأمور ما زالت تحت السقف المطلوب. لكنه فعلياً، وإذا تم النظر إلى أرض الواقع، فإن ما يخوضه "حزب الله" الآن في الجنوب هو حربٌ من نوع مُصغّر، ومن خلالها سيؤدي الرسائل التي يريدها ضدّ إسرائيل، فيما الأخيرة ستقوم أيضاً بالخطوة نفسها. إزاء ذلك، يمكن اعتبار أن إعلان الحرب "رسمياً" لن يكونَ وارداً في ظلّ المشهدية القائمة، فمن مصلحة "حزب الله" الحفاظ على الوضع الرّاهن كما هو لـ3 أسباب رئيسيّة:
1- السبب الأول يرتبطُ بحصر الجبهة ضمن المنطقة الحدودية والمواقع الإسرائيلية، فالمواجهة ورغم شدتها، لم تستهدف المدنيين بشكلٍ مباشر. الأمرُ هذا يصب في خانة "حزب الله" الذي تمكن من "دوزنة المعركة" على الوتر العسكري حصراً، وهذا ما يدلّ على أن الجبهة ما زالت محصورة بشكلها القائم الآن.
2- السبب الثاني والذي يدفع "حزب الله" لإبقاء المشهدية كما هي ترتبطُ بملاقاة شبه تأييدٍ داخلي لعملياته ضد إسرائيل. في الواقع، قد لا تكونُ "مناصرة" الحزب واضحةً بشكل جلي، لكن الأصوات التي كانت تُطلق مواقف مناوئة للحزب، خفّت درجاتها كثيراً بعدما تبين أن إسرائيل تُمعن حقاً في الإعتداء على الجنوب.
3- السبب الثالث وهو الأساس، ويرتبطُ برؤية "حزب الله" للميدان العسكري. الآن، ورغم خسارته الكثير من الشهداء، ما زال الحزبُ مُحافظاً على قدراته العسكرية ولم يذهب بعيداً نحو إستنزافها. المسألةُ هذه مهمة جداً، وبالتالي فهو يرى أنّ العمليات التي يخوضها ضد المواقع الإسرائيليّة تأتي بالغرض وتُحقق الخسائر البشرية والمادية المطلوبة. لذلك، ما الذي سيستدعي الذهاب أكثر من ذلك طالما أنَّ الهدف الأساسيّ يتحقّق ميدانياً؟
إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن قراءة مسار المعركة بشقَّيها الميدانيّ والعسكريّ، والوضع القائم رغم مساوئه، يُعتبرُ أفضل بكثيرٍ من وضع إعلان الحرب رسمياً. الآن، ورغم وجود إعتداءات إسرائيليّة، لم يحصلُ الدمار الذي يخشى لبنان حصوله، كما أن معظم المناطق والمدن الجنوبية البعيدة نسبياً عن الحدود تعيشُ حياة شبه طبيعية رغم التوتر. هنا، صحيحٌ أنّ النزوح كان من نصيب سكان البلدات الحدودية، لكنّ العامل المهم هو أن هؤلاء بإمكانهم العودة إلى منازلهم حينما يجري الإعلان فوراً عن إنتهاء التوتر، كون البلدات ما زالت كما هي وعلى حالها رغم المناوشات العسكرية القائمة.
في خلاصة الكلام، الأمر الذي يجب مراقبتهُ هو المسار العسكري يوماً بعد يوم. من خلال ذلك يمكن معرفة ما قد يشهده لبنان خلال الأيام المقبلة، والأساس هنا هو أن الوضع يختلف بين يومٍ وآخر، وهذا هو السرّ في جبهة الجنوب التي تختلف درجات التصعيد فيها تبعاً للواقع الميداني.

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الصين تعارض خطة إسرائيل لتوسيع الحرب

بكين (وكالات)

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي: الوضع الإنساني في غزة لا يمكن تحمله فلسطين تطالب بتحرك دولي إزاء دعوات لقصف مخازن الغذاء بغزة

أعربت الصين عن معارضتها لخطة إسرائيل توسيع الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ 19 شهراً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين سيان، في مؤتمر صحفي أمس، إن بلاده تراقب الوضع في غزة من كثب.
وأضاف أن بلاده تأمل في أن تعمل الأطراف سوياً لضمان التنفيذ المستمر والفعال لوقف إطلاق النار والعودة إلى مسار الحل السياسي.
ومطلع مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين «حماس» وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير الماضي.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نفكر…)
  • العلامة فضل الله: نجدّد دعوة الدولة إلى تفعيل دورها الذي أخذته على عاتقها على الصّعيد الديبلوماسي
  • غزة - إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات منذ بدء الحرب
  • ما الذي يقوله الشعراء؟
  • لماذا الهجوم على بورتسودان الآن؟
  • فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية
  • إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
  • ما هو “محور موراج” الذي تريد إسرائيل حشر الغزاويين فيه؟
  • الصين تعارض خطة إسرائيل لتوسيع الحرب
  • الوقت الآن للوحدة والتاضمن. هذا الكلام لا يشمل بالطبع الخونة والمرجفين