أسمت حكومة إسراٸيل عدوانها علی جمهورية إيران الإسلامية باسم الأسد الصاعد ماتُرجم بالانجليزية-Operatin rising loin وبالعبربة (عَم كِلافی) أي شعبٌ كالأسد أو شعبٌ كلبوٶة.
وقد توقف غير قليل من المتابعين عند (إسم هذه الحرب) التی اشعلتها إسراٸيل فی 13 يونيو 2025م فأدخلت نفسها والعالم فی ورطة حقيقية مفتوحة علی كل الإحتمالات.
(الأسد) كان هو شعار عرش (محمد رضا بهلوي) إمبراطور إيران الذي أسقطته ثورة إيران الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الإمام الخميني، في الحادي عشر من فبراير 1979م، وأُعلنت إيران جمهورية إسلامية، وهدمت أركان عرش امبراطورية آل بهلوی، وأُزيل بذلك شعار (الأسد)، لذا فالدلالة من اسم العملية الإسرائيلية واضحةً، وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تغيير نظام الجمهورية الإسلامية في إيران تحت إدعاء تدمير قدرات إيران النووية !! ويتضح ذلك من الضربة العسكرية الإسراٸيلية، التي أسماها نتنياهو بالضربة الإفتتاحية الناجحة.
فقد نجحت إسرائيل فی اغتيال قادة بارزين فی الجيش والحرس الثوري الإيرانيين وعلماء فی مجال الطاقة الذرية، بجانب إحداث خساٸر واضحة فی مواقع عسكرية ومدنية كثيرة، ظنت إسراٸيل إن عمليتها ستكون كافية لتحريك الشعب الإيراني ليثور ضد حكومته ومن هنا يبدأ (الأسد) فی الصعود وتعود أسرة بهلوي للحكم ومن ثم فلا حاجة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لأن زوال الجمهورية الإسلامية يعني تلقاٸياً زوال التهديد النووي الإيرانی!!
لكن ما حدث كان هو العكس تماماً،فقد استوعبت إيران الدولة،الصدمة، وملأت الفراغات التی أحدثتها الإغتيالات، بين قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني، وبدأت فی الرد داخل العمق الإسراٸيلي، بالطاٸرات المسيَّرة وطيف واسع من الصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية واستهدفت مقار أمنية وعسكرية وبحثية وتقنية،إسراٸيلية، مما يدل علی تماسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدرتها علی التصدي للعدوان الصهيوني ولايزال العرض مستمراً .
ولابد إن إسراٸيل قد علمت الآن بأنها أقصر قامةً من إيران بالرغم من تفوقها الجوي في سماء إيران، وقد جأرت بالشكوی وأعلنت عن حاجتها لإنخراط ماما أمريكا في الحرب بشكل صريح، إذ لا يكفي الإمداد الذي تقدمه أمريكا بالأسلحة المتطورة والذخاٸر الذكية ووساٸل الحرب السيبرانية، بجانب المشاركة في الدفاع الجوي باسقاط المسيرات الإيرانية الذی تقوم به حاملات الطاٸرات الأمريكية، وطاٸرات رافال الفرنسية انطلاقاً من الإمارات، وطاٸرات تايفون البريطانية انطلاقاً من قبرص، وإن افلتت الصواريخ والمسيرات الإيرانية من كل هذا فإن في انتظارها شبكة معقدة من الصواريخ الإعتراضية الإسراٸيلية الأمريكية، مثل حيتس 3 وحيتس 2 ومقلاع داٶود ومنظومة ثاد والقبة الحديدية وغيرها، ومع كل ذلك تصل صواريخ ايران الی قلب إسراٸيل بل كل الأراضي التي تحتلها اسراٸيل، وتوجع وتشعل النيران، وتُبقی الصهاينة في الملاجٸ،وتزيد الجبهة الداخلية الصهيونية هشاشةً، وأمريكا تقدم قدماً وتٶخر أخریٰ ، وعينها علی ماسيجره تدخلها الصريح من ويلات لها أول وليس لها آخر، أقلها إغلاق مضيق هرمز الذی يمر به رُبع التجارة العالمية مثل النفط وغيره. وتغيرت اللغة من تدمير البرنامج النووي الإيراني، إلیٰ اغتيال المرشد علي خامنئي، كهدف من هذه الحرب.
الامبراطور الأثيوبی هيلاسلاسي عندما كان يجلس علی عرش يهوذا وشعاره (الأسد) !! كان شديد الحفاوة بالأُسود، يرعاها بنفسه في قصره الامبراطوری، وقد نُقِل عنه قوله:-
(من السهل أن تُطلِق الأسد من القفص، ولكن من الصعب جداً أن تُعيده إليه). ويبدو إن نتنياهو لم يفهم الدرس لأنه غبی بإمتياز.
اللهم نصرك الذی وعدت
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الا سلامیة ا سلامیة الا سد یران ا ا یران
إقرأ أيضاً:
7 أكتوبر.. اليوم الذي أسقط أسطورة القوة وفضح زمن الخضوع
عباس المسكري
في حياة الأمم لحظات تصنع وعيها وتعيد تعريف شرفها، لحظات لا تمرّ كغيرها، بل تترك في الذاكرة أثرًا لا يُمحى، والسابع من أكتوبر كان تلك اللحظة الفاصلة التي بدّدت الضباب وكشفت الجوهر، فبان الصادق من المدّعي، والشريف من الخانع، إنه اليوم الذي تكلّم فيه الفعل، فصمتت الشعارات، وتهاوت الأصنام التي صُنعت من وهم القوة والخوف.
في ذلك اليوم، انقلبت موازين الفهم والقول رأسًا على عقب، وسقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" تحت أقدام الحقيقة، فإذا به جيشٌ أوهن من بيت العنكبوت، يتهاوى أمام عزيمة لا تُقاس بالعتاد، وما إن انكشفت هشاشته حتى هرع يستنجد بحلفائه، فلو لا مظلة أمريكا وسلاحها ومالها، لكان اليوم خبرًا من التاريخ لا أكثر، فلقد فضح السابع من أكتوبر زيف القوة المصطنعة، وكشف أن من يستقوي على الضعفاء لا يملك في داخله إلا الخوف.
ومن قلب غزة خرجت الحكاية، ومن أزقّتها المهدّمة انبعث المجد من جديد، هناك، في أضيق رقعة وأقسى حصار، وُلد رجال من نورٍ ودم، لا يعرفون الانكسار. مجاهدون جعلوا من أجسادهم سورًا يحمي كرامة الأمة، ومن إيمانهم وقودًا لا ينطفئ، هم أبناء الأرض والحق، سلاحهم يقينهم، وقوتهم في صدقهم، بصمودهم علّموا العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن النصر يولد من رحم الألم، لا من موائد المساومة.
لقد صار أبناء غزة عنوانًا للعزة، ورمزًا لكل عربيٍّ ومسلمٍ لا يرضى بالهوان، وفي كل خطوةٍ من خطواتهم تذكيرٌ للأمة بأن الشرف لا يُستورد، وأن البطولة قرارٌ لا شعار، نعم هناك، تحت القصف والجوع، كُتبت أنصع صفحات التاريخ بمدادٍ من دمٍ وصبرٍ وإيمانٍ لا يلين.
لكن ذلك اليوم لم يكشف ضعف العدو فحسب، بل فضح أيضًا زيف بعض من تزيّنوا بلباس الدين والسياسة، فخرجت أصوات تدّعي الورع وهي تلعن المقاومة وتكفّر المجاهدين، فأسقطها التاريخ قبل أن يسقطها الناس، لقد أرادوا أن يُطفئوا نور الصدق بفتاواهم، فإذا بهم ينكشفون أمام الله والخلق، أولئك الذين اصطفّوا إلى جانب الباطل خسروا مكانتهم، وذهبت هيبتهم أدراج الرياح، لأن الأمة بطبعها تعرف أن الحق لا يُحارب باسم الدين، وأن من يخذل المظلوم شريكٌ في ظلمه. لقد باءوا بغيظهم وحقدهم، وبقيت دماء الأحرار أصدق من كل خطبةٍ جوفاء.
مرّت سنتان، وما زال صدى ذلك اليوم يهزّ الضمائر، فلقد أعاد السابع من أكتوبر تعريف العزة في الوعي العربي والإسلامي، وأيقظ في الشعوب يقينًا كان يُراد له أن يموت، فصار ميزانًا يُعرف به الناس، من مع الأمة، ومن عليها، من اختار الكرامة، ومن باعها في سوق الخنوع، ذلك اليوم لم يكن مجرّد معركة، بل لحظة وعيٍ كبرى أعادت للأمة ثقتها بنفسها، وأثبتت أن من يتوكّل على الله لا يُهزم، مهما اشتدّ الحصار وتكاثر الأعداء.
سيبقى السابع من أكتوبر شاهدًا على أن الكرامة لا تموت، وأن الشرفاء مهما ضاق بهم الواقع لا ينكسرون، يومٌ كان عزًّا للأحرار، وفضيحةً للمتخاذلين، يومٌ فيه سقطت الأقنعة، وارتفعت الهامات، مرّت سنتان، وما زال وهجه يضيء القلوب، يذكّر الأمة أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الباطل، مهما علا، زائل، وسيظل السابع من أكتوبر تاريخًا لا يُنسى، ويومًا تعلّمت فيه الأمة من جديد كيف يكون الشرف، وكيف يُصان الحق بالدم لا بالكلام.