تعويضات بالمليارات وهدم عشرات المباني.. إسرائيل تدفع ثمن حربها مع إيران
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
القدس المحتلة - الوكالات
بينما تتواصل تبعات حرب "الأسد الصاعد" التي أطلقتها إسرائيل ضد إيران، تكشفت أرقام صادمة بشأن الأضرار الاقتصادية الهائلة التي لحقت بالداخل الإسرائيلي، وسط موجة غير مسبوقة من مطالبات التعويض وتوسّع لافت في التغطية التأمينية الفردية للممتلكات.
فمنذ اندلاع الحرب، سجّلت مصلحة الضرائب الإسرائيلية نحو 40 ألف مطالبة تعويض خلال أسبوعين فقط، في وقت تقرر فيه هدم 25 مبنًى بسبب الأضرار الجسيمة الناتجة عن صواريخ إيرانية، مقارنة بمبنى واحد تضرر بهذا المستوى خلال حرب غزة.
وكشف أمير دهان، مدير قسم التعويضات في سلطة الضرائب، أن حجم التعويضات المدفوعة حتى الآن بلغ 4.5 مليارات شيكل، مرجّحًا أن تصل إلى 5 مليارات شيكل خلال فترة وجيزة، مؤكدًا أن "هذه أرقام لم تُسجل من قبل في حجم الأضرار المباشرة".
وتزامنًا مع ذلك، تم شراء أكثر من 53 ألف وثيقة تأمين جديدة لتغطية أضرار الحرب، تتعلق بالممتلكات الخاصة كالمجوهرات، والأثاث الفاخر، والتحف، بعد أن تبيّن أن تعويض الدولة يقتصر على الأضرار العقارية والمركبات فقط.
ويُضاف إلى الأعباء المدنية، الأثر الاقتصادي الواسع لإغلاق الاقتصاد الإسرائيلي جزئيًّا. فقد قدّر آدم بلومبيرغ، نائب مدير الاقتصاد في "الهستدروت"، أن تكلفة إغلاق الاقتصاد تصل إلى مليار ونصف شيكل يوميًّا، لافتًا إلى أن الإجراءات الحالية أشد من تلك التي فُرضت خلال جائحة كورونا.
خطة تعويضات قطاع الأعمال:
في ظل الضغط المتزايد من كبرى الشركات، بدأت وزارة المالية في إعداد خطة تعويض لقطاع الأعمال، تشمل تغطية 75% من أجور الموظفين المتغيبين عن العمل، وتعويض الشركات التي تراجعت أعمالها بنسبة 25% أو أكثر. وتطالب كبرى الشركات، غير المشمولة بالخطة، بإعادة تفعيل نظام الإجازات المدفوعة جزئيًّا للموظفين، بنسبة 70% من الراتب.
ميزانية الدفاع إلى ارتفاع غير مسبوق:
وفي تطور موازٍ، أقرّ الكنيست الإسرائيلي زيادة في ميزانية الدفاع لعام 2025 بنحو 3.6 مليارات شيكل، منها 2.9 مليار مخصصة لنفقات عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران. ووفقًا لتقديرات حديثة، فقد وصلت ميزانية الدفاع إلى 113 مليار شيكل، وسط تحذيرات من أن التكلفة الحقيقية قد تتجاوز هذا الرقم بأشواط.
وكان تقرير لصحيفة "كالكاليست" الاقتصادية أشار إلى أن تكلفة الحرب حتى نهاية 2024 بلغت 142 مليار شيكل، وأسهمت في تفاقم عجز الميزانية إلى أكثر من 106 مليارات شيكل.
خسائر ضخمة في منشآت استراتيجية:
من بين أبرز الأضرار، ما لحق بـمعهد وايزمان للعلوم الذي قدّرت خسائره بملياري شيكل، إلى جانب مصفاة بازان لتكرير النفط في حيفا التي لم يتم تقدير أضرارها بدقة حتى الآن، في ظل استمرار التقييمات الفنية.
النزوح الداخلي:
بلغ عدد من تم إجلاؤهم من منازلهم بسبب الأضرار المباشرة حوالي 10,630 شخصًا، في واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي المرتبطة بالحروب منذ سنوات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ملیارات شیکل
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى بينهم صحافيون.. مجازر إسرائيلية جديدة في غزة
البلاد (غزة)
يشهد قطاع غزة، موجة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي، تمثلت في قصف جوي وبحري ومدفعي مكثف، أسفر عن عشرات القتلى بينهم صحافيون، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ خطة اجتياح كامل للقطاع خلال الأيام المقبلة.
وكثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على شرق مدينة غزة، مستهدفاً أحياء سكنية ومباني مدنية، في حين استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط محور نتساريم وسط القطاع، وتولت المروحيات شن هجمات على شرقي مخيم البريج، فيما قصفت الزوارق الحربية مناطق غربية من مخيم النصيرات، وخلال 24 ساعة فقط، قُتل 66 فلسطينياً في هذه الهجمات، بينهم 29 من طالبي المساعدات الإنسانية، في مشهد دموي بات يتكرر بشكل شبه يومي، وفق مصادر محلية. وفي تطور أثار موجة غضب محلية ودولية، قصفت طائرة إسرائيلية خيمة للصحافيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم 4 صحافيين، من ضمنهم أنس الشريف الذي اعترف الجيش الإسرائيلي باستهدافه متهماً إياه بالانتماء إلى خلية تابعة لحماس. ورفع هذا الحادث عدد الصحافيين القتلى منذ بدء الحرب إلى 237، بحسب المكتب الإعلامي في غزة.منظمة”مراسلون بلا حدود” جددت اتهامها لإسرائيل بفرض “حصار إعلامي” على القطاع، عبر منع دخول الصحافيين الأجانب وفرض رقابة عسكرية على أي تغطية داخلية.على الصعيد العسكري، كشفت مصادر إسرائيلية أن الجيش بصدد استكمال الترتيبات النهائية لبدء هجوم بري واسع على مدينة غزة خلال أسبوع، في إطار خطة أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لاحتلال كامل القطاع.
وتتضمن الخطة دفع سكان مدينة غزة، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، ثم تطويق المدينة والبدء بعمليات توغل داخل الأحياء، يعقبها احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع. ولم يحسم الجيش بعد ما إذا كان الهجوم سينفذ دفعة واحدة أم على مراحل، فيما ستُستدعى قوات الاحتياط لتعويض القوات النظامية في جبهات أخرى أو للمشاركة المباشرة في العملية.
الخطة الإسرائيلية واجهت انتقادات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، التي اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية. كما حذرت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعدة دول أوروبية وعربية من تفاقم الكارثة الإنسانية، مع ارتفاع مخاطر سوء التغذية وانهيار الخدمات الصحية، خاصة للأطفال.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي ضحايا الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 61,430 قتيلًا، غالبيتهم من المدنيين، في حين تعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.