نظم قصر ثقافة أسوان، لقاء حواريا، لمناقشة كتاب «طه حسين.. الإنسان والمشروع».. استطرادات عن زمنه وزماننا، للناقد صبري حافظ، الصادر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وأدار اللقاء الإعلامي والشاعر أشرف جابر.

تحدث صبري حافظ أستاذ الأدب العربي، عن الكتاب الذي بدأ كتابته قبل ثلاثة أعوام، وصدر في الذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي، وتناول به سيرة طه حسين الإنسان من جانب، ورصد مشروعه الفكري من جانب آخر، عبر اثني عشر فصلا.

وأشار إلى أن المشروع الفكري لعميد الأدب، يعد أحد أهم مشاريع النهضة والتحديث، وأكثرها تنوعا وعمقا وشمولا، وأن أفكاره ودعواته للثورة على السائد والتقليدي، والانتصار للعقل والموضوعية، مثلت منهجا قويا وراسخا لحرية الفكر والاعتزاز بالهوية الأصيلة.

وفي حديث أستاذ الأدب العربي، عن السيرة الذاتية لطه حسين، أشار لأهم العقبات التى واجهته كفقد بصره، ودراسته في فرنسا وتطلعاته، وعودته لمصر، مشيرا إلى أن حياة طه حسين كانت مليئة بالمعارك الفكرية والسياسية المتعلقة بالكتب أو الاستقلال، مما عرضه للكثير من المشاكل نتيجة أفكاره الجريئة.

وعن دوره في النقد وأسلوب كتابته، أوضح «حافظ»، أن «طه» حمل على عاتقه الحفاظ على هوية الثقافة المصرية وترسيخها لدى المصريين، ولم يتخل عن معتقداته وظل ناقدا حتى آخر حياته، كما تأثر بدور القرآن الأمر الذي ساعد في الحفاظ على لسانه العربي، وزاد من بلاغته وفصاحته.

التعليم كالماء والهواء.. ودور طه حسين في تكريس المجانية

أما عن دور طه حسين في العملية التعليمية فأوضح أنه حرص على مجانية التعليم، وعند تعيينه وزيرا للمعارف عام 1950، بدأ في تنفيذ سياسة مجانية التعليم الثانوي والفني لبناء منظومة تعليمية قوية تنافس منظومات التعليم الأوروبية تأكيدا على أهمية التعليم الذي كان دائما يردد عنه مقولة "التعليم كالماء والهواء".

واختتم اللقاء الذي أقيم بإشراف إقليم جنوب الصعيد برئاسة عماد فتحي، بحديث «حافظ» عن مدى اهتمام «طه» بالفنون التشكيلية، موضحا أن أول هدية لزوجته كانت لوحة فنية، وذلك إيمانا منه بدور الفن والأدب في الارتقاء بالإنسان.

وشهد اللقاء عدة مداخلات من الحضور حول موضوع النقاش، بحضور الكاتب أحمد أبو خنيجر، ويوسف محمود مدير عام فرع ثقافة أسوان، وعدد كبير من الأدباء والشعراء بالمحافظة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قصور الثقافة طه حسين ذكرى طه حسين طه حسین

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة بالبرلمان: مطالب بوقف إغلاق قصور الثقافة وإنقاذ الهوية المصرية من الانهيار

تقدمت النائبة الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الثقافة، وذلك بشأن توجه وزارة الثقافة مؤخرًا نحو تنفيذ خطة  لإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة وتأثيرها السلبي على مستقبل الوعي والإبداع في مصر.

 إجراءات وزارة الثقافة بإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة

حيث قالت "عبد الناصر" في مستهل طلب الإحاطة أننا تابعنا مؤخرًا الكارثة الثقافية التي مثلتها  إجراءات وزارة الثقافة بإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة، وهي مؤسسات ظلت لعقود من الزمن إحدى أدوات الدولة في نشر التنوير ومواجهة الجهل والتطرف، وباتت اليوم تُغلق الواحدة تلو الأخرى، إما بدعوى التطوير، أو تحت ستار ترشيد الإنفاق، أو بذريعة أن هذه المؤسسات غير جاذبة للجمهور على حد وصف المسئولين بالوزارة نفسها.

وأشارت عضو البرلمان المصري إلى أن الوقائع التي تم رصدها من قلب محافظات مصر كافة، وبالأخص الوجه القبلي، تدق ناقوس الخطر، إذ لم يعد الأمر مجرد إغلاق مؤقت أو إصلاحات متعثرة، بل سياسة عامة قائمة على التخلي التدريجي عن الدور التنويري للدولة، فهناك على سبيل المثال، أكثر من ٧٠ قصرًا وبيت ثقافة ومكتبة مغلقة تمامًا أو تعمل جزئيًا رغم صرف المليارات سابقًا على إنشائها أو تطويرها دون أي مردود فعلي ، وأكثر من ٣٠٠ منشأة ثقافية على مستوى الجمهورية لا تقدم أي خدمات حقيقية بسبب غياب العاملين، أو تهالك المباني، أو توقف الميزانيات، أو غياب البرامج أو الإهمال الإداري.

إغلاق ١١ بيت ثقافة

وأستكملت أنه في سوهاج وحدها، تم حصر ما لا يقل عن ١١ بيت ثقافة مغلق كليًا أو يعمل بلا أنشطة حقيقية مثل قصر ثقافة طهطا الذي أُغلق للصيانة منذ سنوات ولم يُفتح حتى الآن، وبيت ثقافة المنشأة الذي تحوّل إلى هيكل فارغ، وفي قنا، تم توثيق غلق بيت ثقافة الوقف، وتعطّل بيت ثقافة أبو تشت، ومكتبة العليقات، أما في أسيوط، نجد أن بيت ثقافة ديروط  قد أغلق منذ عام ٢٠٢٠، بجانب أن قصر ثقافة القوصية  أصبح بشكل كبير شبه مهجور.

نواب البرلمان: قناة السويس ليست مجرد ممر مائي عبوري بل محور أساسي في الاقتصاد الوطني28 توصية.. رياضة النواب تطالب الأكاديمية الوطنية للتدريب بتوجيه برامج متخصصة لشباب المصريين بالخارج

وأشارت "عبد الناصر" إلى أن الأرقام لا تكذب، فوفقًا لتقارير صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، هناك ما يزيد على ١٢٠ بيت ثقافة ومكتبة في قرى مصر تُدار حاليًا دون مدير دائم ولا تقدم أي أنشطة ثقافية فعلية، وبعضها يُستخدم كمخازن والبعض الأخر مهجور، حيث أن أكثر من ٦٠٪ من هذه المؤسسات لم تنظم فعالية واحدة خلال عام ٢٠٢٤، وهنا نجد أن معظم ميزانية الهيئة العامة لقصور تذهب على أجور وبدلات إدارات لا تزور مواقعها أصلاً.

وأردفت عضو مجلس النواب أن ما يُثير الغضب أكثر، أن قرارات الغلق الأخيرة جاءت متزامنة مع تصريحات رسمية من الوزير تُبرّر هذه الإجراءات بأن "الإقبال على المنتج الثقافي ضعيف"، فبدلاً من أن تبحث الوزارة عن سبب عزوف المواطنين عن هذه المؤسسات، سواء لعدم تطويرها أو غياب الأنشطة أو رداءة المحتوى، اختارت الحل الأسهل، وهو إغلاق المؤسسات، كمن يُعاقب المريض على مرضه بدلاً من علاجه، وكأن الحكومة قررت التخلّي تمامًا عن أبناء المحافظات، وتركهم فريسة للفراغ الفكري والجهل، دون حتى محاولة لإنقاذ ما تبقى من ملامح الثقافة العامة.

وفي محافظات الدلتا، لا يختلف الحال كثيرًا، إذ شهدت مراكز كفر الشيخ والغربية والمنوفية إغلاق عدد من بيوت الثقافة، وتحويل بعضها إلى مقرات إدارية صامتة، أو تركها تنهار بسبب غياب الصيانة.

كما أكدت "عبد الناصر" على أنه حتى الآن لم تصدر الوزارة أي خريطة زمنية واضحة لإعادة فتح القصور المغلقة، ولا خطة لإعادة تشغيل المكتبات المتوقفة، بل إن بعض المسؤولين صرحوا ضمنيًا بإمكانية تحويل تلك المؤسسات إلى مشاريع "استثمارية ثقافية" بالشراكة مع القطاع الخاص وبلا شك فأن هذا التوجّه يفتح الباب على مصراعيه أمام خصخصة الثقافة، وجعلها سلعة لمن يملك ثمنها، بدلًا من أن تبقى حقًا لكل مواطن.

كما أكدت أيضًا على أن ما يحدث الآن ليس مجرد تدهور إداري، بل انسحاب صريح من دور الدولة في بناء الإنسان المصري فكريًا ووجدانيًا، وهو انسحاب بدأ بهدم المكتبات وتحويل بيوت الثقافة إلى أطلال وسيُنهي بجيل لا يعرف الكتاب، ولا المسرح، ولا الموسيقى، ولا الفكر الحر.

كما شددت على أن السكوت على هذه النكسة الثقافية هو تفريط في الأمن القومي الناعم للدولة المصرية، وضرب مباشر لهوية مصر التي كانت دومًا منارة للإبداع والفكر، وإن كانت الحكومة قد أنفقت المليارات في مشاريع البنية التحتية، فإن إغلاق بيوت الثقافة يُمثّل هدمًا ممنهجًا لبنية الإنسان نفسه، وهو أفدح من هدم أي طريق أو كوبري.


وأختتمت النائبة مها عبد الناصر طلب الإحاطة مُطالبة الحكومة بشكل واضح وصريح بإلغاء قرارات إغلاق قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة، ووقف هذا النزيف الثقافي فورًا، مع وضع استراتيجية شاملة للتوسع في إنشاء وتحديث تلك المؤسسات داخل القرى والمراكز والنجوع، وتكثيف القوافل والأنشطة الثقافية المتنقلة في المناطق المحرومة، وتحديد جدول زمني دقيق لإعادة فتح كافة المواقع المغلقة فعليًا خلال مدة لا تتجاوز ٦ أشهر، على أن يُتابع البرلمان هذه الخطة رقابيًا وبشكل دوري.

طباعة شارك البرلمان مجلس النواب اخبار البرلمان قصور الثقافة الثقافة

مقالات مشابهة

  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • ” الإبداع السعودي” يختتم مشاركته في ” كتاب بوينس آيرس”
  • أحمد هنو يكشف أسباب قرارات إغلاق قصور الثقافة
  • مناهج التعليم.. مناكد الأدب
  • استياء بخطة النواب بسبب غلق عدد من قصور الثقافة
  • قصور الثقافة تناقش مستجدات رعاية ذوي الهمم في مؤتمر علمي بدمنهور
  • طلب إحاطة بالبرلمان: مطالب بوقف إغلاق قصور الثقافة وإنقاذ الهوية المصرية من الانهيار
  • مفاجأة.. تحويل قصور الثقافة المغلقة إلى حضانات للأطفال
  • مفاجأة.. تحويل قصور الثقافة المغلقة إلى حضانات
  • خاص.. ننشر نص قرار إغلاق بعض قصور الثقافة