دار الإفتاء توضح مكانة المسجد الأقصى في الإسلام
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية في فتوى تحمل رقم “4182” عن مكانة المسجد الأقصى في الإسلام
قائلة: جعل الله تعالى للمسجد الأقصى مكانة مميزة في قلوب المسلمين؛ فهو القبلة الأولى للمسلمين في العهد النبوي الأول، وهو المكان الذي شرفه الله عزّ وجلّ فجعله نهاية مسرى نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبداية معراجه إلى السماوات العُلَا؛ فقال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
ووصف الله سبحانه وتعالى هذه البقعة من الأرض بـ "المباركة" في أكثر من موضعٍ في كتابه العزيز؛ من ذلك الآية الأولى من سورة الإسراء السابق ذكرها، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في حق سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 71].
وفي هذا المكان المبارك جمع اللهُ الأنبياءَ جميعهم، يتقدمهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بهم إمامًا؛ ليكون ذلك إعلانًا للخلافة التامة له صلى الله عليه وآله وسلم وإكمالًا للبيت النبوي بخاتم المرسلين؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟» قَالَ: «فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّين» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وبيانًا لمكانة المسجد الأقصى في الإسلام جعله النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَحَدَ ثلاثِ مساجد في الإسلام لا تشد الرحال بقصد تحصيل مزيدِ ثوابٍ للصلاة فيها إلا إليها؛ فقال: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دار الافتاء توضح مكانة المسجد الأقصى في الاسلام صلى الله علیه وآله وسلم فی الإسلام ى الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يشترط جمع حصي رمي الجمرات من خارج مزدلفة؟.. دار الإفتاء توضح
رمي الجمرات هو أحد الشعائر في أيام التشريق خلال موسم الحج، ويشمل رمي الجمرات الثلاث الجمرة الصغرى ، وهي الأقرب إلى مسجد الخيف، والجمرة الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى الواقعة في نهاية حدود منى.
ويقوم الحاج برمي كل جمرة بسبع حصيات متتالية، يكبر مع كل واحدة منها، ويبدأ بالجمرة الأولى، ويُستحب الوقوف بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى للدعاء مستقبل القبلة، بينما لا يُسن الوقوف بعد رمي الجمرة الأخيرة.
هل يجوز جمع الحصى من خارج مزدلفة
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن جمع الحصى من مزدلفة لرمي الجمرات ليس واجبًا، بل يجوز للحاج أن يلتقط الحصى من أي مكان، دون تقييد بمكان معين.
وهذا التيسير مستند إلى ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده، قال: بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». والحديث رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والنسائي.
ويُفهم من الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التقط الحصى وهو في منى، لا في مزدلفة، كما أشار إلى النهي عن التشديد والغلو، ومن ذلك التشديد في تحديد موضع جمع الحصى.
وبذلك، فإن أخذ الحاج للحصيات من أي مكان يجزئه، وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الأربعة. وقد نص على ذلك كبار فقهاء المذاهب، منهم العلامة أكمل الدين البابرتي في "العناية"، والإمام الحطاب في "مواهب الجليل"، والإمام النووي في "المجموع"، والعلامة البهوتي في "كشاف القناع".
أما ما ورد في بعض المصادر الفقهية من كراهة جمع الحصى من أماكن معينة، فهو متعلق بظروف وحالات خاصة، ولا يؤثر على صحة الرمي مطلقًا، خاصة وأن المعتمد من المذاهب الثلاثة المشار إليها لا يوجب ذلك، بل يجيز الأخذ من أي موضع.
وبذلك يتأكد أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، ولا تتشدد في تحديد مكان جمع حصى الجمرات، بل تفتح الباب أمام الحجاج للتيسير والسهولة دون إخلال بالشعيرة.