يمانيون/ تقارير

يستمرّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة لليوم التاسع والعشرين على التوالي، بقصفٍ جوي مكثّف يستهدف مختلف مناطق القطاع في محافظاته الخمس، إضافةً إلى قصفٍ مدفعي متواصل يستهدف البلدات والمدن الواقعة في المناطق الشرقية والشمالية، والشمالية الغربية للقطاع، مع استهداف المناطق الغربية من قِبل الزوارق الحربية الإسرائيلية من البحر.

ويستمر “جيش” الاحتلال، بعد مرور تسعة أيام على بداية توغله، في الاعتماد على 3 محاور في التقدّم، هي: محور بيت حانون من شرق وغرب قطاع غزّة، ومحور غربي بيت لاهيا ومنطقة العطاطرة عند الخط الساحلي عبر طريق “الرشيد”، ومنه إلى منطقة التوام وشارع النصر وحي الكرامة، ومحور جنوبي حي الزيتون إلى مفترق “نيتسيريم” ،جنوبي مدينة غزّة، في اتجاه شارع “الرشيد” البحري.

محاور القتال آخر 24 ساعة

في الساعات الـ24 الأخيرة، لم تتمكن قوات الاحتلال، من تحقيق اختراقاتٍ مهمة في اتجاه مناطق الكثافة السكانية في الميدان، إذ تتقدم عبر قضم مناطق مفتوحة فارغة من العمران، ومناطق زراعية.

ولم يستطع “جيش” الاحتلال إعلان أي إنجازٍ عسكري، بل أعلن تزايد عدد قتلاه وجرحاه، بالإضافة إلى فشله في توثيق أي استهداف يزعمه للمقاومة ووجودها، في حين تنجح المقاومة الفلسطينية، كما سنفصّل في التوضيح، في توثيق اشتباكاتها مع القوات المتوغلة على محاور عدّة، وإلحاقها خسائر بآليات الاحتلال وجنوده.

وواصل الاحتلال، في الساعات الأخيرة، اعتماده على القصف المتوازي مع محاولات التقدم البري، محاولاً منع تصدي المقاومة لآلياته المدرّعة ودبّاباته على المحاور التي يدور عليها القتال كالآتي:

المحور الشمالي الغربي بيت لاهيا – العطاطرة، حيث حقق الاحتلال على هذا المحور خرقاً عن طريق اندفاعه عبر شارع التوام في اتجاه الجنوب وصولاً إلى شارع الرشيد البحري، و عبر الطريق البحري حيث وصلت طلائع قواته إلى مسجد الخالدي الموجود على الشاطئ، ثم اندفعت شرقاً عبر شارع عمر بن الخطاب إلى محطة “بهلول” للوقود، ثم عادت وانكفأت إلى مسجد الخالدي مرةً ثانية، نتيجة اصطدامها باشتباكات عنيفة مع المقاومة.

المحور الشمالي الشرقي بيت حانون، توجد قوات الاحتلال في المنطقة الزراعية المفتوحة على هذا المحور، وقد تقدّمت قليلاً في اتجاه بعض المباني السكنية على حواف البلدة الشرقية والشمالية بعد أنّ مهّدت بتدميرها بنيران المدفعية والقصف الجوي، وتشرف القوات الإسرائيلية على العمليات من ثلاثة محاور فرعية من دون تحقيق أي تقدم هام، هي محور شمالي غربي، “إيرز” – صلاح الدين تل الزعتر، وشمالي شرقي بيت حانون ، وآخر في الجنوب الشرقي من بيت حانون، حيث تركز المناطق السكنية.

المحور الشرقي جباليا، لم يحدث تغير واضح لتقدّم قوات الاحتلال في هذا المحور، فقد استخدم منطقة المقبرة الشرقية في جباليا كنقطة ارتكاز وقاعدة عمليات متقدمة، ولا تزال تصده اشتباكات المقاومة في المنطقة، حيث لم يتمكن حتى الآن من التقدم  للسيطرة على المناطق الرئيسية جبل الريّس، وجبل الكاشف، وتل الزعتر.

المحور الشرقي في اتجاه حي الزيتون إلى الشيخ عجلين وتل الهوا، تقدمت القوات الإسرائيلية عبر المناطق الزراعية والمفتوحة غرباً مقتربة من الطريق البحري في محاولتها تثبيت تمركز يفصل شمالي قطاع غزّة عن وسطه وجنوبه، ولا تزال المقاومة في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تشكيلات المقاومة المنتشرة في منطقة المغراقة شمال وادي غزة، تتصدى بقوة لآليات الاحتلال.

يُشار إلى أنّ الاحتلال شنّ، الجمعة، غاراتٍ جوية عنيفة على مناطق حي النصر والكرامة في شمالي غربي مدينة غزّة، وذلك بالتزامن مع محاولات التقدم التي لاقت مقاومة شديدة، كما قصفت مدفعية الاحتلال بشكلٍ مكثّف في المناطق الشرقية لخان يونس جنوبي القطاع، تزامناً مع خوض المقاومة اشتباكاتٍ عنيفة مع آليات الاحتلال التي حاولت التقدم من دون تثبيت أي مناطق تمركز.

المقاومة تستهدف المستوطنات وتتصدى لمحاولات التقدم

أفادت مصادر إعلامية في غزّة بأنّ المقاومة وجّهت من قطاع غزّة ضربةً صاروخية كبيرة في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، كما أكّد  أنّ صفّارات الإنذار دوّت بشكلٍ متكرر في المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.

وأكّدت مصادر ميدانية في غزّة سقوط قذيفة “هاون” أطلقتها المقاومة على دبابةٍ إسرائيلية بشكلٍ مباشر واشتعالها، جنوبي غربي مدينة غزّة.

وأوضحت المصادر، الجمعة، تراجع الدبابات الإسرائيلية المتقدمة من محور شمالي غربي قطاع غزّة على شارع الرشيد البحري مئات الأمتار نتيجة الاشتباكات العنيفة مع المقاومة.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاقها رشقةً صاروخية في اتجاه منطقة “تل أبيب” الكبرى رداً على المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين في قطاع غزّة.

كتائب القسام استهدفت أيضاً مستوطنة “نتيفوت” برشقةٍ صاروخية رداً على جرائم الاحتلال، كما وجّهت رشقةً صاروخية مكثّفة إلى مستوطنة “سديروت”.

كما نشرت بياناً مقتضباً أكّدت فيه تدميرها آليتين إسرائيليتين، وناقلة جند، في محور شمالي غربي مدينة غزّة بقذائف “الياسين 105”.

وكشفت كتائب القسّام عن قنصها جندياً إسرائيلياً شمالي بيت حانون، شمالي قطاع غزّة، إضافةً إلى استهدافها قوّة من “جيش” الاحتلال متحصّنة في مبنى شمالي بيت حانون بـ5 قذائف من طراز”تي بي جي”، مؤكّدةً اشتعال النيران في المبنى.

مشاهد من الاشتباكات الضارية التي يخوضها مجاهدو كتائب #القسام مع قوات العدو في شوارع بيت حانون وتدميرهم لعدد من الآليات#فلسطين #غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rGk6m1RFzo

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 3, 2023

ونشرت بياناتٍ مقتضبة حدّثت فيها استهدافاتها لقوات الاحتلال المتوغّلة في المناطق الحدودية للقطاع، معلنةً استهداف الآليات الإسرائيلية المتوغّلة غربي معبر “إيرز” بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وقالت الكتائب إنّ مجاهديها استهدفوا 3 آليات صهيونية في محور شمالي غربي غزّة بقذائف “الياسين 105″، إضافةً إلى دبابة صهيونية بـ4 قذائف من الطراز نفسه.

وباغت مجاهدو القسّام قوةً من جنود الاحتلال في منطقة “الأميركية” شمالي غربي بيت لاهيا، حسب ما أفادت الكتائب، مؤكّدةً أنّهم أجهزوا على 4 جنود من مسافة صفر.

وفي بيت لاهيا أيضاً، استهدفت كتائب القسّام آليةً إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” في منطقة “الأميركية” شمالي البلدة، وقوةً من جنود الاحتلال متحصّنة في مبنى شمالي غربي البلدة بقذائف “تي بي جي”.

ووثّقت الكتائب اشتباكات مقاتليها مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة جحر الديك، جنوبي مدينة غزّة، ناشرةً مشاهد للاشتباكات.

مشاهد من اشتباكات مجاهدي كتائب القسام مع قوات العدو المتوغلة في منطقة جحر الديك.#الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة pic.twitter.com/hOsDa2Bu9E

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 3, 2023

وجنوبي قطاع غزّة، أعلنت القسّام أنّ مجاهديها يخوضون اشتباكاتٍ مسلحة مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة العمور شرقي خان يونس، مؤكّدة تدمير دبّابتين وجرّافة بقذائف “الياسين 105”.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّها استهدفت بقذائف “الهاون” آليات الاحتلال المتوغلة قرب منتجع “النورس” في منطقة السودانية، وقرب نادي الفروسية، في المحور الشمالي الغربي لمدينة غزّة.

وكشفت سرايا القدس استهدافها مركز قيادةٍ لقوات الاحتلال جنوبي شرقي حي الزيتون، بعددٍ من مقذوفات “أبابيل”.

وقالت سرايا القدس، في بلاغٍ عسكري مقتضب، إنّ وحدات النخبة التابعة لها عند محاور شرقي خان يونس، وشمالي غربي غزّة، وشرقي جباليا، “اشتبكت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من مسافةٍ قريبة”، موضحةً أنّ وحداتها نفّذت عمليتي استهداف للآليات بالعبوات، كما خاضت قتالاً ضارياً بالرصاص عند هذه المحاور.

واستهدفت سرايا القدس التحشّدات العسكرية في موقع “صوفا” العسكري الإسرائيلي ومستوطنات “حوليت” و “نير إسحاق” برشقاتٍ صاروخية مركّزة، إضافةً إلى استهدافها مجمّع “أفشلوم” الاستيطاني برشقةٍ صاروخية بتوقيت تاسعة البهاء.

وصرّح ضابطٌ عملياتي في سرايا القدس أنّ “العدو الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة في لواء المظليين، ولواء جفعاتي، وهو لا يعلن عن عدد القتلى الحقيقي داخل المعركة”، مؤكّداً وجود تنسيقٍ ميداني وعملياتي للسرايا مع كتائب القسّام، وأنّهما معاً يواجهان العدو بشراسةٍ في جميع محاور التقدم.

يُذكر أنّ وسائل إعلامٍ صهيونية أكّدت، الجمعة، دوي صفّارات الإنذار في مناطق مستوطنات “غوش دان” و”حولون” و”بات يام” و”ريشون لتسيون” و”تل أبيب” في عمق كيان الاحتلال، إضافةً إلى مستوطنات وتجمعات “مشمار أيلون” و”كرمي يوسف” و”كفار بن نون” و”بقوع” وفي جبال القدس المحتلة ومستوطنة “هشفيلة”، وتأكيد سماع صفّارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزّة “بيت هجيدي” و”نتيفوت” و”يوشيفا” و”كفار سعد”.

إعلام إسرائيلي: الإسرائيليون لا يثقون بإدارة المعركة

أعلنت وسائل إعلامٍ صهيونية أنّه سُمح بنشر أسماء 4 قتلى جدد من “الجيش” الإسرائيلي، ليصل عدد القتلى المُعلن عن أسمائهم باعترافٍ من “جيش” الاحتلال إلى 27 قتيلاً منذ بداية توسيع العمليات البرية في القطاع.

كما تمّ إجلاء أكثر من 260 جريحاً من جنود الاحتلال في القطاع، وذلك حسب ما أفادت وسائل إعلامٍ إسرائيلية، تحت بند “سُمح بالنشر”، بإحضار 71 جريحاً إلى مستشفى “برزيلاي” في عسقلان المحتلة، لافتةً إلى أنّه منذ بدء الحرب على قطاع غزّة وحتى الآن، عالج المستشفى وحده 1513 جريحاً بمستوياتٍ مختلفة من الخطورة، مع عددٍ كبير من الإصابات الخطرة والخطرة جداً (الميؤوس منها).

وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، عن مقتل قائد دبابة في الكتيبة 52 في المعركة شمال قطاع غزة، كما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن تمثيل قذائف المقاومة الفلسطينية المضادة للدروع تهديداً مركزيّاً لقوات الاحتلال.

الإعلام الصهيوني أكّد أنّ “جيش” العدو الإسرائيلي ما تزال أمامه أيام “أكثر صعوبة” في معاركهِ البريّة مع مقاتلي “كتائب القسام” في قطاع غزّة.

وعلّقت وسائل إعلامٍ صهيونية عدّة على مقاطع الفيديو التي تنشرها كتائب القسّام لالتحام مقاتليها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في مناطق الاشتباك، قائلةً إنّه “باستخدام كاميرا GoPro، يُسجلون العمليّة كما في لعبة Call of Duty (لعبة إلكترونية شهيرة للعمليات القتالية)”.

ونشرت القناة “الـ13” الإسرائيلية نتائج استطلاعٍ للرأي علّقت على العمليات التي يقوم بها “الجيش” الإسرائيلي في قطاع غزّة، كشفت فيه أنّ 56% من الإسرائيليين لا يثقون برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في إدارة المعركة.

وأجرت القناة الإسرائيلية نفسها استطلاعاً آخر للرأي حمّل فيه 44 % من الإسرائيليين نتنياهو مسؤولية الفشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقابل ما نسبته 33% من الإسرائيليين يعتقدون أن المسؤول هو رئيس الأركان، هرتسي هليفي.

كما أضاء الإعلام الصهيوني على أنّ ما نسبته 47% من الإسرائيليين يعتقدون أنّه على نتنياهو “أن يستقيل في نهاية الحرب”، مقابل 29% يعتقدون أنّه “يجب أن يستقيل فوراً”.

"الاحتلال يحاول امتصاص الغضب الإسرائيلي وجيشه يحاول إخفاء الأرقام الصادمة لعدد القتلى في صفوف جنوده"

الكاتب والخبير في الشؤون الإسرائيلية حسن لافي لـ #الميادين #فلسطين #غزة#الثورة_الكبرى #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/UVa0PpmAZ4

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 3, 2023

نقلا عن الميادين #جيش الإحتلال الإسرائيلي‎#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزةً#كيان العدو الصهيوني#معركة طوفان الأقصىالمقاومة الفلسطينية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مع قوات الاحتلال من الإسرائیلیین الاحتلال فی سرایا القدس وسائل إعلام الیاسین 105 بیت لاهیا بیت حانون قطاع غز ة فی اتجاه فی منطقة ة بقذائف

إقرأ أيضاً:

نقاشات وحوارات عن الحروب المستمرة: خلل أمني كبير لكن المعركة لم تنته

في إطار تقييم الحروب الأخيرة والمستمرة بين قوى المقاومة والعدو الصهيوني، سواء في فلسطين ولبنان واليمن وإيران، وخصوصا الحرب الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، وبانتظار وضوح صورة الأوضاع في لبنان وفلسطين، عُقدت في العاصمة اللبنانية (بيروت) سلسلة لقاءات حوارية جمعت شخصيات فكرية وسياسية وأمنية ودبلوماسية وإعلامية بعيدا عن الأضواء، وذلك بهدف تقييم تلك الحروب بين الإيجابيات والسلبيات، وتحديد الثغرات التي برزت في هذه الحروب وفي سلسلة المعارك المستمرة منذ طوفان الأقصى إلى اليوم ومرورا بالحرب المستمرة على لبنان.

وهنا حصيلة أولية لهذه النقاشات والتي شارك فيها مسؤولون أمنيون وسياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون، بعضهم كانت لهم أدوار مهمة خلال السنوات الأخيرة في لبنان والمنطقة:

المطلوب إعادة مراجعة المشروع السياسي لقوى المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين من أجل إعادة بناء جبهة وطنية شاملة قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي؛ لأنه لا يمكن لقوة وحيدة أن تواجه هذا المشروع، وهذا يتطلب مراجعة الخطاب السياسي والعلاقات مع مختلف الأطراف السياسية وعلى صعيد القوى الإقليمية والدولية
أولا: ما جرى هو حرب وجود بين مشروعين كبيرين، المشروع الأول ذو البعد الفلسطيني والعربي والإسلامي والثاني المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا، وكلا المشروعين يستندان على خلفيات دينية وأيديولوجية وفكرية عميقة، ولذا لا يمكن أن تنتهي هذه الحروب بتسويات جزئية أو وقف لإطلاق النار، والمطلوب إما حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس قيام دولة واحدة يعيش فيها الجميع من عرب ويهود ومسلمين ومسيحيين، أو الاستمرار في الحروب والمعارك طيلة السنوات المقبلة حتى يحسم أحد الطرفين هذه المعركة.

ثانيا: الخلل الكبير الذي أصاب محور المقاومة وخصوصا في لبنان وإيران هو الخلل الأمني، سواء كان خللا بشريا أو تقنيا أو تكنولوجيا، وهذا يعود لتضخم الجسم العسكري والاهتمام ببناء القدرات العسكرية دون الاهتمام الكبير بالجانب الأمني. وهناك نقاط مشتركة بين ما جرى في لبنان وما جرى في إيران، إضافة إلى تداخل الأدوار بين الذين يتولون المهام الأمنية والمهام السياسية واللوجيستية، وهذا يتطلب مراجعة شاملة للأداء الأمني والسياسي واللوجيتسي من أجل تجنب الأخطاء وإعادة بناء المنظومات الأمنية بطريقة جديدة تراعي التطور التكنولوجي وتأخذ بالاعتبار الثغرات التي برزت، إضافة إلى دخول العامل التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في الحروب وتقدم العدو الصهيوني على قوى المقاومة في هذا الجانب.

ثالثا: رغم الضربات القاسية التي تلقاها محور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن وإيران فإنه لا يزال يمتلك القدرات والإمكانيات الكبيرة، والدليل استمرار القتال في غزة وتوجيه ضربات قاسية للجيش الإسرائيلي وخصوصا في الأسابيع الأخيرة، وفشل القضاء على نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، واستمرار قوة حزب الله في لبنان، واستمرار إطلاق الصواريخ من اليمن على الكيان الصهيوني رغم ما يتعرض له اليمن من اعتداءات إسرائيلية وما تعرض له من عدوان أمريكي، ولذلك ليس صحيحا أن المشروع الإسرائيلي- الأمريكي حسم المعركة لصالحه رغم ما حققه من إنجازات تكتيكية. وقد نشهد في المرحلة المقبلة أشكالا جديدة من المعارك وخصوصا عبر استهداف الداخل الإيراني، إضافة لمواصلة الضغوط على حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان والسعي لإسقاط حكم أنصار الله في اليمن.

رابعا: المطلوب إعادة مراجعة المشروع السياسي لقوى المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين من أجل إعادة بناء جبهة وطنية شاملة قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي؛ لأنه لا يمكن لقوة وحيدة أن تواجه هذا المشروع، وهذا يتطلب مراجعة الخطاب السياسي والعلاقات مع مختلف الأطراف السياسية وعلى صعيد القوى الإقليمية والدولية.

المعركة لم تنته رغم كل اتفاقيات وقف إطلاق النار على كافة الجبهات، والمطلوب الاستعداد لمعارك جديدة في المرحلة المقبلة، وقد تأخذ أبعادا أمنية وسياسية واقتصادية وفكرية وإعلامية
خامسا: كشفت المعركة ضد إيران عن خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة كلها وأنه لا يشكل خطرا على فئة محددة أو دولة معينة، بل إنه قد يطال دولا عربية وإسلامية كبرى وخصوصا مصر وتركيا وباكستان، وحتى إن دول الخليج العربي لن تكون بعيدة عن المخاطر لو نجحت الحرب على إيران، إضافة للتداعيات الدولية لهذه الحرب، ولذا لا بد من إعادة ترتيب العلاقات بين كل هذه الدول لمواجهة المخاطر المستقبلية في ظل وجود تيار صهيوني حاكم يريد تغيير المنطقة والعالم.

وهناك دعوات من عدة جهات عربية وإسلامية لإطلاق مبادرات جديدة لجمع القوى العربية والإسلامية في جبهة موحدة، مع السعي للتواصل مع الجهات والمؤسسات الدولية الداعمة للحقوق العربية والفلسطينية والرافضة للمشروع الصهيوني.

سادسا: بعكس ما يروّج له البعض من أن الكيان الصهيوني حقق نتائج استراتيجية في هذه الحروب وأنهى المخاطر التي يواجهها، فإن التطورات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى إلى الحرب على إيران كشفت عن ثغرات استراتيجية وأمنية وعسكرية لدى الصهاينة، ولولا الدعم الأمريكي لما صمد الكيان الصهيوني في وجه الضربات التي تعرض لها. وهذا يتطلب تقييما شاملا لهذه المعارك من أجل بناء رؤية استراتيجية للصراع في المرحلة المقبلة.

هذه بعض الخلاصات التي تم التوصل إليها من خلال لقاءات ونقاشات حوارية في بيروت، وهذا يتطلب أيضا توسعة النقاش على الصعيد العربي والإسلامي والدولي من أجل تقييم كامل لما جرى حتى الآن من حروب ومعارك، ووضع استراتيجيات جديدة للمواجهة. فالمعركة لم تنته رغم كل اتفاقيات وقف إطلاق النار على كافة الجبهات، والمطلوب الاستعداد لمعارك جديدة في المرحلة المقبلة، وقد تأخذ أبعادا أمنية وسياسية واقتصادية وفكرية وإعلامية.

ولا نهاية لهذا الصراع طالما أن هناك كيانا صهيونيا عنصريا ينفذ سياسات الإجرام والقتل والعدوان؛ بدعم أمريكي وغربي وصمت عربي ودولي.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباكات شمالي قطاع غزة
  • توقعات الطقس في السودان خلال الـ24 ساعة القادمة
  • انتحار جندي من لواء جولاني في جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره
  • “القسام” تكشف عن 3 عمليات استهدفت جنود وآليات العدو الصهيوني في غزة خلال الأيام الماضية
  • خبير عسكري: الخسائر تجعل الاحتلال يعجز عن إتمام عمليته البرية في غزة
  • الصحة -غزة: 105 شهداء و530 إصابة في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • الدفاع المدني بغزة ينفذ 39 مهمة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • بالفيديو.. سرايا القدس تستهدف تجمعات الاحتلال بقذائف الهاون في غزة
  • نقاشات وحوارات عن الحروب المستمرة: خلل أمني كبير لكن المعركة لم تنته