سودانايل:
2025-06-12@04:46:17 GMT

أم درمان تنتحب حزناً على كمال الجزولي

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

برحيل فتى ام درمان الألمعي، وشاعرها القوّال، وأديبها الفصيح الاستاذ كمال الجزولي المحامي الفاجع بمصر اليوم، انهد ركن ركين من اركان الادب والفكر والثقافة والسياسة في السودان. كان كمال الجزولي جوهرة مضيئة في عقد نضيد من الساسة والمفكرين والادباء والشعراء والصحفيين والرياضيين والظرفاء ظل يزين عقد ام درمان العاصمة الوطنية، أو مدينة التراب كما نعتها الراحل البروفيسور علي المك احد ابنائها البررة في زمان مضى، ذلك التراب اذي استحال بفعل هذه الحرب المدمرة الى اكوام من الركام والحطام والدرين الذي شهدت ذراته خلال العقود الخالية من تخلقها، خروج خير بني السودان كما كتب عبد المنعم عبد الحي وصدح العميد أحمد المصطفى … والامر لله من قبل ومن بعد.


كان آخر عهدي بكمال الجزولي في مجلس جمعنا معاً قبل نحو عامين، مع ثلة طيبة من الفضلاء من محبي الفكر والثقافة والادب، من مختلف المشارب والخلفيات، مأدبة عشاء دعانا لها صديقنا المشترك الدكتور معتصم يوسف مصطفى، احتفاء بمقدم الشاعر الكبير السفير محمد المكي ابراهيم من الولايات المتحدة لقضاء عطلة في البلاد بعد طول غيبة عنها.
كنت التقى كمالا قبل ذلك أحياناً ، في جولات التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية التي كان يستضيفها فندق راديسون بالعاصمة الاثيوبية " أديس أبابا "، حول ما كان يسمى بالصراع في المنطقتين اي جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق، انا ضمن وفد الحكومة بحكم المهنة، وهو بوصفه صديقا او مستشارا لوفد الحركة، وكان كثيرا ما يصحبه صديقه الاثير الشاعر فضيلي جماع، فيحتفيان بي حفاوة ظاهرة كانت تسعدني حقاً، وننسى المفاوضات برهةً، ونقبل على ما يجمع بيننا ويقربنا من حب الادب والثقافة وما اليهما. ولله در شاعرنا الفذ التيجاني يوسف بشير اذ يقول مخاطباً مصر:
وثّقي من علائق الأدب الباقي ولا تحفلي بأشياءَ أخرى !
ومرةً نوّه كمال الجزولي ببعض ما أنشر من مقالات في الوان شتى من الثقافة والفن والادب في احدى روزنامته الشهيرة التي كان ينشرها بانتظام ورقيا والكترونيا، وخصوصاً بصحيفة سودانايل الالكترونية، حيث ظللت انشر انا أيضاً بانتظام، منذ ما يربو على العقدين من الزمان. وقد سرني ذلك التقريظ غاية السرور بطبيعة الحال، نظراً لصدوره من اديب كبير وشاعر شهير في قامة الاستاذ كمال الجزولي.
ولبيتُ في عصر احد الايام قبل بضعة اعوام، دعوة غداء احتفالاً بعقد قران شاب يمت بالقرابة لزوجتي، أقيم بحي بانت بأم درمان، فاذا بي أشاهد كمال الجزولي جالسا في ظل العصرية لجدار أحد المنازل، خارج السرادق ولكن على مقربة منه، وهو يتجاذب أطراف الحديث مع صديقيه الاستاذ الاديب والروائي عثمان حامد سليمان وهو خال زوجتي، ومعهما المطرب الكبير الاستاذ. ابو عركي البخيت، وقد ظلت تجمع بين ثلاثتهم صداقة حميمة. فهرعت نحوهم للتحية والسلام بالطبع.
كان كمال الجزولي شديد الحفاوة والوفاء لأصدقائه الاحياء منهم والراحلين الى رحاب مولاهم، ومن بين هؤلاء صديقنا المشترك و استاذنا السفير الاديب والناقد البصير عبد الهادي الصديق رحمه الله ، الذي كان كمال الجزولي يؤثر ان يلقبه تدليلاً ب " هُدهُد "، وأحسب أنه قد كان من أترابه، وهو مثله قد كان من أبناء أم درمان من ذوي الطابع المميز ، والميسم الواضح ، الذين اذا قلت لاحدهم فقط تنح عن الدرب يا هذا، وخصوصاً ان كنت من ابناء الاقاليم، لعدد امامك شخوص البانثيون الامدرماني اياه: سوف الموية، سينما برمبل، قهوة يوسف الفكي، قهوة ود الاغا، الترماي، مكي ود عروسة، سوق الطواقي، زريبة العيش الخ الخ، يرددون ذلك في تلذذ واستمتاع ظاهرين، وما عليك الا ان تتظاهر بالتجاوب انت ايضا، واظهار التأثر والانبهار بما تسمع.
نشأ كمال الجزولي في تلك البيئة الاجتماعية الفريدة التي اورثته واترابه ذلك الاحساس بالزهو والتميز، منذ ان طرق اسماعهم قول عبد المنعم عبد الحي ذاك:
فخير بنيك يا سوداني مني
سلوا الحادي سلوا الشادي المغني
مما أكسبهم ثقة في انفسهم واعتداداً ظاهراً بها ، ولقد كان فقيدنا العزيز الاستاذ كمال الجزولي، بكل تأكيد، احد حداة ام درمان الحبيبة، بل الوطن باسره في عوالم الثقافة والفكر والابداع.
رحم الله تعالى الاستاذ كمال الجزولي رحمة واسعة، وغفر له ، واكرم نزله عنده، واحسن عزاء اسرته وجميع اله وذويه واصدقائه وزملائه وعارفي فضله حيثما كانوا.. انا لله وانا اليه راجعون.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاستاذ کمال الجزولی

إقرأ أيضاً:

يحيى الفخراني يكشف أسرارا من حياته الفنية في لقائه مع أسامة كمال

كشف الفنان يحيى الفخراني أسراراً من حياته الفنية خلال لقائه في برنامج «مساء DMC» مع الإعلامي أسامة كمال، الذي أجرى الحوار معه على خشبة المسرح القومي.

وقال الفخراني، إن الدور الحيوي للمسرح القومي، هو صون وتقديم الأعمال الكلاسيكية، سواء كانت عربية أو غربية، كجزء أساسي من الهوية الثقافية.

وأضاف أن الأعمال الكلاسيكية، رغم انتمائها إلى زمن مختلف، تظل ذات صلة وثيقة بالواقع العربي المعاصر، خاصة مع التغيّرات التي طرأت على العلاقات الأسرية في الغرب، ولا تزال هذه الملامح راسخة في الثقافة العربية، وهذا التلاقي بين الماضي والحاضر يمنح النص المسرحي حيوية دائمة.

الفنان يحيى الفخراني

وأكد الفخراني أن التمثيل، يعد الضحكة التي لا تترك أثرًا عند المتفرج، فهي وقتية وعابرة، مشيرا إلى أن هناك ضحكة تُغيّر حياة بني آدم إذا كان لها معنى حقيقي.

وأعرب عن امتنانه لتنوع أعماله الفنية في المسلسلات والمسرح والأفلام والإذاعة والدوبلاج، مشيرًا بشكل خاص إلى نجاح برنامج «قصص القرآن»".

وتابع الفخراني أن مسرحيته الملك لير، تتيح فرصة استثنائية للجمهور لتذوّق اللغة العربية الفصحى، وهذا العمل الكلاسيكي نجح في جذب حتى الأطفال في عمر الثامنة، مما يدل على قدرة اللغة العربية على الوصول لمختلف الأعمار.

وأوضح أن العرض الجديد سيضم فنانين جدد، مع التركيز على تسهيل الفصحى للممثلين، مؤكدًا أنها "أقصر الطرق من أجل الإيضاح" وأنها ممتعة وثرية.

يحيى الفخراني

وعلق على مسألة تجسيد الشخصيات الشريرة، قائلاً إن كراهية الناس لهذه الشخصيات لا تُقلقه على الإطلاق، وأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا وتقديرًا لموهبة الممثل، بخلاف الماضي.

وكشف يحيى الفخراني أن العصا التي ترافقه بدأت منذ حوالي عامين، وتحديدًا مع مسلسل الليل وآخره، وأنها توفر له سندًا، ويرفض تقديم أدوار سينمائية للاستهلاك، مشبّهًا السينما بـ الكتاب، الذي يبقى مع الممثل طوال حياته.

وأعرب الفخراني عن عدم قدرته على الابتعاد عن المسرح، وقد اعتذر هذا العام عن مسلسل رمضاني من أجل الملك لير، وأبدى شفقته على المؤلفين، موضحًا أنه لم يجد السيناريو المناسب لتقديمه، وأن معظم المسلسلات الحديثة بهدف التسلية ومسروقة من الغرب.

يحيى الفخراني

وروى الفخراني موقفًا طريفًا وصعبًا أثناء تصوير فيلم إعدام ميت، حيث اضطر لتعلّم السباحة من أجل أحد المشاهد، وكيف صارح مهندس الصوت بأنه لا يجيد العوم قبل القفز من الباخرة.

وأشار إلى تجربته في مسلسل طيور بلا أجنحة مع الفنان صلاح منصور، الذي أبدى إعجابه الشديد بأدائه، وعرض عليه سلسلة أعمال بعنوان أب وابنه، لم يتم تنفيذها.

وتطرق الفخراني في حديثه إلى الزعيم عادل إمام قائلًا: «طبعًا هو مش واخد حقه، لكن الأهم إنه يتشاف كويس وخلاص، ووصول أعمال الفنان للجمهور هو الأهم».

ووصف الفنان الراحل نبيل الحلفاوي بأنه أصدق الأصدقاء، متابعا أنه «ما بيقولش حاجة مجاملة يكذب فيها، وما بيجرحش، وحقّاني، وكان قريبًا مني، وافتقدته كثيرًا».

أحمد عزمي: تعلمت احترام العمل من يحيى الفخراني

يحيى الفخراني يسترجع موقف إنساني لـ نبيل الحلفاوي

عادل إمام ويحيى الفخراني في وداع صلاح السعدني.. أسرار لم تُروَ قبل رحيله

مقالات مشابهة

  • أسامة كمال: الكنيست الإسرائيلي يصوت على حل نفسه.. ونهاية محتملة لنتنياهو
  • ببني عياط..غرق تلميذ في قناة مائية يخلف حزنا بالمنطقة
  • ترتيبات لاستعادة خدمات الكهرباء والمياه ومحاصرة الكوليرا بالخرطوم
  • كاريكاتير كمال شرف
  • ضوابط الزيارة مهمة.. أسامة كمال: مصر هي من ستكون مسؤولة عن حماية الزوار على الحدود
  • كمال مولى يُثمّن قرار تغيير وضع فلسطين داخل منظمة العمل الدولية
  • المخرج هاني كمال يطالب بمعالجة مشكلة الاستحقاق لدى الجيل الصاعد
  • يحيى الفخراني يكشف أسرارا من حياته الفنية في لقائه مع أسامة كمال
  • كواليس ومفاجآت يكشفها يحي الفخرانى مع أسامة كمال .. اللية
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. ابن نوح وابن غفير والسفينة