حفل غنائي يجمع فن الصحراء وقوة الموسيقى في جنوب ليبيا
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
أوباري/جنوب ليبيا -أضاءت صحراء ليبيا بأنغام فريدة لموسيقى الطوارق، وذلك خلال حفلة غنائية استثنائية نظمها الفنان الجزائري التارقي خابة أق بركة.
جمعت هذه الحفلة الفريدة بين فن الصحراء الأصيل وقوة الموسيقى، مشكّلة تجربة فريدة من نوعها.
وتحاكي موسيقى الطوارق تراثا عريقا وموروثا صحراويا في مواجهة التحديات.
اجتمع محبو السهر والطرب الليبيون وملؤوا ساحات المهرجان رغم الطقس البارد مساءًا، لمتابعة العروض التي تتغنى بالصحراء، والبدو الرحل، وتبعث من خلال كلماتها رسائل حب وسلام، وتنادي بتوطيد العلاقات بين الشعوب.
وحضرت الجزيرة نت فعاليات المهرجان، لتنقل مشهدًا آخر للصحراء، ولقضايا تطرحها هذه الموسيقى، التي تتغنى بالموروث الصحراوي، وتدافع عن السلام.
قبل دخوله لساحة أحد العروض، قال خابة أق بركة للجزيرة نت "أغانينا تتحدث عن المعاناة، والتهميش، وإحياء التراث، وحضورنا إلى ليبيا الشقيقة دفعنا لننشر السلام عن طريق الفلكلور التارقي".
يستخدم الفنان الجزائري خابة موهبته في العزف على القيثار لإحياء الروح الصحراوية في كل نوتة موسيقية، وتعتبر زيارة خابة إلى ليبيا حدثا فنيا استثنائيا في المشهد الموسيقي التارقي، لكونه أضخم حفل يغني بلغة الطوارق، وفق قوله.
وحضر الحفلة العديد من محبي الموسيقى والثقافة الصحراوية، الذين توافدوا من مختلف مناطق البلاد وغصت بهم الساحة، وبدأت الألحان تتلاطم في الهواء كصدى للروح الصحراوية العريقة، وسط تصفيق حار وتفاعل متواصل من جانب الجمهور.
وأعرب الفنان الجزائري خابة عن سعادته بالأداء في ليبيا وتبادل الفن والثقافة مع الجمهور المحلي، وقال "جمهور ليبيا جمهور متذوق لهذا الطابع الموسيقي".
وشدد خابة على أهمية رسالتهم قائلًا "جئنا لبعث السلام في ظل هذه الظروف الغامضة في البلدان العربية".
عودة الحياة إلى الجنوب الليبيتلعب حفلات الموسيقى الأصيلة دورا هاما في تعزيز السياحة الثقافية في ليبيا وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجارب فنية مميزة واكتشاف التراث والثقافة الغنية للبلاد، حيث يستوطن الطوارق في جنوب غرب ليبيا.
وقال منظم الحدث حسين كويوي للجزيرة نت إن المهرجان يأتي في سياق مرحلة حرجة يعيشها الشعب الليبي، وقال: "للطوارق عشق لا يعرفه سوى المتيّمون به وأنا واحد منهم، أسخّر فكري وفني وأفديه ليبقى محراب الوطن الذي طال انتظاره بعد سنوات عجاف".
وحسب كويوي، فإن الكلمات المغناة تحمل صوت الوطن لعشاقه وتضيء مجددا الأمل لتبقى ليبيا في الذاكرة، وتعود كما عرفها العالم.
وتابع كويوي أن التارقي معروف بشغفه الكبير للغناء والرقص، فهو يعبّر عن فرحه وغضبه عن طريق الموسيقى والرقص، مشيرا إلى أنه يوجد لكل مناسبة رقصتها الخاصة.
ويضيف أن الرقص يجتمع فيه الجميع، وحتى كبار السن يظهرون حركاتهم ويرقصون في مجالسهم تحت إيقاع الموسيقى وصوت الطبل، ويصدحون بصرخاتهم الخاصة التي تعبر عن حبهم للحياة.
واستطرد كويوي أن "من موسيقانا المحببة أيضا تازمامارت وهي قصبة صغيرة يعزف عليها الرجال بالنفخ وهي أشبه بالناي غير أن النغمات التي تصدرها هذه الآلة خاصة بالطوارق، وتعزف هذه الآلة في ليالي السمر عندما يكون الرجال وحدهم في مراعي الإبل في الصحراء لدلالتها الرمزية كونها تعبر عن قيمة من قيم شعب إيموهاغ".
تجربة فريدة وسط الصحراءاستمتع الجمهور بالحفل وأنغام الموسيقى الروحية، وكلمات السلام، وآلة التيندي.
ويقول عبد السلام (34 عاما) -أحد الليبيين المشاركين في العرض- للجزيرة نت "من خلال عروضنا الموسيقية، نسعى لتجسيد قيم السلام والتلاقح الثقافي في قلب الصحراء. من خلال أغانينا، نحمل رسالة السلام والتعايش السلمي بين الثقافات والشعوب".
ويضيف "نؤمن بقوة أن الموسيقى لها القدرة على تجاوز الحدود وتجميع الناس معا على حب الفن والتراث".
من جهته، يقول يوسف بشير أحد الحضور (26 عاما) "الغناء في ثقافة الطوارق لا غنى عنه، مثل الأكل والشرب، إنه عنصر حيوي في حياتنا وثقافتنا".
ويضيف "في جميع المناسبات، سواء كانت أفراحا أو غيرها، تشترك المرأة في الغناء، حاملة بين يديها آلة التيندي وتعزف عليها. نحن فخورون بعودة الحفلات الموسيقية إلى جنوبنا الحبيب".
وعلى مدار ساعات من الزمن، غنت الفرقة أغاني مستوحاة من إيقاعات موسيقى الطوارق بالطاسيلي والأهقار بنصوص مدونة بالتامشاك (لهجة أمازيغية)، تتناول مواضيع شتى كوصف جمال فضاء الصحراء ويوميات الطوارق وغيرها من التيمات التي حملت صوت الواقع والحلم.
وفي نهاية الحفل أعرب الفنان التارقي خابة عن رغبته في العودة إلى ليبيا مجددا لتقديم المزيد من الحفلات.
وتحوّلت آلة "التيندي" إلى ظاهرة موسيقية عالمية، وتمكّنت من تحقيق حضور قوي ولافت في مناسبات عالمية متعددة، أشهرها الحضور في حفل افتتاح مونديال كأس العالم الذي أُقيم في جنوب أفريقيا عام 2010.
ورغم نجاحها الكبير، تواجه "التيندي" تحديات عديدة في الانتشار، في حين يبذل شباب المدينة جهودا لشرح كلمات أغانيهم بكل فخر للعرب.
ويتعامل هؤلاء الشباب بكل حماسة مع التراث الموسيقي التارقي ويسعون للحفاظ على هذا الإرث ونشره بين المجتمعات المحلية والعالمية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أسرار البديعة يجمع بين نكهات البهارات وجودة التمور
دخلت عائشة صالح البلوشية صاحبة مشروع "أسرار البديعة " للبهارات والتمور عالم ريادة الأعمال من المنزل منذ أكثر من 7 أعوام؛ حيث بدأت بالترويج والتسويق لمنتجات المشروع لأقاربها وعائلتها وجيران الحي الذي تقطن فيه.
بدأت بمنتجات البهارات ثم توسعت في منتجات التمور التي لاقت إقبالا كبيرا من الزبائن والعملاء.
حظيت عائشة البلوشية بدعم من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من خلال برنامج "ريفي" حيث حصلت على دعم جزئي لشراء ماكينة طحن البهارات.
تقول صاحبة مشروع "أسرار البديعة": "واجهت تحديات في مشروعي مثل توفر الآلات الكهربائية، والمواد الخام والمنافسة في الأسعار في السوق المحلي، ومنافذ لبيع المنتجات، ولكنني تغلبت عليها من خلال إبراز مشروعي وخبرتي ومشاركتي في البرامج والورش التدريبية والحصول على شهادات في التمكين والتسويق من الجهات المعنية بقطاع ريادة الأعمال.
وحول التسويق والترويج للمشروع بدأت التسويق على مستوى منطقتها وبعدها انتقلت إلى مساحات أكبر في الترويج للمشروع من خلال المشاركة في المعارض الاستهلاكية وأيضا من خلال استئجار أرفف في المحلات التجارية مما أدى إلى تطور المشروع ولاقى إقبالا واسعا.
وأوضحت عائشة البلوشية أن منتجاتها لاقت إقبالا كبيرا من السوق المحلي كونها تخدم فئة كبيرة وجميع الأسر العمانية تستخدم البهارات والتمور، مستطردة بقولها: "لا يخلى بيت عماني من وجود البهارات".
وشاركت عائشة البلوشية في عدد من المعارض الاستهلاكية التي تنظمها المؤسسات الحكومية والخاصة، وشاركت في برنامج تدريبي حول التسويق والتمكين لمدة ثلاثة أشهر بدعم من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وحصلت على شهادات وجوائز من جميع مشاركاتها.
وتطمح البلوشية ضمن خططها المستقبلية أن يكون لها مصنع ومحل خاصان بمنتجاتها.