إسرائيل – صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الثلاثاء، إن قوات الجيش “تطوق مدينة غزة وتتقدم في المناطق الحضرية”.

فيما قال شهود عيان لمراسل الأناضول إن الجيش يطوق المدينة بالنيران ولم يحاصرها بشكل كامل.

وأضاف غالانت أن “القوات البرية تهاجم من جميع الاتجاهات، بالتنسيق الكامل مع القوات البحرية والبرية”.

وتابع: “قواتنا تطوق حاليا مدينة غزة، وتتقدم للقتال في المنطقة الحضرية من المدينة”.

وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلنت الفصائل الفلسطينية عبر بيان، أنها دمرت 15 آلية عسكرية إسرائيلية في شمال القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وأردف غالانت: “سندمر المقاومة الفلسطينية، وليس لدينا مصلحة في إيذاء المدنيين.. آلاف الغزيين أُجلوا اليوم (الثلاثاء) من شمال القطاع إلى الجنوب باتجاه خان يونس ورفح”.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.

وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات إسرائيل، مؤكدة أن “التجويع” و”العقاب الجماعي” لسكان غزة “قد يرقى لمستوى جريمة حرب”، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع المحاصر.

وبالنسبة لمصير قطاع غزة بعد الحرب، قال غالانت إن إسرائيل لن تسيطر عليه، ولكن ستكون هناك حرية عمل لـ”القضاء على أي شخص يمكن أن يلحق بنا الأذى”، على حد قوله.

وعندما سُئل عن مَن سيحكم القطاع، أجاب بأنه “يستطيع أن يقول مَن لن يحكم: لن تكون الفصائل الفلسطينية ولا إسرائيل”.

وبعد أن استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار دون عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة، ذهب غالانت إلى أبعد من ذلك بقوله: “لن تكون هناك هدنة إنسانية دون عودتهم”.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أسرت الفصائل الفلسطينية ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

لكن غالانت استدرك: “الضغوط علينا ستزداد، وسيكون علينا اتخاذ قرارات صعبة”.

وفي وقت سابق امس الثلاثاء، قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان، إن الجيش يخوض حربا “معقدة وصعبة ومكلفة” ضد الفصائل الفلسطينية.

ومنذ 32 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي “حربا مدمرة” على غزة، قتل فيها 10 آلاف و328 فلسطينيا، بينهم 4237 طفلا و2719 سيدة، وأصاب نحو 26 ألفا، كما قتل 163 فلسطينيا واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.

بينما قتلت المقاومة الفلسطينية أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الفصائل الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

وزير فلسطيني: إسرائيل دمّرت 90% من المنشآت الصناعية بغزة (فيديو)

قال وزير الصناعة الفلسطيني، عرفات عصفور، إن "العدوان الإسرائيلي المتواصل أدى إلى تدمير أكثر من 90% من المنشآت الصناعية في قطاع غزة، وأدى إلى التوقف التام عن العمل والإنتاج، باستثناء بعض الورش الصغيرة جدا، وهو ما خلق فراغا كبيرا في حجم الناتج المحلي".

كما أدى العدوان الإسرائيلي لانخفاض إنتاج الصناعات في الضفة الغربية المُحتلة بشكل عام بنسبة تزيد على 40%، وذلك نتيجة غياب قطاع غزة كليا، وانخفاض الدخل الفلسطيني في الضفة الغربية، وتراجع الصادرات، وفقا لما أورده الوزير الفلسطيني في مقابلته الخاصة مع "عربي21".


وأضاف عصفور أنهم عقدوا اجتماعا مؤخرا مع الاتحاد الأوروبي، وجرى الحديث عن "إنشاء برنامج بالتعاون معهم لدعم القطاع الصناعي تحديدا، وهناك ثلاثة برامج تمت الموافقة عليها مع مؤسسة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة (اليونيدو)، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذها قريبا".

ولفت وزير الصناعة الفلسطيني، إلى أنهم يعملون على "جذب الاستثمارات والتمويل الدولي الذي يحتاج إلى سياسات محددة وتسهيلات واضحة، والعمل قد بدأ فعليا خلال السنة الجارية، وقد قطعنا شوطا جيدا جدا في هذا الاتجاه".

وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف تنظرون لتداعيات العدوان الإسرائيلي على الصناعة الفلسطينية بعد مرور نحو 19 شهرا على الحرب؟

منذ بداية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مرّ أكثر من عام ونصف حاليا على العدوان الإسرائيلي الغاشم. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى قسمين: القسم الأول فيما يتعلق بقطاع غزة، والقسم الآخر فيما يتعلق بالضفة الغربية والقدس الشريف.

في قطاع غزة، نحن أمام دمار تجاوز 90% في المنشآت الصناعية، وتوقف تام عن العمل والإنتاج، باستثناء بعض الورش الصغيرة جدا.

أما في الضفة الغربية، فإن الحديث يدور حول انخفاض إنتاج الصناعات بشكل عام بنسبة تزيد على 40%، لأن أكثر من 30% من الإنتاج كان يذهب لسوق غزة، إضافة إلى تدني القدرة الشرائية في الضفة الغربية، وتراجع الصادرات.

أما في قطاع غزة، فقد توقف هذا القطاع كليا، وللأسف فإن معظم المساعدات والإسناد الإغاثي الذي كان يُقدَّم لقطاع غزة كان يأتي من الخارج، وليس من الصناعات الفلسطينية الموجودة سابقا، مما خلق فراغا كبيرا في حجم الناتج المحلي.

نتحدث اليوم عن انخفاض في الصناعات بالضفة الغربية بنحو أقل من 50%، وذلك نتيجة غياب قطاع غزة كليا، وانخفاض الدخل الفلسطيني في الضفة الغربية.

هل هناك أرقام حول حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالعملية الصناعية في قطاع غزة والضفة الغربية خلال العدوان الإسرائيلي الحالي؟

الإحصائيات التي كانت متعلقة بقطاع غزة، للأسف هذه الإحصائيات كانت قبل استئناف الحرب، كنّا نتحدث عن خسائر تقدر بحوالي 930 مليون دولار أمريكي نتيجة الأضرار المباشرة، أي الدمار المباشر.

لا نتحدث هنا عن الفرص الضائعة، بل عن الدمار المباشر في المنشآت، والمعدات، والمواد الخام المخزنة، وفي توقف العمل.

وإذا أردنا حساب الخسائر ضمن القطاع الأوسع فسنصل إلى مبالغ أكبر من ذلك بكثير، لكن وفقا للإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الإحصائيات الداخلية التي قمنا بها، فإن الرقم الذي كنا نتحدث عنه هو 930 مليون دولار، وذلك قبل استئناف الحرب، أي قبل الـ72 يوما الأخيرة.

هل لديكم رصدا بعدد المؤسسات الصناعية التي تضرّرت بسبب العدوان الإسرائيلي؟

الإحصائيات الأخيرة غير متوفرة حاليا، لكن كنا نتحدث عن نحو 1250 منشأة تقريبا، حسب آخر الإحصائيات التي تم إجرائها في تشرين الأول/ أكتوبر 2024.

كم عدد العاملين في القطاع الصناعي الذين فقدوا وظائفهم نتيجة الحرب؟

إذا أردنا الحديث عن قطاع الصناعة في فلسطين بجميع مناطقها، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن الحديث يدور حول حوالي 135 ألف عامل، الجزء الأكبر منهم -أكثر من 100 ألف- كانوا موجودين في الضفة الغربية، والجزء المتبقي كان في قطاع غزة، أما الآن، فهؤلاء العاملين في قطاع غزة توقفوا كليا.

ويمكن القول إن الوضع في الضفة الغربية لا يختلف كثيرا اليوم، عندما نتحدث عن منطقة الشمال في الضفة الغربية، مثل جنين وطولكرم، فنحن أمام نفس المشكلة تقريبا، وإن كانت أقل حدة، لكنها مشكلة قائمة.

نتحدث عن أعداد كبيرة، لكن لا توجد إحصاءات دقيقة؛ لأن الإحصائيات الخاصة بقطاع غزة غير متوفرة حاليا، بينما في الضفة الغربية، هناك على الأقل ما يُقدّر بنحو 25% من الأيدي العاملة تم تسريحها نتيجة انخفاض الطلب وضعف الإنتاجية.

هل هناك برامج طوارئ لدعم العمال المسرّحين؟

تكفلت عدد من المؤسسات، ومنها وزارة العمل تحديدا، بتقديم دعم مرحلي عبر صناديق التشغيل، هذا الدعم يشمل فترات تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة أشهر.

حاليا نحن بصدد إعداد برنامج جديد بالتعاون بين وزارة الصناعة ووزارة العمل، ويهدف إلى دعم مجموعة تضم أكثر من 10 آلاف عامل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

البرنامج ينقسم إلى شقين:

الشق الأول: 75% من العمالة التي ما زالت مستمرة في عملها وتوجد داخل المنشآت في الضفة الغربية، والهدف هنا هو منع تسريح هؤلاء العاملين.

الشق الثاني: 25% لإعادة العمال المسرحين إلى أماكن عملهم في المنشآت الصناعية أو استقطاب عمال جدد.

والأساس في هذا المشروع هو أن 50% من التكلفة تتحملها المنشأة، بينما يتحمل البرنامج النصف الآخر، وبشرط أن يتم توظيف هذه العمالة بشكل دائم في المنشآت بعد مرور 6 أشهر من بدء البرنامج.

هل لديكم تقدير لتكلفة إعادة تشغيل المصانع المدمّرة أو المتوقفة؟

الإحصائيات الأكثر دقة هي التي تتعلق بقطاع غزة، فكما ذكرت: كنّا نتحدث في السابق عن دمار مباشر بلغ 930 مليون دولار. وبلا شك، سيكون الرقم الحالي أكبر من ذلك، لكن للأسف لا توجد إحصائيات متوفرة حاليا، لذا لا نريد أن نستبق الأحداث أو نضع أرقاما جزافية قبل أن تستند إلى إحصاءات دقيقة.

ما انعكاس الأضرار التي لحقت بقطاع الصناعة على الاقتصاد الفلسطيني عموما؟

بالنسبة لانعكاس الأضرار التي لحقت بالقطاع الصناعي على الاقتصاد الوطني الفلسطيني عموما، فإن الناتج الصناعي كان يشكل نسبة تتراوح بين 12% إلى 13% من الدخل القومي الفلسطيني، مثل باقي القطاعات الأخرى.

القطاع الصناعي هو بلا شك من المتضررين، لكنه ليس الأكثر تضررا، فتضرر قطاع السياحة كان أكثر بكثير.

وبالتالي، فإن حجم الانعكاس على مستوى الدخل القومي يمكن أن نُقدّره بما يتناسب مع هذا التراجع؛ فنتحدث عن انخفاض الدخل الفلسطيني من 17 مليار دولار إلى 12 أو 13 مليار دولار، والحديث يدور حول تراجع بنحو 35% إلى 36%، وهو ما يعكس حجم التراجع الكلي.

ما أبرز الجهود التي تقوم بها وزارة الصناعة الفلسطينية تحت قيادتكم؟

أولا نحن بأمس الحاجة إلى إعادة تفعيل الاستهلاك الفلسطيني الداخلي.

في الأسبوع الماضي تحديدا، عقد مجلس الوزراء جلسة في بيت لحم، واتخذ قرارا بإلزام استخدام المنتج الوطني الفلسطيني في العطاءات العامة حتى فارق سعر نسبته 15%.

ومن شأن هذا القرار أن يعزّز استخدام المنتجات الفلسطينية في كل المشاريع الحكومية، وكذلك المشاريع التابعة للبلديات والهيئات المحلية وغيرها.

وهو من شأنه إعادة تحريك عملية الإنتاج، وتعزيز الطلب، وبالتالي زيادة الإنتاج المحلي.

أما على المستوى الخارجي، فقد تم مؤخرا توقيع ثلاثة برامج مع جهات مانحة؛ مع إيطاليا واليابان وألمانيا، بإجمالي يزيد على 6 أو 7 مليون دولار، وتستهدف هذه البرامج القطاع الصناعي بشكل مباشر.

الأمر الأهم أننا نعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج جديد سيتم إقراره نهاية شهر حزيران/ يونيو القادم بالتعاون مع مؤسسة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة «اليونيدو» هذا البرنامج سيكون الأول من نوعه في فلسطين، ومن المتوقع أن تصبح فلسطين الدولة السابعة على مستوى الوطن العربي التي تمتلك برنامجا وطنيا للتنمية الصناعية.

وهناك مشروع يجري العمل على إعداده يتعلق بتوفير منح وقروض للمنشآت الصناعية لمساعدتها على تجاوز الأزمة الراهنة والحفاظ على صيرورة الإنتاج والتطور لديها.

كذلك من المتوقع بدء استقبال منطقة جنين الصناعية لمستثمرين جدد، وهي منطقة مُجهّزة وفق أعلى المعايير العالمية.

وهناك تعاون مع الجامعات، ونحن بصدد إطلاق منصة للتعاون الصناعي الأكاديمي لدفع مسيرة البحث العلمي التطبيقي الذي يسهم في التنمية الصناعية وحل المشاكل التي تواجه الجامعات.

إلى ذلك سيتم العمل على تشجيع القطاع الخاص على إقامة المناطق الصناعية الخاصة؛ نظرا لأن هذا النموذج هو الأنجع على الصعيد العالمي.

وهناك العديد من المشاريع والبرامج التي تقدم الدعم للمنشآت الصناعية، والتي تهدف إلى رفع تنافسيتها عبر تطوير الجودة وتخفيض تكاليف الإنتاج.

ما هي أولوياتكم في تطوير القطاعات الإنتاجية؟

الحفاظ على الموجود والقائم حاليا من أهم الأولويات في الظرف الحالي.

نحن نمر بظرف صعب جدا، نتحدث عن أكثر من ألف نقطة قطع في الضفة الغربية، بين حواجز إسرائيلية ونقاط إغلاق، مما يجعل التواصل اليومي صعبا جدا.

لذا نعمل على تثبيت العاملين في المصانع القائمة، ودعم هذه المنشآت بما نستطيعه من تشريعات وتسهيلات مالية، وتسهيلات اقتراض بنسب مالية محددة، ضمن إطار البرنامج الجاري بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص.

اليوم، نحن أمام برنامج متواضع، وذلك لأن الحرب لم تنتهِ، وإذا لم تنتهِ الحرب ولم يُرفع الحصار الشامل، فسيكون من الصعب الحديث عن برامج تنمية حقيقية في ظل هذه الحرب.

بالتالي، تركيزنا الآن على:

تثبيت الناس في مواقع عملهم.

الحفاظ على المصانع القائمة في أماكنها.


تعزيز المنتج الوطني لدى المستهلك الفلسطيني، وهو أحد البرامج الأساسية التي تعمل عليها الوزارة حاليا.

ما هي أهم الصناعات الفلسطينية التي تعتقدون أن لها قدرة تنافسية إقليمية أو دولية؟

قطاع الحجر والرخام كان من أبرز القطاعات في فلسطين، يمكن القول بأن فلسطين في عامي 2010 و2011 كانت تحتل المرتبة الثالثة عشر عالميا من حيث إنتاج الحجر والرخام، وكان حجم إنتاج هذا القطاع يتجاوز 600 مليون دولار سنويا. اليوم، للأسف تراجع هذا الرقم، لكنه ما زال من بين أقوى القطاعات الموجودة بفضل الميزة التنافسية التي يتمتع بها، رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وذلك لأننا نعيش حاليا في ظل نظام جمركي مرتبط بإسرائيل، ومعدل دخل الفرد ومعدل الناتج القومي لديهم أضعاف مضاعفة -عشرات الأضعاف- مقارنة بما هو موجود لدى الفلسطينيين، وذلك نتيجة الاحتلال.

هناك قطاعات أخرى كثيرة يمكن الحديث عنها، مثل قطاع الأحذية والجلود، والأثاث، ونحن بصدد إنشاء أول منطقة صناعية متخصصة لهذا القطاع في منطقة الخليل، وآمل أن نبدأ في إنشاء منطقة صناعية جديدة ضمن خطة مماثلة لتطوير صناعات الأثاث الموجودة جزئيا هناك، بهدف الحفاظ على العاملين فيها، وتنمية هذه الصناعات، وخلق مناطق متخصصة.

أما بالنسبة لصناعات أخرى، مثل صناعة الحديد، فهي تدخل ضمن الصناعات التحويلية.

وبالنسبة لقطاع العلف الحيواني، تم تحقيق تقدم كبير في هذا القطاع؛ فقد كنّا نستورد أكثر من 70% من احتياجاتنا من الأعلاف من الجانب الإسرائيلي. أما اليوم، ومع دخول مصنعين حديثين إلى جانب المصانع القائمة، فإننا سنغطي ما بين 60% إلى 65% من احتياجات الضفة الغربية من الأعلاف.

وفي مجال الألبان ومشتقاتها، فقد شهد هذا القطاع تطورا كبيرا خلال السنوات الـ15 الماضية.

ففي الماضي، لم يكن الناتج المحلي من الألبان يغطي سوى 20% من الاستهلاك المحلي، بينما اليوم تجاوز هذا الرقم 85% إلى 90% من الحاجات المحلية.

أما في قطاع الأدوية، فيشهد تصنيعا محليا لحوالي 60% من احتياجاتنا الدوائية، ضمن مجموعة من الصناعات الواعدة التي استحوذت على حصة كبيرة من السوق الفلسطيني.

الآن، واجبنا هو فتح آفاق جديدة في الأسواق الخارجية لتلك القطاعات، خاصةً إذا توفر لدينا الحجم الكافي الذي يساعد في تخفيض تكاليف الإنتاج، مما يجعل المنتج الفلسطيني أكثر تنافسية.

جرى استحداث وزارة للصناعة لأول مرة في الحكومة الفلسطينية منذ عام 2002.. لماذا لم تكن هناك وزارة لقطاع الصناعة في الحكومات الفلسطينية السابقة؟

كانت هناك وزارات صناعة منذ إنشاء السلطة الفلسطينية، لكن في عام 2003 دُمجت ثلاث وزارات (التجارة، والتموين، والصناعة) في وزارة واحدة هي وزارة الاقتصاد الوطني، وكان الاعتقاد آنذاك أن وجود وزارة واحدة يسهل عملية الربط بين مدخلات الإنتاج، ويدعم التنسيق بين القطاعات.

ثم أعيد تأسيس وزارة مستقلة للصناعة في عام 2024م؛ فبعد انتهاء أزمة كورونا تحديد أصبح العالم كله أكثر انتباها لأهمية المنتج المحلي، حيث تنافست الدول فيما بينها على حماية ناتجها الداخلي، وبات واضحا أن الدول التي تحمي منتجها المحلي، وتحمي شعبها، والأيدي العاملة أيضا، وهو ما وضعنا أمام الحاجة لإعادة النظر في الهيكل الوزاري وتخصيص وزارة مستقلة للصناعة.

ما تقييمكم للدور الذي تقوم به الأمم المتحدة والجهات الدولية المختلفة في دعم قطاع الصناعة الفلسطيني؟

نشكر كل مؤسسات الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي وغيرها من الجهات الدولية على دعمها المستمر في هذا المجال.

اعتماد فلسطين لبرنامج وطني للتنمية الصناعية بالتعاون مع مؤسسة اليونيدو (منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة)، وهي جهة دولية متخصصة. هذا البرنامج يشمل وضع أحدث السياسات الصناعية على المستوى العالمي، بما فيها صناعات خضراء وغير خضراء، وأحدث التكنولوجيا التي تساعد في تخفيض تكلفة الإنتاج، عبر الاستفادة من الخبرات العالمية.

أود أن أؤكد مرة أخرى أنه لو لم يكن هناك وزارة مستقلة للصناعة، لما كنّا نتحدث اليوم عن برنامج وطني للتنمية الصناعية بالتعاون مع اليونيدو.

وبالتالي، فإن وجود وزارة مختصة بالصناعة يُعد رمزا بحد ذاته، ويؤكد أن الصناعة أصبح لها عنوان واضح، ولها أهداف واضحة ومحددة.

ولكن يجب أن يكون واضحا أن دور التنمية الصناعية لا تلعبه الحكومات فقط، بل هو أساسا دور القطاع الخاص.

وحتى يستطيع القطاع الخاص القيام بدوره، يحتاج إلى: سياسات داعمة، ومحفزات، وحوافز استثمارية، وهذا هو الدور الذي نقوم به حاليا، وهو دور تسهيلي وتنظيمي، وجزء من هذه الجهود يتمثل في إنشاء مناطق صناعية جديدة تهدف إلى تخفيض تكلفة الإنتاج، واستخدام الطاقة المتجددة، لأن فلسطين تعتبر الآن واحدة من أغلى المناطق من حيث تكلفة الإنتاج في المنطقة المحيطة.

علينا العمل على تخفيض تكلفة الإنتاج وعوامل الإنتاج، كما علينا تشجيع الاستثمارات الصناعية من الخارج، وكذلك من فلسطيني الداخل (مناطق 48) نفسها.

فنحن لدينا مواطنون فلسطينيون في الشتات وفي الداخل، لديهم خبرات كبيرة وتجارب مميزة في هذا المجال.. باختصار: دورنا هو تسهيل البيئة الصناعية ووضع السياسات المناسبة.

هل تلقيتم تعهدات فعلية من أي جهة دولية لدعم الصناعة؟

نعم، كان لدينا اجتماعا مع الاتحاد الأوروبي، وجرى الحديث عن إنشاء برنامج بالتعاون معهم لدعم القطاع الصناعي تحديدا.

وكما ذكرت هناك ثلاثة برامج تم الموافقة عليها مع مؤسسة اليونيدو، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذها قريبا.

أما اليوم، فنحن بصدد إعداد مجموعة من البرامج الجديدة تستهدف الصناعة بشكل خاص، وهو عمل يتطلب جهدا مكثفا ومستمرا لجلب التمويل اللازم للمشاريع الصناعية المحددة.

في الوقت الحالي، قدمنا عددا من المبادرات الصناعية المطلوبة إلى الحكومة، وذلك عبر الوزارات ذات العلاقة مثل وزارة التخطيط ورئاسة مجلس الوزراء.

كما نعمل على جذب الاستثمارات والتمويل الدولي الذي يحتاج إلى سياسات محددة وتسهيلات واضحة، والعمل قد بدأ فعليا خلال السنة الجارية، وحسب رأيي، فقد قطعنا شوطا جيدا جدا في هذا الاتجاه.

هل لديكم تقدير للوقت الذي تحتاجه غزة لاستعادة قدرتها الصناعية السابقة؟

سؤال صعب، لأن غزة دُمّرت كليا، كما تعلم.

حاليا، الأولويات في غزة تتركز في الناحية الإغاثية والصحية والسكنية والتعليمية، وقطاع الصناعة يأتي في مرتبة ثانية.

لكن بكل تأكيد، نحن نعمل على أن يكون الإعمار في غزة مصحوبا بإنتاج فلسطيني، وأن تكون المنتجات المستخدمة في إعادة البناء محلية الصنع، وتخرج من المصانع الفلسطينية العاملة داخل القطاع.

ففي الوقت الذي كان الحديث يدور فيه عن إدخال كرفانات لإيواء السكان في غزة، وجدنا أن هناك مجموعة من المصانع ما زالت موجودة حتى اليوم في القطاع، وهي جاهزة للبدء بالعمل فورا لإنتاج هذه الكرفانات لسد احتياجات السكان.

وبالتالي، فإن عملية إعادة الإعمار يجب أن تكون شاملة وغير قابلة للتَجزئة بين قطاع صناعي أو زراعي أو غيره من القطاعات الأخرى.

مقالات مشابهة

  • وزير فلسطيني: إسرائيل دمّرت 90% من المنشآت الصناعية بغزة (فيديو)
  • السيطرة على 80 % من القطاع.. الجيش الإسرائيلي يلاحق المدنيين ويقصف باقي غزة
  • غزة.. الفصائل الفلسطينية تدرس مقترح واشنطن وترامب يجهز إعلان تاريخي لإنهاء الحرب
  • أول تعليق إسرائيلي على مطالب ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • عمليات نوعية وكمائن مركبة.. الفصائل الفلسطينية ترد على «عربات جدعون» بعملية «حجر داود»
  • الفصائل الفلسطينية لم تتبلّغ موعد أو آليّة تسليم السلاح... والثقيل منه انتهى
  • 79 مريضا فى خطر .. متحدث الصحة الفلسطينية: قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفى العودة شمال قطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي بات يهدد بانهيار تام في القطاع الصحي بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يُطالب بإخلاء مستشفى العودة شمال غزة 
  • 41 قتيلاً جراء القصف.. الجيش الإسرائيلي يدمر مواقع ومبانٍ في قلب غزة