قال الصحفي الأمريكي ديفيد سانغر إنه بعد أربعة أسابيع من الإرهاب والانتقام في "إسرائيل" وغزة، و20 شهرا من الحرب في أوكرانيا، يواجه الرئيس بايدن حدود نفوذه في الصراعين الدوليين اللذين يحددان رئاسته.

وأضاف في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" إنه ولمدة 10 أيام، ظلت إدارة بايدن تحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على السماح بـ "توقف إنساني" في قصف غزة، على أمل أن تحمل المساعدات الأمنية الأمريكية البالغة 3.

8 مليار دولار سنويا تأثيرا كافيا على تكتيكات الزعيم الإسرائيلي. ولكن ذلك لم يحصل.

ورفض نتنياهو مسعى بايدن لبذل جهود أكبر لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في مكالمة هاتفية، الاثنين. وقد مضى قدما فيما أسماه "الانتقام الأقوى" لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مستخدما قنابل ضخمة لتدمير شبكة أنفاق حماس، حتى لو أدت أيضا إلى انهيار أحياء بأكملها في غزة.


وفي أوكرانيا، تلفظ القائد العسكري الأعلى في البلاد، الجنرال فاليري زالوزني، الأسبوع الماضي بكلمة تجنبها المسؤولون الأمريكيون بعناية طوال الجزء الأكبر من العام: الجمود. ويتفق العديد من مساعدي بايدن على أن أوكرانيا وروسيا متماسكتان، وغير قادرين على تحريك الخطوط الأمامية للمعركة بأي شكل مهم.

لكنهم يخشون من أن صراحة الجنرال زالوزني ستجعل من الصعب إقناع الجمهوريين بالتصويت لصالح التمويل القوي للحرب، وقد تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التمسك بموقفه، على أمل أن يتم انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب أو جمهوري لديه وجهات نظر مماثلة العام المقبل وأن يُسحب الدعم الأمريكي.

وفي كلتا الحالتين، يبدو تأثير بايدن على كيفية قيام حلفائه بتطبيق تلك الحروب محدودا أكثر بكثير مما كان متوقعا، نظرا لدوره المركزي كمورد للأسلحة والمعلومات الاستخبارية. ولكن لأن الولايات المتحدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بكلا الصراعين، باعتبارها أقوى حليف لإسرائيل وأفضل أمل لأوكرانيا في البقاء دولة حرة ومستقلة، فإن إرث الرئيس مرتبط بكيف تتصرف تلك الدول، وكيف تنتهي الحروب.

وقال النائب سيث مولتون، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس وعضو سابق في مشاة البحرية خدم أربع جولات في العراق: "هناك تاريخ طويل من إدراك الرؤساء الأمريكيين أنهم لا يملكون قدرا كبيرا من النفوذ على إسرائيل كما كانوا يعتقدون". وقال إن الأمر نفسه ينطبق على أوكرانيا، "حيث أن هذه هي معركتهم أولا وقبل كل شيء، حتى لو كانت لدينا مصالح كبيرة في النتيجة".

ويفصل التاريخ والجغرافيا والمصالح الوطنية الأمريكية بين هذين الصراعين المختلفين جذريا، على الرغم من أن  بايدن نفسه هو الذي انضم إليهما في خطاب ألقاه للأمة قبل أسبوعين بعد عودته من زيارة إلى "إسرائيل"، حيث حزن على فقدان 1400 شخص في  هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر وتعهد بالانضمام إلى جهود تفكيك حماس.

وقال في ذلك المساء: "إن حماس وبوتين يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في هذا الأمر: كلاهما يريد تدمير الديمقراطية المجاورة بالكامل؛ تدميرها بالكامل".

يجلب  بايدن شغفا لهاتين المعركتين يعود إلى أيامه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ونائب للرئيس. ويقول مساعدوه إنه يعتقد أن التاريخ سيذكره بالطريقة التي دافع بها عن الديمقراطية ضد قوى الفوضى والإرهاب والدكتاتورية.

وفي الوقت نفسه، يعتبر الرئيس لاعبا حذرا، وقد قال مرارا وتكرارا في كلا الصراعين إن القوات الأمريكية لن تدخل المعركة مباشرة، طالما أن الأمريكيين في الشرق الأوسط أو دول الناتو لا يتعرضون لهجوم مستمر.

 فقد دخل عالم السياسة عندما كانت أمريكا غارقة في حرب فيتنام، وهي تجربة مؤلمة بالنسبة له، وقد أمضى قسما كبيرا من رئاسة أوباما وهو يدعو، دون جدوى، إلى انسحاب أمريكي أسرع كثيرا من أفغانستان.

وهو عازم على عدم السماح للولايات المتحدة بالانجرار إلى قتال مباشر مع روسيا المسلحة نوويا، وأمضى أول عامين من رئاسته في محاولة الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز بشكل أكبر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وهكذا، في حين أن الأسلحة والاستخبارات الأمريكية تعتبر عنصرا أساسيا في كلتا الحربين، فإن  بايدن يعيش مع حقيقة مفادها أن القرارات العسكرية يجب أن تُتخذ في تل أبيب وكييف، وليس في الولايات المتحدة. وهذا غالبا ما يترك واشنطن في موقف غريب، حيث تكون قادرة على اقتراح تقنيات لانهيار شبكات الأنفاق الضخمة في غزة أو اختراق الخطوط الدفاعية الروسية، لكنها تنأى بنفسها عن القرارات وعواقبها.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، للصحفيين، الاثنين، عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة، باعتبارها المزود للعديد من سلاح تل أبيب تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين: "نحن لسنا جالسين معهم في الوقت الذين يضعون فيه قوائم الأهداف.. هذه هي معركتهم."

وعندما لا يتحدثون بشكل رسمي، يقول بعض مساعدي بايدن إن الرئيس تفاجأ بعدم رغبة نتنياهو في الانحناء بشأن مسألة الهجمات على المناطق الحضرية المزدحمة.

عندما وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى "إسرائيل" في أواخر الأسبوع الماضي وطرح مرة أخرى قضية التوقف الإنساني -وهي أفضل طريقة لإيصال المساعدات إلى غزة، وإبعاد المدنيين عن خط النار وربما لتسهيل إطلاق سراح بعض السجناء-  رفض نتنياهو الدعوة جملة وتفصيلا.

ويقولون إنه في بعض الأحيان، استجاب هو وحكومة الحرب التابعة له للنصيحة العسكرية الأمريكية حول كيفية إدارة القتال في المناطق الحضرية مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى بالقول إنهم يقاتلون بالأسلحة المتوفرة لديهم، قنابل زنة 1000 و 2000 رطل، وهي الأكبر في أي ترسانة عسكرية. ولم يكن من المتصور قط استخدام هذه الأسلحة في منطقة حضرية كثيفة السكان، وتحاول الولايات المتحدة إرسال قنابل أصغر بكثير إلى إسرائيل، وأكثر ملاءمة لاختراق الأنفاق دون التسبب في قدر كبير من الأضرار الجانبية.

ولكن مع كل مجموعة جديدة من صور الأطفال المصابين أو القتلى، يتزايد الضغط على بايدن، حيث يحثه بعض أعضاء حزبه على تبني وقف إطلاق النار، وهو أمر مختلف تماما، وأطول أمدا، من "هدن إنسانية" عرضية. ومن المرجح أن تتسارع هذه الدعوات بعد أن قدرت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين أن الضربات الإسرائيلية قتلت حوالي 10000 مدني فلسطيني، بما في ذلك حوالي 4000 طفل ومراهق.

وأكد جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي، في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس"، الأحد، أن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها، ولكن بهدوء. وقال: "إننا نبني ضمانات قانون الصراع المسلح في أي وقت نقوم فيه بنقل المساعدة الأمنية إلى أي دولة، بما في ذلك إسرائيل". مضيفا: "وعندما نرى الظروف والأحداث التي تهمنا، فإننا نطرحها بشكل مباشر للغاية مع حكومة إسرائيل. ومرة أخرى، سنواصل القيام بذلك مع تطور هذا الصراع".

إن التحدي المتمثل في حرب أوكرانيا مختلف تماما، ولكنه معقد بنفس القدر. وهنا الضغط على  بايدن ليس من اليسار؛ وحتى بعض الأعضاء الأكثر تقدمية في حزبه يدعمون إرسال عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لتمكينها من صد الغزو الروسي قبل 20 شهرا.

لكن على اليمين، يتآكل الدعم لهذه المساعدة بسرعة. وتواجه الإدارة صعوبة في توضيح ماهية الخطوة التالية، بعد أن فشل "هجوم الربيع" الموعود منذ فترة طويلة ضد روسيا في تحريك خطوط المعركة أكثر من بضعة أميال.


وقال الجنرال زالوزني إن الأمر سيتطلب تقدما تكنولوجيا كبيرا في مجال الأسلحة لإنهاء الجمود على الأرض، وأضاف أنه "على الأرجح لن يكون هناك تقدم عميق". لكن من غير الواضح كيف ستبدو هذه القفزة التكنولوجية.

ويقول مساعدو بايدن إنهم أعطوا الآن  زيلينسكي كل أنظمة الأسلحة التي طلبها، وآخرها " ATACMS"، وهي أنظمة الصواريخ طويلة المدى التي قاوم بايدن تقديمها منذ فترة طويلة لأنه كان يخشى أنها قد تتجاوز "الخط الأحمر" الذي يمكن أن يؤدي إلى أن يقوم بوتين باستخدام الأسلحة النووية. الخوف الآن بشأن أنظمة "ATACMS" هو أنها لن تحدث فرقا كبيرا لأن الروس يتعلمون كيفية إيقاف طائراتهم بعيدا عن متناول الأسلحة.

وبخ زيلينسكي جنراله بسبب وصفه الوضع "بالجمود" خلال عطلة نهاية الأسبوع، واشتكى مجددا من أن الكثير من المعدات الأمريكية وصلت متأخرة جدا بحيث لا يمكنها إحداث التأثير الذي يحتاجه. (يشكك مساعدو بايدن في ذلك، قائلين إنهم قدموا الأسلحة عندما كان بوسع القوات الأوكرانية استخدامها). لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إن أوكرانيا تجاهلت نصيحة البنتاغون بشأن تركيز قواتها لاختراق معقل أو اثنين في شبكة الخنادق الروسية. وحقول الألغام، بدلا من نشرها على مساحات واسعة.

والآن، يحاول  بايدن التخلص من التعب والإحباط من الحرب في أوكرانيا، نتيجة الشعور المتزايد بأن مليارات الدولارات من الأسلحة والمساعدات وجمع المعلومات الاستخبارية الأمريكية قد فشلت ببساطة في التغلب على الثقل المتراكم للقوات الروسية المتخندقة.

وقال دوغلاس لوت، الجنرال المتقاعد الذي لعب دورا محوريا في وضع استراتيجية أفغانستان في إدارتي بوش وأوباما، في فعالية أقيمت في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت الأسبوع الماضي: "ما يقلقني هو أننا نعطيهم ما يكفي للبقاء في القتال، ولكن ليس ما يكفي للانتصار".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بايدن نفوذه امريكا الاحتلال اوكرانيا بايدن نفوذ صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أوکرانیا فی ذلک

إقرأ أيضاً:

غزة: تشدُّد أمريكي يتجاوز إسرائيل وخطط استيطانية تهدّد جغرافيا فلسطين

الولايات المتحدة تُصعّد سياساتها..

انسحاب المبعوث الأمريكي من المفاوضات يتّسق مع أجندة نتنياهو ويعكس انحياز واشنطن

موقف ترامب وويتكوف يكشف تحوّلًا أمريكيًا خطيرًا من دور «الوسيط» إلى «الشريك المباشر»

واشنطن تستخدم أساليب «التلاعب السياسي» ضد المقاومة.. والتصعيد العسكري وارد

الكنيست يصوّت لضم الضفة ويُحيي مشروع «الريفييرا» لتحويل القطاع إلى مستوطنة سياحية

إجماع إسرائيلي على تهجير الفلسطينيين.. ومشاريع «المدن الذكية» توظّف التطوير في التهجير

يتّسق انسحاب المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، والوفد المرافق له من المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، مع موقف حكومة بنيامين نتنياهو، التي فرضت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ مخططاتها في فلسطين ودول مجاورة (لاسيما سوريا ولبنان وإيران).

موقف ويتكوف كان أكثر حدّة من موقف وفد نتنياهو، الذي أعلن أنه «استُدعي» الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب «للتشاور» حول بعض النقاط الخلافية في مفاوضات الهدنة، ما يشير إلى أن واشنطن أكثر تشدّدًا من تل أبيب في التعامل مع الملف الفلسطيني.

الخميس الماضي، قال نتنياهو: «هناك تقدم في موقف حماس. استدعينا وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة لإجراء بعض المشاورات»، لكن في التوقيت نفسه زعم ويتكوف ورئيسه ترامب أن «حماس تُعرقل أي اتفاق لصفقة وقف إطلاق النار».

التصريحات الأمريكية شجّعت نتنياهو على التراجع عن تصريحه السابق، وقال مساء الجمعة إنه «سيبحث عن خطط بديلة للمفاوضات، لكي يُفرج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس بعد أن تعثّرت المفاوضات»!

ويأتي الموقف الأمريكي أكثر تشددًا، وأكثر التباسًا من غيره من المواقف، وهو ما اعتبره البعض مجرد خطوة تكتيكية للضغط على المقاومة لإجبارها على التنازل عن بعض مطالبها في المفاوضات، فيما رأى آخرون أن الموقف الأمريكي يُعبّر عن تحوّل في الموقف الاستراتيجي.

ويشير مراقبون إلى أن كلًا من ترامب وويتكوف دأبا على زيادة حدة التهديد، ثم العودة سريعًا إلى الخط الطبيعي، وأن ما فعله كلاهما هو جزء من المناورة التي تسعى للضغط على حماس كي تتنازل عن بعض مطالبها التي تتعارض مع الطروحات الأمريكية والإسرائيلية.

وكانت واشنطن قد أثنت، في وقت سابق، على حركة حماس وتجاوبها في المفاوضات قبل أيام قلائل، وهذه هي الطريقة الأمريكية في التلاعب بالمفاوضين للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية، وهي لعبة معتادة في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.

في حين رأى البعض أن الموقف الأمريكي جاء بسبب تعنّت حماس في المفاوضات، وأن الحركة لم تُبدِ المرونة المطلوبة كي توافق إسرائيل على الهدنة ووقف إطلاق النار، وهو ما دفع ترامب إلى التصريح بأن "حماس تريد أن تموت"، في لغة تهديدية واضحة.

ويتحدث خبراء فلسطينيون عن نوايا ترامب المُبيّتة، التي تتجاوز الضغط السياسي إلى تهديد واضح بإعادة التصعيد العسكري بعد تسليم الرهائن المحتجزين لديها، وأن المقاومة تدرك جيدًا مدى ما يمكن أن تتعرض له من "غدر" بعد عملية التسليم.

وأشاروا إلى أن المقاومة تُجهّز نفسها لمرحلة ما بعد التفاوض، والاستعداد للتصعيد العسكري عبر المزيد من عمليات الاستنزاف، من خلال تكثيف عمليات القنص والتفجيرات، في مواجهة التوغّل داخل غزة وتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية.

وجاء الإعلان عن تعثّر المفاوضات مواكبًا لعدد من الأحداث الخطيرة التي تؤكد عزم دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها التوسعية في الأراضي المحتلة، ومنها قرار الكنيست الإسرائيلي بضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال.

كما تواكب مع إعلان مجموعة من السياسيين والمستوطنين الإسرائيليين من اليمين المتطرف في الكنيست عن مناقشة خطة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وضم أراضي القطاع، وتحويلها إلى مدينة سياحية فاخرة عالية التقنية للإسرائيليين.

يتضمّن المخطط (يُحيي فكرة مشروع «الريفييرا السياحي» الذي أعلنه ترامب في فبراير الماضي) بناء نحو 850 ألف وحدة سكنية، وإنشاء مدن ذكية عالية التقنية تعتمد على تداول العملات المشفّرة، وشبكة مترو تمتد عبر القطاع.

ينص المخطط الاستيطاني الجديد على أن «حق شعب إسرائيل في الاستيطان والتنمية والحفاظ على هذه الأرض ليس مجرد حق تاريخي، بل هو التزام وطني وأمني»، وقد نوقشت الخطة في الكنيست الإسرائيلي تحت عنوان: «ريفييرا غزة: من الرؤية إلى الواقع».

حضر النقاش وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يتبنّى طرد الفلسطينيين من جميع الأراضي المحتلة، وسط ما يشبه الإجماع الإسرائيلي على أن «الفلسطينيين ليس لهم مكان في الداخل، ويجب ترحيلهم إلى مصر ودول أخرى».

وأيّد الكنيست الإسرائيلي مقترحًا يقضي بضم الضفة الغربية، بأغلبية 71 نائبًا من إجمالي 120، في خطوة قوبلت بتنديد الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بوصفها باطلة وغير شرعية، وتقوّض فرص السلام وحل الدولتين.

ويتبنّى القرار دعم فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، بادعاء حماية أمن إسرائيل، وقد حاز تأييد جميع أحزاب «الصهيونية الدينية» مثل «الليكود» و«شاس» و«إسرائيل بيتنا»، الذين دعموا القرار بقوة.

ويُعد مشروع القرار كاشفًا عن الموقف السياسي، وهو غير مُلزم للحكومة الإسرائيلية بتنفيذه بشكل فوري، لكنه يطالبها بالعمل على تنفيذه في التوقيت الذي تراه مناسبًا.

وأكدت ذلك الناشطة الاستيطانية الإسرائيلية «دانييلا فايس» لوسائل إعلام غربية، قائلة: «لديّ قائمة بأكثر من ألف عائلة إسرائيلية سجلت أسماءها للعيش على أرض غزة بعد طرد سكانها الفلسطينيين منها. خطتي هي أن أجعل غزة جنة تشبه سنغافورة».

وقد واكب إعلان الإدارة الأمريكية عن تعثّر مفاوضات الهدنة تصويت الكنيست الإسرائيلي على ضرورة ضم الضفة الغربية إلى الأراضي العربية المحتلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

رغم حملات التحريض والشائعات.. مصر تواصل دورها المحوري في دعم غزة وكسر الحصار

في ظل ما تتعرض له الدولة المصرية من حملة ممنهجة تستهدف تشويه دورها الإنساني والقومي في دعم الشعب الفلسطيني، تواصل القاهرة القيام بواجباتها التاريخية تجاه الأشقاء في قطاع غزة، متجاوزة بذلك حملات التشكيك المغرضة التي يروج لها البعض، ممن تتنوع ارتباطاتهم بين الجهل الممنهج والعمالة المأجورة، في محاولة لتحريف الحقائق وتزييف الوقائع.

ورغم الادعاءات الزائفة التي تروج لإغلاق مصر لمعبر رفح ومنع دخول المساعدات، فإن الوقائع الميدانية تكشف عن نقيض ذلك تمامًا، إذ نجحت الدولة المصرية، خلال الأيام الماضية، في إدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى داخل قطاع غزة، كما تمكنت، من خلال مجهودات استثنائية، من إدخال كميات كبيرة من المواد الإغاثية عبر معبري زكيم وكرم أبو سالم، متجاوزة بذلك القيود التي يفرضها الاحتلال ومؤمنة ما يمكن تأمينه من احتياجات عاجلة للسكان المحاصرين.

وتتزامن هذه الجهود مع نشاط محموم تقوده عناصر تابعة لتنظيم الإخوان، مدعومة بأذرع إلكترونية مرتبطة بوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عبر حملات ممنهجة هدفها إشاعة البلبلة وتشتيت الانتباه عن الفاعل الحقيقي في جريمة الحصار، وهو الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل منذ قرابة اثنين وعشرين شهرًا ارتكاب جرائم القصف والتدمير والقتل الممنهج بحق المدنيين في القطاع.

في موازاة ذلك، تواصل مصر تحركاتها السياسية والدبلوماسية من أجل الحفاظ على زخم مفاوضات الهدنة، من خلال طرح مقترحات وأفكار جديدة تحول دون انهيار المسار التفاوضي، الذي يسعى الاحتلال لإفشاله عمداً، بهدف إطالة أمد الحرب وتحقيق أهدافه من خلال القوة الغاشمة، على حساب أرواح الأبرياء ومعاناة المحاصرين.

وبذلك، تكرّس مصر التزامها الكامل بمسئولياتها التاريخية، وتؤكد أن دورها القومي في دعم القضية الفلسطينية لا تحكمه اعتبارات دعائية، أو مزايدات ظرفية، بل ينهض على ثوابت سياسية وإنسانية راسخة، تنطلق من وعي عميق بطبيعة الصراع، وإيمان راسخ بضرورة حماية أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 59 ألفا و921 والإصابات إلى 145 ألفا و233 منذ بدء العدوان

مقالات مشابهة

  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • تغيُر مواقف ترامب حول أوكرانيا يُثقل كاهل أوروبا
  • استطلاع: انقسام أمريكي حاد حول تأييد إسرائيل
  • كاتب تركي: إسرائيل لن تدرك حجم خسارتها إلا بعد سنوات
  • خداع منهجي يخفي تدفق الأسلحة الكندية الهائل إلى إسرائيل
  • غزة: تشدُّد أمريكي يتجاوز إسرائيل وخطط استيطانية تهدّد جغرافيا فلسطين
  • ممثل النرويج بالأمم المتحدة: 50 دولة من بينها فرنسا تدعم قيام دولة فلسطينية
  • كاتب أمريكي يرصد أوجه الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول الملف السوري
  • قلق أمريكي من تناقص المخزون في الصواريخ الاعتراضية
  • النفط يرتفع بعد اتفاق تجاري أمريكي أوروبي