كتب/ محمد الجعمي:
قلبي الذي أدْمَنَ التِّرحَالَ وَالسَّفَرَا
في ليلِ عَينيكِ أهْدَى لِلمُنَى قَمَرَا
يا "قدسُ" يا روعةَ التّاريخِ في دَمِنَا
إليكِ كم حَجَّ هذا القلبُ واعْتَمَرَا
تَعِبْتُ أكْتُبُ وَالأوجَاعُ مَحْبَرَتِي
كَمْ أَرّقَ الشِّعرُ في مِحْرَابِهَا الشُّعَرا
من أرْضِ "بلقيس" هذا الشَّوقُ تحمله
نسائمُ الليلِ وَالغيمُ الذي عَبَرَا
ما بينَ "عَكَّا وَحَيفَا وَالخَلِيلِ" أنا
مسافرٌ كُلّمَا طَالَ النَّوَى اصْطَبَرَا
قيثارتي الآنَ يا "بيسانُ" في كدرٍ
باتت من الحُزْنِ يَقْظَى تبعثُ الكَدَرَا
أرى بلادي على الأجداثِ بَاكيةً
كم أوجعَ السُّهدُ في أحْدَاقِهَا السّهَرَا
في كلِّ صبحٍ يقيمُ الموتُ مذبحةً
فلا تَسَلْ كَيفَ عمَّ الخوفُ وَ انْتَشَرَا
ولا تَقُلْ أَيْنَ بَاتَ السُّعْدُ مُعْتَكِفًا
واسْتَوحَشَ الليلُ لا أنسا وَلا سَمَرَا
وَلَا تَسَلْ مَالّذِي يَجْري وَقَدْ حَجَبَتْ
ثقافةُ الحقدِ عَنَّا السَّمْعَ وَالبَصَرَا
عيوننا تَرقبُ "الأقْصَى" عَلَى خجلٍ
وَلَمْ تَجِدْ خَالِدًا فينا ولا عُمَرَا
كَأنَّنَا لم نَفِقْ مِنْ طُولِ غَفْوَتِنَا
ولا اقتفينا لإنصارِ الهُدَى أَثَرَا
على جَنَاحِ القَوَافِي جِئْتُ ِمِنْ "عَدَنٍ"
ومن "صهاريجها" أشجى النَّوى الوَتَرَا
ْ
أنا حنينُ الليالي كلما شرِقَتْ
بالدَّمعِ أوْ عَاتَبَتْ في الغربةِ القَدَرَا
لا وقت للحزن يا "نابلسُ" فالتَمِسِي
من همهماتِ الصِبَا مَا فَاتَ وَانْدَثَرَا
قلوبُنا مِنْ حُطَامِ الذكرياتِ غَدَتْ
تَئِنُّ والصَّبْرُ فِيْهَا ملَّ وَانْكَسَرَا
سنعبرُ الآنَ يَا "سخنينُ" ساريةً
للعابرين إلى أوْطَانِهمْ مَطَرَا
ونزرعُ الأرضَ بالإيمانِ ثانيةً
ونسأل الله يَجْلُو الهَمَّ والكَدَرَا
يا من إلى اللهِ يشكو جَهْلَ أمّتَهِ
اغنمْ دروسَ التُّقَى واسْتَلهِمِ العِبَرَا
تَاريخنَا بِمَدَادِ القَهْرِ نَكْتُبُهُ
وَحِبْرنا مِن لَظَئ الحزنِ الذي كبرا
نلومُ حُكَّامَنَا في كلِّ مُنْعَطَفٍ
وَنَحْنُ مَنْ يَصْنَعِ الحُكَامَ وَالأُمَرَا
من ذَا الّذِي لم يَجِدْ في العيشِ منغصةً
ولمْ يَنَلْ من ليالي أنْسِهَا وَطَرَا
يا "قدسُ" ها نحنُ ما زِلنَا عَلَى أَمَلٍ
يغازلُ الشِّعْرُ فَينَا النّصْرَ وَالظّفَرَا
مَا زَالَ في الغَيبِ مِنْ أيّامِنَا خَبَرٌ
رغم العذاباتِ وَالدَّمْعِ الَّذِي انْهَمَرَا
سَنَقْتَفِي الآنَ فَجْرَ الأمْنِيَاتِ عَسَى
نَرَى طَرِيقًا إلى عينيكِ مُخْتَصرَا
.المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
قصة الحاج القذافي الذي عادت الطائرة مرتين لتقلّه إلى السعودية – فيديو
في حادثة أثارت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون قصة شاب ليبي يُدعى عامر المنصور القذافي، وُصفت بأنها “أقرب إلى الخيال”، بعدما عادت طائرة كانت متجهة إلى مكة المكرمة مرتين إلى المطار، قبل أن يتمكن من اللحاق بها.
القصة بدأت عندما وصل عامر، القادم من جنوب ليبيا، إلى المطار ضمن آخر دفعة من الحجاج. وأثناء إجراءات الصعود، أبلغ بوجود “مشكلة أمنية” في جواز سفره تتعلق باسمه، ما منعه من ركوب الطائرة. وعلى الرغم من مناشداته بانتظاره حتى تُحل المشكلة، أقلعت الطائرة من دونه.
وبعد وقت قصير من إقلاعها، عادت الطائرة إلى المطار إثر عطل فني في نظام التكييف. عندها تجدد الأمل، وطلب البعض من قائد الطائرة السماح لعامر بالصعود، إلا أن الطيار رفض لأسباب لوجستية، بسبب بقاء المحرك في وضع التشغيل. وغادرت الطائرة مجددًا.
رغم ذلك، أصر عامر على البقاء في المطار، متمسكا بأمل اللحاق بالرحلة ذاتها، رغم تأكيد الموظفين له أنه “لا نصيب له فيها”.
لكن المفاجأة الكبرى وقعت عندما اضطرت الطائرة إلى العودة مرة ثالثة بسبب عطل فني آخر. هذه المرة، قرر الطيار السماح لعامر بالصعود، وقال بحسب ما نُقل: “والله لن أطير حتى يركب عامر”.
ووثق الركاب لحظة صعود عامر إلى الطائرة وسط تصفيق وتفاعل كبير، وانتشرت صوره ومقاطع الفيديو لاحقًا وهو يحتفل بوصوله إلى الأراضي السعودية، مؤكدًا استكماله لإجراءات الحج.
قصة غريبة وعجيبة!
حاج ليبي يُدعى عامر تم استبعاده من رحلة الحج بسبب نقص في أوراقه، لكنه رفض مغادرة المطار، وبدت عليه ثقة غريبة بأن الأمور ستتيسر.
بعد إقلاع الطائرة، عاد الكابتن للمطار بسبب خلل فني، لكن عامر لم يتمكن من الصعود!
أقلعت مجددًا، ثم عادت مرة أخرى لخلل آخر!
هذه… pic.twitter.com/BYHDLO1gSN
— حمد الخضيري (@hamad_alkhudiri) May 25, 2025
الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب