من صناعة الصفقات إلى صناعة الغموض.. ترامب في مأزق المهلة الأخيرة
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
13 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: بينما كان دونالد ترامب يعيد تشكيل الواجهة التجارية لأميركا في ولايته الثانية، بدا أن شعار “صانع الصفقات” الذي طالما تفاخرت به حملته، يخضع لاختبار قاسٍ أمام الواقع المتشابك للتجارة الدولية. فالرئيس الذي بنى صورته على النجاح في عقد صفقات سريعة ومربحة، يواجه الآن مشهداً ضبابياً، ومهلاً متكررة تذيب ما تبقى من وضوح في استراتيجيته.
ومنذ إعلان رسوم جمركية مشددة في أبريل، ظنّ ترامب أن لعبة الضغط القصوى ستثمر عن “تسعين صفقة في تسعين يوماً”، لكن النتيجة حتى الآن صفقتان فقط، واتفاق مؤقت مع الصين خفف من لهب الحرب التجارية دون إطفائه. وبين التصعيد والتهدئة، عادت عبارة “نظرية تاكو” إلى السطح، حيث ربطت صحيفة “فايننشال تايمز” بين اضطرابات الأسواق وتراجعات ترامب، لتصبح هذه العبارة بمثابة مرآة للواقع الذي يخشاه البيت الأبيض.
وتقنياً، لا تنكر إينو ماناك من مجلس العلاقات الدولية أن سيل الرسائل الذي بعث به ترامب إلى الاتحاد الأوروبي وكندا والبرازيل، كان رداً سياسياً أكثر منه اقتصادياً، محاولة لإثبات الجدية وتفنيد صورة المماطلة. غير أن التناقضات في خطاب الرئيس — من أن “لا تكلفة” ستقع على الأميركيين إلى إقراره بـ”كلفة قصيرة الأمد لأجل مكاسب بعيدة” — وضعت إدارته في زاوية سياسية خانقة، كما لاحظ وليام راينش من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.
وتتزايد حدة الضغط مع اقتراب الأول من آب/أغسطس، الموعد الذي حوّله ترامب من مهلة إلى مسرحية اختبار. فالرسوم الجديدة على النحاس، ونتائج التحقيقات المرتقبة في أشباه الموصلات والأدوية، لا تبدو قرارات اقتصادية بقدر ما هي أدوات لتحويل الانتباه وإعادة تشكيل التوقعات.
ومع أن الرأي العام لا يضع السياسة التجارية في صدارة أولوياته، بحسب إيميلي بنسون من “مينرفا”، إلا أن ردود فعل الأسواق ستكون العامل الحاسم. فإن أقدم ترامب على التصعيد فعلاً، دون اتفاقات حقيقية، فإن “نظرية تاكو” قد تتحول من نكتة مالية إلى قناعة انتخابية.
وفي ظل خطاب متشدد ونكسات واقعية، يبدو أن إدارة ترامب تسير على حبل دقيق: بين رغبتها في إعادة تشكيل النظام التجاري، وحاجتها لضبط ردود الفعل في الداخل والأسواق معاً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
محمد موسى يكشف تفاصيل صفقة دولية لعودة الأسد.. ويشعل ردود فعل عالمية
أكد الإعلامي محمد موسى، أن ما طرحه قبل فترة حول وجود صفقة روسية – أميركية – أسدية – جولانية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى سوريا في إطار محاكمة صورية، أثار ردود فعل واسعة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار محمد موسى خلال تقديم برنامجه "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إلى أنه كشف تفاصيل هذه الصفقة خلال استضافته في منصة «هلا بودكاست» مع الإعلامي أحمد عز، مقدم برنامج «المفاوض»، لافتًا إلى أن الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد العزبي كان قد طرح الطرح ذاته في برنامج موسى قبل نحو شهر ونصف.
وأكد موسى أن هذه التصريحات أحدثت ضجة عالمية، ودفعت عدة منصات وبرامج إلى مهاجمته هو والدكتور العزبي ومحاولة التشكيك في المعلومات التي عرضاها، موضحًا أن بعض تلك المنابر الإعلامية اتبعت أساليب “التجريح الشخصي” و“التشويه المتعمد” بدلاً من مناقشة جوهر المعلومات.
وأوضح موسى أن أحد مقدمي البرامج في التلفزيون السوري خصّص حلقة كاملة للرد عليه، كما قام عدد من مقدمي البرامج المعروفة بانتماءاتهم السياسية بمحاولات مماثلة لنفي ما جاء في تصريحاته، لافتًا إلى أن هذه الهجمات المتتالية ليست جديدة عليه منذ عام 2012.
وبين محمد موسى أن ردود الفعل "الهستيرية" لدى بعض الجهات تبرهن على صحة المعلومات التي كشفها، خاصة بعد أن تحوّلت الحملات إلى استهداف مباشر لشخصه بدلاً من تفنيد الحقائق التي ذكرها.
وأشار إلى أن أحد الإعلاميين العاملين في قناة عربية معروفة، والذي قدّم نفسه باعتباره “مذيعًا”، قام هو الآخر بعرض مقطع من حديثه والرد عليه بأسلوب وصفه موسى بأنه “بعيد عن المهنية”، معتبرًا أن هذه الحملة المنظمة تهدف إلى صناعة رأي عام مضلل، وإثارة فوضى محسوبة، وضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته عبر إعادة تدوير الشائعات في صورة “ملفات” أو “تسريبات”.
وأكد موسى أن ما جرى يعكس حجم التأثير الذي أحدثه كشف تلك المعلومات، وأن بعض الجهات التي تحرك هذه الحملات تعمل وفق أجندات استخباراتية خارجية تصوغ الخطاب وتحدد الرسائل التي يتم استخدامها في برامج معينة، مشددًا على أنه لن يتراجع عن كشف الحقائق مهما كانت الحملات المضادة.