لماذا حرق العمال الكردستاني أسلحته أمام أردوغان؟
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
في الحادي عشر من يوليو/ تموز الجاري، وأمام كهف كاسينا في مدينة السليمانية العراقية، أقدم 30 عنصرًا من تنظيم PKK الإرهابي- 15 رجلًا و15 امرأة- على إحراق أسلحتهم، في خطوة رمزية كان من شأنها أن تُحدث تغييرات مهمة ليس في تركيا فحسب، بل في عموم الشرق الأوسط.
لقد جاءت هذه الخطوة ثمرة لمسار بادرت إليه الدولة التركية وأطلق عليه اسم "تركيا خالية من الإرهاب".
وهكذا، صار حلم الانفصال الذي طارد تنظيم PKK الإرهابي طوال خمسين عامًا رمادًا في قِدرٍ احترقت فيه الأسلحة.
في عام 1973، اجتمع الانفصاليون الإرهابيون حول عبدالله أوجلان تحت مسمى "الأبوجيين"، وفي اجتماع عُقد في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1978 في سهل فِس- ليجه، ديار بكر- تم تأسيس تنظيم "حزب العمال الكردستاني" أو PKK.
وبعد تنفيذ عملية اغتيال في 29 يوليو/ تموز 1979 استهدفت النائب عن أورفا، محمد علي بوجاق، ترك منفذو العملية منشورًا حمل اسم "قرار المؤتمر الأول"، أعلنوا فيه انطلاقة نشاطهم الإرهابي الجماعي من خلال المطالبة بـ"تأسيس دكتاتورية شعبية في كردستان موحدة ومستقلة".
وفي 15 أغسطس/ آب 1984، شنّوا هجمات على إروه وشمدينلي، وأطلقوا النار لأول مرة على موظفين رسميين، ما أسفر عن استشهاد جنديين وتسعة مدنيين، لتبدأ منذ ذلك الحين موجة الإرهاب التي أودت بحياة ما يقرب من 15 ألف مواطن رسمي ومدني، من بينهم رجال شرطة، جنود، حراس، معلمون، أطباء، وممرضون، فضلًا عن تسببها في خسائر اقتصادية قُدّرت بتريليونَي دولار.
ومنذ عام 1984، تم القضاء على 46 ألفًا و276 عنصرًا من عناصر التنظيم الإرهابي خلال أربعين عامًا من المواجهة. وكان الهدف الأسمى لـPKK هو تقويض الأخوة التاريخية بين الأتراك والأكراد الممتدة منذ ألف عام، غير أنه فشل في ذلك، إذ عجز عن زعزعة أواصر هذه الأخوّة.
إعلانلقد أجبرت قوة الدولة التركية، رغم كل الدعم الذي تلقّاه التنظيم من القوى الإمبريالية، هذا التنظيم الإرهابي الممتد منذ خمسين عامًا على الرضوخ.
وفي 27 فبراير/ شباط 2025، أعلن عبدالله أوجلان- الذي تم القبض عليه في عام 1999 وحُكم عليه بالسجن المؤبد- عن حلّ التنظيم من الناحية الأيديولوجية. وكان أوجلان، مؤسس تنظيم PKK الذي انطلق عام 1979 بحجة تأسيس "دكتاتورية شعبية في كردستان موحدة ومستقلة"، قد أعلن بعد 52 عامًا من تأسيس التنظيم أن هذا المشروع الانفصالي لم يعد ممكنًا، وقال:
"إن فكرة الدولة القومية المنفصلة، والفدرالية، والحكم الذاتي الإداري، والحلول الثقافية- التي هي نتيجة الانجراف القومي المتطرف- لم تعد تجيب عن أسئلة السوسيولوجيا التاريخية.
فمع انهيار الاشتراكية الواقعية في التسعينيات بسبب عوامل داخلية، ومع تفكك سياسة إنكار الهوية في البلاد، والتطورات التي طرأت على حرية التعبير، وقع تنظيم PKK في فراغ فكري وتكرار مفرط.
وبناءً على ذلك، فقد استنفد التنظيم عمره كما حدث مع نظرائه، وصار حلّه أمرًا لا مفر منه. يجب على جميع الفصائل أن تلقي سلاحها، ويجب على تنظيم PKK أن يحلّ نفسه".
وهكذا، لم تعد هناك مطالب بإنشاء دولة منفصلة، أو نظام فدرالي، أو حتى مطالبات بثقافة رسمية أو لغة رسمية. وبما أن الانفصال لم يعد مطروحًا، فإن تنظيم PKK- الذي وصفه أوجلان بأنه "خاوٍ من المعنى"- لم يعد له أي ضرورة.
لقد أظهرت التغييرات التي طرأت في أسلوب مكافحة الإرهاب بعد محاولة الانقلاب التي قادتها منظمة غولن الإرهابية في 15 يوليو/ تموز 2016، وما بلغته الصناعات الدفاعية التركية من تطور، ونجاحات الاستخبارات التركية في تنفيذ عمليات دقيقة، أن المشكلة الإرهابية التي سعت الحكومات السابقة لحلها بالمفاوضات، يمكن حسمها بالمواجهة الفعلية.
فلم تقتصر العمليات على الداخل التركي فقط، بل أسفرت عمليات درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام- التي نُفّذت في سوريا رغم معارضة الولايات المتحدة وروسيا- عن إنشاء مناطق آمنة، كما كانت عمليات "المخلب" التي جرت في العراق محطات حاسمة في مكافحة الإرهاب.
ومن خلال عمليات دقيقة نفّذها جهاز الاستخبارات الوطنية، تم القضاء على نحو 200 من قيادات تنظيم PKK، الأمر الذي شلّ قيادته. وبات التنظيم الذي لم يعد له وجود فعلي داخل تركيا، عاجزًا عن التحرك في سوريا والعراق، وقد هُزم دون أن يتمكن من تحقيق أي من أهدافه.
أما التطورات العالمية، لا سيما نتائج الانتخابات الأميركية، فقد أظهرت أن الدعم الأوروبي والأميركي لـPKK في طريقه إلى الزوال. وما بقي له من دعم- من قبل إسرائيل، وبعض الجهات في إيران- لم يعد كافيًا لإبقائه على قيد الحياة.
كما أن الثورة السورية التي انتصرت في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 دفعت الكيان القائم في سوريا المتمثل بـPKK/PYD-YPG نحو الاندماج مع النظام الجديد.
وقد أعلن قادة تنظيم PKK- في مؤتمرهم الثاني عشر الذي عُقد بين 5 و7 مايو/ أيار 2025- عن حل التنظيم من الناحية التنظيمية، بعد أن سبق لأوجلان أن أعلنه من الناحية الأيديولوجية، وذلك على النحو التالي:
إعلان"اتخذ مؤتمر PKK الثاني عشر قرارًا بحلّ البنية التنظيمية للتنظيم وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح، منهيًا بذلك جميع الأنشطة التي كانت تُدار باسم PKK".
ورغم وجود تصريحات داخل تنظيم PKK تُعارض إلقاء السلاح، فإن رسائل أوجلان، لا سيما الفيديو الأخير المصوَّر بالصوت والصورة الذي كرر فيه الدعوة، لم تترك لأعضاء التنظيم أي خيار سوى إحراق الأسلحة ولو رمزيًا.
ومن المعروف أن تنظيم PKK هو كيان له أذرع في العراق، وإيران، وسوريا، إضافة إلى تركيا. وبعد أن أُحرقت الأسلحة في العراق، يُنتظر أن يتم تسليم الآلاف من الأسلحة الأخرى التي لا تزال في حوزتهم.
ومن ناحية أخرى، فإن تصفية جناحه في إيران المعروف بـPJAK، وجناحه السوري PYD/YPG، ودمج العناصر غير المتورطة في جرائم في بنية النظام السوري، يعدّان أهدافًا قائمة.
وقد أكّد عمر تشيليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسم الحزب الحاكم، على موقف تركيا الحازم بقوله:
"إن عملية نزع السلاح لا تقتصر على تنظيم PKK، بل يجب أن تشمل أيضًا امتداداته كـPYD/SDG وPJAK، إضافة إلى البنى الأيديولوجية والمالية غير الشرعية مثل KCK.
تدير تركيا هذا المسار دون أي طرف ثالث، من خلال آلية تحقق ذاتية. جهاز الاستخبارات الوطنية والقوات المسلحة التركية يراقبان التطورات على الأرض بكل حزم.
هذه العملية التي انطلقت بدعوة من السيد دولت بهتشلي باتت الآن مشروع دولة بإرادة الرئيس أردوغان. هدفنا هو تركيا خالية من الإرهاب. هذه العملية تمثل أملًا في السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة من تركمان، عرب، أكراد، إيزيديين، علويين، سنّة وشيعة. لن يُسمح بعد الآن بأن تتسبب التنظيمات الإرهابية بمجازر بحق الشعوب من خلال الحروب بالوكالة".
لقد لعبت التطورات الإقليمية دورًا حاسمًا في إيصال PKK إلى هذه المرحلة. لا سيما أن العلاقة التي طوّرها الرئيس السوري أحمد الشرع، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت مؤثرة جدًا.
وقد أطلق السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، تصريحات تشير إلى تغير السياسة الأميركية تجاه تنظيم YPG:
"قوات سوريا الديمقراطية (SDG) هي YPG، وYPG هي فرع من PKK. وPKK قد بدأ اليوم في إلقاء سلاحه، وهذه خطوة كبيرة بالنسبة لتركيا.
نحن لا ندين للدولة التركية تجاه YPG بشيء. لقد حاربنا معهم ضد تنظيم الدولة، وهذا ما يفرض علينا دينًا أخلاقيًا، لكن لا يمكن أن نقبل بدولة داخل الدولة.
هذا لا يعني أننا في طريقنا لإنشاء كردستان حرة في سوريا، ولا دولة SDG منفصلة، ولا دولة علوية أو يهودية. هناك سوريا واحدة، تُعاد هيكلتها. سيكون لها دستورها وبرلمانها.
يجب أن يكون هناك علم واحد ودولة واحدة في سوريا. لا يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط إلى الأبد في سوريا. إذا لم يتفقوا مع الحكومة السورية، فلن يتفقوا. وإذا أرادوا خارطة طريق جديدة، فهذا شأنهم".
إن تصريحه بأن YPG فرع من PKK، وأنهم ضد إقامة كيان فدرالي في سوريا، يكشف عن تحوّل جذري في السياسة الأميركية تجاه المنطقة.
فالولايات المتحدة التي زوّدت PYD/YPG- منذ عام 2013- بـ60 ألف شاحنة من الأسلحة والذخيرة تحت ذريعة مكافحة تنظيم الدولة، وقدّمت لهم مئات الملايين من الدولارات سنويًا، تُظهر اليوم من خلال تغيير سياستها أنها من سيأخذ السلاح كما كانت هي من قدّمه.
لأن الولايات المتحدة، وقد فضّلت مصالحها الكبرى التي تتوقعها من علاقتها الجديدة مع النظام السوري، لم تعد مستعدة لتحمّل عدم الاستقرار الذي قد ينشأ من أي كيان انفصالي يديره فرع PKK في سوريا.
ومن ثم، فإنها اختارت التعاون مع تركيا- الدولة الأقوى في المنطقة، والتي لديها قرار واضح بتصفية هذا التنظيم- بدلًا من الاستمرار في علاقة غير منتهية مع تنظيم إرهابي يُشكل تهديدًا مستمرًا لها.
إعلانوبذلك، فإن تنظيم PKK الذي استمدّ وجوده طوال خمسين عامًا من الدعم الروسي، ثم الأوروبي، وبعده الإيراني، وأخيرًا الأميركي، بات اليوم فاقدًا لكل هذا الدعم الدولي.
ولم يتبقَّ أمام هذا التنظيم الإرهابي، الذي قام كيانه بالكامل على الدعم الخارجي، إلا خيار واحد: إلقاء السلاح.
وربما يكون هناك استثناء ضعيف يتمثل في دعم إسرائيل الصهيونية ذات النزعة الإباديّة، لكن حتى هذا الدعم لن يكون كافيًا لإبقاء تنظيم مثل PKK على قيد الحياة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی سوریا تنظیم PKK من خلال لم یعد
إقرأ أيضاً:
الدم والعفو الأبوي أمام القاضي.. حكاية الحكم الذي أبكى القاعة
في مشهد قضائي يختلط فيه القانون بالألم والعاطفة، أصدرت محكمة مستأنف جنايات الجيزة حكما مؤبدا على المتهم ع. ر. في جريمة قتل شقيقه وسحله في الطريق العام بقرية نكلا بمنشأة القناطر، بعد أن قبلت هيئة المحكمة العفو الذي تقدم به الأب المكلوم.
في وسط هذا القرار الذي لامس معاني الرحمة والعدالة، جلس المستشار طارق خميس محمد رئيس الدائرة الرابعة أمام زملائه في الهيئة ليفتح ملف القضية من جديد، مؤجلا النظر في الاستئناف إلى جلسة شهر نوفمبر المقبل.
وقد افتتحت الجلسة بمواجهة مباشرة بين المحكمة والمتهم داخل القفص، حين سئل بلهجة صارمة “هل قتلت أخاك يا عمر؟” فأجاب سريعا “أيوه يا فندم” فاقتصرت العقوبة على السجن المؤبد بدلا من الإعدام، في ضوء رسالة العفو التي حملها الأب، وأطلق عليها وصف «العفو في حضرة القاضي».
عفو أب ينقذ قاتل شقيقه من الإعدام داخل قاعة المحكمةتكونت هيئة المحكمة من المستشار طارق خميس محمد كرئيس، إلى جانبه أعضاء المحكمة، وهم من قضاة الجنائيات المكلفين بالنظر في القضايا الكبرى، وقد بادرت الهيئة إلى مراعاة العوامل الإنسانية إلى جانب القانونية عند حكمها.
الأب الذي دخل قاعة الجلسة بموقف لم يرصد كثيرا في قضايا القتل شد أنظار الجميع، فقد كتب رسالة يدويا مخاطبا القاضي: “القاتل ابني والمقتول ابني” معبرا عن تنازله عن الحق المدني وطلبه العفو.
وقد استندت المحكمة إلى نص المادة 7 من قانون العقوبات التي تنص على أن الحقوق الشخصية في الشريعة لا تمس، لكن العفو وإن كان ليس سببا لبراءة المتهم، فقد سمح بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى المؤبد.
بين طعنة الغدر ورسالة العفو.. المحكمة تختار الرحمةالتخطيط والتصفيةفي مستهل القضية التي حملت رقم 15049 لسنة 2024 جنايات مركز إمبابة والمقيدة بـ 5928 لسنة 2024 كلي شمال الجيزة، وجهت النيابة العامة إلى ع. ر. تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، مشيرة إلى أنه عقد العزم مسبقا على التخلص من شقيقه. قالت النيابة إنه استغل غياب الوالدين وانقض على الضحية بعصا حتى أعيته قواه.
الدم يسيل والعفو يعلو.. المؤبد بدلا من الإعدامولم تقف الجريمة عند الضرب بالعصا، بل استل المتهم سكينا وانهال بطعنات قاسية متكررة في مواضع قاتلة بالجسد، ثم سحب الجثة إلى الطريق العام أمام المارة، وهناك أتم الجريمة بضربة من قالب طوب رماه على الضحية، هذه السلسلة من الأفعال أظهرتها التحقيقات وتقرير الصفة التشريحية.
المضبوطات والتعاطيكما وجدت التحقيقات أن المتهم كان بحوزته جوهرتين مخدرتين هما “حشيش” و”ترامادول”، وكذلك السكين المستخدم في الطعن، وأدوات اعتداء مثل قالب طوب وعصا، كلها دون مبرر قانوني.
أقوال المتهمخلال استجوابه أقر المتهم بالتفصيل بأنه استدرج شقيقه مستغلا الغياب، وانقض عليه بالعصا والطعن، ثم سحله في الشارع وانهال بالحجر عليه، بدافع الانتقام من خلافات سابقة بينهما.
تقرير الطب الشرعيكشف تقرير مصلحة الطب الشرعي أن جثة المجني عليه تحمل سبعة عشر إصابة قطعية وطعنية في الصدر والبطن والظهر، وهي التي أدت إلى الوفاة. كما سجل التقرير إصابات رضحية بالرأس والوجه ناجمة عن استخدام الحجر في الجريمة، مؤكدا أن الوفاة سببتها الطعنات النافذة ومضاعفات الرضوض.
حين يعفو الأب عن الدم.. المحكمة تنطق بالمؤبدمن اللحظة التي تفتحت فيها الجلسة نحو المواجهة الصارخة إلى لحظة إلقاء العفو الأبوي أمام القاضي، تتشكل أمام القارئ صورة تتلوها توترات نفسية. المتهم يقف في القفص، كنتيجة لمعركة بين الدم والعاطفة، وبين القانون والحق والحب الأسري.
الأب الحزين الذي تخطى قسوته الطبيعية، وفضل أن يطلب الرحمة على الانتقام، أضفى على القضية بعدا إنسانيا قلما يرى في قضايا الدم البارد.