لجريدة عمان:
2025-05-09@08:42:56 GMT

هوامش ومتون :ضمائر حيّة وقلوب من حَجَر

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

كلّما أرى صورة إنجلينا جولي، وهي تدافع عن قضايا إنسانية، أتذكر فانيسيا ردغريف، الممثلة والمخرجة البريطانية التي بهرتنا في أواخر السبعينيات، فقد سخّرت الممثلتان العالميتان شهرتهما لنصرة القضايا الإنسانيّة، ومن أبرزها القضية الفلسطينية، ولمن لا يعرف فانيسيا ردغريف، من الأجيال الجديدة، فهي نجمة سينمائيّة عالمية رشّحت للأوسكار ست مرّات، وفازت بها مرة واحدة كأفضل ممثلة مساعدة عن مشاركتها في فيلم (جوليا) عام 1978 م ولم يمرّ ذلك الحدث عليها بسلام، إذ قوبلت باحتجاجات يهود قاموا بمظاهرات مستنكرين منحها الجائزة؛ كونها شاركت في فيلم (فلسطينيون) عام 1977م، لكن تلك الاحتجاجات لم تقف حائلا بينها وبين منصّة التتويج التي اعتلتها بكلّ شجاعة، ووصفت المحتجّين بالسفّاحين مؤكدة أنها ستظل تناصر الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية، وخلال حضورها المهرجان العاشر للأفلام في بريشتينا عام ٢٠١٨ بعد عرض فيلمها الوثائقي (حزن البحر) تساءلت: «كيف يمكن للفلسطينيين أن يعاملوا كما يعاملون اليوم؟ كيف يمكن أن يعاني هؤلاء الناس وأن يكون هناك مثل هذا الظلم؟ لقد أصبح الناس بقلوب من حجر في كلّ العالم وغير إنسانيين».

ولم تكتفِ بذلك، بل زارت فانيسيا ردغريف المولودة عام 1937 م مخيمات اللاجئين في السبعينات، وفضحت الممارسات اللا إنسانية، لجنود الاحتلال، وسخّرت شهرتها لنصرة القضية الفلسطينية، فتعرّضت لأذى كثير، ودفعت الثمن غاليا، ولكنّها لم تتراجع عن مواقفها، بل أصرّت عليها، لأنها صادرة عن قناعة شخصيّة، وقراءة لواقع مؤلم يعيشه الفلسطينيون، واليوم تسير النجمة أنجلينا جولي على خطاها، وهي المعروفة بمواقفها الإنسانية، وأحدث تصريحاتها تضمّنت إدانتها للهجمات الوحشية التي يتعرّض لها الفلسطينيون والقصف الإسرائيلي الذي شهده مخيم جباليا بقطاع (غزّة)، وأسفر عن سقوط أكثر من 400 شهيد وجريح، وكتبتْ في حسابها في (إنستجرام) معلّقة على صورة من صور الدمار «هذا هو القصف المتعمد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرّون إليه.. لقد ظلّت (غزّة) بمثابة سجن مفتوح منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتتحوّل اليوم بسرعة إلى مقبرة جماعية، 40% من القتلى أطفال أبرياء.. عائلات بأكملها تُقتل» متهمة زعماء العالم بالتواطؤ في ارتكاب الجرائم في (غزة) وسواها من المدن الفلسطينية.

إنّ هذه المواقف، التي تجعل أصحابها يندرجون ضمن مفهوم المثقف العضوي، حسب مصطلح المفكّر الإيطالي أنطونيو غرامشي، لها دور كبير في التعريف بأبعاد القضية الفلسطينية، التي شوّهها الإعلام الغربي، وطمس الكثير من الحقائق، خصوصا أنها جاءت من فنّانتين لهما جمهور عريض في كلّ أنحاء العالم، وكلمتهما مسموعة من قبل هذا الجمهور، وقد قدّمتا بهذه المواقف، خدمات كثيرة للقضية الفلسطينية، وهما لا تقفان متفرّدتين في الوسط الثقافي والفني العالمي، فهناك فنانون دعموا القضيّة، من بينهم: النجمة الأمريكية والإسرائيلية ناتالي بورتمان المولودة في القدس، التي رفضت عام 2018م تسلّم جائزة تسمى (النوبل اليهودي) وقيمتها مليونا دولار، بعد أن شهدتْ (غزّة) احتجاجات على استشهاد 35 فلسطينيا، في تلك الاحتجاجات التي انطلقت في 30 مارس 2018م، حملت اسم (مسيرة العودة)، وللممثلة اليهودية ميريام مارجويلز التي اشتهرت بأدوارها في سلسلة أفلام (هاري بوتر) تصريحات انتقدت بها حكومة الاحتلال وتضامنت مع الشعب الفلسطيني، وكذلك المغنّي البريطاني زين مالك الذي أدان الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق أصحاب الأرض، والمخرج السويسري ريشارد ديندو صاحب فيلم (جان جينيه في شاتيلا) الذي يتحدّث عن الشاعر الفرنسي جان جينيه الذي كتب (أربع ساعات في شاتيلا) بعد عشرين عاما من التوقّف عن الكتابة، وتحدّث به عن علاقاته بالفدائيين الفلسطينيين، ومذبحة مخيم (صبرا وشاتيلا) في عام 1982م، والمخرج الفرنسي جان لوك غودار الذي أخرج فيلم (هنا وهناك) عن حصار (تلّ الزعتر) سنة 1976م ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، إلى جانب فنّانين عالمييّن قدّموا أعمالا فنية وجّهوا من خلالها رسائل، ساهمت في توضيح أبعاد القضيّة ساهمت في تحريك الضمير العالمي، وقد جاءت من ضمائر حيّة في عالم قدّتْ قلوب الكثيرين به من حَجَر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

مصرع جندي وإصابة 5 آخرين فى انفجار بـ رفح الفلسطينية

أفاد إعلام إسرائيلي، بمصرع جندي وإصابة 5 آخرين بانفجار استهدفهم في رفح الفلسطينية، حسبما افادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

6 دول أوروبية ترفض أي تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزةحاكم أمريكي لقطاع غزة .. رفض قانوني وشعبي لمقترح واشنطن .. ماذا يحدث؟دبلوماسي سابق: التطور التكنولوجي فضح جرائم الاحتلال في غزةنقص الوقود.. توقف 75% من مركبات الدفاع المدني في غزة عن الخدمة


وفي وقت سابق، أكد الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس توقف 75% من مركباته عن الخدمة في قطاع غزة بسبب نقص الوقود، إذ تحظر إسرائيل دخول أي نوع من المساعدات إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي.  

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، أوردها راديو فرنسا الدولي في موقعه على الإنترنت، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن 75% من مركبات الإنقاذ توقفت عن الخدمة بسبب نقص الوقود.

وأضاف "نعاني من نقص شديد في مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين.

طباعة شارك غزة رفح الفلسطينية اخبار التوك شو قطاع غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • سفير مصر لدى روسيا: مصر تتواجد دائما في خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية
  • مصرع جندي وإصابة 5 آخرين فى انفجار بـ رفح الفلسطينية
  • البيجيدي: المغاربة ملكا وشعبا مع القضية الفلسطينية ونجاح مؤتمر الحزب أصاب خصومه بالسعار
  • ضياء رشوان: فلسطين القضية المركزية لنا.. وطوفان الأقصى أيقظ الوعي العربي
  • الدويري: مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير
  • الديمومة.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
  • ضياء رشوان: القضية الفلسطينية تتصدر الاهتمام العربي بإجماع غير مسبوق
  • ضياء رشوان في منتدى مرصد الأزهر: القضية الفلسطينية تتصدر الاهتمام العربي بإجماع غير مسبوق
  • وكيل الأزهر: القضية الفلسطينية يجب أن تشغل موقعًا مهمًا في نفوس الشباب
  • سلطان باشا الأطرش.. الزعيم الدرزي الذي واجه الاحتلال