اكتشاف ارتباط بين انعدام الأمن الغذائي وأكثر أمراض الكبد شيوعا لدى المراهقين
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يعاني المراهقون من الأسر ذات الدخل المنخفض من انعدام الأمن الغذائي، ويصابون بالشكل الأكثر شيوعا لأمراض الكبد بمعدل ضعفي أولئك الذين لديهم سهولة في الوصول إلى الغذاء.
إقرأ المزيدويرجع ذلك على الأرجح إلى الاعتماد على الأطعمة منخفضة التكلفة والمعالجة للغاية، ووفقا لدراسة أجريت في عام 2018، ومن المقرر تقديم نتائجها خلال اجتماع The Liver Meeting لعام 2023، الذي ستعقده الجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد (AASLD) في الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر 2023 في بوسطن.
وقال زبير يونسي، دكتوراه في الطب، وأستاذ ورئيس مجلس إدارة أبحاث الكبد والسمنة Beatty Liver and Obesity Research Program ضمن برنامج Inova Health، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن الارتباط بين انعدام الأمن الغذائي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي هو على الأرجح نتيجة لعدم القدرة على تناول وجبة متوازنة ومن المرجح الاضطرار إلى شراء طعام منخفض التكلفة. وقد تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى دورة من الإفراط في تناول الطعام إلى جانب الإفراط في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة والأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر".
وأجرى الباحثون تحليلا للبيانات الديموغرافية والتغذوية والنشاط البدني وانعدام الأمن الغذائي لـ 771 مراهقا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية من عام 2017 إلى عام 2018. وكان ما يقارب 19% من المراهقين الذين تم تحديدهم على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي يعانون من حالة تعرف باسم الخلل الأيضي المرتبط بمرض الكبد الدهني (MASLD)، والمعروف سابقا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، يكاد يكون ضعف معدل أولئك الذين لا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
إقرأ المزيدكما كان لدى المراهقين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي معدلات أعلى من أمراض الكبد المتقدمة بنسبة 2.8% مقارنة بـ 0.3% من المراهقين الذين لديهم مخاوف أقل بشأن الوصول إلى الغذاء.
وقال جميع المراهقين الذين تم تحديدهم على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي (98.9%) تقريبا إنهم يعتمدون على طعام منخفض التكلفة أو لا يستطيعون الحصول على وجبة متوازنة، بينما قال أكثر من نصفهم إنهم لم يتناولوا ما يكفي من الطعام.
ووجد التحليل أنه لا توجد اختلافات في الأمراض الأيضية مثل السمنة والسكري من النوع الثاني وفقا لانعدام الأمن الغذائي، على الرغم من أن هذه العوامل كانت مرتبطة بشكل مستقل مع مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة البحوث الطبية الصحة العامة الطب امراض دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية مواد غذائية یعانون من انعدام الأمن الغذائی المراهقین الذین الکبد الدهنی
إقرأ أيضاً:
مبادرات وبرامج إماراتية لدعم الأمن الغذائي في السودان
أحمد مراد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتسبب النزاع الدائر في السودان، منذ أبريل 2023، في انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما جعل المجاعة تفتك بملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، الذين يصارعون الجوع، والتشتت، والحرمان الشديد.
وتعمل دولة الإمارات بالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والعالمية على وقف الحرب، والتوصل إلى تسوية تحقق إرادة السودانيين، وتوقف المعاناة، مؤكدة دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.
ولا تكل الإمارات ولا تمل من دعواتها ومطالباتها بفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين، داعية إلى تضافر جهود منظمات المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب السوداني، والتصدي لمحاولات عرقلة وصول الإمدادات إلى النازحين واللاجئين السودانيين.
وبحسب التقديرات الأممية والدولية، فإن النزاع الدائر في السودان أدخل نحو 25 مليون شخص في دائرة الجوع، لا سيما مع عرقلة قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المنظمات والدول الفاعلة في مجالات العمل الإنساني، وعلى رأسها دولة الإمارات.
وكان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للعام 2025 قد حدد 17 منطقة سودانية معرضة لخطر المجاعة نتيجة الصراع المستمر، موضحاً أن أكثر من 30 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأُعلنت المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في إقليم دارفور.
رسالة تضامن
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أنه في ظل الانهيار المتسارع للأوضاع الإنسانية داخل السودان، يبرز الدور الإماراتي كأحد أهم الجهود التي تسعى ليس فقط للتخفيف من حدة الكارثة، بل لبناء جسر عبور نحو استعادة الدولة السودانية لوظيفتها الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد زهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات اتخذت مساراً مختلفاً عن كثير من الفاعلين الإقليميين والدوليين، إذ لم تكتف بإصدار البيانات أو دعوات التهدئة، بل انتقلت مباشرة إلى الفعل الميداني، عبر جسر متصل من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي طالت شرائح واسعة من السكان المنكوبين، لا سيما في المناطق التي تعاني انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما يمثل الأزمة الأخطر والأكثر تعقيداً في السودان.
وأشار إلى أن دعم الإمارات لملف الغذاء والدواء لا يأتي فقط من باب الاستجابة الطارئة، بل يُعبر عن فهم عميق لطبيعة الأزمة السودانية كأزمة مركبة، أمنية وإنسانية وسياسية، لا يمكن معالجتها إلا بمداخل متزامنة، موضحاً أنه حين تُرسل الدولة شاحنات القمح والأدوية، وتُنشئ مستشفيات ميدانية ومراكز إيواء، فهي بذلك تؤسس لمعادلة استقرار قائمة على إنقاذ الإنسان السوداني أولاً، تمهيداً لاستعادة السياسة والمجتمع والدولة لاحقاً.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، إن السودان لا يحتاج فقط لمن يرفع صوته بالنيابة عنه في المحافل، بل لمن يضع قدماً على الأرض في معسكرات النزوح والمستشفيات، ويُقدم نموذجاً فاعلاً للتضامن الإنساني العملي، مضيفاً أن الإمارات تقدم نموذجاً يستحق التقدير والتثمين، لأنه يتعامل مع السودان كقضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية أو أمنية.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه الجوع ويغيب الدواء، تكتسب كل قافلة إماراتية تصل إلى الداخل السوداني معنى أكبر من مجرد شحنة دعم، مؤكداً أنها تمثل رسالة تضامن، ومحاولة جدية لردم الهوة بين الخراب وإمكانية التعافي.
دعم إماراتي
بدوره، شدد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، على أهمية المبادرات والبرامج التي تتبناها دولة الإمارات لدعم الأمن الغذائي في السودان، في ظل التداعيات الخطيرة المترتبة على النزاع الدائر منذ أبريل 2023، ما جعل البلاد تواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، بحسب التقديرات الأممية والدولية.
وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النزاع تسبب في تداعيات خطيرة، سواءً على مستوى النزوح أو الخسائر الاقتصادية أو تفشي أزمة غذائية معقدة يُعانيها ملايين السودانيين، مؤكداً أن الإمارات تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تخفيف معاناة الشعب السوداني، عبر قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تشكل دعماً بارزاً للأمن الغذائي السوداني.
وفي إطار تضامنها الراسخ والثابت مع الشعب السوداني، تحرص دولة الإمارات على دعم الأمن الغذائي في السودان، في ظل تأثره بتداعيات النزاع الدائر منذ أبريل 2023.
سياسات متوازنة
وقال مدير المركز العربي للدراسات، إن دولة الإمارات تتبنى سياسات خارجية متوازنة تهدف إلى إحلال السلم والأمن في مختلف مناطق العالم، وتسوية النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والغذائية للمتضررين من النزاعات والصراعات، ما يعزز الحضور الإماراتي الفاعل على المستويين الإقليمي والعالمي.