بقوا ورحل الجميع.. آخر الناجين من 3 عائلات في غزة يروون تفاصيل المعاناة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
سلط تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، الضوء على أشخاص في قطاع غزة، فقدوا عائلاتهم بأكملها، وأصبحوا الناجين الوحيدين من بين أسر كبيرة، جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع.
وشنت حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى)، هجوما على بلدات ومناطق إسرائيلية، أسفر عن مقتل 1400 شخص أغلبهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واختطاف أكثر من 240 شخصا.
وردت إسرائيل بضربات على قطاع غزة تسببت في مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
كما تسببت الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني، في أزمة إنسانية حادة، تتمثل في غياب حاجيات العيش الأساسية، في انتظار إقرار هدنات أو وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن.
"مغطاة بدماء الآخرين"كانت صاحبة الـ43 عاما، رشدية توتة، تجلس في ساحة المستشفى الأهلي المعمداني يوم 17 أكتوبر، مع نازحين آخرين اعتقدوا أنهم بمأمن هناك.
استهدفت ضربة المستشفى، والتي تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأنها. وقالت السلطات الصحية في غزة إن نحو 500 شخص قتلوا إثرها.
كان من بين الضحايا أفراد من عائلة توتة، وحينما علمت بمقتل أغلب أفراد عائلتها صرخت باكية: "لماذا بقيت هنا؟ أريد الذهاب معهم. كنا دائما معا، لماذا لا نموت سويًا؟".
تعيش العائلات في غزة في منزل واحد يتكون من عدة طوابق، وفي المعتاد يكون كل طابق به أسرة، وتعيش العائلة تقريبا وتتشارك كافة تفاصيل الحياة اليومية سويًا.
وفي يوم ضربة المستشفى، حذر شقيق رشدية العائلة من أن الضربات قد تستهدف منزلهم، وطالبهم بالتوجه إلى مكان آمن.
وتعاني رشدية وواحدة من شقيقاتها من إعاقة حركية، وتستخدم كرسيا متحركا، لذلك كان الانتقال لمكان بعيد صعبا عليهم، فانتقلت الأسرة التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 40، إلى مستشفى المعمداني. وقالت رشدية: "شعرنا بالأمان هناك. كان هناك الآلاف من الناس ومن بينهم أطفال".
نصبت الأسرة الخيام في محيط المستشفى، واستقروا رغم سماعهم بشكل مستمر أصوات الطيران الإسرائيلي في الأجواء.
وقالت السيدة الأربعينية للغارديان، حول يوم الضربة: "كل ما أتذكره أن الأطفال كانوا جائعين، فبدأت أمهاتهم بإعداد الشطائر لهم، وطلبن منهم اللعب في ساحة المستشفى. رأيتهم يضحكون ويلعبون والأمهات في سعادة خلال تجهيز الطعام".
وأضافت أنه بعد ذلك، استفاقت لتجد نفسها "مغطاة بدماء الآخرين في مستشفى الشفاء، حيث نقلها مسعفون".
قتل خلال ضربة المستشفى، والديها وشقيقيها وزوجتيهما وشقيقتها القعيدة، وفقط ظل على قيد الحياة ابن أخيها يامن، وتعيش حاليا مع أخت أخرى لها كانت تسكن في مكان آخر بقطاع غزة، اصطحبتها والطفل من المستشفى إلى المنزل. وبحسب حديثها لغارديان، تعيش الاثنتان على وقع اهتزاز المنزل بشكل يومي جراء الضربات.
"لا أحلام ولا خطط"كانت ديما اللمداني (18 عاما)، تحلم بأن تكون سيدة أعمال ناجحة، حيث كانت تعيش بمخيم الشاطئ في غزة.
وحينما طالب الجيش الإسرائيلي سكان شمالي قطاع غزة بالتوجه جنوبا، وبالتحديد يوم 13 أكتوبر، قرر والدها وشقيقه وكل الأسرة مغادرة المخيم.
بعد يومين من رحلة إلى منزل أحد أصدقاء العائلة، حيث قرروا البقاء لفترة لإعادة شحن المولدات والهواتف، جلست اللمداني تحتسي القهوة مع قريبتها، ولم تتذكر أي شيء بعد ذلك سوى أنها كانت وسط الركام وتسمع أصوات صرخات الناس من حولها.
كان نحو 50 شخصا في المبنى الذي تعرض للقصف، وبينهم 17 شخصا من عائلة اللمداني، بحسب غارديان.
وقالت اللمداني: "كانت أسوأ اللحظات المرعبة بالنسبة لي هي الفترة التي انتظرت فيها حتى عثروا علي بين الركام. كدت أفقد عقلي، صرخت وبكيت حينما وجدوني".
لم تتوقف مأساتها عند هذا الحد، بل كان عليها التوجه نحو المشرحة للتعرف على جثث ذويها، وقالت: "بالكاد تعرفت عليهم، حيث تغيرت ملامحهم. حينها توسلت إليهم بالقول: لا تتركوني وحدي، فأنا لا أستطيع الحياة دونكم".
تتحمل اللمداني حاليا مسؤولية اثنين من أبناء عمومتها الصغار، وقالت: "أنا مدمرة حاليا، لا أحلام ولا آمال ولا خطط. لا أتخيل الحياة دون أمي وأبي وأختي. خدعتنا القوات الإسرائيلية، فلا يوجد مكان آمن".
"كيف تعيش دون والديها؟"واصل تقرير "غارديان" تسليط الضوء على الأسر المكلومة، حيث كانت سماح العيداني، تبكي ابنتها التي رحلت إثر قصف منزلها في دير البلح وسط غزة يوم 24 أكتوبر.
تتولى العيداني حاليا مسؤولية تربية حفيدتها ذات الست سنوات، والتي نجت من القصف، وقالت للصحيفة: "أتذكر ابنتي المقتولة، فكيف يمكن لابنتها الصغيرة الحياة دون والديها؟".
جلست الطفلة نعيمة، جوار جدتها، بعدما قتلت الضربة الإسرائيلية، والديها وأجدادها وإخوتها.
وأكدت الجدة رغبتها في حصول حفيدتها على علاج نفسي بعد الصدمة، وقالت: "علينا انتظار نهاية الحرب، ولو نجونا، سأعمل على علاجها".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
3 مليارات جنيه لدعم العلاج على نفقة الدولة.. نواب : تخفف المعاناة عن غير القادرين .. وتسهم فى القضاء على قوائم الانتظار
مدبولي: الحكومة ملتزمة بتوفير رعاية صحية فورية ومجانية للحالات الحرجةنائبة:خطوة تعكس انحياز الرئيس لملايين المصريين وآلامهم وأوجاعهمبرلمانية: مصر سوف تكون واحدة من أهم الدول فى تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنينفي ضوء التوجيهات الرئاسية لتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطنين، وحرصا من الدولة على دعم الفئات الأكثر احتياجاً، خصصت الحكومة خلال الفترة من مارس حتى يونيو 2025، دعم غير مسبوق بقيمة 3 مليار جنيه لصالح منظومة العلاج على نفقة الدولة، وذلك ضمن حزمة الحماية الاجتماعية العاجلة التي بدأت الحكومة في تنفيذها مطلع مارس، حسبما يؤكد البيان المالي المقدم من وزير المالية، الدكتور أحمد كجوك، إلى مجلس النواب.
ويأتي هذا التمويل الاستثنائي في إطار التزام الحكومة بتوفير رعاية صحية فورية ومجانية للحالات الحرجة، لاسيما ممن لا يمتلكون القدرة على تحمل تكاليف العلاج .
بداية، أكدت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب ، على أن تخصيص 3 مليار جنيه لدعم منظومة العلاج على نفقة الدولة يؤكد التزام الحكومة بالحقوق الدستورية لبسطاء المصريين.
إلى جانب أنها ستسهم في سد الفجوة بين الزيادة السكانية و ارتفاع تكلفة الخدمة الصحية المقدمة و احتياجات المرضي، الأمر الذي يتيح للجهات مقدمة الخدمة توفير كافة المستلزمات و الأدوية اللازمة لتوفير الخدمة الآمنة و الشاملة للمرضي .
وأشارت«سعيد» في تصريح خاص لـ«صدى البلد» إلى أن هذه الخطوة تؤكد انحياز الرئيس لملايين المصريين وآلامهم وأوجاعهم، مؤكدا أن القرار يعكس اهتمام القيادة السياسية بمنظومة الصحة للارتقاء بها لصالح المواطن المصري البسيط.
و أوضحت عضو البرلمان أن الدولة أعطت أولوية للفئات الأولي بالدعم من خلال المبادرات الصحية و منها قوائم الانتظار التي كانت طوق نجاة لمرضي كثر كانوا علي ملف الانتظار بين الحياهة و الموت منتظرين توفير المستلزمات لعمليات دقيقة .
وعبرت عضو النواب عن تمنيها باستمرار دعم البسطاء ، و خاصة في قطاع الصحة و توفير ما يلزم لتقديم خدمة شاملة و آمنة لحين استكمال مشروع قانون التأمين الصحي الشامل
.
في سياق متصل، ثمنت النائبة ميرفت عبد العظيم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إجراءات الحكومة بشأن صخ 3 مليارات لعلاج الحالات الحرجة والقضاء على قوائم الانتظار، مؤكدة ان القطاع الصحي شهد تقدما ملحوظا منذ تولى الرئيس السيسي حكم البلاد .
وأشارت«عبد العظيم» إلى أن تخصيص هذه المبالغ الطائلة لدعم مبادرة إنهاء قوائم الانتظار للحالات الحرجة، ستسهم في تخفيف معاناة غير القادرين ، فضلا عن تحقيق الرعاية الصحية الشاملة لجميع المواطنين وتسخير كافة الإمكانيات لتحسين المنظومة وتغييرها للأفضل.
وأكدت عضو النواب على ثقتها التامة فى أن الدولة المصرية سوف تكون واحدة من أهم الدول فى تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بمختلف محافظات الجمهورية.
.