الثورة / إبراهيم الاشموري

أمام المجازر الصهيونية المروعة والانتهاكات الوحشية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني بحق ملايين المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تظهر دعوات دولية خجولة للتحقيق فيما تسميه تقارير عن جرائم ترتكبها “إسرائيل” قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب.
آخر هذه الدعوات ما ورد امس على لسان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الذي حث على إجراء تحقيق فيما وصفه باستخدام إسرائيل “لأسلحة متفجرة شديدة التأثير” والتي قال إنها تسبب دمارا عشوائيا في قطاع غزة المحاصر.


وقال تورك إنه يجب على إسرائيل وقف استخدامها لمثل هذه الأسلحة في القطاع المكتظ بالسكان والذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، نصفهم نزحوا بسبب القتال على مدى شهر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، امس الجمعة، ارتفاع حصيلة شهداء الغارات الصهيونية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 11 ألفا و78 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 27 ألفا آخرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث الوزارة أشرف القدرة، في مدينة غزة.
وقال القدرة: “ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 مواطنا بجراح مختلفة”.
وأضاف القدرة “وصلنا 2700 بلاغ عن مفقودين منهم 1500 طفل لازالوا تحت الأنقاض”.
وأضاف القدرة “الانتهاكات الإسرائيلية بحق المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 198 كادرا صحيا وتدمير 53 سيارة إسعاف”.
وزاد أن “إسرائيل استهدفت 135 مؤسسة صحية وأخرجت 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة”.
واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى العيادات الخارجية بمستشفى الشفاء، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
يأتي ذلك في ظل استمرار جيش العدو الصهيوني في قصف عدد من المستشفيات في قطاع غزة بشكل مكثف، خلال الساعات الماضية، رغم تحذيرات دولية متكررة من استهداف المشافي التي تتمتع بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في مؤتمر صحفي خلال زيارته امس للعاصمة الأردنية عمان “من الواضح أن القصف الإسرائيلي المكثف على غزة بما في ذلك استخدام أسلحة متفجرة شديدة التأثير في مناطق مكتظة بالسكان له أثر مدمر على الإنسان وحقوق الإنسان”.
وأضاف “يجب التحقيق في الهجمات… لدينا مخاوف جدية من أن تكون هذه هجمات غير متناسبة تنتهك القانون الإنساني الدولي ”داعيا كيان الاحتلال إلى اتخاذ ما اسماها إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة أيضا حيث يتصاعد العنف بين الفلسطينيين من جهة والجنود والمستوطنين الصهاينة من جهة أخرى.
وأوضح تورك أن 176 فلسطينيا على الأقل، من بينهم 43 طفلا وامرأة واحدة، استشهدوا في وقائع شاركت فيها قوات الأمن “الإسرائيلية” منذ بداية أكتوبر الماضي وقتل مستوطنون إسرائيليون ثمانية فلسطينيين على الأقل. .
ورغم هذه الدعوات والمطالبات الأممية الخجولة تواصل قوات الاحتلال جرائمها وانتهاكاتها الخطيرة للقانون الإنساني الدولي في عدوانها على غزة وأكدت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء أن “قوات الاحتلال قصفت مبنى العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء بصواريخ وقذائف مدفعية، واستهدفت النازحين، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، بينهم أطفال ونساء”.
وأضافت: “كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بعد استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين عند مدخل خزاعة، شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة”.
وكانت قوات الاحتلال استهدفت خلال الساعات الماضية بوابة مستشفى النصر للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لتوقف جميع خدماته.
كما استهدفت محيط مستشفى “أصدقاء المريض” في غزة، ودمرت مركبة إسعاف بعد قصف على محيط مستشفى العودة شمال القطاع غزة، فيما اندلع حريق كبير في الطابق السفلي بمستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة بعد استهدافه من الطيران الصهيوني.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة امس الأول، أن الجيش الصهيوني قصف 8 مستشفيات خلال الأيام الثلاث الماضية، وأنه تسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء “العدوان” على قطاع غزة في 7 الماضي.
وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1,6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2,4 مليون نسمة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الشمال حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك، حذرت الأمم المتحدة من أن “نقص الطعام يثير قلقا متزايدا” مشيرة إلى أنه لم يكن بإمكان أي منظمة تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام.
والمستشفيات التي لم تغلق بعد تعاني نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قوات الاحتلال فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء في قصف خيام النازحين ومستشفيات غزة تستغيث

في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك استُشهد عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة شملت حتى خيام النازحين، وتستغيث المستشفيات من عجز كامل ونقص في المستلزمات نتيجة الحصار الإسرائيلي القاتل.

وقالت مصادر في مستشفيات غزة للجزيرة إن 34 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر اليوم في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في القطاع.

وقال مصدر طبي في مجمع ناصر إن 8 فلسطينيين استشهدوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات غربي مدينة رفح.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قال في وقت سابق إن إجمالي عدد الذين استُشهدوا برصاص الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز المساعدات الأميركية بلغ 110، بالإضافة إلى 583 مصابا و9 مفقودين.

وقال مصدر طبي بمستشفى المعمداني إن 3 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي غرب مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف استهدف شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

وأعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد ضابط من منتسبيهم في قصف إسرائيلي لمنزله شرقي منطقة التفاح بمدينة غزة.

من جهته أفاد مراسل الجزيرة بسقوط مصابين بنيران جيش الاحتلال في مخيمات نازحين غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

إعلان

المستشفيات تستغيث

في الأثناء، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، للجزيرة إن كل مستشفيات الشمال بين ما هو مدمر بشكل كامل أو متضرر بشكل كبير، مشيرا إلى أن المستشفيات تفتقر للمستلزمات الطبية وتعاني عجزا كاملا يهدد حياة المصابين.

وناشد أبو عفش المنظمات الدولية العمل من أجل إدخال المستلزمات الطبية والأدوية للقطاع.

من ناحيته، قال مدير المستشفيات الميدانية في غزة، الدكتور مروان الهمص، للجزيرة إن ما حصل في قطاع غزة يفوق ما عرفته كل الحروب والهجمات التي شهدها العالم.

وأضاف الهمس أن الناس يحاولون الاحتماء بمستشفى ناصر لكن الاحتلال يقصف حتى المستشفيات، كما أكد أن الاحتلال يقصف أيضا كل خيام النازحين في القطاع من الشمال إلى الجنوب.

وقال إن الاحتلال يريد تنغيص فرحة العيد على الشعب الفلسطيني في ظل القصف والتجويع، وطالب بوقف الحرب "ليستطيع أهل قطاع غزة العيش".

بدورها ناشدت وزارة الصحة في قطاع غزة المؤسسات المعنية توفير طريق آمن لتمكين المرضى والمصابين من الوصول إلى مستشفى الأمل بخان يونس، وقالت إن الوصول إلى مستشفى الأمل لم يعد ممكنا بعد تصنيف الاحتلال محيطه على أنه منطقة قتال خطيرة.

عمليات المقاومة

على صعيد عمليات المقاومة اعترف جيش الاحتلال أمس بمقتل 4 من جنوده، في عملية للمقاومة بخان يونس وإصابة 12 آخرين في جباليا.

وحسب رواية الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل 862 جنديا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 420 قتلوا في معارك بقطاع غزة. وطبقا للمعطيات، فقد أصيب 5921 جنديا منذ بداية الحرب، بينهم 2687 خلال المعارك البرية في القطاع الفلسطيني.

وفي هذا الشأن، قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة إنه ليس أمام جمهور العدو إلا إجبار قادتهم على وقف الحرب أو الاستعداد لاستقبال مزيد من أبنائهم في توابيت.

إعلان

وأضاف في سلسلة تصريحات نشرها مساء الجمعة على حسابه في موقع تليغرام، أن ما تكبده الاحتلال اليوم من خسائر في خان يونس وجباليا امتداد لسلسلة العمليات النوعية، مضيفا أن خسائر الاحتلال في خان يونس وجباليا نموذج لما سيجابَه به الاحتلال في كل مكان.

اليونيسيف تستغيث

من جانبه، أطلق المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر نداء استغاثة من داخل "مستشفى شهداء الأقصى"، وسط قطاع غزة، دعا فيه إلى وقف الحرب، ووقف معاناة الأطفال.

وتحدث إلدر في فيديو بثه عبر حسابه على منصة "إنستغرام" عن مأساة الطفلة جنى البالغة من العمر 11 عاما، التي أُصيبت في غارة جوية استهدفت منطقتها قبل يومين، مما أسفر عن إصابتها بالشلل الفوري في رجليها.

وقال إن "جنى لا تزال غير مدركة تماما ما أصابها، وهي الآن في حالة يأس شديد، وترغب فقط في الخروج من هنا، لكنها لا تستطيع الحصول على إجلاء طبي، ويؤكد لي الأطباء أنه لا توجد حاليا إمكانية لعلاج حالتها من الشلل".

وأضاف أن "الكثير من الناس الذين يشاهدون هذه المقاطع، قلوبهم بالفعل هنا، ويريدون أن تتوقف هذه الحرب على الأطفال. لكن هذه الرسالة ليست موجهة إليهم، بل إلى من يملكون النفوذ والقدرة على إيقاف هذه الحرب الوحشية ضد الطفولة".

وتشير أحدث إحصاءات اليونيسيف إلى أن 50 ألف طفل قد استُشهدوا أو أُصيبوا منذ بدء الحرب، "وإذا تم اعتبار أن كل فصل دراسي يضم 25 طفلا، فهذا يعني أن ما يعادل 2000 فصل دراسي من الأطفال قد طالتهم هذه الكارثة، ولهذا يجب أن تتوقف هذه المأساة".

الأونروا

من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ضرورة أن تعود إلى توصيل المساعدات بأمان، وعلى نطاق واسع، لجميع السكان في غزة من خلال الأمم المتحدة.

وقالت إنها طلبت مرات عدة من إسرائيل التعاون وتقديم الأدلة بشأن الادعاءات الخطيرة الموجهة إلى الوكالة ولكنها لم تتلق أي رد، مؤكدة التزامها بمهمتها وأنها مستعدة لتقديم المساعدات في غزة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى.

إعلان

وبهذا الصدد قال مكتب المتحدة للشؤون الإنسانية إنه مستعد لتقديم المساعدات المنقذة للحياة حيثما وجد المدنيون وفق المبادئ الإنسانية، وأكد أنه لا ينبغي توقع أن يخاطر المدنيون الجائعون في غزة بحياتهم بحثا عن الطعام.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

وقبل الإبادة حاصرت إسرائيل غزة طوال 18 عاما، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.2 مليون، بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب مساكنهم.

مقالات مشابهة

  • حصيلة أولية.. 13 جريحا اثر اصطدام بين شاحنة وحافلة بوهران
  • مجزرة بمدينة غزة والمقاومة تنصب كمائن جديدة للاحتلال
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تنعى أمينها العام أسعد أبو شريعة
  • الاحتلال يرتكب مجزرة مروّعة في حي الصبرة / شاهد
  • مجـ.زرة جديدة في غزة.. استشهاد وإصابة 65 فلسطينيا بحي الصبرة
  • الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة في حي الصبرة بغزة تخلّف عشرات الشهداء والجرحى
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 54,772 شهيدا و 125,834 مصابا
  • عشرات الشهداء في قصف خيام النازحين ومستشفيات غزة تستغيث
  • بالفيديو: 15 شهيداً وعشرات الإصابات - مجزرة إسرائيلية جديدة في مدينة غزة
  • غارة جوية تستهدف منزلاً بمحيط مستشفى الشفاء غربي غزة