لجريدة عمان:
2025-12-15@07:01:34 GMT

صناعة الأفلام.. ترويجٌ ثقافي

تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT

تشكل صناعة الأفلام شكلا من إبراز الثقافة في المجتمعات المحلية، فهي بما تحمله من مضامين ثقافية ومجتمعية قابلة للانتشار بشكل كبير تعد من الصناعات المهمة استراتيجيّا؛ حيث إنها تعتمد على المتعة والتشويق البصريين والسمعيين حتى تتكون علاقة عاطفية -وأحيانا عقلية- بين الصانع والمتلقّي، وهي في ذاتها تشكّل قوّة ناعمة تعود على سياسات الدولة بالنفع والقوة في علاقاتها مع الدول الأخرى، فالفن البصري يشكّل الصور الذهنية -بشقيها الإيجابي والسلبي- عن الشعوب والمجتمعات وبالتالي قادر على إحداث التغيير وتكوينه بما يتوافق مع الرؤى والخطط الوطنية.

تمتلك عمان تنوّعا ثقافيا واجتماعيّا وبيئيّا، مما يُمكّن من استغلاله لزيادة صناعة الأفلام وترويجها بطرق كثيرة، ويُمكن أخذ المثال المادي على ذلك وهو التنوع البيئي، فإن عمان تمتلك التضاريس الجغرافية المناسبة لصناعة أفلام مختلفة ومتنوعة من جبال وبحار وصحار وأرياف، وهي بذلك تشكّل مخزونا سينمائيا رائعا يُمكن استغلاله بالطرق المناسبة. كما أن هذا التنوع يُمكن توظيفه في سرد الحكايات المختلفة بما تمتلكه هذه البيئات من ثقافات وأساطير وسلوكيات وأفكار ولغات مختلفة. فكما أن هذا التنوع تم استغلاله في كتابة الأدب العماني، فتجد العديد من الكتّاب العمانيين قد استطاعوا توظيفه في أعمالهم الأدبية، منهم زهران القاسمي الذي وصلت رواياته إلى الخارج الغريب ثقافة عن المجتمع العماني وتُرجمت أعماله للغات عديدة، فإن هذا التنوع أيضا يُمكن استغلاله في صناعة الأفلام القصيرة والطويلة.

يبرز دور الأفلام في إبراز التعددية من خلال تعدد ظهور الهويات الصغرى المختلفة في عمان فيه، فعلى سبيل المثال يُمكن إبراز تعددية اللباس واللهجات واللغات في الأفلام العمانية حتى تبرز التعددية الثقافية.

توظف العديد من الدول الأفلام باعتبارها قوة ناعمة قادرة على الوصول إلى الجمهور العالمي، وتشكّل الصور الذهنية حول مجتمعاتها، فكانت ثورة الأفلام الأمريكية التي استطاعت الوصول إلى العالم أجمع بما لديها من قدرة إنتاجية ضخمة، ولم تكن مساهمة هذه الأفلام في صناعة الصور حول المجتمع الأمريكي فحسب، بل إنها -بشكل ما- استطاعت تشويش الحقيقة في العديد من القضايا التاريخية ومنها الغزو الأميركي للعراق، فتجد أفلاما مثل (American Sniper) تحاول تصوير وجود الجيش الأميركي في العراق على أنه وجود مشروع جاء لخدمة الناس لا للغزو، ولهذا فإن العديد من المتلقين الذين لا يعرفون ما الذي حدث تحديدًا في تلك الحقبة يُمكن أن يأخذوا هذه الفكرة من الأفلام الأمريكية ويسقطونها على الحدث معتقدين أنها الحقيقة. والأمر كذلك ينطبق على دول أخرى مثل كوريا الجنوبية في مسلسلاتها الدرامية، واليابان في الأنمي، وفي العالم العربي، كانت الأفلام المصرية هي الأكثر انتشارا وترويجا للثقافة المصرية، فإن العديد من المشاهدين العرب، عرفوا عن الثقافة المصرية وربما حفظوا الأماكن والعادات، بل وربما تمكنوا من اللهجة، من خلال الأفلام.

وعلى الرغم من أن السينما الثالثة كانت نوعا من رواية مضادة للعديد من الأفلام التي صنعت روايتها الحكومات، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى ذات الانتشار الذي حققته الأولى.

ومن هنا تأتي أهمية المهرجانات الدولية والمنصات الرقمية في الترويج للأفلام المحلية، وقد شكّل مهرجان عين للأفلام القصيرة تجربة مثرية في عمان لأهمية هذه المهرجانات؛ لأنها أحدثت اهتماما محليّا وعربيّا بالأفلام المعروضة، كما أنها شجعت صنّاع الأفلام على الإبداع والخروج من القوالب التقليدية، إلى صناعة أكثر احترافية ومهنية قادرة على عكس الواقع الاجتماعي، لكن هذه التجربة بحاجة لتطوير وتكثيف مما يُمكّن من تنظيم مهرجانات أخرى أكثر قدرة على إخراج الإبداع. وكذلك تشكّل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي قدرة على الترويج للأفلام المحلية بشكل أكبر إذا ما استغلت بشكل صحيح، وفيلم (الأسود لا يليق بك) من إخراج عيسى الصبحي والفائزة بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون فرع الفنون يشكّل أبرز مثال على ذلك، فالمشاهدات على اليوتيوب وصلت إلى مليون ومائتي ألف مشاهد، وكذلك مثلا المسلسل القصير (من حارتنا) من إخراج عبدالعزيز الجميلي وإنتاج مجموعة سيما، وصلت المشاهدات على اليوتيوب في الحلقة الأولى لأربعة وأربعين ألفا، وهذه الأرقام الضخمة تعني أن هذه الأعمال استطاعت الوصول إلى مشاهدين ليس فقط من داخل عمان، وإنما من الخارج أيضا، مما يعني ترويجا وانتشارا ضخما، يُمكن زيادته من خلال الاستراتيجيات والطرق الصحيحة.

تواجه صناعة الأفلام في عمان العديد من التحديات، فعلى الرغم من أن الصنّاع مستمرون في إبداعاتهم، وتكوين الشركات الصغيرة المهتمة بصناعة الأفلام، مثل (مجموعة سيما)، و(غرفة ستة) وغيرها، إلا أنهم يواجهون بعض التحديات فيما يتعلق بالإجراءات لصناعة أفلامهم، ما يؤخر تطور هذه الصناعة، كما أن الأمر ينطبق على صنّاع الأفلام من الخارج الذين يودون تصوير أفلامهم في عمان؛ حيث إن كثيرا من الإجراءات تعيق مثل هذه الشراكات المهمة، ولذا ينبغي أن يتم تكوين بيئة تشريعية مرنة وقادرة على احتواء الصناعة بما يخدم الإبداع المحلي. وبالحديث عن الصنّاع من الخارج، فإن استقطابهم يشكّل أهمية كبيرة؛ حيث إنه يساهم في نقل الخبرة إلى الداخل، فالقادمون من الخارج يأتون بخبراتهم وقدراتهم الإنتاجية، وتوفّر الخلطة للشباب العماني بالخبراء يساهم في تطوير صناعتهم ويجعلهم قادرين على عكسها على الصناعة السينمائية المحلية.

لا تقتصر تطوير الصناعة المحلية على جانب الترويج الثقافي فحسب، بل إنها تساهم في التطور الاقتصادي والسياحي كذلك؛ لأن الترويج للثقافة والتعددية المذكورة سلفا، يكوّن صورة ذهنية إيجابية عن الداخل العماني مما يزيد من الرغبة في السياحة والتعرف أكثر على هذه الثقافات والبيئات وبالتالي زيادة في الترويج الاقتصادي والسياحي لعمان، مما يزيد من الدبلوماسية الثقافية والناعمة قوة وتطوّرًا.

في المحصلة، السينما العمانية يُمكن أن تكون مرآة للذات ورسولا إيجابيّا للعالم، لذا فإن الاهتمام بهذه الصناعة وتطويرها، قادر على الترويج للثقافات المتعددة ومساهم في التطور الاقتصادي والسياحي في الداخل، وتمكين الشباب المهتمين هو الموصل لهذه النتائج جميعا، من خلال تسهيل الإجراءات وترويج الصناعة وتطويرها.

جاسم بني عرابة كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صناعة الأفلام الوصول إلى العدید من من الخارج من خلال فی عمان

إقرأ أيضاً:

مشاركة واسعة في السباق الترفيهي ترويجًا للألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»

كتبت - مريم البلوشية

"تصوير: خلفان الرزيقي"

نظمت اللجنة الأولمبية العُمانية ممثلة باللجنة العُمانية للرياضة والمجتمع النشط، وبالتعاون مع المجلس الأولمبي الآسيوي، "سباق المرح الترفيهي" بهدف الترويج لدورة الألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»، المقرر إقامتها في اليابان خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، وقد شهد السباق مشاركة واسعة تجاوزت 600 مشارك من مختلف الفئات العمرية، ما يعكس الاهتمام المتنامي بالفعاليات الرياضية المجتمعية في سلطنة عُمان ورغبة أفراد المجتمع في الانخراط في أنشطة النشاط البدني، وأقيم السباق في ساحة الخوير عند سارية العلم، وضم مسارين رئيسين، الأول لمسافة كيلومترين والثاني لمسافة 5 كيلومترات، بما يلائم جميع مستويات اللياقة البدنية للمشاركين.

ورعى ختام السباق سعادة أحمد بن محمد الحميدي رئيس بلدية مسقط وبحضور عدد من أصحاب السعادة وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية.

وفي هذا الجانب، أعرب سعادة كيوشي سيريزاوا سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان عن سعادته بإقامة السباق الترويجي للألعاب الآسيوية «ناغويا 2026» في مسقط، مشيرًا إلى أن الحدث يمثل فرصة مهمة لليابان للتعريف بالدورة المقبلة التي ستقام في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام القادم، والتي تستعد لها اليابان بعناية كبيرة سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى البنية الرياضية، وقال سعادة السفير إنه يشعر بالفخر وهو يشاهد المشاركين يرتدون قمصان الألعاب الآسيوية التي تحمل شعار «ناغويا 2026»، معتبرًا ذلك وسيلة فعّالة لإيصال رسالة الدورة للجمهور وتعزيز الوعي بها في المنطقة، وأضاف أن رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال والعائلات العُمانية يشاركون في الجري بحماس يعكس تفاعل المجتمع العُماني واهتمامه بالأحداث الرياضية القارية، كما يمنحهم فرصة للتعرف منذ الآن على الدورة التي ستستضيفها اليابان، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تتيح لليابان تقديم ثقافتها وفنونها وشعبها للعالم بطريقة أوسع، وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا واسعا من العُمانيين في زيارة اليابان سواء للسياحة أو لحضور الفعاليات، متمنيًا لهم فرصة التعرف على جمال المدن اليابانية وطبيعتها وثقافتها عن قرب.

الرياضة للجميع

من جانبه، أوضح خلفان بن صالح الناعبي عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية ورئيس اللجنة العُمانية للرياضة والمجتمع النشط، أن فعالية "سباق المرح الترفيهي" مثلت واحدة من الفعاليات المهمة التي تنفذها اللجنة بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ممارسة الرياضة، مشيرًا إلى أن تنظيم السباق جاء ثمرة تعاون بين لجنة الرياضة والمجتمع النشط واللجنة الأولمبية العُمانية والمجلس الأولمبي الآسيوي، ضمن سلسلة فعاليات ترويجية تستهدف التعريف بدورة الألعاب الآسيوية التي ستستضيفها مدينة ناغويا اليابانية في سبتمبر من العام القادم.

وأكد الناعبي أن السباق يترجم عمليًا رؤية اللجنة الأولمبية العُمانية في نشر مفهوم "الرياضة للجميع"، أحد المحاور الرئيسية في الاستراتيجية الوطنية للرياضة في سلطنة عُمان، موضحًا أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز العادات الصحية، والحد من السلوكيات السلبية، وتحفيز المجتمع بمختلف فئاته العمرية على ممارسة النشاط البدني باعتباره عنصرًا مهمًا في نمط الحياة المتوازن، وأضاف أن تفاعل العائلات وحضور الأطفال في هذه الفعالية يؤكدان أن المجتمع العُماني أصبح أكثر وعيًا بدور الرياضة ودورها في تعزيز الصحة العامة.

وأشار الناعبي إلى أن الرياضة تؤدي دائمًا دورًا إنسانيًا يتجاوز حدود المنافسة، فهي تحمل رسالة سلام وتواصل وتقارب بين الشعوب، مضيفًا أن مشاركة سلطنة عُمان في الألعاب الآسيوية المقبلة بعدد من المنتخبات الوطنية يعكس التزام اللجنة الأولمبية العُمانية بالحضور الإقليمي والدولي في المحافل الرياضية، آملاً أن تشهد الدورة منافسات شريفة وروحًا رياضية عالية بين جميع الدول المشاركة.

وحول العوائد الرياضية والاقتصادية، والفوائد المتوقعة على سلطنة عُمان، قال المهندس خلفان بن صالح الناعبي: «هناك مكاسب متعددة، أبرزها التسويق للوجهة الرياضية العُمانية، وتنشيط الاقتصاد من خلال السياحة الرياضية، إضافة إلى دعم القطاع الرياضي في الترويج لبرامجه المستقبلية، كما نؤمن بأن هذه الفعاليات مصدر إلهام للناشئة والشباب، وتفتح أمامهم آفاقًا للمشاركة في البطولات القارية والدولية، وتمثل مقدمة لاكتشاف مواهب جديدة، ولا يخفى على الجميع أن الرياضة والمجتمع النشط محور أساسي في الرؤية الوطنية "رؤية عُمان 2040"، وسباق المرح يدعم أهدافها في نشر ثقافة ممارسة الرياضة ورفع مؤشرات الصحة العامة وتمكين المجتمع».

ووجه الناعبي شكره لجميع المشاركين في السباق، سواء من العائلات أو المتطوعين، مشيدًا بحماسهم وتفاعلهم الذي ساهم في نجاح الفعالية، مؤكدًا أن هذا الحضور المجتمعي يعكس مدى وعي المواطنين بأهمية الرياضة ودورها المحوري في تعزيز جودة الحياة، وداعمًا لجهود اللجنة الأولمبية العُمانية في الوصول إلى مجتمع أكثر نشاطًا وصحة.

الجدير بالذكر أن اللجنة العُمانية للرياضة والمجتمع النشط يتلخص نشاطها في تعزيز ممارسة الرياضة على أوسع نطاق ممكن لجميع فئات المجتمع وفق السياسة الوطنية للرياضة في سلطنة عُمان، وتركز اللجنة على إعداد الاستراتيجية الوطنية للرياضة للجميع، وتأهيل الكوادر الوطنية من مدربين ومشرفين ومتطوعين، وتصميم برامج رياضية شاملة تشمل جميع شرائح المجتمع من الأسر والنساء والأطفال والشباب وكبار السن وذوي الإعاقة، وتنظيم الفعاليات الوطنية والخليجية والآسيوية تحت شعار «الرياضة للجميع»، إلى جانب استخدام الإعلام الوطني والرقمي لنشر ثقافة النشاط البدني، وتعزيز الشراكات المؤسسية، وتوظيف الرياضة لمعالجة القضايا الصحية والاجتماعية والبيئية بما يضمن تنفيذ البرامج الوطنية بفاعلية.

اهتمام متزايد بالألعاب الآسيوية

وأكدت مانامي أوكومورا مديرة قسم العلاقات العامة والإعلام باللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية «ناغويا 2026» أن رؤية هذا العدد الكبير من المشاركين من أطفال وعائلات وشباب يعكس اهتمامًا متزايدًا بالألعاب الآسيوية وبالفعاليات الترويجية المصاحبة لها، وقالت: إن حضور هذا التجمع الرياضي يمنح اللجنة المنظمة دافعًا إضافيًا للاستمرار في جهودها الترويجية في مختلف الدول الآسيوية.

وأضافت مانامي أنها تزور سلطنة عُمان للمرة الأولى، وأنها متحمسة جدًا لرؤية الجمال الطبيعي للبلاد، مشيرة إلى أن انطباعها الأول عن الشعب العُماني كان إيجابيًا، حيث وصفته بأنه شعب ودود ومتعاون ويظهر اهتمامًا كبيرًا بالفعاليات الرياضية.

وأكدت أن اللجنة المنظمة في اليابان تعمل حاليًا بوتيرة متسارعة للاستعداد لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»، من خلال تجهيز المنشآت الرياضية وتطوير البنية الأساسية واستكمال الجوانب التنظيمية، مضيفة أن اللجنة المنظمة متحمسة لاستقبال الجماهير العُمانية في ناغويا، ونتطلع لأن يزورنا المزيد من محبي الرياضة من سلطنة عُمان ليتعرفوا على ثقافتنا ومدننا عن قرب.

وعن رأيها في مستوى تنظيم السباق في سلطنة عُمان، أشادت مانامي بالجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة الأولمبية العُمانية، موضحة أن المؤتمر الصحفي الذي سبق الفعالية شهد حضورًا لافتًا من ممثلي وسائل الإعلام، الذين طرحوا العديد من الأسئلة حول الألعاب الآسيوية، مما يعكس اهتمام الإعلام العُماني بتغطية الحدث، وأضافت أن الفعالية أظهرت مستوى عاليًا من التنظيم والاستقبال، خاصة مع جاهزية الفرق المنظمة وتفاعل الجمهور، وختمت مانامي حديثها بالتعبير عن امتنانها العميق للجهات المنظمة والمشاركين، مؤكدة أن الحفاوة التي لاقتها في عُمان ستبقى ذكرى مميزة بالنسبة لها.

النسخة التجريبية الأولى

وقال تشو جيان، مدير الإعلام والبث في المجلس الأولمبي الآسيوي، إنه قدم من دولة الكويت إلى العاصمة العُمانية مسقط للمساهمة في تنظيم فعالية "سباق المرح الترفيهي" بالتعاون مع اللجنة الأولمبية العُمانية، مؤكدًا أن هذه الفعالية تمثل النسخة التجريبية الأولى من سباق الترويج لدورة الألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»، والتي ينوي المجلس الأولمبي الآسيوي تنفيذها في عدة دول آسيوية ضمن خطة واسعة للترويج للحدث قبل انطلاقه.

وأوضح جيان أنه شعر بسعادة كبيرة خلال زيارته لمسقط، حيث وصفها بمدينة نابضة بالحياة، مشيرًا إلى أنه لاحظ اهتمامًا ملحوظًا من الشباب العُماني بممارسة الرياضة، إلى جانب حضور عائلي واسع يعكس حرص المجتمع على المشاركة في الفعاليات المجتمعية الرياضية، وأضاف أن مشاركة الأطفال والناشئين بشكل خاص يعكس اهتمام الجيل الجديد بالنشاط البدني ويؤسس لثقافة رياضية متنامية.

وبين جيان أن الهدف الأساسي من تنظيم فعالية "سباق المرح الترفيهي" هو ترسيخ فكرة أن الرياضة ليست فقط منافسة، بل هي أسلوب حياة، وأن هذا الحدث صمم ليكون مساحة مفتوحة لجميع الفئات العمرية، بعيدًا عن التنافس الرسمي، بهدف تعزيز الترابط الاجتماعي وتشجيع الناس على ممارسة الرياضة بشكل مستمر، وأشار إلى أن الفعالية في مسقط نجحت في تحقيق هذا الهدف من خلال الجمع بين المتعة والمشاركة والتوعية، مما يجعلها نموذجًا إيجابيًا يمكن البناء عليه في الفعاليات المقبلة.

وأضاف جيان أن المجلس الأولمبي الآسيوي يقدر التعاون الوثيق مع اللجنة الأولمبية العُمانية، وأن النجاح التنظيمي الذي شهده الحدث يعكس قدرات سلطنة عُمان واستعدادها لاستضافة مثل هذه المبادرات التي تستهدف المجتمع بشكل مباشر، مؤكدًا أن الفعالية في مسقط كانت من بين الأكثر تفاعلًا وحضورًا ضمن البرنامج الترويجي الجاري تنظيمه في آسيا.

أكثر من 600 مشارك

وأوضح خليفة بن محمد الجابري، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية ورئيس لجنة الرياضيين، أن السباق يعد إحدى أدوات التسويق والترويج للألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»، مبينًا أن اللجنة تسعى من خلال هذه الفعالية إلى تعزيز حضور الألعاب الآسيوية في الوعي المجتمعي والتعريف بها على نطاق واسع، مشيرًا إلى أن السباق شهد مشاركة أكثر من 600 شخص من مختلف شرائح المجتمع، من بينهم طلاب مدارس وأعضاء من اللجنة الأولمبية وعائلات وعداؤون من فئات عمرية متعددة.

وبيّن الجابري أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يهدف إلى تشجيع المجتمع العُماني على التفاعل مع الحدث الرياضي القاري، وتحفيز المنتخبات الوطنية التي ستشارك في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة، وأشار الجابري إلى أن مشاركته مؤخرًا في منتدى الرياضيين الذي عقد في كازاخستان، شهدت تنظيم فعالية ترويجية أخرى، ما يعكس حرص المجلس الأولمبي الآسيوي على تنفيذ هذه الفعاليات في مختلف الدول استعدادًا للدورة المقبلة.

كما أوضح الجابري أن المجلس الأولمبي الآسيوي قدم في هذه الفعاليات ميداليات ترويجية مشابهة لتلك التي سيتوج بها اللاعبون في «ناغويا 2026»، معتبرًا أن حصول المشاركين على هذه الميداليات يمنحهم شعورًا خاصًا بالارتباط بالحدث، ويجعلهم جزءًا من الأجواء المصاحبة للدورة الآسيوية قبل انطلاقها، وأكد أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز مشاركة المجتمع وتشجيع الجمهور على متابعة إنجازات المنتخبات الوطنية التي ستمثل سلطنة عُمان في المحفل القاري القادم.

مقالات مشابهة

  • خطوات مبشرة نحو صناعات تكنولوجية متقدمة
  • سلطة العقبة تستضيف وفداً سياحياً من أوروبا لتعزيز الترويج للمنتج السياحي الأردني
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات عالمية دون الإضرار بالصناعة المحلية
  • شرطة عدن تضبط متهمين بقضايا ترويج مخدرات
  • نادي الصيادلة يدعو إلى مؤتمر عربي "صناعي _ علمي" لدعم توطين صناعة الدواء
  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • ليلة باردة وضباب في العديد من المناطق
  • نيويورك تايمز: أميركا لا تستطيع صناعة ما يحتاجه جيشها
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات نسعى لحلها بالتعاون مع وزارة البيئة
  • مشاركة واسعة في السباق الترفيهي ترويجًا للألعاب الآسيوية «ناغويا 2026»