الثورة /حمدي دوبلة

بعد مرور 35 يوما من العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوروبيا على قطاع غزة مازالت المقاومة الفلسطينية تمسك بزمام المبادرة في المعركة التي تخوضها بمعنويات عالية وكفاءة عسكرية مشهودة وتلحق بالعدو المزيد من الخسائر والصفعات المذلة فيلجأ منهزما إلى التمادي في جرائمه الوحشية بحق المدنيين والتوسع في استهداف المنشئات المدنية بما فيها الأحياء السكنية والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس، مرتكباً المجازر بحق آلاف الأبرياء الذين نزحوا إلى هذه الأماكن ظنّاً أنها “آمنة”، حتّى أنّ المقابر باتت هدفاً للاحتلال وصواريخه وقنابله.

ليكشف ضعفه وهوانه وسقوطه الأخلاقي الشامل.
تؤكد الرشقات الصاروخية المسددة التي توجهها فصائل المقاومة الفلسطينية إلى كافة مناطق وبلدات كيان الاحتلال والتي كانت آخرها امس الجمعة عندما اطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس عبر ذراعها العسكري كتائب القسام رشقة صاروخية جديدة إلى قلب مستعمرة تل أبيب، وذلك بعد 35يوما من العدوان بل وأوقعت إصابات في صفوف المستوطنين، تؤكد زيف وكذب جيش الكيان الصهيوني وادعاءاته بأنه حقق إنجازات مهمة على صعيد تدمير القوة الصاروخية لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى ومنها حركة الجهاد الإسلامي التي تسطر هي الأخرى إنجازات عسكرية في مواجهة العدو والرد على جرائمه بحق الفلسطينيين المدنيين وانتهاكاته المتواصلة لحرمة المسجد الأقصى.
وأصيب عدد من المستوطنين الصهاينة، أمس، جراء صواريخ أطلقت من قطاع غزة على “حاضرة” الكيان تل أبيب والتي دوت فيها صفارات الإنذار وسط هلع وذعر في أوساط قطعان المستوطنين.
وقالت “نجمة داود الحمراء” وهي المنظمة العبرية التي تقدم الإسعافات في تغريدة: أنها تقوم بمعالجة عدد من المصابين بإصابات مختلفة جراء الصواريخ القادمة من قطاع غزة
وكان جيش العدو الإسرائيلي أعلن في منشور على منصة “إكس” انطلاق صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب.
وسمع دوي انفجارات نتجت عن محاولة اعتراض الصواريخ في العديد من المدن بما فيها القدس.
وقالت القناة 12 العبرية إنه تم اعتراض ما لا يقل عن تسعة صواريخ، فيما لم تعلن عن العدد الإجمالي للصواريخ التي وصلت.
وهذه هي المرة الأولى منذ 3 أيام التي تدوي فيها صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.
وفي وقت لاحق أمس، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنها قصفت تل أبيب.
وقالت القسام في بيان عبر منصة تلغرام: ”كتائب القسام تقصف تل أبيب برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.
إلى ذلك قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، أمس، إنّ صورة 7 أكتوبر “هي التي ستبقى عالقة في أذهان العالم”، مؤكّداً أنّ “ما تلا هذا التاريخ من مجازر يعكس الاضطراب الكبير لدى الاحتلال الإسرائيلي”.
وشدّد الهندي في مؤتمر صحفي على أنّ “ما يجري اليوم هو جولة من جولات الصراع ستقود إلى أخرى حتى تحقيق النصر الشامل”، مطمئناً الجمهور أنّ هذه “الحرب المجنونة” انتهت في 7 أكتوبر “من خلال ما أحدثته من صدمة كبيرة”.
مضيفا أنّ “كل الخيارات صعبة بالنسبة إلى إسرائيل”، مشيراً إلى أنّ “الحديث عن هدنة لـ3 أو 4 ساعات هي ذر للرماد في العيون”.
وأضاف أنّ “الهدنة التي يتحدثون عندها تخدم إسرائيل”، مبيناً أنّ “هدفها ترحيل الناس من الشمال نحو الجنوب كمقدمة لترحيلهم ربما إلى سيناء”.
في هذا السياق، وجّه الهندي التحية إلى “الصامدين في قطاع غزة الذي يتعرض لمجزرة حقيقية على مدار 35 يوماً أمام كل العالم”.
ولفت إلى أنّ “إسرائيل تستخدم سلاح التجويع ضد أهلنا في غزة عبر قصف المخابز والمياه والألواح الشمسية”، كما أنّها “تضغط من أجل تهجير أبناء غزة بغطاء من أميركا والغرب في جريمة لم نشهد مثلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية”.
وأشار الهندي إلى “تدمير كبير طال الشوارع التي تصل إلى مشافي غزة بينها الشفاء والنصر للأطفال والإندونيسي وشهداء الأقصى والقدس”.
وتطرّق الهندي، خلال تصريحه الصحافي، إلى وضع المقاومة الفلسطينية في غزة، مؤكّداً أنّ “الروح المعنوية عند المقاومة ما زالت مرتفعة رغم الاجتياح الإسرائيلي الكبير والمقاومون يتمتعون بمرونة عالية”.
ولفت إلى أنّه “في حال نزلت القوات الإسرائيلية من مدرعاتها، فقد نشهد حرب شوارع في قطاع غزة”.
وبحسب الهندي، فإنّ “إسرائيل قادرة على الوصول إلى مستشفى الشفاء الذي لم تُطلَق رصاصة واحدة، منه على عكس الرواية المتداولة، لكن جنودها لن يتمكنوا من النزول من مدرعاتهم”.
وشدّد على أنّه “إذا بقي الجيش الصهيوني في غزة، فسيتم استنزافه من دون شك”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الدويري: كمين القسام الأخير يؤكد أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة

#سواليف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد #فايز_الدويري إن #المقاومة_الفلسطينية لا تزال تنفذ عملياتها في عمق انتشار #قوات_الاحتلال داخل قطاع #غزة، مشيرا إلى أن #الكمين الأخير لكتائب #القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يؤكد هذه الحقيقة الميدانية بوضوح.

وكانت قناة الجزيرة قد بثت الجمعة مشاهد حصرية لكمين نفذته كتائب القسام السبت الماضي شرق خان يونس ضمن عمليات “حجارة داود”، أسفر عن #مقتل #ضابط وجندي من لواء كفير وإصابة ضابطين آخرين من وحدة #الاستخبارات، كما أظهرت المشاهد استهداف دبابة من المسافة صفر.

وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر بجلاء خروج عناصر المقاومة من أحد الأنفاق وتنفيذهم لهجوم مركب استهدف آليات الاحتلال في منطقة الزنة، وهي منطقة يُفترض أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يكشف أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة حتى اللحظة.

مقالات ذات صلة عراقجي عن واشنطن: كيف يمكننا الوثوق بهم بعد الآن.. ما فعلوه “خيانة للدبلوماسية” 2025/06/21

وأضاف أن هذا النوع من الكمائن يعكس حالة “العمل في العمق” داخل صفوف العدو، وهو ما يعدّ نجاحا استخباريا وميدانيا مهما، إذ تمكنت المقاومة من جمع معلومات دقيقة من خلال نقاط المراقبة المنتشرة في الميدان، ثم التخطيط والتنفيذ في إطار 3 مراحل: تثبيت، هجوم، ثم تفجير حقل الألغام بعد الانسحاب.

وأشار الدويري إلى أن الفيديو أوضح كيف خرج المقاومون من الأنفاق، وضعوا الحشوات المتفجرة، وتمركزت وحدة الاستهداف بقواذف “الياسين”، بينما وثّقت كاميرتان تفجير ناقلة جند وإشعال النار في الآليات، مما عزز مصداقية المشاهد التي بثت ودلّل على الجاهزية العالية للمجموعة المنفذة.

مناطق آمنة

وبيّن أن وجود المقاومة بهذا الشكل في مناطق من المفترض أنها “آمنة” لقوات الاحتلال يضع علامة استفهام كبرى على أداء الجيش الإسرائيلي، ويؤكد في الوقت ذاته أن أبناء المقاومة رغم ظروف الحرب يواصلون رصد التحركات المعادية والتحضير للرد في التوقيت المناسب.

وفي سياق الربط بين التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شدد الدويري على أن هذا التوتر الإقليمي لم يسحب تأثيره على سير العمليات في غزة، موضحا أن الاحتلال رغم إعادة توزيع بعض وحداته نحو الشمال والضفة الغربية ما زال يحتفظ بفائض قوة كبير داخل القطاع يسمح له بمواصلة العمليات.

وكان جيش الاحتلال قد أعاد انتشار بعض وحداته العسكرية بعد تصاعد التهديدات على الجبهة الشمالية تحسبا لتحرك من حزب الله، كما عزز إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن الدويري أوضح أن غزة كانت ولا تزال تكفيها فرقة واحدة على أقصى تقدير، وهو ما لم يتغير جوهريا حتى الآن.

وأكد أن حجم الدمار الهائل وتهجير السكان لم يمنعا المقاومة من العمل، وهو ما تعكسه المعارك اليومية والكمائن المتكررة في مختلف مناطق القطاع، في ظل استمرار الاعتماد على سلاحَي الجو والمدفعية من جانب الاحتلال لتحقيق أهدافه من خلال فرض واقع ميداني في المناطق الحمراء.

وفي ما يخص الهدف الإستراتيجي من استمرار العمليات البرية، رأى الدويري أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى فرض تهجير قسري للسكان باتجاه مناطق تم تحديدها سلفا كمراكز لتوزيع المساعدات، تشمل 3 مناطق في الجنوب وأخرى وسط القطاع، مما يؤدي إلى تكدّس سكان غزة في نطاقات ضيقة يسهل التحكم فيها لاحقا.


الأهداف السياسية

وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي أيضا في إطار السعي لتدمير شبكة الأنفاق وإزالة البنية السكنية التي تحتضن المقاومة، وذلك كمحاولة لتحقيق أهداف سياسية واضحة تتعلق بإعادة تشكيل الخارطة السكانية والجغرافية لقطاع غزة بشكل يخدم الخطط الإسرائيلية الطويلة الأمد.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تدمير 3 دبابات من طراز ميركافا بعبوات شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت تجمعات للجنود والآليات في قيزان النجار بقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى من طراز “رجوم 114 ملم”، في دلالة على تنوع الوسائط القتالية المستخدمة.

ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ كمائن محكمة وعمليات استنزاف واسعة النطاق ضد القوات الإسرائيلية، مع توثيق عشرات الهجمات الناجحة التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال وأعطبت أو دمرت مئات الآليات العسكرية.

وشدد الدويري على أن المعادلة في الميدان تشير إلى استمرار فاعلية المقاومة، رغم كل الضغوط العسكرية، وهو ما يعني -بحسب تعبيره- أن هدف القضاء الكامل على فصائل المقاومة لا يزال بعيد المنال، وأن ما يحدث يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق حسم عسكري واضح حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • مجازر الاحتلال في غزة تحصد أكثر من 50 شهيدا (حصيلة)
  • إنقاذ عائلة حوصرت 37 يوما تحت نيران جيش الاحتلال شرقي خان يونس
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • “الأحرار الفلسطينية”: ما تشهده الضفة الغربية والقدس جريمة حرب مكتملة
  • وقفة تضامنية في المهرة نصرة لفلسطين وتأييداً لإيران في مواجهة العدوان الصهيوني
  • استشهاد 21 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة منذ فجر اليوم
  • الدويري: كمين القسام الأخير يؤكد أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة
  • 96 يوما على عودة الحرب .. عشرات الشهداء والجرحى في مختلف مناطق قطاع غزة
  • الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
  • عشرات الشهداء في مجزرة جديدة للعدو الصهيوني بقطاع غزة