قالت الجمعية الألمانية لطب الأعصاب إن خرف الباركنسون هو نوع من أنواع الخرف الذي يصيب مرضى الباركنسون (الشلل الرعاش)، وهو مرض عصبي يحدث بسبب موت الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الناقل العصبي الدوبامين، وتتمثل أعراضه في الارتعاش أثناء السكون وتيبس العضلات وتباطؤ الحركة وخلل بوضعية الجسم وعدم اتزان المشية والميل للسقوط.
والدوبامين هو ناقل عصبي وهرمون يوصّل الرسائل الكيميائية بين الخلايا العصبية في الدماغ أو بين الدماغ وبقية الجسم. ويلعب الدوبامين دورا مهما في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الذاكرة والتحفيز والتعلم والمكافأة والحركة، وفقا لكليفلاند كلينيك في الولايات المتحدة.
ونقص الدوبامين يعني وجود مستوى منخفض منه. وترتبط مستويات الدوبامين المنخفضة ببعض الحالات الصحية مثل مرض باركنسون أو الاكتئاب. وقد يجعلك أيضا أكثر عرضة للمخاطرة أو تطوير الإدمان.
وتؤكد الجمعية الألمانية لطب الأعصاب أن نقص الدوبامين في المخ يؤثر بالسلب على القدرات المعرفية لدى المريض، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال الأعراض التالية:
مشاكل الانتباه والتركيز والذاكرة. تباطؤ التفكير وردة الفعل. تغيرات على الشخصية والسلوك والمزاج. مشاكل في الكلام. مشاكل في تحديد الأماكن. متاعب نفسية مثل المخاوف والهلاوس والاكتئاب.وينبغي استشارة طبيب الأعصاب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج.
ورغم أنه لا يمكن الشفاء من خرف الباركنسون، فإنه يمكن التخفيف من حدة الأعراض من خلال العلاج الدوائي مثل الأدوية النفسية والعلاج غير الدوائي مثل تمارين العلاج الطبيعي والتمارين الذهنية.
وعموما يمكن زيادة مستوى الدوبامين في الجسم عبر تناول نظام غذائي غني بالمغنيسيوم. ومن الأطعمة المعروفة بزيادة الدوبامين الدجاج واللوز والتفاح والأفوكادو والموز والشوكولاتة والخضروات الورقية الخضراء والشاي الأخضر والبرتقال والبازلاء والسمسم وبذور اليقطين والطماطم والكركم والبطيخ وجنين القمح.
كما يساعد في رفعه؛ الانخراطُ في الأنشطة التي تجعلك سعيدا أو تشعر بالاسترخاء، مثل التمارين الرياضية أو التأمل أو المشي في الطبيعة أو قراءة كتاب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
علاج مشاكل السمع يحميك من الٱصابة بالخرف.. دراسة تثير الجدل
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن معالجة مشاكل السمع في وقت مبكر قد تساهم بشكل كبير في تأخير الإصابة بالخرف لسنوات، مما يُعد بارقة أمل في مواجهة المرض الذي يُصيب ملايين كبار السن حول العالم.
تأثير فقدان السمع على الإصابة بالخرفوتابع باحثو جامعة جونز هوبكنز نحو 3000 شخص مسن (بمتوسط عمر 75 عامًا)، ووجدوا أن نحو ثلث حالات الخرف يمكن أن تُعزى إلى فقدان السمع المُشخّص طبيًا، ووفقًا لما نُشر في مجلة JAMA Otolaryngology.
وتوصلت نتائج الدراسة، بأن 32% من حالات الخرف خلال 8 سنوات من المتابعة، كانت لدى أشخاص يعانون من فقدان السمع المُثبت.
وكشف الباحثون، أن فقدان السمع البسيط ارتبط بخطر إصابة بالخرف بنسبة 16.2%، بينما ارتفعت النسبة إلى 16.6% في حالات الفقدان المتوسط أو الشديد.
وأوضح الباحثون، أن النساء أكثر عرضة (30.8%) من الرجال (24%) لتطور الخرف عند وجود فقدان سمع، وكانت العلاقة أوضح لدى الأشخاص فوق 75 عامًا.
ودعا الباحثون إلى ضرورة دمج فحوصات السمع ضمن الفحوصات الروتينية للبالغين، خاصة ممن تجاوزوا الأربعين عامًا، مؤكدين أن "علاج فقدان السمع قد يؤخر الخرف لدى عدد كبير من كبار السن".
وأوصى التقرير باستخدام المعينات السمعية المناسبة لمن يعانون من ضعف السمع، كوسيلة بسيطة قد تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ.
وقالت الدكتورة إيسولد رادفورد من "ألزهايمر ريسيرش يو كيه": هناك أدلة قوية تربط بين فقدان السمع في منتصف العمر وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
ما نحتاجه الآن هو إجراءات وقائية، لأن فقدان السمع ليس نتيجة حتمية للتقدم في السن.
وأشارت دراسة نشرت العام الماضي في مجلة The Lancet، إلى أن ما يقرب من نصف حالات الزهايمر يمكن الوقاية منها عبر 14 عاملًا نمط حياة يمكن السيطرة عليها، وشملت التوصيات:
ـ الحد من الضوضاء الضارة.
ـ توفير أجهزة سمعية للجميع.
ـ التعامل مع ارتفاع الكوليسترول لدى من هم فوق الأربعين.
ويعاني حوالي 900 ألف بريطاني و7 ملايين أمريكي من الخرف، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 1.7 مليون في بريطانيا خلال العقدين المقبلين.
وفي عام 2022 وحده، توفي أكثر من 74,000 شخص في المملكة المتحدة نتيجة للخرف، ما يجعله السبب الأول للوفاة في البلاد.
مع التقدم في العمر يجب فهم أسباب الخرف، يبدو أن الوقاية تبدأ من الأذن، وليس فقط من الذاكرة؛ حيث أن فحص السمع ومعالجة فقدانه قد يكون خطوة حاسمة في إبطاء رحلة الخرف، وإطالة عمر الدماغ النشط.