حرب غزة.. كيف ستتعامل بغداد مع التصعيد ضد القواعد الأميركية بالعراق؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
بغداد- مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تتصاعد حدة التوترات الأمنية في العراق إثر استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا من قبل ما تعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أقرت أمس الجمعة بتعرض قواعدها في العراق وسوريا لنحو 46 هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة، مع التأكيد على أن 56 أميركيا تعرضوا لإصابات نتيجة هذه الهجمات التي أعقبت عملية طوفان الأقصى التي بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد حذرت الإدارة الأميركية من استمرار هذه الهجمات مع مطالبة السلطات العراقية بحماية المصالح الأميركية التي تؤكد واشنطن أن قواعدها في البلاد تأتي وفق الاتفاقيات الثنائية بين واشنطن وبغداد.
وكان العراق قد شهد تراجعا كبيرا في استهداف القواعد الأميركية منذ تولي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهو ما يضع حكومة السوداني في مأزق كبير بعد أن حذرت الإدارة الأميركية بغداد من أنها سترد على هذه الاستفزازات في ظل استمرار استهداف القواعد وعدم انصياع الفصائل العراقية للمطالب الحكومية.
مأزق كبير
وتعليقا على ذلك، يقول الخبير الأمني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف "إن الضربات الموجهة للقواعد الأميركية تشكل حرجا كبيرا للحكومة العراقية، ولا سيما أن هذه الهجمات توقفت بعد تشكيل حكومة السوداني".
وفي حديثه للجزيرة نت، كشف أبو رغيف المقرب من صناع القرار بالعراق أن الحكومة لا تزال تفاوض الأطراف المعنية لأجل إيقاف هذه الهجمات ضد المصالح الأميركية، مبينا أن استمرارها يشكل ضغطا كبيرا على بغداد، مشيرا إلى أنه إذا استمرت هذه الهجمات فقد يتم اتخاذ رد فعل قوي من قبل الولايات المتحدة ضد المهاجمين، مما قد يزيد تعقيد الوضع ويجر العراق إلى دوامة جديدة من العنف.
وتابع أن كتلة الإطار التنسيقي مطالبة بإقناع الفصائل المسلحة بالعدول عن استهداف مصالح واشنطن، مما يحفظ مصلحة البلاد من أي منزلق خطير قد تشهده بغداد، بحسب أبو رغيف.
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وعد القدو -في حديثه للجزيرة نت- إن الحكومة العراقية تواجه موقفا لا تحسد عليه، مشيرا إلى أن موقف فصائل المقاومة وبقصفها القواعد الأميركية فإنها تسلط ضغطا على واشنطن التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة.
وعلى الجانب الآخر، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جيهان بأربيل مهند الجنابي أن استهداف الفصائل المسلحة القواعد الأميركية لن يؤثر في الدعم الأميركي لإسرائيل ولن يثنيها عن ذلك، ولا سيما أن تأثيرها الميداني محدود للغاية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يؤكد الجنابي أن هذا الاستهداف سيضر بالوضع العراقي، وأنه يأتي في خضم إزعاج وتوتر العلاقات العراقية الأميركية، مبينا أن الحكومة لن تستطيع إيجاد مخرج من هذا الوضع، وأن الجناح المسلح للإطار التنسيقي يبدو أنه غير راض عما يجري من استهداف للقواعد الأميركية.
وعما إذا استهدفت واشنطن الفصائل العراقية في سياق الرد على استمرار الهجمات، يرى الجنابي أن السوداني سيكون أمام تحد كبير، موضحا أن من يقدم على هذه الهجمات هو التيار الأصولي للفصائل المسلحة مثل كتائب النجباء وحزب الله العراق وسيد الشهداء، في الوقت الذي تبدو فيه فصائل أخرى مثل عصائب أهل الحق وجند الإمام وكتائب الإمام علي وغيرها بعيدة عن هذه الهجمات، بما يمكن تسميتها خلافات بين جناح الحشد الشعبي وفصائل التيار الأصولي، وفق الجنابي.
بدوره، يرى الخبير الأمني سرمد البياتي أن الحكومة العراقية في موقف حرج مما يجري، وأن رد واشنطن قد يأتي في حال سقوط ضحايا أميركيين فقط، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية لن تلجأ إلى الرد على منفذي هذه الهجمات.
أما عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وعد القدو فيقول معلقا "إن الفصائل لديها كيانها ودعمها الخاص، ولولا هذه الفصائل لما تحرر العراق من تنظيم الدولة، وبالتالي فإن مبرر هذه الهجمات هو استمرار دعم واشنطن لإسرائيل في حربها"، مبينا أن أي تعرض حكومي للفصائل سيحدث خللا في الاستقرار الأمني للعراق وفي الوضع الاقتصادي المستقر إلى حد ما، وفق قوله.
أما الخبير الإستراتيجي فاضل أبو رغيف فيعلق بأن الحكومة العراقية لن تنجر إلى المواجهة مع الفصائل المسلحة التي قد تؤدي إلى فتح جبهة داخلية مع الكتل السياسية والأطراف الأخرى، وفق أبو رغيف.
ومع استمرار الحرب على غزة توعدت ألوية الوعد الحق بأنه في حال استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل فإن احتماليات استهداف القواعد الأميركية في الكويت والإمارات واردة الحدوث.
بَيَانٌ هَامٌّ
" اَلْقَوَاعِدِ اَلْأَمْرِيكِيَّةِ فِي اَلْكُوَيْتِ وَالْإِمَارَاتِ أَهْدَافًا مَشْرُوعَةً لَنَا "#الوية_الوعد_الحق pic.twitter.com/4B0FYTTjWx
— الوية الوعد الحق (@waadalhak) October 24, 2023
وتعليقا على ذلك، يرى الخبير العسكري حسن العبيدي أن أي استهداف للقواعد الأميركية في دول الخليج ينطلق من العراق سيؤدي إلى دخوله في مرحلة أمنية حرجة للغاية، مما سيزيد احتماليات رد عسكري أميركي كبير ضد الفصائل المسلحة، وفق قوله.
أما بشأن احتمالات الرد الأميركي مع استمرار الهجمات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا فيعلق العبيدي قائلا "أعتقد أن واشنطن لن تلجأ إلى الخيار العسكري حاليا في الرد على الهجمات التي تستهدف قواعدها، أما في حال توسع الحرب إلى لبنان وسوريا فإن الرد الأميركي سيكون حتميا وعلى كافة الجبهات".
وبشأن موقف الحكومة العراقية، امتنع المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي عن الرد على تساؤلات الجزيرة نت بشأن موقف الحكومة من استمرار استهداف القواعد الأميركية وخيارات الحكومة في التعامل معها.
ويترقب العراقيون ما ستؤول إليه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الوقت الذي يشير فيه العديد من المراقبين إلى أن استمرار الحرب وطول أمدها يعززان فرضيات توسع الحرب إلى إقليمية تشمل دول المنطقة، ومن ضمنها العراق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة الفصائل المسلحة الأمیرکیة فی هذه الهجمات أن الحکومة فی العراق الرد على أبو رغیف إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستشار حكومي:سنصنع الذهب ونصدره للخارج
آخر تحديث: 27 يوليوز 2025 - 11:19 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، الاحد، أن مشروع مدينة الذهب العالمية في بغداد ستسهم في تنويع الدخل والتحول من الاستهلاك إلى الانتاج والتصدير.وقال صالح في تصريح للوكالة الرسمية ، إن “مدينة الذهب العالمية في بغداد تعد منصة تنموية لتعظيم القيمة وتحريك الاقتصاد، اذ يمثل مشروع مدينة الذهب العالمية في بغداد نقلة نوعية في رؤية العراق الاقتصادية”، مبيناً أن “المشروع لا يقتصر على البُعدين الجمالي أو التجاري، بل يُعد محركًا تنمويًا استراتيجيًا في إطار توجه وطني أشتمل لتنويع مصادر الدخل وتعزيز موقع العراق في سلاسل القيمة الإقليمية، لاسيما في الصناعات الحرفية عالية الربحية”.واوضح، أن “المجلس الوزاري للاقتصاد أقر مؤخرًا المشروع، بوصفه مبادرة تهدف إلى تحويل العاصمة بغداد إلى مركز إقليمي لصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات، مستندًا إلى ما يمتلكه العراق من موقع جغرافي محوري، وإرث تاريخي غني في الصناعات اليدوية والمعادن الثمينة”.واضاف، أن “المدينة ستضيف مصانع صياغة، ومشاغل إنتاج متطورة، ومراكز تسويق وتدريب مهني، إضافة إلى مختبرات متخصصة لفحص الذهب والمعادن الثمينة وضمان جودتها، ما يسهم في تنظيم السوق، وحوكمة التبادل التجاري، وحماية الثروة الوطنية من التهريب وفقدان القيمة”.وكشف أنه “ومن المتوقع أن يُقام المشروع في العاصمة بغداد، في نطاق قريب من مراكز النشاط التجاري والصناعي، بما يضمن الربط اللوجستي الفعال وخدمة الاستثمار والتوزيع المحلي والإقليمي، كما ويمثل المشروع فرصة نوعية لتشغيل آلاف الشباب العراقيين، خاصة الحرفيين المهرة، من خلال توفير فرص عمل مستدامة في قطاع واعد”.وتابع، أن “المشروع سيتيح للعراق التحول من مجرد سوق استهلاك للذهب إلى مركز إنتاج وتصدير ذي قيمة مضافة، إلى جانب ذلك، يُعد المشروع خطوة استراتيجية نحو تقليل الاعتماد على النفط، وتنويع القاعدة الإنتاجية الوطنية، عبر استثمار الإمكانات الكامنة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة ذات الطابع الحرفي والثقافي، المرتبطين بجذور حضارية عميقة”.وأشار إلى أن “مشروع مدينة الذهب العالمية يعد في سياق رؤية الحكومة العراقية وبرنامجها الاقتصادي، لتنشيط القطاع الخاص وتحفيز التصنيع المحلي وتكامل الاقتصاد العراقي مع بيئته الإقليمية والدولية، بما يعزز الاستقرار المالي، ويولّد مصادر دخل جديدة قائمة على المعرفة والإبداع والحِرفة”.