قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا شنت هجوما صاروخيا على العاصمة الأوكرانية كييف والمنطقة المحيطة بها لأول مرة منذ سبعة أسابيع أمس السبت وهاجمت شرق البلاد وجنوبها بطائرات مسيرة.

وأعلن حرس الحدود الأوكراني استعادة السيطرة على قرية في شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود الروسية.

وذكر سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف إن روسيا أطلقت صاروخًا باليستيًا باتجاه العاصمة في نحو الساعة الثامنة صباحًا (0600 بتوقيت جرينتش).

وقال بوبكو على تيليجرام "بعد توقف طويل دام 52 يومًا، استأنف العدو شن هجمات صاروخية على كييف... فشل الصاروخ في الوصول إلى كييف إذ أسقطته الدفاعات الجوية في أثناء اقترابه من العاصمة".

وأضاف بوبكو أنه لم يسقط قتلى أو مصابون ولم تقع أضرار بالغة.

وأوضح رسلان كرافشينكو حاكم منطقة كييف الوسطى أن الهجوم ألحق أضرارا بخمسة منازل وعدة مبان تجارية في المنطقة. وأضاف أن صاروخين روسيين أصابا أرضًا تقع بين مناطق سكنية.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت 19 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" من أصل 31 أطلقتها القوات الروسية في أثناء الليل على المناطق الجنوبية والشرقية.

وقال مسؤول بالمخابرات الأوكرانية يدعى أندريه يوسوف للتلفزيون الوطني "هذا ليس أول هجوم جماعي ولن يكون الأخير". وأشار إلى تزايد عدد الإنذارات من ضربات جوية في الأيام الماضية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا حرب أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن نتائج الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيّرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينت أن روسيا فقدت قاذفات قد لا تتمكن تعويضها أبدا، وأن أسطولها الجوي تلقّى ضربة موجعة قد تدفع موسكو إلى إعادة النظر في أسلوب شنّ غاراتها على أوكرانيا، إضافة إلى أن ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية كشف كلفة الحرب الطويلة.

وأشار التقرير إلى أن صور الأقمار الاصطناعية وتحليلات الخبراء أوضحت ضخامة العملية، مضيفا أن الجرأة الأوكرانية، التي تمثلت في التخطيط السري على مدى 18 شهرا لإخفاء طائرات مسيرة داخل شاحنات بهدف ضرب قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات من كييف، قابلها حجم كبير من الخسائر في صفوف سلاح الجو الروسي.

لكن الأهم بالنسبة لكييف، حسب التقرير، هو إثباتها قبيل مفاوضات وقف إطلاق النار في إسطنبول، أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة، وإيصال رسالة واضحة للكرملين مفادها أن الأهداف الواقعة في عمق روسيا أصبحت معرضة للخطر، حتى من دون استخدام أسلحة غربية.

ضربة "موجعة"
يقول مايكل كوفمان المحلل العسكري في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الضربات الأوكرانية قلّصت قدرة روسيا على تنفيذ ضربات من مسافة بعيدة، عبر تدمير طائرات يصعب على موسكو تعويضها.

 

وأضاف:"قد لا يكون ذلك كافيا لوقف الغارات الروسية على أوكرانيا، نظرا لحجم أسطول القاذفات، لكنه يثبت أن مواصلة الحرب سيكلف روسيا الكثير، ليس فقط عسكريا، بل من حيث مكانتها كقوة كبرى".

واعتمدت عملية "شبكة العنكبوت" على تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل روسيا، حيث تم نقلها داخل صناديق مموّهة على متن شاحنات إلى مواقع الإطلاق، قبل أن تُستخدم في استهداف طائرات قاذفة قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية.

وأوردت الصحيفة البريطانية أن التقديرات تتفاوت حول عدد الطائرات التي أُصيبت. فقد أعلنت أوكرانيا أن أكثر من 40 طائرة تعرّضت للتدمير أو لأضرار جسيمة، فيما اعترفت روسيا فقط بتضرر "عدد من الطائرات نتيجة اندلاع حريق". أما المحللون المستقلون المعتمدون على مصادر مفتوحة، فيقدّرون العدد بما بين 10 إلى 12 طائرة.

خسائر الطائرات الاستراتيجية

وقال محللون لصحيفة "فايننشال تايمز" إن الطائرات التي تم استهدافها تمثل نحو 20% من القاذفات الروسية البعيدة المدى الجاهزة للاستخدام. وهي طائرات مصممة لتنفيذ هجمات عميقة داخل أراضي الخصم، وتحمل حمولات ثقيلة.

وأشار فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو، إلى أن هذه الطائرات كانت من بين الأكثر جهوزية، بينما كانت غيرها تخضع للصيانة، ما يجعل خسارتها أكثر إيلاما.

أما ويليام ألبيرك، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي ويعمل حاليا في مركز "ستيمسون"، فيقول إن الطائرات المستهدفة استخدمت لقصف أهداف مدنية داخل أوكرانيا، بما في ذلك خلال الموجات الأخيرة من الهجمات.

 واستنادا للتقرير، فإن روسيا تواجه الآن تحديا مزدوجا: ليس فقط تقلّص عدد قاذفاتها، بل أيضا الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية توزيعها.

وفي السابق، كانت روسيا تعتمد على تجميع الطائرات لتنفيذ ضربات جماعية، لكن هذا قد لا يكون ممكنا بعد الآن.

ويقول ألبيرك: "إذا اضطرت روسيا إلى توزيع الطائرات لتقليل المخاطر، فستضعف قدرتها على تنفيذ هجمات كثيفة وتجاوز الدفاعات الأوكرانية، مشيرا إلى، أن موسكو قد تتخلى تماما عن محاولة تعويض هذه الخسائر، وهو أمر قد يستغرق سنوات، وربما عقودا.

 ويقول أوليكسي ميلنيك، المحلل العسكري في مركز رازومكوف وضابط سابق في القوات الجوية الأوكرانية، في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز": "الضربة أصابت قاذفات استراتيجية لا تستطيع روسيا تصنيعها مجددا في الوقت الحالي. لقد فُقدت نهائيا".

ويضيف: "من منظور عسكري، ما حدث يُعد فشلا ذريعا، وسيتعيّن على القيادة الروسية تقديم إجابات صعبة وربما البحث عن كبش فداء".

غضب داخلي
وأثارت العملية أثار موجة غضب داخل أوساط المدونين الموالين للحرب في روسيا على تطبيق تيلغرام.

وكتب حساب "ريبار"، الذي يتابعه أكثر من 1.3 مليون شخص ويُديره مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية: "تم بناء ملاجئ بدائية للطائرات التكتيكية، لكن لم يُتخذ أي إجراء لحماية الطائرات الاستراتيجية، رغم أنها لم تعد تُنتج، وأي خسارة فيها لا يمكن تعويضها".

وبين أن "الثالوث النووي" الروسي، الذي يشمل وسائل إطلاق برية وبحرية وجوية، لطالما اعتُبرت الوسائل الجوية الأضعف والأقل موثوقية، نظرا لسهولة استهدافها. وقد يؤدي هذا الهجوم إلى تسريع التوجه الروسي نحو الاعتماد الأكبر على الغواصات والمنصات البرية.

مقالات مشابهة

  • خبير روسي: هذا بنك أهداف روسيا بأوكرانيا صيفا لإخضاع كييف
  • زعيم كوريا الشمالية: ندعم روسيا في جميع مواقفها بما فيها القضية الأوكرانية
  • وول ستريت جورنال: ضربة أوكرانيا لروسيا تكشف أيضا هشاشة الدفاعات الأميركية
  • لافروف: الحوار مع أوكرانيا ضروري رغم الاستفزازات ورفض كييف للهدنة الإنسانية خطأ فادح
  • بوتين: أي وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا سوف يُستغل لضخ المزيد من الأسلحة إلى كييف
  • الدفاعات الجوية الروسية تدمر 7 طائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا
  • أوكرانيا تخسر فرصتها الأخيرة.. ترامب يعلّق على هجمات كييف
  • القوات الروسية تواصل تقدمها بنطاق مدينة رئيسية في شمالي أوكرانيا
  • الانتقام حتمي.. أول تعليق من ميدفيديف على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي