أقدم آلة وترية في العالم.. عازف الطنبور بأسوان يروي تفاصيل غريبة عنها

فى كل بلد وفى كل مكان نجد شخصيات تمتلك من المواهب والإبداعات التى يمتلكها الصغير والكبير، ليجسدوا قصص وروايات وحكايات تظل أمد الدهر. 

وفى هذا الإطار نستعرض عبر " صدى البلد " حكاية جديدة فى محافظة أسوان بطلها هو عم أحمد محمد عبد الماجد من مواليد 1960، من جزيرة هيسا النوبية بمدينة أسوان، والذى يحفظ السلم الموسيقي الخماسي لآلة الطنبور، وهى تعتبر أول آلة وترية ظهرت للعالم علي يد الفراعنة، بل يعتبر آخر صناعه من أبناء النوبة القدامي، الذين طوروا هذه الآلة لتشدو وتغنى على جانبى النيل بأعذب الألحان.

عقد دورة عن تقنين أراضي الدولة في أسوان أسوان .. إنطلاق فعاليات القافلة الدينية الدعوية بقرية المنشية بكوم أمبو عزف الطنبور 

ويقوم عم أحمد بإستخدام أدوات جلد الجمل، وأخشاب شجرة السنط وبذورها شجرة التي يطلق عليها في الصعيد "القرض"، والملح والحناء، ليصنع آلة الطنبور التي تعني "كيسير" في اللغة النوبية أو البطن المجوفة، بعدها يستخدم أصابع يديه في قياس الأوتار الخمسة التي تتكون منها نغمات الطنبور العذبة.

وأشار عم أحمد إلى أن صناعة الطنبور تحتاج لحنكة فهو يتركها في الشمس في البداية، يضع الحناء علي جلد الجمل كي يمنحه رائحة.. ويرشه بالملح الرشيدي .. بعدها تبدأ مرحلة شد خيوط القطن وقياس الأوتار الخماسية، لتبدأ مرحلة العزف بقسميها العزف بطريقة الكنوز، أو الفادتجا. 

والعزف بطريقة الكنوز يكون للغناء علي الطريقة النوبية أو لأى نوع آخر، أما عزف "الفادتجا " فمخصص للتراث النوبي القديم.

محافظ أسوان: إزالة 85 حالة تعد على أراضي الدولة بمساحة 30 ألف م2 محافظ أسوان يوجه مسئولى التموين بتشديد الرقابة للسيطرة على الأسعار التراث النوبى

وقال بأن الطنبور يوجد معه وهو فى سن الـ 10 سنوات، وتعلم العزف عليها على يد شخص كبير فى البلد كان يعزف من أيام بلاد النوبة القديمة، وقام بإهداؤه الطنبور كهدية، وعلمه طريقة مسك الطنبور، وتفاصيل العزف على هذه الآلة التى كان يستخدمها النوبيون قديماً.

وأضاف بأنه تعاقد مع إحدى المؤسسات فى أسوان لتعليم العزف على الطنبور، فى إطار إحياء التراث النوبى القديم، وكان يتوافد على التدريب مهتمين بالعزف، وكذلك طلاب دارسين فى الجامعات الحكومية والخاصة، وكان يعزف فى معابد فيلة وغيرها من المعالم السياحية والأثرية، ولاقى ذلك استحسان الزوار الأجانب وكثير منهم أشادوا بعزفه واستخدامه للطنبور، وتم تكريمه من أكثر من جهة ومؤسسة، وسافر إلى القاهرة وقدم عرضاً فى مسرح أم كلثوم بالزمالك.

وتابع بأن الطنبور كان قديماً يستخدم مع القصائد فى مدح الرسول، وبعد ذلك الشباب أدخلوه فى الأفراح، ومع ظهور العود والأورج بدء تقليل الاستخدام من الطنبور،  وأن الطنبور هو مهنته الوحيدة من عزف وتصنيع وبيع، سواء للأفراد أو المؤسسات، وأنه حريص على تعليم أولاده فى المدارس، بجانب اهتمامهم بالعزف لمن يهوى ذلك. 

المصدر: صدى البلد