الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: في ظلّ مواصلة كيان الاحتلال تنفيذ جرائم الحرب بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ وتصريح رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأنّه يعمل من أجل استئصال الحلم بإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، بينّت دراسة إسرائيلية تراجعًا حادًّا في مكانة الدولة العبريّة لدى الرأي العام الدوليّ، مؤكّدةً على أنّ صورتها غدت اليوم سلبيّةً للغاية، ومختلف الدوائر في الغرب، وخاصّةً المثقفين، يحاولون مرارًا وتكرارًا فرض مقاطعة على منتجات إسرائيلية، وحتى على الجامعات وعلى باحثين إسرائيليين.

واعترف معد الدراسة د. شلومو سفيرسكي بأنّ تأثيرات الاحتلال والانشغال بالصراع مع الفلسطينيين تركت بصماتها الواضحة على الساحة السياسيّة والداخليّة في إسرائيل.  وتطرقت الدراسة إلى انتشار أعمال المقاطعة على إسرائيل بشكلٍ عامٍ، وعلى المستوطنات بشكلٍ خاصٍّ، لكنّها رأت أنّ حركة مقاطعة إسرائيل في الدول الغربيّة آخذة في الانتشار منذ الانتفاضة الثانية حيث يدور الحديث حول مقاطعة على مجموعات أوْ قطاعات في إسرائيل، وعلى المنتجات وخاصّةً منتجات المستوطنات.  علاوة على ذلك، أظهر استطلاع أجرته وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة أنّ نصف الطلاب الأمريكيين، الذي اطلعوا على نشاطات حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل، يؤيِّدون مُقاطعة إسرائيل، وفيما تواجه دولة الاحتلال تحدياً جديدًا يتمثل بتراجع سرديتها الاعلامية في العديد من دول العالم أمام تقدم الرواية الفلسطينية عن مجريات الصراع في الاراضي المحتلة، فقد شرعت وزارة خارجية الاحتلال بإجراء العديد من الأنشطة الميدانية التي تشمل مسيرات وبنوك معلومات ومظاهرات، تشرف عليها الوفود الإسرائيلية في المؤسسات الأكاديمية في أمريكا الشمالية، في ضوء زيادة حالات التضامن مع الفلسطينيين.  وفي هذا السياق، زعم إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة )يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ  “الحملة الاسرائيلية تأتي بهدف العودة للسيطرة على السردية الإعلامية، حيث شهدت الأشهر الأخيرة زيادة بأنشطتها المتكررة في الولايات المتحدة من أجل إظهار وجود اسرائيلي هائل في حرم الجامعات المرموقة، ويتم تنفيذ هذه الإجراءات بتوجيه من وزير الخارجية إيلي كوهين بعد الإعلان في كانون الثاني (يناير) عن ارتفاع معاداة السامية في مقار الحرم الجامعي الأمريكي بنسبة 50 بالمائة”. وأضاف أنّه “منذ بداية العام الجاري نظمت السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، والقنصليات الإسرائيلية المنتشرة في الولايات المتحدة، خاصة في نيويورك وبوسطن وميامي وأتلانتا وشيكاغو وهيوستن وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، أنشطة مختلفة لتقوية الرسائل الدعائية الإسرائيلية، وتمت الأنشطة بحضور آلاف الأمريكيين، وبشكل رئيسي أمام الطلاب في المؤسسات التعليمية الرئيسية في أمريكا الشمالية، ممن يعتبرون جيل المستقبل للقيادة الأمريكية”.  وأوضح أنه “في جامعة إلينوي، التي تعتبر واحدة من معاقل حركة BDS في الولايات المتحدة، روجت القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو لمظاهرة دعم لإسرائيل بالتعاون مع منظمة (الاحتياطيات على الجبهة)، وفي سان فرانسيسكو، روجت القنصلية لمظاهرة مؤيدة لإسرائيل هذه المرة في حرم جامعة بيركلي بقيادة منظمة (تيكفا)، ردًا على معارضة التصويت في مجلس الشيوخ لتبني تعريف معاداة السامية حسب التحالف الدولي للحفاظ على إحياء ذكرى المحرقة”. وأشار إلى أنّه “خلال مناسبة إحياء ذكرى النكبة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في أيار (مايو)، حدث نشاط آخر هذه المرة بمبادرة من القنصلية الإسرائيلية وبالتعاون مع منظمة  (إيند جو هارتيد)، كما نُظمت أحداث دعم إضافية في حرم جامعة كاليفورنيا في سان دييغو كجزء من (أسبوع إسرائيل)، وشملت هذه الأحداث مظاهرات داعمة وأكشاك إعلامية ومحاضرات ومعرضًا لعرض الرواية الإسرائيلية، وفي جامعة تكساس، واحدة من أكبر المؤسسات في الولايات المتحدة، شهدت نشاطا داعما لإسرائيل بالتعاون مع منظمة (هيليل) ومنظمة الجالية الإسرائيلية الأمريكية IAC، بمشاركة 500 طالب”. من ناحيته ادعّى وزير الخارجية إيلي كوهين أنّ “إسرائيل تعود للسيطرة على السردية، ومن المهم أنْ يعرف الكثير من الشباب الأمريكي حقيقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصّةً في الجامعات المهمة في أمريكا الشمالية التي تُنمِّي جيل المستقبل من القيادة، حيث بدأت سفاراتنا في جميع ولاياتها عملية دراماتيكية من النشاط المتزايد أمام هذا الجمهور المهم للتغلب على الرواية الفلسطينية، وسنكون هناك حيثما دعت الحاجة، بزعم أن دولة الاحتلال ليبرالية تشترك في قيم متطابقة مع الولايات المتحدة، حليفنا الأكبر والأهم، ويجب على الجميع معرفة ذلك”، طبقًا لأقواله.  وذكرت دراسة أنّ الطلاب المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة يواجهون مناخًا عدائيًا بشكلٍ متزايدٍ في الجامعات الأمريكية. وأكّد معد الدراسة أنّ هناك ثمة مقاطعات ينظر إليها الإسرائيليون بخطرٍ أكبرٍ، ومن بينها أنّ متظاهرين في واشنطن علقوا يافطة على فرع شبكة المقاهي الإسرائيليّة (ماكس برنر) كتب عليها: “الحصار على غزة ليس حلوًا، قاطعوا ماكس برنر”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يؤكد لـ «مبعوث الرئيس الأمريكي» الأهمية البالغة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

تلقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة اتصالا هاتفيا مساء اليوم الأحد الأول من يونيو من «ستيف ويتكوف» مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والولايات المتحدة إزاء الوضع في قطاع غزة وفي منطقة الشرق الأوسط.

تناول الاتصال الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل الي صفقة تضمن وقف إطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح المحتجزين وعدد من الأسري والنفاذ الكامل للمساعدات، وشدد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال على الأهمية البالغة لوقف الحرب الحالية والعدوان الإسرائيلي على غزة والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني.

كما تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة ويجسد رؤية ترامب الداعية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.

من جانبه، أكد ويتكوف علي تقدير بلاده للدور الذي تضطلع به مصر والرئيس في جهود الوساطة المبذولة حاليا للتوصل إلي اتفاق يوقف الحرب ويضمن إطلاق سراح المحتجزين وإنفاذ المساعدات.

كما تناول الاتصال تطورات المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث استمع وزير الخارجية لتقديرات المبعوث الأمريكي حول تطورات المفاوضات، وقد أعرب الوزير عبد العاطي عن دعم مصر للمفاوضات الأمريكية - الإيرانية وما تشكله من فرصة هامة لتحقيق التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة، ومنع انزلاقها الي حالة فوضى كاملة.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية والهجرة يلتقي عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي

عاجل| وزير الخارجية يشدد على ضرورة تقديم الدعم لعملية سياسية لتسوية الأزمة بليبيا

وزير الخارجية يلتقى سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في القاهرة

مقالات مشابهة

  • الكيان المتهالك.. قراءة في علامات الانهيار المتعددة لـ إسرائيل من داخل كتاباتهم
  • لقاء قطري مع قادة حماس لبحث المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية يؤكد لـ «مبعوث الرئيس الأمريكي» الأهمية البالغة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • معركة الوعي والتعبير بين هارفارد وأخواتها
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • حماس ترد على المقترح الأمريكي بتثبيت وقف إطلاق النار.. وواشنطن تصطف إلى جانب العدو
  • عبد العاطي: مستمرون مع الولايات المتحدة وقطر في جهود التسوية لوقف إطلاق النار بغزة
  • ماذا يتضمن المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بغزة؟
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بآليات دولية فاعلة لوقف مخططات الضم الإسرائيلية