الانتخابات المحلية في العراق بين الإجراء والإلغاء
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الجميع لا يريد العودة إلى الخلف وسيقف بوجه أي محاولات تجري هنا أو هناك لتعطيل الانتخابات
على الرغم من الإجراءات التي قامت بها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الإعداد والاستعداد لانتخابات مجالس المحافظات التي من المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول – ديسمبر المقبل، من إعداد قانون منسجم مع الوضع السياسي بالإضافة إلى تهيئة كل اللوازم الضرورية من دعم مادي ولوجستي، وانتهاءً بالدعاية الانتخابية لكل القوائم التي ستشارك في هذه الانتخابات، إلا أن هناك بعض المخاوف من محاولة عرقلة أو الوقوف بوجه إجرائها.
محاولة تعطيل الانتخابات المحلية في العراق لا تدخل في باب معارضة النظام السياسي فحسب، بل تأتي في سياق عملية التخريب السياسي الممنهج ضد هذا النظام، ومحاولة إنهاء أي قواعد وأسس ديمقراطية تأسست عليها هذه العلمية بعد عام 2003، وهو ما يعطي فسحة كبيرة للتدخلات الإقليمية والدولية ليكون العراق مرة أخرى ساحة حرب وصراع داخلي لا ينتهي أبداً. وهو أمر لا يمكن للقوى السياسية بكافة ألوانها أو انتماءاتها أن تعود إليه، لشعورها أن ما تحقق في الحرب الطائفية الطاحنة التي حصلت عام 2005 تسبب في خسائر للبلاد جعلتها تتأخر كثيراً في النهوض بالتنمية في كافة مجالاتها.
يمكن للانتخابات المحلية القادمة أن تحقق تغييراً مهماً تكون له انعكاساته على الواقع السياسي عموماً، أو على خارطة التحالفات القادمة، كون القوى السياسية المشاركة تغيرت حركتها على الأرض، فمنها من تقدم خطوة، ومنها من تراجع خطوتين. لذلك اعتبرها بعض من هذه القوى السياسية التي كانت تمتلك مقاعد مهمة فيها أو في مجلس النواب، ردّ اعتبار، وعملت ومازالت تعمل على إعادة وجودها في الواقع السياسي، وإن كانت موجودة بموقفها أو وقوفها مع حكومة محمد شياع السوداني، إلا أنها مصممة على خوض هذه المنازلة لإعادة الاعتبار لتيارها عبر صناديق الاقتراع.
الجميع يسعى إلى تصدر المشهد في المحافظات بهذه الانتخابات، والتي بالتأكيد ستكون قوية ومؤثرة على هذا الواقع. ولكن يبقى التساؤل الأهم حول قدرة هذه القوى السياسية سواءً المشاركة أو التي ترفض المشاركة أو التي تختبئ خلف المستقلين والأسماء التي تشارك في الانتخابات بأسماء وقوائم مستقلة، في الالتزام بالمنافسة الشريفة وعدم الوقوف بوجه التقدم الديمقراطي في العراق خطوة أخرى جديدة، خصوصاً وأن الجميع لا يريد العودة إلى الخلف وسيقف بوجه أي محاولات تجري هنا أو هناك لتعطيل الانتخابات، والتي بالتأكيد ستكون القلم الذي سيرسم خارطة الواقع السياسي القادم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العراق القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
كرامي بعد لقائه وزير العمل: إجراء الانتخابات في موعدها هو موقف ثابت لا تراجع عنه
استقبل رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، وزير العمل الدكتور محمد حيدر في دارته في طرابلس، حيث تمّ البحث في أوضاع العمال والواقع الاقتصادي في المدينة وانعكاساته على شرائح واسعة في لبنان وخصوصا من أبناء طرابلس.وأوضح كرامي بعد الاجتماع أنّه عرض أمام الوزير "الواقع الحقيقي للعمال في طرابلس، خصوصاً ما يتعلّق بالحدّ الأدنى للأجور، وتعويضات نهاية الخدمة، وملفات الضمان الاجتماعي"، مؤكداً أنّه يلمس "نقلة نوعية في عمل وزارة العمل".
وأشار إلى أنّ تيار الكرامة "وضع كل إمكاناته من مكاتب عمالية واتحادات في تصرّف وزارة العمل، دعماً لمهمة الحكومة الساعية إلى توحيد البلد خلف الدولة اللبنانية في مواجهة الأخطار التي تتهدد لبنان، وعلى رأسها الاعتداءات الإسرائيلية اليومية".
وأضاف كرامي أنّ الحكومة أمام مهمتين أساسيتين: "تحرير الأرض، والإصلاحات الاقتصادية"، معتبراً أنّ النجاح في الشق الاقتصادي يبقى مرتبطاً بما سيظهر في جلسة مناقشة الموازنة، "التي على أساسها سيُحكم على كيفية إعادة الودائع إلى المواطنين، وهو بالنسبة إلينا حجر الأساس في حماية الناس".
وفي الشأن الانتخابي، شدّد كرامي على أنّ "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها هو موقف ثابت لا تراجع عنه"، لافتاً إلى أنّه حتى اللحظة "لا يوجد أي سبب يمنع إجراء الانتخابات ضمن القانون النافذ"، مع الدعوة إلى جلسة قريبة لإزالة بعض الشوائب التقنية من القانون.
ولدى سؤاله عن النقاش الدائر حول تعيين السفير سيمون كرم في لجنة التفاوض غير المباشر، اعتبر كرامي أنّ الموضوع "أُعطي حجماً أكبر من اللازم"، وقال: "ليس للمرة الأولى يُعيَّن مدني في لجنة حوار غير مباشر برعاية دولية. ما يهمّنا هو النتيجة: تحرير الأرض، انسحاب الاحتلال، عودة المواطنين والأسرى، وإعادة الإعمار خصوصا اننا نقف خلف الدولة اللبنانية وخلف فخامة الرئيس جوزاف عون ودولة الرئيس نواف سلام ودولة الرئيس نبيه بري". وأكد أن وجود رعاية دولية "يفرض شروطاً معيّنة"، داعياً إلى التعاطي معها بواقعية "ضمن الميكانيزم الذي يعيد الحقوق لأصحابها".
وختم شاكراً لوزير العمل زيارته، مؤكداً استمرار التعاون في كل الملفات التي تمسّ حقوق العمال والمواطنين في طرابلس ولبنان. مواضيع ذات صلة مسعد: لضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها Lebanon 24 مسعد: لضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها