الخليج الجديد:
2025-05-17@10:10:20 GMT

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تقدير الموقف والخطّ الصحيح في مواجهته

تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.

القرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية.

يتوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.

كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة وقيادتها.

يجب أن نكون بمستوى المقاومة وقيادتها، في معنوياتنا ومواقفنا ودعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.

تحمّل أهل القطاع القتل والجراح والتجويع أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين.

القرار الصهيوني مستمر في استراتيجية الإبادة البشرية وتدمير القطاع ومحاولات إحداث اختراقات في جغرافيا القطاع حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري واحد في 10 أيام منذ بدء الحرب البريّة.

* * *

إنّ الأوضاع والمعادلات في قطاع غزة تعكس المستوى الذي وصلت إليه الحرب في قتل المدنيين المتواصلة، ليلَ نهارَ، دون انقطاع، ودون تفريق بين منطقة وأخرى، وصولاً إلى التركيز على المستشفيات، حيث يحتشد الجرحى وعشرات آلاف طالبي الحماية.

وهي تعكس، أيضاً، المستوى الذي بلغته الحرب البريّة، وأين وصلت دبابات الجيش الصهيوني في شمال غرب القطاع ووسطه، وجنوبه وصولاً إلى الشارع الذي يوصل إلى مستشفى الشفاء.

الأمر الذي يوجب الاجتهاد في تقدير الموقف كل يوم تقريباً، لأن مشهد المجازر والدمار، كما جغرافيا توزيع نقاط المواجهة في الحرب البريّة، في حالة تغيّر مستمر كذلك.

فالقرار الأميركي ما زال متمسّكاً باستمرار الحرب، وعدم وقفها، مع «تخفيف» نسبي بعنوان هُدن مؤقتة، أو تكتيكية. والقرار الصهيوني مستمر في إستراتيجية الإبادة البشرية، وتدمير القطاع، إلى جانب محاولات لإحداث اختراقات في جغرافيا القطاع، حتى استعصى عليه تحقيق إنجاز عسكري ملموس واحد في عشرة أيام منذ بداية الحرب البريّة.

من هنا، يتوجّب تصعيد الحركات الشعبية الواسعة، عربياً وإسلامياً وعالمياً، لإدانة أميركا والكيان الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة، وجرائم حرب، تعكسهما إستراتيجية قصف المدنيين والمساكن والأحياء والمستشفيات.

كما يتوجب الضغط على السلطة الفلسطينية، والحكومات العربية والإسلامية والدولية، للتحرك جدياً بأخذ مواقف عملية لوقف جرائم القصف الذي يستهدف المدنيين والعمران.

تمكّن جيش العدو من اختراق عدة نقاط، والتوسّع في التمدّد في شارع مشفى الشفاء كهدف عاجل، وقد حاول ناطقه العسكري، وبعض أجهزة الإعلام، المبالغة في ما حدث من اختراقات. وذلك بتضخيم أهميتها لتأجيج حرب نفسية لدى متلقّيها، من المتعاطفين مع المقاومة، أو الحريصين على إنزال الهزيمة في الاجتياح العسكري لقطاع غزة.

على أن الذي يجب أن يمتلكه الجميع عند الدخول في التفاصيل لحركة جيش العدو، هو التأكد، أولاً، من أن الاختراق وغيره من أمثاله، لا تغيّر في ميزان القوى العسكري، كما لا تغيّر في المحصّلة النهائية للحرب. وذلك من خلال التأكيد أن الجسم الرئيسي لقوات المقاومة، ما زال في كامل جاهزيته، وتصديه المستمر للاختراقات، وإنزاله الخسائر الفادحة في الأفراد والآليات.

كما التأكيد أن «هيئة الأركان العليا» لقيادة المقاومة، ما زالت مسيطرة على الوضع العام. وإدارة التصدي، بأعلى مستوى عسكري (قيادة محمد الضيف «أبو خالد»، وإخوانه في قوات عز الدين القسّام، والقائد يحيى السنوار، قائد «حماس» في قطاع غزة).

وبكلمة، كل تغيّر تفصيلي في خريطة المواجهة لا يقرّر مصير الحرب، وإنما الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير مصيرها، هو سلامة الجسم الرئيسي للمقاومة، وقيادتها. لهذا حرامٌ ثم حرام منا ألا نكون بمستواهما، في معنوياتنا ومواقفنا، وفي دعمنا لهما، ولا نسمح لتفصيل جانبي لحركة جيش العدو، أن يطغى على التقدير الصحيح للموقف.

وكذلك بالنسبة إلى هول ما يتعرّض له أهل القطاع الأبطال الأسطوريين في تحمّل القتل والجراح والحرمان من الطعام والدواء والماء. وهو تحمّل أذهل العالم، كما لم يحدث للعالم من قبل، وهو يشهد مثلاً، كيف يحمل والد ابنه الشهيد، وهو يحتسبه لله ولفلسطين، أو كيف تخرج نساء ورجال من تحت الأنقاض، وهم يرفعون شارة النصر، ويحمدون الله.

من هنا، حرام ثم حرام منا ألّا نكون بمستواهم، إيماناً واحتساباً. وتبقى معنوياتنا قويّة صموداً وتحمّلاً وثقة بالنصر بإذن الله.

*منير شفيق كاتب وسياسي فلسطيني

المصدر | الأخبار

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المقاومة قطاع غزة تقدير موقف هيئة الأركان العليا قيادة المقاومة جيش العدو القرار الأمريكي القرار الصهيوني الحرب البری ة جیش العدو

إقرأ أيضاً:

انهيار السياحة في كيان العدو.. خسائر تتجاوز 3 مليارات دولار وأزمة ممتدة بعد الحرب

يمانيون../
كشفت بيانات رسمية عن انهيار غير مسبوق يشهده قطاع السياحة في كيان الاحتلال منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، مع تراجع أعداد السيّاح الوافدين بأكثر من 90%، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة حتى بعد توقف العدوان.

ووفق تقديرات وزارة سياحة الاحتلال التي نقلتها وسائل إعلام عبرية، تخطّت الخسائر المباشرة وغير المباشرة في القطاع 12 مليار شيكل، أي ما يعادل 3.5 مليارات دولار.

وأرجع المسؤولون في كيان العدو هذا الانهيار إلى التوقف شبه التام لحركة الطيران الدولي، وتحذيرات السفر الصادرة عن عشرات الدول، بالإضافة إلى تصاعد المخاطر الأمنية والانفلات في الجبهة الداخلية.

وأكدت جمعية “فنادق إسرائيل” أن نسبة الإشغال السياحي هبطت إلى معدلات تاريخية لم تتجاوز 10% في بعض المناطق، مقابل أكثر من 80% في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة، ما أجبر عشرات المرافق والمنشآت السياحية على الإغلاق أو تقليص نشاطها.

من جانبها، أعربت جهات عاملة في القطاع السياحي لدى الاحتلال عن قلقها من أن تستمر تداعيات هذه الأزمة طويلاً، حتى بعد انتهاء الحرب، بسبب تضرر صورة كيان العدو كمكان “آمن” للسياحة، مشيرة إلى أن استعادة الثقة الدولية ستتطلب وقتاً طويلاً وجهوداً دعائية مضاعفة.

مقالات مشابهة

  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. و"نافذة ضيقة" للحوار
  • الناصري يطلب بإلحاح مواجهته بلطيفة رأفت والمحكمة :"سنجيبك في الوقت المناسب"
  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. ونافذة ضيقة للحوار
  • عشرات الشهداء في قطاع غزة: “مجازر كأنها أيام الحرب الأولى”
  • جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
  • وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة
  • الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة مستهدفا مناطق الاكتظاظ السكاني
  • انهيار السياحة في كيان العدو.. خسائر تتجاوز 3 مليارات دولار وأزمة ممتدة بعد الحرب
  • نتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماس
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة