دعا رئيس مجلس النواب الأردني اللجنة القانونية بمجلس النواب لمراجعة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وتقديم التوصيات اللازمة لإحالتها للحكومة، وصوت المجلس بالإجماع لصالح هذا القرار.
وأكد رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي أن "جهود الملك عبد الله الثاني أسهمت في تغيير الرأي العام العالمي، بعد أن كان منساقا وراء رواية الكيان الكاذبة، مثلما استمرت الخطوات المساندة للشعب الفلسطيني في متابعة ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله، لجهود نشامى المستشفى الميداني وإيصال المساعدات للأهل في غزة، وكذلك الأمر كان لحديث جلالة الملكة رانيا العبد الله الأثر في قناعات الرأي العام الغربي".



كما دعا الصفدي اللجنة القانونية إلى "وضع إطار لتقديم شكوى عبر القنوات الرسمية أمام محكمة الجنايات الدولية للتحقيق والمحاسبة على ما تم ارتكابه من جرائم حرب وإبادة في غزة، وتعميم هذه الخطوة على البرلمانات العربية والإسلامية".

وقال: "سنقوم في المجلس بالتنسيق مع الحكومة وقواتنا المسلحة الجيش العربي، بالعمل على زيادة أعداد المستشفيات الميدانية في غزة والضفة"، داعيا لجنة فلسطين "للبقاء في حالة انعقاد دائم، لتضع المجلس أولا بأول، بما يمكن بذله من جهود لمساندة الأهل في غزة والضفة، والتنسيق مع لجنة الصحة والحكومة لتقديم كل ما يلزم لعلاج الجرحى والمصابين في القطاع الصحي الأردني".

وتابع: "البعض يمارس التنظير على المقاومة في ما تقوم به من خطوات، ونقول لهم: لا علاقة لكم في ما تقرره المقاومة، الزموا الصمت، فهم أصحاب الأرض والقضية، وأنتم أصحاب الخذلان، ولا يجوز للقاعد أن يُفتي للمقاوم".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

رسالة قرآنية من محرقة غزة

 

x﴿إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ﴾ (التوبة: 50)

لطالما كان النفاق داءً متجذرًا في جسد الأمم، لا تسلم منه جماعة ولا يبرأ منه مجتمع، حتى ذاك المجتمع الذي تنفّس النور مع النبي ﷺ. فكيف بغزة اليوم وهي تصطلي بنيران المحرقة؟! في زمن الطوفان، تتعرّى الوجوه، ويخرج المنافقون من جحورهم كخفافيش الليل، ينفثون سمّهم في المجالس، يطعنون ظهور المجاهدين بالكلمة قبل الخنجر، يبثون الوهن في النفوس، ويتهامسون بخبث أن غزة جنت على نفسها، وأن هذا الطوفان لن يجلب سوى الدمار.

هم ذاتهم الذين طعنوا الأمة في أحد، وفرّوا في الخندق، وتربّصوا بالأحزاب. يرَون في المقاومة تهورًا، وفي الدم عبثًا، ويرفعون راية الذل والعار، متمنّين لو أن غزة ألقت سلاحها وجثت تحت أقدام جلادها.

لكنهم لا يعلمون… أن طوفان غزة ليس إلا غربالًا، يميز الله به الخبيث من الطيب. هو فرقان بين زمن الخوف وزمن العزة، زمن الرجال وزمن الخشب المسندة، زمن الإيمان وزمن النفاق المقنّع بوجوه مثقفة وألسنة معسولة.

قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ (النساء: 145)

﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ﴾ (المنافقون: 4)

المنافق لا يسكن في جبهة العدو، بل يعيش بين الصفوف، يتلوّن كالحرباء، يُظهر غير ما يُبطن، يُخادع الله والذين آمنوا. وحين يعلو صوت الدم، يرتدّ صوتهم ليُضعف العزائم ويهزّ الثقة.

واليوم، نسمعهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل والمجالس المغلقة، يقولون: «لو لم تبدأ غزة الحرب… لو لم تتحد الاحتلال… لو بقيت على حالها لكان أفضل لها».

كأنهم يرددون ما قاله المنافقون في أحد: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ (آل عمران: 167)

بل نراهم في تقارير «محايدة» وتحليلات «عقلانية»، يساوون بين الجلاد والضحية، ويغمزون من قناة المقاومة بأنها سبب البلاء، وأن منطق القوة لا يأتي إلا بالخراب. لا يهمهم آلاف الشهداء، ولا الطفولة المحترقة، ولا البيوت التي سوّيت بالأرض. كل ما يهمهم هو استمرار «مسار سرابي تباع فيه القدس» و”عناق سادة المجتمع الدولي من حلف الصهيونية”، حتى وإن كان الثمن هو إذلال شعب بأكمله.

وهذا ليس جديدًا، ففي معركة الأحزاب قال الله: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ (الأحزاب: 12)

﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ (الأحزاب: 13)

اليوم، تُعيد غزة فرز الخنادق. طوفان المقاومة لم يكن مجرد رد فعل عسكري، بل لحظة وعي وجودي. والمواقف التي اتخذها بعض الكتّاب والسياسيين والمحللين في العالم العربي فضحت زيف الكثير من الأقنعة. بعضهم وقف مع الضحية بصدق وشرف، وبعضهم ارتدى ثوب «الحياد»، لكنه كان شريكًا في الغدر.

وفي مثال واقعي صارخ، امتنعت بعض الدول حتى عن التنديد بالمجازر الجماعية، وصمتت نخبها الإعلامية، بينما كانت تتغنّى قبل شهور بالإنسانية والسلام والحقوق. هؤلاء «المُعوقون»، وصفهم الله بدقة: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب: 18)

إنها ليست حربًا فقط ضد الاحتلال، بل معركة فرز داخلي، يُسقط الله بها الأقنعة ويعيد تشكيل الوعي. ففي زمن الطوفان، لا يصمد إلا المؤمن، ولا ينجو إلا الصادق. وكل كلمة تُقال، وكل صمت يُختار، سيكون شاهدًا إما لك أو عليك.

﴿فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (محمد: 30).

محرقة غزة هي المِرآة..

* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

 

 

مقالات مشابهة

  • وزير الشئون النيابية يطلب مهلة للحكومة لتقديم حصر بأعداد المستأجرين غدا
  • الأمن الأردني يكشف تفاصيل مقتل 7 أشخاص بتسمم جماعي بالكحول
  • إسرائيل لا تنتصر.. بل تغرق في وحل غزة
  • وزير الخارجية الأردني يدعو إلى وقف عدوان إسرائيل على غزة ودعم إعادة إعمار سوريا
  • مجلس عُمان يشارك في أعمال جلسة البرلمان العربي بالقاهرة
  • البرلمان يقف دقيقة حداد على أرواح ضحايا حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية
  • منتخب السلة الأردني يعلن عدم مشاركته في مباراة ضد إسرائيل
  • نائب يطالب بفتح تحقيق عاجل في حادث الطريق الإقليمي.. ويؤكد: ما حدث في رقابنا جميعاً
  • رئيس البرلمان يطالب لجنة النقل بإعداد تقرير كامل عن حادث الإقليمي الأوسطي
  • رسالة قرآنية من محرقة غزة