◄ "معاريف": الحرب في غزة أثبتت الفشل المدوّي لحكومة نتنياهو

◄ عضو بالكنيست: لا أفهم لماذا نُقاتل حتى الآن والجنود يقتلون كل يوم

إسرائيل استخدمت أحدث وسائل القتل والتدمير وعجزت عن إعلان النصر

◄ العمليات النوعية المتواصلة للمقاومة تزيد من إجمالي قتلى الاحتلال

◄ تطوير التكتيكات العسكرية للمقاومة ينجح في زيادة الخسائر الإسرائيلية

 

الرؤية- غرفة الأخبار

دائماً ما يصرّح رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضرورة تحقيق "النصر المُطلق" في قطاع غزة، إلا أنه وعلى مدار قرابة العامين، فشلت إسرائيل في تحقيق هذا الهدف رغم الدمار الكبير والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.

وطوال هذه المدة، استعانت إسرائيل في حربها على غزة بأحدث وسائل القتل والتدمير ضد فصائل المقاومة ذات الإمكانات المحدودة مقارنة بغيرها من الجيوش والتنظيمات التي حاربتها إسرائيل، ومع ذلك بقي جيش الاحتلال عاجزا عن إعلان النصر أو استعادة الأسرى.

كما يستخدم الجيش مئات الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والمدرعات، وأحدث التقنيات التكنولوجية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، وحصل على أسلحة جديدة وذخائر وعتاد من الولايات المتحدة وحدها بمقدار 6.5 مليار دولار، ودمَّر 85 في المائة من الأبنية في قطاع غزة، وقتل أكثر من  56 ألف فلسطيني، ثلثاهم من الأطفال والنساء والمسنين (وهناك 938 فلسطينياً قُتلوا في الضفة الغربية)، وأصاب نحو 200 ألف بجراح، وقام بتهجير نحو مليوني فلسطيني من بيوتهم، مرات عدة، بعضهم تم ترحيله من مكان لآخر 12 مرة، واعتقل نحو 10 آلاف فلسطيني. ومع هذا، فإنَّ جيش الاحتلال عالق في غزة.

وفي ظل كل هذه المعطيات، يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة أسفرت عن سقوط مئات القتلى والمصابين العسكريين، ولا تزال فصائل المقاومة تحتفظ بالأسرى، دون أن تتمكن إسرائيل من تحريرهم بالضغط العسكري.

ولقد نشر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، مقالا بعنوان: "في غزة، إسرائيل لا تنتصر، هي تغرق في الوحل"، أشار فيه إلى أنه على مدار أكثر من 600 يوم، قتل 1905 من الإسرائيليين، إلى جانب أسر العشرات.

وأضاف: "إدارة الحرب في غزة هي فشل مدوٍ لحكومة إسرائيل، ورئيسها بنيامين نتنياهو".

وعدّد المقال أسباب فشل جيش الاحتلال في غزة، والتي من بينها: تحديد أهداف وهمية للحرب لا يمكن تحقيقها مثل القضاء على حماس، وترحيل أهل غزة إلى دول أخرى، وعدم جاهزية الجنود الإسرائيليين للمعركة، إلى جانب تآكل العتاد في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب تطوير فصائل المقاومة من تكتيكاتها العسكري وتنفيذ عمليات توقع قتلى عسكريين إسرائيليين في مواقع مختلفة من القطاع.

وتأكيداً على هذا الفشل، قال رئيس لجنة المالية في الكنيست موشيه غفني، أحد أبرز قادة الائتلاف الحكومي، تعقيباً على قتل 7 جنود إسرائيليين في غزة نهاية الأسبوع الماضي: "أنا لا أفهم حتى هذه اللحظة على ماذا نقاتل ولأي حاجة، ما الذي نفعله هناك حين يُقتَل جنودٌ كل الوقت".

ووفقا لذلك، فإنَّ استمرار الحرب في قطاع غزة لم يعد له أي أهداف سوى أن يضمن نتنياهو استمراره في السلطة، وألا يحاكم بأيِّ تهم، خاصة وأن استطلاعات الرأي التي نُشرت خلال الحرب منذ أكتوبر 2023، تشير إلى أنَّه في حال إجراء الانتخابات ستخسر أحزاب الائتلاف الحكومي ثلث قوتها وتسقط.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

عربات “جدعون” الغارقة في وحل غزة

 

 

الإبادة مستمرة، والموت يتوزع على الأطفال والنساء والعائلات المجوَّعة، ومع ذلك تنهض المقاومة من بين الركام، وتعيد تشكيل المعادلة. في غزة، حيث سقطت عربات “جدعون” في الوحل، وسقط معها وهم القوة والتفوق الإسرائيلي.
رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، العائد من مغامرة عسكرية مع إيران، حاول تصدير صورة المنتصر الذي يفرض وقائع استراتيجية جديدة في المنطقة. لكن الأرض كذّبته، والميدان في غزة قال كلمته. ففي خانيونس، وتحديدًا منطقة معن شرقيها، نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية باغتت قوة إسرائيلية، وأوقعت سبعة قتلى بين ضباط وجنود الاحتلال، بينهم عناصر من وحدات النخبة.
الضربة الموجعة لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة عمليات تصاعدية، بدأت من كمائن الزنة، مرورًا بتفجيرات الزنة والسطر والشجاعية، وجباليا، في مشهد يعكس وعيًا ميدانيًا متقدمًا، وتحولًا في أدوات وتكتيكات المقاومة. لم تعد المواجهة مواجهة قوة أمام ضعف، بل إرادة حقيقية أمام تكنولوجيا مأزومة، وجيش يعجز عن حماية جنوده في أرض تحولت إلى فخ مفتوح. العجز الإسرائيلي اتضح بجلاء؛ فجيش مدجج بأحدث التقنيات، مدعوم استخباراتيًا وجويًا، فشل في الخروج من كمين خطط له شباب لا يملكون سوى أسلحة محلية الصنع ومعرفة تضاريسهم. لقد غرقت ”عربات جدعون” ليس فقط في الرمال، بل في المعنى الرمزي لفشل مشروع الاحتلال في كسر شوكة المقاومة.
نتنياهو، الذي يهرب من أزماته الداخلية بتوسيع رقعة الحرب، بات اليوم أمام مأزق مركّب؛ فلا نصر تحقق، ولا صورة الردع اكتملت، ولا المجتمع الدولي قادر على تجاهل صور المجاعة والمذابح. ومع كل ذلك، ما تزال المقاومة تفرض شروطها، وتعيد ترتيب الأولويات، وتكتب بدمها وكمائنها فصول المواجهة. الخيار اليوم ليس بيد الاحتلال وحده. المقاومة على الأرض، وجمهورها معها، والمعادلة باتت واضحة: إما وقف حقيقي للإبادة والعدوان، وإما استمرار في حرب تستنزف الجميع.
غزة لم تعد مجرد رقم في المعادلة الإقليمية، بل أصبحت الفاعل الذي يُعيد ضبط الإيقاع السياسي والعسكري من قلب الميدان.

*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • عربات “جدعون” الغارقة في وحل غزة
  • لابيد لـ ترامب: إسرائيل مستقلة وستحاكم نتنياهو
  • الرئاسة: تحركات إسرائيل تؤكد سعيها الواضح لإفشال تحقيق وقف إطلاق النار
  • رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: الإدارة السياسية فاشلة.. وعلى نتنياهو العودة إلى منزله
  • عن المقاومة والمفاهيم والوعي
  • درع أبراهام مالم تأخذه إسرائيل بالقوة تمنحه بالتطبيع ..!
  • ما تداعيات تصعيد عمليات المقاومة على حرب إسرائيل في غزة؟
  • بين حربين خاسرتين.. “هآرتس”: هكذا تُنهك “إسرائيل” عسكريًا وتتنازع سياسيًا
  • الضغوط باتجاه إنجاز صفقة في غزة