غزة ليست افغانستان.. مقارنة أمريكية بين هجوم 7 أكتوبر وهجمات 11 سبتمبر
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ أجرى موقع "لوو فير" الأمريكي المتخصص بالتحليل السياسي والقانوني مقارنة بين حربي اسرائيل في غزة وحرب الولايات المتحدة في أفغانستان، معتبرا ان هجوم حركة حماس في 7 اكتوبر/تشرين الاول، لا يتشابه مع "11 ايلول/سبتمبر" الامريكي.
وبعدما لفت التقرير الأمريكي، المترجم عبر وكالة شفق نيوز، إلى هجوم حركة حماس، قال إن المعلقين والباحثين والسياسيين والمسؤولين الاسرائيليين، يشيرون الى الهجوم باعتباره نسخة اسرائيلية من احداث 11 ايلول/سبتمبر، مضيفا أنه في الظاهر، تبدو هذه المقارنة منطقية.
واوضح التقرير انه في النموذجين، تمكنت الجماعات التي وصفها بـ"الارهابية" من تحقيق مفاجأة استراتيجية لكن الفشل الاستخباراتي في حالة اسرائيل اكبر، بسبب حقيقة أنها كانت منخرطة في صراع مع حماس منذ تأسيس المنظمة وأن غزة تقع على عتبة إسرائيل بالمعنى الحرفي للكلمة.
وتابع قائلاً، إن كلا الحدثين تسببا في مقتل مئات المدنيين، على الرغم من أن هجوم 7 اكتوبر/تشرين الاول يمثل على أساس نصيب الفرد حوالي 15 ضعف حجم هجوم 11 سبتمبر/أيلول، مضيفا أن "كلا الهجومين تسببا بردود فعل عسكرية واسعة النطاق، وربما مطولة، وان من المتوقع ان الحرب الاسرائيلية في غزة ستكون أكثر شدة، حيث ألقت إسرائيل بالفعل قنابل على غزة أكثر مما اسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان طوال العام 2019 باكمله".
وذكر التقرير أن المقارنة بين هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول وهجمات 11 سبتمبر/ أيلول، مفيدة ايضا بشكل عام، وهي تنقل الى الناس وخصوصا الجمهور الامريكي، مستوى الصدمة الوطنية والغضب داخل المجتمع الاسرائيلي، وهي ايضا مقارنة تساهم في تسهيل فهم السبب وراء تجاهل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار داخل اسرائيل.
لكن التقرير لفت الى أنه في نهاية المطاف، من المرجح أن يجلس الإسرائيليون يتفاوضون مع القيادي في حركة حماس يحيى السنوار، مثلما كان من المرجح أن تجلس الولايات المتحدة وتتحدث مع زعيم القاعدة اسامة بن لادن بعد ما يزيد قليلا عن شهر من احداث 11 ايلول/سبتمبر.
وتابع التقرير أن هناك بعض الدروس الاستراتيجية الرئيسية التي يمكن تعلمها من رد الولايات المتحدة على احداث 11 ايلول/سبتمبر والتي تنطبق على العملية الاسرائيلية القائمة في غزة، واهمها الحاجة الى التفكير فيما سيأتي فيما بعد التخلص من الجماعة الإرهابية من السلطة.
وبرغم ذلك، قال التقرير ان استخدام أفغانستان كنموذج لغزة مثلما اشار اليه بعض المراقبين، يعتبر أمرا مضللا تماما.
وتابع قائلا انه من الناحية العملية، لا يمكن أن يكون الصراعان أكثر اختلافا، حيث ان المعارك في أفغانستان جرت في الغالب في الجبال وعبر الأراضي ذات الكثافة السكانية المنخفضة، بينما تعتبر غزة واحدة من أكثر البيئات الحضرية كثافة سكانية على وجه الأرض.
وبالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى ان اسرائيل تمارس درجة من السيطرة على غزة لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها قط من تحقيقها في أفغانستان، مع حدودها التي يسهل اختراقها من جهة باكستان.
واوضح انه من وجهة نظر عسكرية، فإن هذا يعني ان لدى اسرائيل فرصة أفضل لانتزاع غزة من سيطرة حماس مما فعلته الولايات المتحدة وحلفاؤها مع طالبان في افغانستان، الا ان اسرائيل تواجه ايضا مهمة أكثر صعوبة بكثير في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين مقارنة بما قامت به الولايات المتحدة في أي وقت مضى.
وإلى جانب ذلك، قال التقرير ان ان اسرائيل موضوعة تحت مجهر المراقبة بقدر لم تواجهه الولايات المتحدة بتاتا في افغانستان، او العراق، مشيرا الى انه بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر، انضمت عشرات الدول الى الجهود الامريكية في افغانستان، بينما قام حلف "الناتو" لاول مرة في تاريخه، بتفعيل المادة الخامسة من ضماناته الامنية.
وتابع قائلا انه "حتى في العراق، وهي عملية أكثر اثارة للجدل، فقد أمنت تحالفا دوليا واسعا الى حد ما".
لكن فيما يتعلق بإسرائيل، فإن الحرب احادية الجانب حيث تواجه اسرائيل عدة دول تستدعي سفراءها بسبب تصرفاتها، وهو ضغط دولي ادى الى تقييد التصرفات الاسرائيلية في حروب غزة السابقة.
ومع ذلك، لفت التقرير انه من غير الواضح ما اذا كان هذا الضغط الدولي سيكون تأثيره حاسما في الحرب الحالية، بالنظر الى شراسة وحجم هجمات 7 اكتوبر/تشرين الاول، الا انه رأى ان الضغوط سوف تتزايد كلما طال أمد الصراع، وهو ما قد يجبر اسرائيل على خوض حرب اقصر واكثر حدة، بدلا من الصراع البطيء مثل افغانستان.
وقال التقرير إن أكبر الاختلافات بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و11 ايلول/سبتمبر تأتي من سياقاتها الاستراتيجية المتباينة جدا، موضحا أن أحداث 11 سبتمبر نشأت من عداء بن لادن تجاه أسلوب حياة الغرب والوجود الأمريكي في الشرق الاوسط، بينما على النقيض من ذلك، فإن جذور هجوم 7 اكتوبر/تشرين الاول، تكمن جزئيا في التزام حركة حماس الطويل بتدمير اسرائيل، وايضا نتجت من استراتيجية اسرائيل الفاشلة المستمرة منذ عقود والمتمثلة في "جز العشب" في غزة والتي كان هدفها ردع حماس واحتوائها، في حين ان اسرائيل لم تعالج اي من الظروف الاقتصادية والسياسية الرئيسية التي ساعدت حماس على الوصول الى السلطة وابقائها هناك.
واوضح التقرير ان انتهاج سياسة اسرائيلية بعيدة النظر بشكل أكبر كان من الممكن ان يقود على على الاقل الى تقويض الدعم الشعبي الذي تحظى به حماس.
وختم التقرير بالقول ان هذا الفارق الأهم بين الحربين الناتجتين عن هجمات 11 ايلول وهجمات 7 تشرين الاول، هو انه في حرب أفغانستان، كان بمقدور الولايات المتحدة ان تنسحب في نهاية الامر، وهو امر تطلب منها عقدين من الزمن للوصول الى هذا الاستنتاج، وكان لديها الخيار الاستراتيجي للقيام بذلك. لكنه اضاف انه "ولسبب جغرافي بسيط، فان اسرائيل تفتقر الى مثل هذا الخيار، فهناك علاقة متشابكة بين إسرائيل وغزة بشكل اساسي".
وبين التقرير ان هذه "النقطة الاخيرة، وهي الحقيقة المجردة للجغرافيا، ينبغي ان تسلط الضوء على السبب وراء اهمية الاختلاف بين الصراعين، اي الولايات المتحدة في أفغانستان واسرائيل في غزة".
وتابع ان الساعة الوطنية للولايات المتحدة برهنت على انها اقصر من ساعة طالبان، حيث قررت الولايات المتحدة ان 20 عاما من الحرب كانت كافية، فحزمت امتعتها وغادرت.
وتابع قائلا ان اسرائيل على النقيض من ذلك، فإن غزة ليست بعيدة عن نصف العالم، وهي في الجوار مباشرة ولن تكون بعيدة عن الانظار او عن البال نهائيا، وهذا القرب الجغرافي يتيح لاسرائيل فرصة من نوع ما للتفكير والتصرف على المدى الطويل، حيث انه بامكانها، ان اختارت ذلك، أن تستثمر الوقت والموارد لإعادة إعمار غزة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ولو لمنع وقوع هجوم اخر على غرار هجوم 7 اكتوبر/تشرين الاول مستقبلا.
وختم التقرير الامريكي بالقول، ان "غزة بالنسبة الى اسرائيل، لن تكون مثل افغانستان، وذلك ببساطة لان الابتعاد عنها يشكل ترفا لا تستطيع اسرائيل ان تتحمله".
ترجمة وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل افغانستان غزة 11 سبتمبر 7 اكتوبر الولایات المتحدة فی اکتوبر تشرین الاول فی أفغانستان وتابع قائلا التقریر ان ان اسرائیل حرکة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
إحباط إسرائيلي من استمرار العمليات في الضفة الغربية.. رغم الملاحقة الأمنية
قال المسؤول السابق في جهاز الأمن العام "الشاباك"، أريك باربينغ، إنّه: رغم العدوان الاسرائيلي المتواصل على الضفة الغربية، إلاّ أنّ المقاومة تستمر في ضرب أهداف الاحتلال، متأثرة بالإبادة الجارية في غزة، مما يعني نجاح حماس بالحفاظ على رواية "توحيد القوى والساحات" في كل مرة، وهذه أخبار سيئة للاحتلال ومستوطنيه.
وأكد باربينغ، وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، أنّ: "الهجمات الأخيرة التي قتلت عددا من الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية، تأتي في وقت أصبحت فيه الهجمات الفردية أو المنظمة متأثرة بشكل واضح بما يحدث في قطاع غزة".
وتابع خلال المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الروح الفلسطينية التي نشأت منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تجعل الشاب الفلسطيني من نابلس أو رام الله يعتقد أنه يمكن إيذاء الاحتلال بطريقة مؤلمة للغاية، وإنهاء حكمه في المنطقة، والاستفادة من الصعوبة التي يواجهها في التعامل مع المنظمات المسلحة".
"هجمات حماس تتواصل في الضفة الغربية، رغم اغتيال صالح العاروري، نائب زعيم حماس، المسؤول عن الضفة الغربية، وجاء آخرون مكانه، واتخذ وجه المقاومة في الضفة ألواناً وظلالاً جديدة، وبرزت ظاهرة الجماعات المسلحة والمنظمة، وتغيرت بنية "عرين الأسود" التحتية، التي بدأت في نابلس قبل سنوات، بشكل مثير للقلق" بحسب باربينغ.
وأشار إلى أنّ: "عناصر -عرين الأسود- أمضوا معظم وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وحرصوا على توثيق أفعالهم من أجل خلق صدى بين سكان مخيمات اللاجئين، ولكن تم اغتيالهم، لكن الجيل الجديد من المجموعات المسلحة في شمال الضفة مستوحى من الحرب في غزة، يعملون في مخيمات اللاجئين، ويستفزون قوات الجيش، مستغلين معرفتهم بالتضاريس، وقدرتهم على تجنيد مساعدة السكان لتنفيذ هجمات خطيرة على الأرض".
وأوضح أنّ: "حماس باتت تعمل في الضفة بصورة أكثر حذراً منذ اندلاع الحرب، وتدير طرق اتصالاتها بين عناصر موجودة في جميع أنحاء الضفة، وأحياناً داخل دولة الاحتلال، وأعضائها الموجودين في الدول المجاورة، وتهدف هذه المسارات لنقل الأموال، والاستخدام المكثف للعملات المشفرة، وتهريب الأسلحة، إضافة للتدريب والتعليم المتنوع في مجالات تشغيل الأسلحة".
وأكد أنّ: "اغتيال العاروري، الذي أدار العمليات المسلحة ضد الاحتلال، خاصة في الضفة، من مكان إقامته في دول المنطقة، خاصة لبنان وسوريا، ألحق أضراراً بالغة بقدرة حماس على إدارة معركة منظمة ضد الاحتلال، ولكن كما تعلمنا بالفعل، لا يوجد فراغ في الشرق الأوسط، والفراغ الذي حصل تم ملؤه بسرعة، وفي هذه الحالة من خلال قيادة جديدة تعود وتدير الأنشطة الخارجية بسرية أكبر".
وذكر أنّه: "صحيح أن القيادة الجديدة تفتقر للخبرة والقدرات التي تمتع بها العاروري سابقاً، لكن لا ينبغي التقليل من دوافعها، والجهد الذي ستبذله في هذه التحركات، والرعاية التي ستتلقاها من الخارج".
وزعم أنّ: "منطقة الخليل وجنوب الضفة الغربية، حيث عملت فيها لسنوات عديدة، تشهد مواصلة حماس تحدي الجيش والشاباك فيها، بسبب قدرتها على إنشاء بنى تحتية قادرة على تنفيذ هجمات خطيرة مرارا وتكرارا، وعلى مدى السنوات الماضية، عملت حماس في الخليل تحت الرادار، وعندما ينجح عناصرها بتنفيذ هجوم، استنادا للإلهام القادم من غزة، فإن الثمن بدماء الاسرائيليين يكون باهظاً".
وأكّد أنّ: "قدرة حماس في الخليل على مراقبة الأحداث، والتعلم، واستخلاص العبر، لا تخطئها العين، خاصة وأنها تنتهي بإرسال خلاياها لتنفيذ عمليات مسلحة شكلت دائما تحدّيا للجيش والشاباك على وجه الخصوص، حيث يعملان في عمق البنية التحتية للخليل، ومقابل كل هجوم خطير يأتي منها، يُحبِطان العشرات من الهجمات المماثلة، ورغم ذلك فإن أي فشل أمني يقع يشكل لهما سوء حظ شديد، لأنهما يدركان أنهما لن يمنعان العمليات المسلحة بشكل كامل".
وأشار إلى أنّه في: "الهجوم الأخطر الذي نفذته حماس في أكتوبر 2024 ضد القطار الخفيف في يافا، وأدى لمقتل سبعة إسرائيليين، حيث نفذه اثنان من عناصر حماس، وهو مستوحى من الحرب في غزة، أحدهما هو أحد أبناء الجيل الثاني من عائلة شهداء حماس في الخليل، كما تسمى".
واعترف بأنّ: "الضعف الأمني الذي يعانيه الاحتلال في الضفة الغربية كان ولا يزال يتمثل في طرق المرور الطويلة التي يسافر عبرها عشرات آلاف المستوطنين كل يوم، وهذه الأماكن يكون سهلا فيها تنفيذ هجوم مسلح، بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة، وفحص ساعات المرور، واختيار طرق الهروب، والقدرة على الاختباء في المجتمعات الفلسطينية القريبة".