الجزيرة:
2025-07-08@05:43:58 GMT

غزة بعد الحرب.. أهداف إسرائيلية ضبابية بعيدة المنال

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

غزة بعد الحرب.. أهداف إسرائيلية ضبابية بعيدة المنال

القدس المحتلة- أجمعت التقديرات السياسية والعسكرية في إسرائيل على أنه لا توجد إستراتيجية واضحة لتل أبيب بشأن مستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، وذلك باستثناء ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل ستحتفظ بسيطرة أمنية على القطاع لمدة غير محدودة.

ويأتي عدم وضوح هذه الإستراتيجية وسط احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في شمال غزة، ووسط تباين التصريحات بالأهداف من الحرب بين المستوى العسكري الذي صرح أن هدفه تفكيك قدرة حماس العسكرية، بينما ذهب المستوى السياسي بعيدا بسقف أهدافه لإنهاء حكم حركة حماس والقضاء على قدرتها العسكرية والسياسية.

ووسط هذا التباين، أجمعت التقديرات الأمنية والعسكرية للمحللين الإسرائيليين أن المرحلة الأولى من التوغل البري في شمال القطاع لم تنتهِ، ولم تحقق أهدافها حتى الآن. وأشارت إلى أنه ما يزال هناك المزيد من المراحل لتحقيق الأهداف، ومنها القيام بعملية برية في جنوب القطاع، وهي المعركة التي ستكون أصعب مما يشهده شماله.


الوضع الأمني الجديد

ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أنه لا توجد إستراتيجية واضحة ومحددة لإسرائيل بشأن مستقبل غزة ما بعد الحرب، باستثناء تلك المواقف التي صرح بها نتنياهو، وحصلت على شرعية من الإدارة الأميركية، وتتلخص في إشراك إسرائيل بالوضع الأمني الجديد الذي سينشأ في غزة على افتراض أنها حققت أهداف الحرب.

وعليه، يقول شلحت للجزيرة نت إن كل السيناريوهات المطروحة والخطط التي تروج لها القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، تضع الكثير من علامات الاستفهام بشأن إمكانية تحقيق أهداف الحرب، سواء إسقاط حكم حماس أو إضعافه وتقويض قوته العسكرية والسياسية، "علما أن سقف الأهداف عالٍ وتحقيقها يبدو صعبا".

وبشأن الإستراتيجيات العسكرية لمعركة التوغل البري في القطاع، أوضح شلحت أن تفكيك قدرة حماس العسكرية ما يزال بعيد المنال، خصوصا أن الجيش في المرحلة الأولى من معركة التوغل البري بشمال غزة التي تشهد معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية، وهي الاشتباكات التي تحول دون التقدم نحو بدء المرحلة الثانية.

شلحت: اسرائيل تسعى لتفكيك الكثافة السكانية بقطاع غزة عبر التهجير (الجزيرة) معركة طويلة الأمد

وعدد شلحت السيناريوهات الإسرائيلية المتعلقة بمستقبل غزة ما بعد الحرب، سواء باحتفاظ إسرائيل بسيطرة أمنية، واحتلال القطاع، "وهو غير وارد بالحسبان لأنها احتلت القطاع لعقود وهربت من المكان"، وكذلك سيناريو إقامة حزام أمني على طول الحدود مع قطاع غزة على غرار الحزام الأمني بجنوب لبنان الذي انسحبت منه بالعام 2000.

ووسط هذه السيناريوهات، يقول الباحث بالشأن الإسرائيلي "تأتي خطط تفكيك الكثافة السكانية لقطاع غزة تحت مسميات مختلفة، وهي وجه آخر للتهجير "والترانسفير" الطوعي، وبغية تحقيقها هناك حاجة إلى موافقة وتعاون أطراف أخرى، حيث لا يوجد مثل هذه الجهات المستعدة للتعاون مع إسرائيل لتهجير سكان غزة".

وعن مدى واقعية الخطط الإسرائيلية العسكرية والسياسية بشأن مستقبل غزة وإمكانية تحقيقها، يقول شلحت "الحرب لم تنته بعد، والمقاومة الفلسطينية لم تقل كلمتها الفاصلة، حيث لديها قدرات عسكرية تمكنها من فرض معركة طويلة الأمد مع إسرائيل".


حماس لم تسقط

في قراءة لأبعاد العلميات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، يعتقد المحلل العسكري بصحيفة "يسرائيل هيوم" يوأف ليمور، أن الأنقاض تشير إلى أن "غزة لم تعد نفس المكان لكنها لم تنهار بعد، وحماس لم تسقط". ومع ذلك، فإن ما يمر به القطاع غير مسبوق بكل المقاييس، الدمار، قوة النار، وشدة القصف، كل هذا لم يحدث من قبل.

وأوضح المحلل العسكري أنه في حال أصرت إسرائيل على الغارات والقصف المدمر، فلربما تكون هناك فرصة لتحقيق الأهداف التي حددها المستوى السياسي من الحرب بتقويض حكم حماس سياسيا وعسكريا، لكنه يعتقد أن ذلك سيتطلب تصميما وقرارات صعبة وحصولا على "الشرعية"، فضلا عن الوقت والحظ.

أما النصر في هذه الحملة العسكرية، فيقول عنه ليمور "لن يتحقق في صورة واحدة. وحتى لو تمت تصفية يحيى السنوار أو محمد الضيف، فإن الحرب ستستمر. سيستغرق الأمر شهورا لكسر مفاصل الحكم السياسية والقوة العسكرية لحماس، ويلي ذلك سنوات من الاستمرار في الأنشطة والعمل التي تضمن عدم تعافيها وتأهيلها مجددا".

عشرات آلاف النازحين فروا إلى مراكز الإيواء ومناطق جنوب قطاع غزة (الأناضول) خطة التهجير القسري

في موازاة السيناريوهات العسكرية والمرحلة الأولى من التوغل البري التي تحظى بمقاومة شرسة من مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، يطرح المستوى السياسي الإسرائيلي تصورا جديدا يدفع نحو تقليل الكثافة السكانية في قطاع غزة، وهو ما بات يعرف بـ "الترانسفير المقنع".

ويتلاقى هذا الطرح، مع خطة التهجير القسري التي وضعتها وزارة الاستخبارات الإسرائيلية مع بدء الحرب على غزة، حيث أوصت باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما يتناغم مع تقدير الموقف الصادر عن معهد (مسغاف) "للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية" الذي أعده الباحث رافائيل بن ليفي.

ويوصي معهد "مسغاف" المقرب من نتنياهو، بضرورة أن تستغل إسرائيل الحرب من أجل دفع السكان الغزيين إلى الهجرة الطوعية خلال المعارك، ومن ثم العمل على تفكيك الكثافة السكانية لقطاع غزة وتهجير السكان إلى سيناء ودول أجنبية.

تهجير الغزيين من شمال غزة إلى جنوبها ضمن مخطط لدفعهم إلى سيناء (مواقع التواصل) جيل أيديولوجية حماس

وعزا الباحث الإسرائيلي بن ليفي التوصيات بتفكيك الكثافة السكانية ونقل السكان إلى دول مختلفة، قائلا إن "هناك جيلا كاملا يعيش في غزة اليوم نشأ على أيديولوجية حماس. إذ تفتقر غزة إلى أي حركة معارضة محلية لحماس يمكن أن تحكم مكانها".

إضافة إلى ذلك، يقول بن ليفي إن "السلطة الفلسطينية هيئة معادية لإسرائيل، ولا تحظى حتى بدعم أغلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية، فالنموذج الحالي للحكم الفلسطيني بالضفة غير مستقر، وعليه لا يمكن نسخه في غزة".

ووفقا لتوصيات معهد "مسغاف"، فإنه في حال تحقق سيناريو إسقاط حكم حماس في غزة، لا توجد إمكانية طويلة المدى لنشوء حكم عسكري إسرائيلي بالقطاع، ولا حتى تشكيل حكومة عربية فلسطينية ملتزمة بالعيش بجوار إسرائيل.

لذا، يقول بن ليفي "فمن الممكن جدا، أن تعود حماس، أو أي كيان آخر معاد لإسرائيل، بالسنوات المقبلة للسيطرة على قطاع غزة، وهذا بحد ذاته سيكون فشلا تاريخيا، وضربة قاتلة للقدرة الوطنية على الصمود، وتهديدا وجوديا لمستقبل إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوغل البری بعد الحرب قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل| نتنياهو يرسل وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة لاستكمال مباحثات وقف إطلاق النار مع حماس وسط مؤشرات على تقدم بالمفاوضات

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، عن إرسال وفد مفاوض من تل أبيب إلى العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تهدف إلى مواصلة التفاوض بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس"، وسط جهود إقليمية ودولية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة.

وجاء تصريح نتنياهو قبيل مغادرته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار مباحثات سياسية وعسكرية متصلة بالملف الفلسطيني والإقليمي.

"القاهرة الإخبارية" تكشف تفاصيل زيارة نتنياهو لواشنطن الرئيس الإسرائيلي يحث نتنياهو على التوصل لاتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار رغم "الثمن الباهظ" نتنياهو: الفرصة سانحة لتوسيع دائرة السلام

وفي تصريحاته التي نقلتها القناة 14 الإسرائيلية، قال نتنياهو: "لقد غيرنا بالفعل وجه الشرق الأوسط ولدينا فرصة حقيقية لتوسيع اتفاقيات السلام".

وأضاف أن حكومته حققت إنجازات عسكرية مهمة في غزة، مضيفًا: "تبقى أمامنا إنجازات أخرى نعتزم استكمالها، تتمثل في استعادة جميع الرهائن، والقضاء على قدرات حماس العسكرية".

ويُعد تصريح نتنياهو هذا إشارة إلى أن الهدنة المحتملة لن تُوقّع دون استجابة حماس لمطالب إسرائيل الأمنية والعسكرية، وفي مقدمتها تسليم الأسرى وإنهاء تهديد الأنفاق والصواريخ.

نتنياهوموقف حماس: رد إيجابي ومشاورات فلسطينية موسعة

من جانبها، أكدت حركة حماس الفلسطينية أنها سلمت ردًا "اتسم بالإيجابية" على الورقة التي قدمها الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحة أن جميع الفصائل الفلسطينية رحبت بالرد، بعد مشاورات داخلية واسعة.

وأشارت الحركة إلى أنها أجرت اتصالات تنسيقية مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة حول آليات تنفيذ الهدنة وإنهاء العدوان على القطاع.

وأكدت حماس أن موقفها ينبع من حرصها على حماية الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الدماء، مع ضمان حقوق المقاومة والشعب في مواجهة الاحتلال.

عاجل ـ ديوان نتنياهو يرفض تعديلات حماس على المقترح القطري.. ووفد تفاوضي إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة الأحد اتفاق غزة على مشارف التنفيذ: رد حماس يربك إسرائيل وترامب يتوقع اختراقًا وشيكًا المقترح الأمريكي: هدنة مدتها 60 يومًا

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن "مقترح نهائي" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتضمن وقف العمليات القتالية، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتوازي مع مباحثات للوصول إلى اتفاق دائم.

ويُعد المقترح الأمريكي جزءًا من جهود واشنطن المستمرة للضغط على الطرفين بهدف إنهاء الصراع وتحقيق تهدئة طويلة الأمد، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتراجع التأييد الدولي لإسرائيل بسبب العمليات العسكرية المكثفة.

نتنياهو وحماسعملية "عربات جدعون": تصعيد واسع منذ مايو

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن في 16 مايو الماضي عن إطلاق عملية عسكرية موسعة في قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون"، شملت قصفًا مكثفًا ونقلًا بريًا للقوات بهدف تحقيق أهداف عسكرية من بينها تحرير الأسرى وهزيمة حركة حماس ميدانيًا.

وشملت العملية إعادة تموضع السكان المدنيين في مناطق ضيقة جنوب القطاع، في ظل حصار كامل استمر لأكثر من شهرين، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع حدة الانتقادات الدولية.

‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس قبيل مفاوضات الدوحة.. إسرائيل توافق على توزيع المساعدات في غزة وسط خلافات داخلية واستعدادات عسكرية مساعدات إنسانية لتفادي المجاعة وفقدان الدعم الدولي

وفي تطور إنساني لافت، قرر نتنياهو، في 18 مايو، السماح بإدخال "كميات أساسية" من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد تحذيرات من وقوع مجاعة جماعية قد تُفقد إسرائيل دعم حلفائها الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

ويأتي هذا القرار كجزء من محاولة لاحتواء الغضب الدولي المتصاعد نتيجة الأوضاع الكارثية في القطاع، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من شح الغذاء والدواء والماء نتيجة الحصار المستمر.

سيناريوهات ما بعد الردود: هل اقترب الاتفاق؟

في ظل الرد الإيجابي من حركة حماس، وإرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، والضغوط الأمريكية المتصاعدة، يرى مراقبون أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، لكن يبقى مصير الاتفاق مرتبطًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات جوهرية حول ملفات الأسرى، والضمانات الأمنية، ومستقبل الحكم في القطاع.

مقالات مشابهة

  • ترامب: "حماس" تريد وقف إطلاق النار في غزة
  • تطورات جديدة على محادثات حماس والاحتلال في الدوحة
  • رغبة لتجنب نموذج حزب الله في غزّة.. ما هي خطة إسرائيل لـما بعد الحرب؟
  • غزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في "اليوم التالي"؟
  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • عاجل| نتنياهو يرسل وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة لاستكمال مباحثات وقف إطلاق النار مع حماس وسط مؤشرات على تقدم بالمفاوضات
  • مع استمرار الحرب..التهاب السحايا مأساة جديدة تهدد حياة أطفال غزة
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحرب
  • حماس: توافق وطني شامل على رد موحد لوقف العدوان على غزة