الجزيرة:
2025-12-01@10:00:10 GMT

غزة بعد الحرب.. أهداف إسرائيلية ضبابية بعيدة المنال

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

غزة بعد الحرب.. أهداف إسرائيلية ضبابية بعيدة المنال

القدس المحتلة- أجمعت التقديرات السياسية والعسكرية في إسرائيل على أنه لا توجد إستراتيجية واضحة لتل أبيب بشأن مستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، وذلك باستثناء ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل ستحتفظ بسيطرة أمنية على القطاع لمدة غير محدودة.

ويأتي عدم وضوح هذه الإستراتيجية وسط احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في شمال غزة، ووسط تباين التصريحات بالأهداف من الحرب بين المستوى العسكري الذي صرح أن هدفه تفكيك قدرة حماس العسكرية، بينما ذهب المستوى السياسي بعيدا بسقف أهدافه لإنهاء حكم حركة حماس والقضاء على قدرتها العسكرية والسياسية.

ووسط هذا التباين، أجمعت التقديرات الأمنية والعسكرية للمحللين الإسرائيليين أن المرحلة الأولى من التوغل البري في شمال القطاع لم تنتهِ، ولم تحقق أهدافها حتى الآن. وأشارت إلى أنه ما يزال هناك المزيد من المراحل لتحقيق الأهداف، ومنها القيام بعملية برية في جنوب القطاع، وهي المعركة التي ستكون أصعب مما يشهده شماله.


الوضع الأمني الجديد

ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أنه لا توجد إستراتيجية واضحة ومحددة لإسرائيل بشأن مستقبل غزة ما بعد الحرب، باستثناء تلك المواقف التي صرح بها نتنياهو، وحصلت على شرعية من الإدارة الأميركية، وتتلخص في إشراك إسرائيل بالوضع الأمني الجديد الذي سينشأ في غزة على افتراض أنها حققت أهداف الحرب.

وعليه، يقول شلحت للجزيرة نت إن كل السيناريوهات المطروحة والخطط التي تروج لها القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، تضع الكثير من علامات الاستفهام بشأن إمكانية تحقيق أهداف الحرب، سواء إسقاط حكم حماس أو إضعافه وتقويض قوته العسكرية والسياسية، "علما أن سقف الأهداف عالٍ وتحقيقها يبدو صعبا".

وبشأن الإستراتيجيات العسكرية لمعركة التوغل البري في القطاع، أوضح شلحت أن تفكيك قدرة حماس العسكرية ما يزال بعيد المنال، خصوصا أن الجيش في المرحلة الأولى من معركة التوغل البري بشمال غزة التي تشهد معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية، وهي الاشتباكات التي تحول دون التقدم نحو بدء المرحلة الثانية.

شلحت: اسرائيل تسعى لتفكيك الكثافة السكانية بقطاع غزة عبر التهجير (الجزيرة) معركة طويلة الأمد

وعدد شلحت السيناريوهات الإسرائيلية المتعلقة بمستقبل غزة ما بعد الحرب، سواء باحتفاظ إسرائيل بسيطرة أمنية، واحتلال القطاع، "وهو غير وارد بالحسبان لأنها احتلت القطاع لعقود وهربت من المكان"، وكذلك سيناريو إقامة حزام أمني على طول الحدود مع قطاع غزة على غرار الحزام الأمني بجنوب لبنان الذي انسحبت منه بالعام 2000.

ووسط هذه السيناريوهات، يقول الباحث بالشأن الإسرائيلي "تأتي خطط تفكيك الكثافة السكانية لقطاع غزة تحت مسميات مختلفة، وهي وجه آخر للتهجير "والترانسفير" الطوعي، وبغية تحقيقها هناك حاجة إلى موافقة وتعاون أطراف أخرى، حيث لا يوجد مثل هذه الجهات المستعدة للتعاون مع إسرائيل لتهجير سكان غزة".

وعن مدى واقعية الخطط الإسرائيلية العسكرية والسياسية بشأن مستقبل غزة وإمكانية تحقيقها، يقول شلحت "الحرب لم تنته بعد، والمقاومة الفلسطينية لم تقل كلمتها الفاصلة، حيث لديها قدرات عسكرية تمكنها من فرض معركة طويلة الأمد مع إسرائيل".


حماس لم تسقط

في قراءة لأبعاد العلميات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، يعتقد المحلل العسكري بصحيفة "يسرائيل هيوم" يوأف ليمور، أن الأنقاض تشير إلى أن "غزة لم تعد نفس المكان لكنها لم تنهار بعد، وحماس لم تسقط". ومع ذلك، فإن ما يمر به القطاع غير مسبوق بكل المقاييس، الدمار، قوة النار، وشدة القصف، كل هذا لم يحدث من قبل.

وأوضح المحلل العسكري أنه في حال أصرت إسرائيل على الغارات والقصف المدمر، فلربما تكون هناك فرصة لتحقيق الأهداف التي حددها المستوى السياسي من الحرب بتقويض حكم حماس سياسيا وعسكريا، لكنه يعتقد أن ذلك سيتطلب تصميما وقرارات صعبة وحصولا على "الشرعية"، فضلا عن الوقت والحظ.

أما النصر في هذه الحملة العسكرية، فيقول عنه ليمور "لن يتحقق في صورة واحدة. وحتى لو تمت تصفية يحيى السنوار أو محمد الضيف، فإن الحرب ستستمر. سيستغرق الأمر شهورا لكسر مفاصل الحكم السياسية والقوة العسكرية لحماس، ويلي ذلك سنوات من الاستمرار في الأنشطة والعمل التي تضمن عدم تعافيها وتأهيلها مجددا".

عشرات آلاف النازحين فروا إلى مراكز الإيواء ومناطق جنوب قطاع غزة (الأناضول) خطة التهجير القسري

في موازاة السيناريوهات العسكرية والمرحلة الأولى من التوغل البري التي تحظى بمقاومة شرسة من مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، يطرح المستوى السياسي الإسرائيلي تصورا جديدا يدفع نحو تقليل الكثافة السكانية في قطاع غزة، وهو ما بات يعرف بـ "الترانسفير المقنع".

ويتلاقى هذا الطرح، مع خطة التهجير القسري التي وضعتها وزارة الاستخبارات الإسرائيلية مع بدء الحرب على غزة، حيث أوصت باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما يتناغم مع تقدير الموقف الصادر عن معهد (مسغاف) "للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية" الذي أعده الباحث رافائيل بن ليفي.

ويوصي معهد "مسغاف" المقرب من نتنياهو، بضرورة أن تستغل إسرائيل الحرب من أجل دفع السكان الغزيين إلى الهجرة الطوعية خلال المعارك، ومن ثم العمل على تفكيك الكثافة السكانية لقطاع غزة وتهجير السكان إلى سيناء ودول أجنبية.

تهجير الغزيين من شمال غزة إلى جنوبها ضمن مخطط لدفعهم إلى سيناء (مواقع التواصل) جيل أيديولوجية حماس

وعزا الباحث الإسرائيلي بن ليفي التوصيات بتفكيك الكثافة السكانية ونقل السكان إلى دول مختلفة، قائلا إن "هناك جيلا كاملا يعيش في غزة اليوم نشأ على أيديولوجية حماس. إذ تفتقر غزة إلى أي حركة معارضة محلية لحماس يمكن أن تحكم مكانها".

إضافة إلى ذلك، يقول بن ليفي إن "السلطة الفلسطينية هيئة معادية لإسرائيل، ولا تحظى حتى بدعم أغلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية، فالنموذج الحالي للحكم الفلسطيني بالضفة غير مستقر، وعليه لا يمكن نسخه في غزة".

ووفقا لتوصيات معهد "مسغاف"، فإنه في حال تحقق سيناريو إسقاط حكم حماس في غزة، لا توجد إمكانية طويلة المدى لنشوء حكم عسكري إسرائيلي بالقطاع، ولا حتى تشكيل حكومة عربية فلسطينية ملتزمة بالعيش بجوار إسرائيل.

لذا، يقول بن ليفي "فمن الممكن جدا، أن تعود حماس، أو أي كيان آخر معاد لإسرائيل، بالسنوات المقبلة للسيطرة على قطاع غزة، وهذا بحد ذاته سيكون فشلا تاريخيا، وضربة قاتلة للقدرة الوطنية على الصمود، وتهديدا وجوديا لمستقبل إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوغل البری بعد الحرب قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي: رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يجمد المرحلة الثانية من خطة إدارة غزة

كشف دبلوماسي أوروبي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن حركة حماس تستغل غياب تشكيل قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة من أجل تعزيز قدراتها وإعادة تنظيم صفوفها، محذرا من أن الفراغ الأمني والسياسي القائم "يوفر بيئة مثالية لعودة الحركة إلى المشهد بقوة أكبر".

صحة غزة: 70 ألف شهيد منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاعالاتحاد الأوروبي: إسرائيل تمنع مفوضة الاتحاد من دخول غزةمؤرخ فرنسي: أدلة قاطعة على دعم إسرائيل لعمليات سرقة المساعدات في غزة

وأوضح الدبلوماسي ذاته أن حماس أبدت موافقة مبدئية على نزع السلاح في الاتصالات غير العلنية، رغم استمرارها في رفض ذلك علنا، معتبرا أن "الفجوة بين الموقف العلني والسري تعكس رغبة الحركة في الحفاظ على صورتها أمام جمهورها، مع ترك باب المفاوضات مفتوحًا".

ورغم ذلك، أكد دبلوماسي أوروبي آخر للصحيفة أنه لا يوجد أي تقدم حقيقي في ملف نزع سلاح حماس حتى الآن، مشيرا إلى أن "النقاشات ما زالت في مرحلة الأفكار العامة دون الدخول في تفاصيل عملية".

وقال إن رفض إسرائيل إدخال السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة يظل أحد العقبات الأساسية أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الدولية المتعلقة بإدارة القطاع وترتيبات الأمن وإعادة الإعمار. 

وأضاف أن "غياب توافق سياسي حول الجهة التي ستدير غزة بعد الحرب يعرقل أي تقدم ملموس".

طباعة شارك السلطة الفلسطينية قطاع غزة نزع سلاح حماس حركة حماس قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • شهيد بنيران مسيّرة إسرائيلية في غزة وقصف واسع شرقي القطاع
  • خطة إسرائيلية لعزل حركة حماس وتقسيم قطاع غزة.. نقاط فحص وتفتيش
  • إسرائيل تبلغ واشنطن: لن نتقدم في اتفاق غزة قبل استعادة الجثمانين.. والدوحة تعترض
  • مصر تؤهّل قوة شرطة فلسطينية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة
  • دبلوماسي: رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يجمد المرحلة الثانية من خطة إدارة غزة
  • صحة غزة: 70 ألف شهيد منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • الصحة بغزة : أكثر من 70 ألف شهيد منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس
  • "حماس": أغلب الشاحنات التي تدخل غزة تجارية ولا تحمل مساعدات
  • حماس تتهم الجيش الإسرائيلي بتكثيف القصف على قطاع غزة
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تجهز ميليشيات في غزة لمحاربة حماس