أطلقت كليات التقنية العليا “الإطار الرسمي للاستدامة” تحت عنوان “الطريق الى COP28 وما بعده” يتضمن ركائز الاستدامة في الكليات والمبادرات والأنشطة المرتبطة بها استعداداً لمشاركتها في مؤتمر الأطراف COP28 نهاية نوفمبر الجاري.

وأكد سعادة الدكتور فيصل العيان مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن “الاستدامة” ليست بالمفهوم أو الممارسات الجديدة على مجتمع الإمارات، فهي جزء من نهج الإمارات منذ التأسيس والقائم على توفير بيئة وحياة أفضل لشعبها وللأجيال القادمة.

وأوضح أن استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” تأكيد جديد على مكانة وريادة الدولة وجهة مثالية لاستضافة مثل هذا الحدث العالمي الذي يجتمع فيه رؤساء دول وحكومات وخبراء لمناقشة تحديات التغيرات المناخية والعمل على تنسيق الجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون.

وأضاف أن هذا الحدث العالمي يتطلب منّا أن نعمل بشكل متكامل وداعم لجهود القيادة، لإنجاح استضافة “COP28″، وأن تكون الاستدامة ضمن المنظومة المجتمعية، يشارك فيها الأفراد والمؤسسات ويتفاعلون معها بوعي والتزام يعزز تطبيق أفضل الممارسات المتعلقة بالاستدامة، وإبراز الفهم الواضح لها، وللتحديات التي تواجه المناخ عالمياً، مشيراً الى أن الدولة تمتلك رؤية تتجاوز استضافة المؤتمر الى تحقيق أهداف تدعم العمل المشترك مع كافة الأطراف العالمية والمعنية لرسم مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا واستقراراً للبشرية.

وذكر أن كليات التقنية كأكبر مؤسسة للتعليم العالي بالدولة تتمتع بميزة كونها تضم أكبر شريحة من الشباب تصل لأكثر من 25 ألف طالب وطالبة، والذين يمثلون القوة والطاقة المحركة للتنمية، وإعداد هؤلاء وتمكينهم في مجال الوعي والالتزام بكل ما يعزز الاستدامة في شتى مجالاتها، إنما هو بناء وغرس للمستقبل، لهذا تضع الكليات الاستدامة جزءا لا يتجزأ من منظومتها التعليمية، لتصبح جزءا من حياة ووعي الطلبة، وذلك من خلال المناهج والمشاريع التطبيقية والأنشطة والممارسات اليومية، فهؤلاء الشباب هم سفراء الدولة خلال المؤتمر وما بعده.

من جانبها عبرت هند المعلا نائب مدير المجمع للتوظيف والاقتصاد المعرفي، عن فخر الكليات بكونها جزءا من هذا الحدث الاستثنائي الذي سيقود إلى مستقبل أكثر استدامة للجميع، مشيرة الى أن الكليات لديها العديد من المبادرات والإنجازات المتعلقة بالاستدامة والتي كان يتوجب وضعها في إطار عمل متكامل ينظمها ويوجهها، ويعزز المضي بها قدماً لأبعاد تعزز النجاح والاستمرارية، وترسخ الاستدامة كمفهوم وممارسة.

وأشارت إلى أن إطار عمل الاستدامة يتضمن أربعة ركائز أساسية، تشمل مشاركة مجتمع الكليات، والحلول المتسارعة، والمجتمعات المستدامة، والحياد الكربوني.

ونوهت بأن الشباب جزء أساسي من إطار العمل على مستوى التوعية والتثقيف من خلال المناهج والأنشطة والفعاليات وكذلك التطبيق من خلال الحلول والمشاريع المبتكرة، كما أن الكليات قامت بتعيين طلبة يمثلون “سفراء الشباب” للاستدامة في مؤتمر “COP28″، وأنه تم اختيارهم وفق معايير محددة ليكونوا بمنزلة نقاط اتصال رئيسية للاستدامة في كافة فروع الكليات ال16.

وقدم الدكتور أحمد سامي مستشار مدير المجمع، شرحاً تفصيلياً حول الركائز الأربع الأساسية لإطار الاستدامة، موضحاً أن ركيزة “مشاركة مجتمع الكليات” تشير الى عمل الكليات على اتباع نهج تشاركي مع كافة الفئات المستهدفة بالتوعية والتثقيف داخل منظومة الكليات وذلك من خلال مساقات دراسية للطلبة ودورات تطوير مهني للموظفين، في حين أن ركيزة “تسريع حلول الاستدامة” تأتي من خلال مبادرات تشمل تأسيس المزيد من الشركات الناشئة التي تركز على الاستدامة، وتعزيز البحوث التطبيقية، وإطلاق زمالة بحثية تطبيقية لطلبة الكليات، وإبراز مشاريع البحوث والابتكار التطبيقية الموجهة نحو الاستدامة.

وأضاف أن الركيزة الثالثة “المجتمعات المستدامة” تشكل نقطة محورية للكليات التي تعمل بشكل تكاملي مع الفئات المختلفة من منظمات المجتمع شاملة القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي في الدولة لتوسيع الجهود والأنشطة المتعلقة بالاستدامة، وهذا انعكس من خلال عضوية الكليات في شبكة المناخ الجامعية وتحالف الإمارات للعمل المناخي، أما الركيزة الرابعة فتركز على الوصول إلى الحياد الكربوني داخل الحرم الجامعي، والمساهمة في تحقيق هدف دولة الإمارات المتمثل في خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ويضاف ذلك إلى التزام الكليات بتحقيق الحياد الكربوني.وام

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بحضور ذياب بن محمد بن زايد.. “الإمارات للتنمية المتوازنة” ووزارة الثقافة يُطلقان مبادرات لتمكين المبدعين والحرفيين

بحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، أعلن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بالشراكة مع وزارة الثقافة عن إطلاق حزمة من المبادرات والبرامج الثقافية والإبداعية لدعم وتمكين المبدعين والحرفيين وتعزيز السياحة الثقافية بالمناطق والقرى المختلفة بالدولة، وذلك على هامش النسخة الرابعة من “اصنع في الإمارات” الذي اختتم أعماله مؤخراً في أبوظبي.
وتشمل حزمة المبادرات والبرامج دعم 20 مشروعاً ضمن البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، وتدريب وتأهيل 26 سفيراً للثقافة والإبداع، وتطوير سوق المبدعين والحرفيين، وإنجاز وإتاحة تجارب ثقافية افتراضية، بالإضافة إلى إعداد وتصميم “دليل استكشف الثقافة الإماراتية” لتعزيز تجربة السياح القادمين إلى الدولة في المطارات، والمنافذ الحدودية المختلفة.
وأكد سعادة محمد خليفة الكعبي، الأمين العام لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، أن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان؛ يسعى إلى توسيع نطاق التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات والجهات، بما في ذلك المؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ومؤسسات النفع العام بالدولة، من أجل تسريع إنجاز المستهدفات الاستراتيجية، وتعزيز جودة الحياة في جميع مناطق الدولة، وبناء نموذج تنموي مستدام يوفِّر المزيد من الفرص الاستثمارية والتنموية التي تنعكس على ترسيخ الاستقرار المجتمعي، ومواصلة توفير الحياة الكريمة لسكان تلك القرى.
وأوضح سعادته أن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بشراكة استراتيجية مع وزارة الثقافة سيعملان على دعم مجموعة من البرامج والمبادرات في مجالات الثقافة والإبداع، والسياحة الثقافية، وتشمل البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، وتتضمن 20 مشروعاً إبداعياً ثقافياً، ومبادرة سوق المبدعين والحرفيين، والذي يعد مظلة فريدة تستوعب نتاجات المبدعين والحرفيين الإماراتيين، وتشكل مساحة لعرضها وتسويقها، ودليل “استكشف الثقافة الإماراتية”، والذي يستهدف السياح القادمين إلى الدولة، عبر المطارات والمنافذ الحدودية المختلفة، وهي مبادرات ذات مردود ثقافي وإبداعي داعم لأصحاب المشاريع والمواهب في مجالات الثقافة والإبداع، وتصل المدة الزمنية لتنفيذها إلى 12 شهراً.
وأشار سعادة محمد خليفة الكعبي إلى أن المبادرات والبرامج تتضمن إنجاز وإتاحة تجارب ثقافية افتراضية يستفيد منها قطاع كبير من أبناء المجتمع، وخصوصاً أصحاب المواهب والاهتمامات في مجالات الثقافة والإبداع، ومبادرة سفراء الثقافة والإبداع، والتي سترفد المجتمع بـ26 موهبة متميزة في مجالات الثقافة والإبداع المختلفة على دراية بمقومات الهوية الوطنية، والدور الرئيسي الذي يمثله الموروث الثقافي المحلي في خصائصها من خلال تعزيز إمكاناتهم ودعم مواهبهم، وذلك في إطار زمني محدد بستة أشهر، على أن يتم رصد إنجاز كافة البرامج والمبادرات وفق المؤشرات والمستهدفات بشكل سنوي، للوقوف على مدى الحاجة لتطوير أي منها بناء على المخرجات والنتائج المنجزة، منوهاً إلى سعي مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة إلى شمولية دعمه لتطوير كافة القرى والمناطق المستهدفة من خلال تنويع وشمولية المجالات التي تستهدفها المبادرات والبرامج المختلفة على نحو متكامل في مختلف قطاعات الاقتصاد والأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية والسياحة وتنمية المجتمع والتوازن بين الجنسين وغيرها، وذلك ضمن رؤية المجلس التي تستهدف تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في قرى الإمارات.
وبدوره تطرق سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ووزارة الثقافة، والتي ستسهم في إثراء العديد من القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والثقافية وغيرها لتحقيق المستهدفات خلال الفترة القادمة،
وأكد سعادته على أهمية تعزيز التكاتف بين مختلف مؤسسات المجتمع من الجهات الحكومية والخاصة، لاسيما ما يرتبط بالأبعاد الثقافية والمجتمعية والاقتصادية والسياحية من جهة، وتعزيز الهوية الوطنية وترويج التراث الثقافي من جهة أخرى، لافتاً سعادته في الوقت ذاته إلى الأولوية الوطنية في ترسيخ القيم التاريخية والثقافية للتراث الإماراتي الأصيل، ودعم الابتكار والإبداع في مجالات التراث الثقافي المادي للدولة بما يُعزز التلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي بشكل مستدام.
جدير بالذكر أن مشروع قرى الإمارات يهدف إلى تعزيز جودة الحياة في جميع مناطق الدولة، وبناء نموذج تنموي مستدام يوفِّر المزيد من الفرص الاستثمارية والتنموية التي تنعكس على ترسيخ الاستقرار المجتمعي، ومواصلة توفير الحياة الكريمة لسكان تلك القرى، ويرتكز على مسارات تطويرية متعددة تعتمد على تطوير مشروعات مستدامة وتنسيق وتجميل القرى، والتوعية بالبُعد التاريخي والأثري لها، بوصفها مكوِّناً أساسياً في تاريخ دولة الإمارات، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لخلق اقتصاد مصغَّر في القرى، وتسليط الضوء على أهم المقوّمات والمعالم التي تحتويها القرى، ما يعزِّز مكانتها على خريطة السياحة الداخلية في الدولة، ويُسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية المرجوّة.وام


مقالات مشابهة

  • «الأوراق المالية والسلع» تطلق أول رخصة «مؤثر مالي» في المنطقة
  • الأوراق المالية والسلع تطلق أول رخصة مؤثر مالي في المنطقة
  • جامعة الملك عبدالعزيز تطلق معرض” استديو 25″ تحت شعار “حلول سكنية.. رؤى عمرانية”
  • صور| اختتام الدورات والأنشطة الصيفية في أمانة العاصمة صنعاء بعرض كشفي طلابي كبير
  • البيئة: القيادة أولت قضايا الاستدامة أهمية قصوى بالعديد من المبادرات
  • بحضور ذياب بن محمد بن زايد.. “الإمارات للتنمية المتوازنة” ووزارة الثقافة يُطلقان مبادرات لتمكين المبدعين والحرفيين
  • ” الشؤون الإسلامية والأوقاف”: فرض 50 ألف درهم غرامة على من يحج بدون تصريح
  • سعيد الرميثي القائد الملهم في اصنع في الإمارات 2025
  • خلال حضوره حفل اختتام الدورات برداع:وزير الشباب يشيد بنجاح الدورات والأنشطة الصيفية
  • «أكتف أبوظبي» تطلق مبادرة «مسراح»