القاهرة ـ “رأي اليوم” – محمود القيعي: أثار سماح الولايات المتحدة الأمريكية بتمرير صفقة القنابل العنقودية لأوكرانيا عاصفة من الجدل حول تداعيات الصفقة الخطيرة، وسط ترقب للرد الروسي.  صفقة القنابل العنقودية زادت الأوضاع سخونة وتعقيدا، وبات المشهد كله في قبضة المجهول. د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وصف القنابل العنقودية بأنها سلاح بالغ العنف والشراسة في قتلها وتمزيقها لضحاياها المستهدفين بها وفي قوة نفاذها واختراقها وفي سعة مدي انتشارها وتكاثرها.

 وأضاف أن  صفقة القنابل العنقودية الأخيرة التي سمحت الولايات المتحدة بها لاوكرانيا خارج اطار خطط وقرارات حلف الناتو، تطور نوعي خطير في مسار الحرب الاوكرانية باتجاه التصعيد العنيف، مشيرا إلى أنه مع دخول طائرات اف – 16 المقاتلة الهجومية الي ساحة هذه الحرب، فإن الرد الروسي علي هذا التصعيد الجديد لا بد وان يكون عنيفا للغاية هو الآخر. وقال إن دوران الطرفين الروسي والغربي سيستمر في الدائرة المفرغة لهذه الحرب إلى أن ينهار احدهما ويستسلم، وهو- حسب رأيه- ما لا يبدو واردا مع توفر الامكانية التي تسمح بمواصلة الحرب لدي كل منهما.  وتساءل مقلد: كم ستكلف هزيمة روسيا الاستراتيجية في هذه الحرب، امريكا والغرب والعالم كله اذا تصورنا ان ما يتحدث عنه الرئيس الامريكي بايدن وكبار المسئولين في ادارته ممكن في الواقع؟ واستبعد أستاذ العلوم السياسية ذلك الأمر، مشيرا إلى أنه لا يعرف كيف يكون هذا هو تقييمهم لهدفهم من حربهم ضد روسيا في اوكرانيا؟  وتابع قائلا: “اذا كانت امريكا لم تنتصر علي طالبان في افغانستان، ولا علي داعش في العراق، فهل ستنتصر علي روسيا في اوكرانيا وهي التي تمتلك اكبر ترسانة اسلحة نووية في العالم؟”. وأردف متسائلا: ما الشكل الذي سوف تكون عليه نهاية هذه الحرب؟ القنابل الأشهر من جهته قال د.محمود عبد الناصر إن هذه القنابل العنقودية هي الأشهر ضمن دفعة تقترب من المليار دولار من أمريكا لأوكرانيا هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن البيت الأبيض أعلن عن تقديم واشنطن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا وأن حزمة المساعدات تضم ذخيرة إضافية، بما في ذلك قذائف عالية الدقة وصواريخ للراجمات والقذائف من عيار 155 و105 ملم وصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي ومدرعات “برادلي” و”سترايكر” وغيرها من المعدات. وقال إن الولايات المتحدة أعلنت عن تقديم قذائف عنقودية لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 122 مليون دولار، حيث سيتم تسليم الأسلحة من مخزونات الجيش الأمريكي، مؤكدا أن أمريكا تصب الزيت علي النار المشتعلة في أوكرانيا ضمن صعود اليمين المتطرف في أمريكا والذي يضغط في هذا الاتجاه. ولفت إلى أن الرئيس بايدن مجبر علي التنفيذ طمعا في دورة رئاسة ثانية، ولتذهب اوكرانيا وغيرها الي الجحيم. أزمة بلا حل في ذات السياق يرى السياسي المصري زهدي الشامي أن الأزمة فى أوكرانيا بلا حل ومن تعقيد لمزيد من التعقيد والتصعيد. وأضاف أنه بعد حديث لشهور عن هجوم الربيع المضاد الذى زود لأجله الغرب أوكرانيا بكل مايلزم لتحرير أراضيها، وبعد تأخره كثيرا حتى بداية يونيو، ظهر أن هذا الهجوم بطيء جدا وضعيف جدا ولم يستطع تحقيق أى انجاز، وظهرت المبررات من جديد وتجددت الدعاوى لموجة تسليح جديدة تحقق ماعجزوا عنه طوال العامين من الحرب. وأضاف الشامي أن الأخطر هو قرار أمريكا بتزويد” كييف” بالذخائر العنقودية الخطيرة التى استخدمت سابقا فى العراق ويوغسلافيا وتلحق اضرارا كبيرة أيضا بالمدنيين لانفجارها قبل الوصول للأرض وانشطارها على مساحة كبيرة وبشكل عشوائى، لذلك يعارضها المجتمع الدولى بمعاهدة وقعت عليها 120 دولة. ووصف الشامي صفقة القنابل العنقودية بأنه تصعيد خطير، مؤكدا أن روسيا تمتلك بدورها تلك الذخائر، وتستطيع استخدامها،لافتا إلى أنها ستزيد الخسائر وتتفاقم المخاطر. وتابع قائلا: “وفى الواقع وازاء هذا العناد غير المسبوق فأنا من بين من لايستبعدون الانزلاق لمواجهة نووية ستكون هى الحرب العالمية الثالثة المدمرة للحضارة والحياة”. من يصرخ أولا؟ السؤال الآن: بعد كل هذا التصعيد الخطير، أي سيناريوهات متوقعة في المستقبل القريب؟ ومن يصرخ أولا؟!

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: هذه الحرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تتهم أوكرانيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب

اتهمت روسيا، اليوم السبت، أوكرانيا بتأجيل عملية تبادل واسعة النطاق للأسرى وإعادة جثث الجنود القتلى، والتي اتفقا عليها خلال محادثات السلام في إسطنبول.

وصرح كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، على مواقع التواصل الاجتماعي: "أجل الجانب الأوكراني، بشكل مفاجئ، استلام الجثث وتبادل أسرى الحرب إلى أجل غير مسمى"، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.

اتفقت وفود من موسكو وكييف يوم الاثنين على تبادل جميع الجنود الجرحى ومن تقل أعمارهم عن ٢٥ عامًا والذين ما زالوا محتجزين كأسرى حرب.

وكانت هذه هي النتيجة الملموسة الوحيدة للمحادثات، التي رفضت فيها روسيا مرارًا الدعوات الأوكرانية لوقف إطلاق النار الفوري.

صرح ميدينسكي بأن روسيا نقلت جثث 1212 جنديًا أوكرانيًا قُتلوا إلى "منطقة التبادل"، وهي أول دفعة من أصل 6000 جثمان سيتم تسليمها.

كما سلمت موسكو إلى كييف قائمة بأسماء 640 أسير حرب سيتم تبادلهم في المرحلة الأولى.

ومن المقرر إطلاق سراح أكثر من 1000 سجين من كل جانب في أكبر عملية تبادل في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.

وقال ميدينسكي: "نحث كييف على الالتزام الصارم بالجدول الزمني وجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها، والبدء في التبادل فورًا".

ولم ترد كييف على هذا الاتهام فورًا.

وبعد محادثات إسطنبول، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التبادل سيجري في نهاية هذا الأسبوع، بينما قالت روسيا إنه جاهز يوم السبت أو الأحد أو الاثنين.

طباعة شارك روسيا روسيا تتهم أوكرانيا تبادل أسرى الحرب اتفاق تبادل الاسرى الحرب الاوكرانية الحرب الروسية الاوكرانية

مقالات مشابهة

  • ناشطون يطالبون أعضاء الكونغرس الأميركي بدعم قانون يحظر نقل الأسلحة إلى “إسرائيل”
  • الرجال في قبضة الخوف: حين يصبح البيت فرعاً لشرطة طالبان
  • بلغ 479.. روسيا تطلق عددًا قياسيًا من المسيّرات على أوكرانيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى إنهاء الحرب.. ومستعدون للتفاوض مع روسيا
  • الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى
  • سيكون كبيرا ومتعددا.. واشنطن تتحدث عن الهجوم الروسي المرتقب على أوكرانيا
  • “إرجاء لأجل غير مسمى” رغم التوافق في إسطنبول.. روسيا تتهم أوكرانيا بتجميد اتفاق تبادل الأسرى
  • أفغانستان تعلن عفوا شاملا عن المتعاونين مع أميركا والغرب
  • روسيا تتهم أوكرانيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب
  • العراق بين واشنطن وبغداد.. تحالف الضرورة أم احتلال مقنع؟