فى ذكري ميلاد الشيخ الطبلاوي..صاحب حنجرة قوية وشهرته عمت مصر والعالم
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تحل اليوم الثلاثاء ذكري ميلاد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، الذي ولد يوم 14 من نوفمبر عام 1934، وتوفى فى 5 مايو عام 2020.
الشيخ الطبلاوي
يعد الشيخ الطبلاوي أحد أعلام هذا المجال البارزين، فهو من مواليد حي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى محافظتي الشرقية والمنوفية، قرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة.
وعرف بين الناس بأنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة انطلق فيها صوته عبر الإذاعة، شهرته عمت مصر والعالم الإسلامي.
تتلمذ الشيخ محمد محمود الطبلاوي وحفظ القرآن على يد شيخ بجوار نادي الزمالك، ولذا جاء عشقه للعب كرة القدم بنادي الترسانة، وأكد الشيخ الطبلاوي أنه لم يترك الكٌتاب لكي يلعب الكرة .
زواج الطبلاوي
تزوج الشيخ الطبلاوي 3 مرات وأنجب 13 طفلًا، وكان زواجه مبكرًا في سن السادسة عشرة من عمره، وقال عن ذلك في لقاء تليفزيوني، ثم تزوج الثانية من بلدته بالمنوفية مركز" تلا" في عمر 19 عامًا وأنجب منها أولى أولاده "برنسه" وأن الزوجة الثالثة كانت لأسباب خاصة لكبر سن الزوجة الثانية التي أنجبت له 12 طفلًا.
حفظه للقرآن
تعود أصول الشيخ الطبلاوي إلى محافظتي الشرقية والمنوفية، قرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة.
مشايخه
ومن مشايخه الشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ أحمد مرعي والشيخ رزق خليل حبة رحمهم الله جميعا و له العديد من التلاميذ أمثال الشيخ محمد المهدى شرف الدين، الذي على الرغم من ذلك لا يقلده أبدًا.
تعاليمه
حرص والده على تعليمه أصول الدين الإسلامي الحنيف فألحقه بكُتاب القرية وهو في الرابعة من عمره ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل ورجال الدين، وفي الكُتاب أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده وهو في العاشرة من عمره، وعلى الرغم من ذلك لم يترك الفتى القرآن ولم ينقطع عن الكّتاب وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديدين ليراجع القرآن مع أقرانه مرة كل شهر.
وكان شيخ الكُتاب شديد الاهتمام بالطفل الموهوب لأنه استشعر فيه خيرًا كثيرًا وساعده ليكون من أهل القرآن وتلاوته، وبدأ يشجعه على قراءة القرآن بين زملائه وفي مناسبات القرية المختلفة حتى أن الناس كانوا يقفون كثيرًا عند تلاوته ويثنون عليه ويشجعونه وشيئا فشيئا بدأ الناس يستحسنون صوته وأخذت شهرته تزداد في القرى المجاورة لقريته حتى ذاع صيته .
وهو في السادسة عشرة من عمره أصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية ونفسه الطويل الذي أهله للقراءة المتواصلة ولمدة تزيد على الساعتين دون كلل أو إرهاق، ساعده على ذلك اهتمامه الشديد بالمحافظة على صوته وتدريبه المستمر.
وكذلك حرصه على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ «رفعت» والشيخ «علي محمود» والشيخ «محمد سلامة» والشيخ «الصيفي» و«البهتيمي» و«مصطفى إسماعيل».
شهرته
واشتهر الشيخ الطبلاوي بأدائه المتميز حتى عرف بين الناس بأنه صاحب مدرسة مميزة في القرآن قوامها صوته الرخيم وقدرته على الوصول إلى آخر آية إن احتاج الوقف إلى الوصول لكلمات معينة، وهذا التميز هو ما كان يهدف إليه الشيخ «الطبلاوي» منذ بداية حياته كقارئ.. فيقول الشيخ: «منذ نشأتي كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات، كنت شديد الحرص على الاستقلال والتميز بشخصيتي وطريقتي وهذا النجاح لم يأتني بين ليلة وضحاها. ولكنه جاءني بالكفاح والعرق وبذل الجهد، لم أضع المال حاجزا بيني وبين الهدف الذي تتوق إليه نفسي وهو الوصول إلى القمة في مجال تلاوة القرآن الكريم، فقد قبلت السهر في شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط ولكنها كانت كثيرة جدًا بالنسبة لي».
التحاقه بالإذاعة
حاول الشيخ الطبلاوي التقدم للإذاعة وبلغت محاولاته حينذاك أكثر من تسع مرات وكان سبب الرفض من وجهة نظر اللجنة أنه لم ينتقل من نغمة إلى أخرى وكذلك لابد من وجود طبقات موسيقية في صوته فكانوا يقولون.. لا يعطى مهلة قدرها سنة.
واستمر الشيخ الطبلاوي على هذه الحال لمدة تسع مرات حتى جاءت المرة العاشرة التي أشادت فيها اللجنة بقدراته وموسيقاه النغمية في القراءة وكذلك قدرته على الانتقال من مقام موسيقي إلى آخر بفضل إمكاناته العالية، وبعد فترة قصيرة سطع نجم الشيخ «الطبلاوي» وعرف بين الناس بأنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة انطلق فيها صوته عبر الإذاعة، شهرة مدوية عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية.
سفره
وفي عام 1970 اعتمد الشيخ الطبلاوي قارئا مشهورًا بالإذاعة وقام بتسجيل أكثر من تلاوة قصيرة قوبلت بالإعجاب والاستحسان من قبل ملايين المستمعين وأصبح ظاهرة استحقت حديث الناس جميعًا على اختلاف أشكالهم وثقافاتهم حتى أطلق عليه الناس لقب، ظاهرة العصر.. وكان يذاع له برنامج اسمه «من إذاعتنا الخارجية» في إذاعة صوت العرب مما زاد من شهرته وأصبحت الدعوات توجه إليه من جميع الدول العربية والإسلامية وكذلك الدول الأوروبية وكان يستقبل فيها استقبالا حافلا، فسافر الشيخ إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية بدعوات خاصة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ممثلًا مصر في العديد من المؤتمرات ومحكمًا للكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن الكريم من كل دول العالم، فمن اليونان جاءته دعوة ليتلو القرآن أمام مسلمي اليونان.
وكانت المرة الأولى في تاريخ اليونان التي يقرأ فيها القرآن علنًا ومباشرة إلى جمهور المستمعين، وكذلك وصلته دعوات من سفارة مصر في إيطاليا ليقرأ القرآن، في مدينة «روما» لأول مرة كذلك أمام جموع المسلمين من أبناء الجاليات العربية والإسلامية كما تلقى دعوة لإحياء مأتم الملكة «زين الشرف» والدة الملك «حسين» ملك الأردن في قصر رغدان لمدة سبعة أيام.
يقول الشيخ «الطبلاوي»: «الحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتين مجودًا ومرتلًا وهذا هو الرصيد الوحيد الذي أعتز به وهو الثروة الحقيقية التي منّ الله بها علي في الدنيا والآخرة، فقد قمت بتسجيل القرآن الكريم للكويت والسعودية.
وكذلك سجلته مرة مجودًا على 75 ساعة ومرة أخرى مرتلًا على 33 ساعة هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينات بالمساجد الكبرى في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية».
ونظرًا للشهرة الكبيرة التي حققها الشيخ الطبلاوي خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، والتي شهدت ظهوره كقارئ على الساحة القرآنية أجري استفتاء على نجاح الأعمال الإذاعية خاصة الإذاعات الخارجية الدينية فحصل الشيخ «عبد الباسط» على المركز الأول كقارئ إذاعي من الرعيل الأول وحصل الشيخ الطبلاوي على المركز الأول على القراء الجدد.
يقول الشيخ «الطبلاوي»: كنت فخورًا بمقارنة الناس بيني وبين المرحوم الشيخ «عبد الباسط»، لأنه كان أسطورة وشمسًا لا تنكر، وعلى علاقته بالشيخ «عبد الباسط» يقول: كانت علاقتي به طيبة وخاصة من جانبه فكنت أدعى معه في سهرات كثيرة فأجد منه الترحيب والتكريم وكان يفضلني على نفسه فيقدمني لأقرأ قبله ولو بدأ هو بالقراءة كان ينتهي من التلاوة بسرعة حتى أتمكن من أخذ فرصتي فيها هذا لأن المرحوم «عبد الباسط كان يثق بنفسه ويعلم مكانته في قلوب الناس».
ولا ينسى الشيخ «الطبلاوي» زيارته للسعودية مع صديقه الشيخ «عبد الباسط عبد الصمد» لتسجيل بعض الأسطوانات وعند مقابلته مع الملك «خالد» قال له الملك: القرآن نزل هنا في الجزيرة العربية وطبع في اسطنبول وقرئ في مصر، فقلت له إنني لا أفهم، فشرح لي بأن القرآن نزل في الجزيرة على الرسول الكريم لكن أحسن طبعة لمصحف هي طبعة اسطنبول وأفضل أصوات في قراءة القرآن موجودة في مصر، فالقارئ المصري صوته جميل.
ويتذكر الشيخ «الطبلاوي» قائلًا: سافرت إلى الهند ضمن وفد مصري وكان رئيس الوفد الدكتور «زكريا البري» وزير الأوقاف المصري حينذاك وتأخرنا عن موعد حضور المؤتمر العام المقام بجامعة الندوة بنيودلهي بسبب ظروف الطيران. فاقترح الدكتور «البري» أن يتقدم الوفد عند الدخول لأنه الوحيد المميز بالزي المعروف ولأنه مشهور وله مكانة كبيرة في قلوب الناس هناك. وبالفعل تقدمت الوفد فرحب بي رئيس المؤتمر.
وقال بصوت مرتفع «ها قد حضر أعضاء الوفد المصري وعلى رأسهم الشيخ الطبلاوي، فلنبدأ احتفالنا من جديد. وكان ذلك الموقف شعورا طيبا جدًا أثلج صدورنا جميعًا وخصوصًا أن الندوة كانت تجمع شخصيات من دول العالم المختلفة، وبعد انتهاء المؤتمر والعودة إلى مصر كلفني الوزير بعدة مسؤوليات منها شيخ عموم المقارئ المصرية، وعضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو بلجنة القرآن بالوزارة ومستشار ديني بوزارة الأوقاف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ الطبلاوي العربیة والإسلامیة القرآن الکریم عبد الباسط الک تاب وهو فی
إقرأ أيضاً:
في ختام المنافسات.. اختبار 126 متسابقًا في فرع حفظ القرآن الكريم بقراءة كاملة بمسابقة بورسعيد الدولية
اختبرت منافسات مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، اليوم الأربعاء، عدد 126 متسابقًا ومتسابقة في فرع حفظ القرآن الكريم بقراءة كاملة داخل مسجد الرحمن بحي الزهور، وسط حضور كبير من الأهالي والمتابعين الذين حرصوا على متابعة أداء المشاركين وتشجيعهم، وشهدت فعاليات اليوم أجواء روحانية اتسمت بالانضباط والتركيز من لجنة التحكيم والمشاركين.
شارك في لجنة التحكيم نخبة من علماء الأزهر الشريف، أبرزهم الدكتور محمد على رئيس شئون القرآن بأوقاف الشرقية، والشيخ محمد علاء الدين إمام الجامع الازهر، والدكتور منهاج الدين خاموشوف من طاجيكستان، والشيخ أحمد علاء إمام الجامع الأزهر، وتم التقييم وفق معايير تشمل جودة الحفظ وسلامة التلاوة وأحكام التجويد، مع متابعة دقيقة لأداء كل متسابق.
أظهر المشاركون براعة واضحة في حفظ كتاب الله وقدرة على التلاوة بثبات، ما أبرز مستوى التميز والإتقان الذي وصلوا إليه، بينما عبّر الحاضرون عن فخرهم بالمستوى المتقدم للمشاركين، وشهدت فعاليات اليوم تفاعلًا إيجابيًا بين اللجنة والمشاركين، مؤكدين قيمة المسابقة وأهميتها في اكتشاف ورعاية حفظة القرآن الكريم.
وأعلن الإعلامي عادل مصيلحي المدير التنفيذي للمسابقة ختام المنافسات قبل النهائية، موضحا أنه يوم يتم تصعيد 10 فائزين من كل فرع ليتم تصفيتهم أول يناير المقبل ليفوز ثلاث متسابقين يكرمهم وزير الأوقاف، ويتأهل منهم متسابق للدولية والتي تقام في نهاية يناير المقبل بمشاركة متسابقين من 30 دولة.
تُقام المسابقة في نسختها الدولية التاسعة التي تحمل اسم القارئ الشيخ المرحوم محمود علي البنا، وتنعقد تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، وبإشراف الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والإعلامي عادل مصيلحي المدير التنفيذي، فيما تتواصل المنافسات المحلية استعدادًا لانطلاق الفعاليات الدولية نهاية يناير 2026.