جاء خِطاب حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه اللهُ ورعاه ـ الذي ألقاه لدى تفضُّله بافتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي الأوَّل للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان بمبنى المجلس بمحافظة مسقط، لِيضعَ الأُسُس النهضويَّة للحاضر والمستقبل الَّذي يليق بمكانة سلطنة عُمان الإقليميَّة والعالَميَّة، ويستعرض أمام شَعبه الوفيِّ رؤيته السَّامية لتلبية طموحات وتطلُّعات أبناء عُمان على كافَّة الأصعدة، حيث كان خِطاب عاهل البلاد المُفدَّى خريطة طريق ترسم ملامح العمل الحكوميِّ، وتستعرض ما تمَّ إنجازه في مسار التنمية الشَّاملة، وفق الرؤية السَّامية لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ والَّتي تهدف في المقام الأوَّل إلى النُّهوض بالقِطاعات الاجتماعيَّة، والحفاظ على ما تحقَّقَ من مكتسبات.


إنَّ التجربة العُمانيَّة هي دائمًا محلُّ إشادة وتقدير، والَّتي سَعَتْ إلى الارتقاء بكُلِّ شيء، وتجديد شباب النَّهضة المباركة، وفق أُسُس ومبادرات جديدة تُواكِب العصر، وتمتلك أدواته الجديدة، بشكلٍ يُحقِّق الأهداف الراسخة عَبْرَ بناء إنسان عصريٍّ يمتلك أدوات العصر مع الحفاظ على هُوِيَّته الوطنيَّة وأخلاقه المُنطلِقة من دِيننا الإسلاميِّ الحنيف، وهو ما تجلَّى في حرص جلالته على رصد التحدِّيات الَّتي يتعرض لها المُجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقيَّة والثقافيَّة، وتأكيده على ضرورة التصدِّي لَها، ودراستها ومتابعتها؛ لتعزيز قدرةِ المُجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة، والقِيَم والمبادئ الأصيلة، إلى جانب الاهتمام بالأُسرة؛ لِكونِها الحصن الواقيَ لأبنائنا وبناتنا من الاتِّجاهات الفِكريَّة السلبيَّة، الَّتي تُخالف مبادئ دِيننا الحنيف وقِيَمنا الأصيلة، وتتعارض مع السَّمْتِ العُمانيِّ الَّذي يَنْهَلُ من تاريخنا وثقافتنا الوطنيَّة.
ولعلَّ هذا الاهتمام القِيَميَّ يأتي لِيُكملَ ما حقَّقته الجهات الحكوميَّة والقضائيَّة والنيابيَّة، من تكامُل يُعزِّز فاعليَّة العمل الوطنيِّ، منطلقًا من دعمٍ سامٍ يُلبِّي الاحتياجات ويُذلِّل الصِّعاب، بما يُعِين على بُلوغ المنجزات المُستهدَفة، الرَّامية لِتحقيقِ الرَّفاهيَّة للمواطنين العُمانيِّين في كافَّة رُبوع سلطنة عُمان، والَّتي تجلَّت بما تَحقَّق من إنجازات خلالَ الأعوام الأربعة الماضية في مسار التنمية الشَّاملة، على الصَّعيد الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ والأداء الماليِّ بالرغم من التحدِّيات الَّتي واجهها الاقتصاد العالَميُّ والَّتي انعكست سلبًا على اقتصادنا وبرامجنا الوطنيَّة، ما يؤكِّد أنَّ الخطط الَّتي نُفِّذت قَدْ رُسمَتْ بشكلٍ مدروس بعناية، عمدت على إدارة مواردنا الإدارة السليمة؛ لِتخفيفِ أعباء الدَّيْنِ العامِّ، وتوجيه جزءٍ من الفوائض الماليَّة؛ لِدَعمِ القِطاعات الاجتماعيَّة، وتحفيزِ النُّموِّ الاقتصاديِّ.
إنَّ التَّوجيهات السَّامية لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ كان لها أثَرٌ فعَّال فيما وصَلنا إِلَيْه الآن في المحافظة على المركز الماليِّ للبلاد، ورفِع كفاءة الإنفاق، كما أسْهَمتْ في تعزيز الاستثمار في القِطاعات الواعدة، ما صبَّ في تحقيق الأهداف المرجوَّة المُنطلِقة من رؤية «عُمان 2040»، وعلى رأسها تنويع مصادر الدخل الوطنيِّ، من خلال زيادة الإيرادات غير النفطيَّة، وذلك بشهادة مُعْظم المؤسَّسات الماليَّة والاقتصاديَّة والائتمانيَّة العالَميَّة ذات الموثوقيَّة العالية، حيث تقاطعت تلك الجهود مع مساعي القائد الأب نَحْوَ إقامة نظام الحماية الاجتماعيَّة الشَّاملة الَّذي يستهدف كافَّة فئاتِ المُجتمع؛ لِيَنْعَمَ الجميع بالعيش الكريم، لِتُوازنَ الحكومة العُمانيَّة ومؤسَّسات الدَّولة المختلفة بَيْنَ تطلُّعات بناء التنمية المستدامة المطلوبة، وإقامة منظومة اجتماعيَّة تحمي الفئات الأشدَّ ضعفًا وهشاشةً في الواقع العُمانيِّ الاجتماعيِّ.
حفظ الله جلالة عاهل البلاد المفدى، ومتَّعه بالصحَّة والعافية على ما تفضل من كريمِ توجيهٍ، وسدادِ رأيٍ، وصوابِ فِكْرٍ، ووفَّقه سبحانه لِتحقيقِ ما يصبو إليه أبناء عُمان الأوفياء.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: امیة ل

إقرأ أيضاً:

55 مليون ريال عُماني.. حجم الاستثمار في الصّناعات الطبية بمدينة ريسوت الصناعية

العُمانية: تشهد مدينة ريسوت الصناعية، التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، نشاطًا ملحوظًا في مجال توسيع عقود الصّناعات الطبية ومستلزماتها لتعزيز الأمن الدوائي في سلطنة عُمان، وتلبية احتياجات السوق المحلي والإقليمي.

وتضع المدينة الصناعية حاليًّا اللمسات الأخيرة على عقود إنشاء 3 مشروعات متخصصة في إنتاج قطرة العيون، وأكياس الدم، والصناعات الطبية المختلفة إلى جانب وجود مشروع تحت الإنشاء متخصص في الصناعات البيطرية.

وتستضيف مدينة ريسوت الصناعية 3 مشروعات قائمة في قطاع الصناعات الطبية بإجمالي حجم استثمارات يتجاوز 55 مليون ريال عُماني، تقام على مساحة إجمالية تبلغ 72 ألف متر مربع، وتنتج هذه المشروعات المضادات الحيوية، والهرمونات، والمستحضرات الموضعية، والأقراص الفوّارة، والأشكال الصيدلانية الصلبة والسائلة، والمحاليل الوريدية، ومحاليل الغسل الكلوي، والقفازات الطبية والكمّامات والقطن والضمادات والشرائط اللاصقة وغيرها.

وتسعى "مدائن" من خلال جذب الاستثمارات في قطاع الصناعات الطبية وتوطينها في مدينة ريسوت الصناعية إلى تعزيز الأمن الدوائي في سلطنة عُمان وتشجيع الاستثمارات الوطنية والدولية في مجال الصّناعات الطبية، وتقليل الاعتماد على استيراد الأدوية، وزيادة نسبة الإنتاج لتغطية الاحتياجات المحلية.

مقالات مشابهة

  • شاب عُماني يسطع في واحدة من أرقى كليات إدارة الأعمال في العالم
  • لقاء مهم بين حزب الأمة القومي وحركة العدل والمساواة السودانية يؤكد وحدة الصف الوطني ودعم الانتقال المدني والسلام الاجتماعي
  • راشد بن حميد: دعم الكفاءات الشابة التزام وطني
  • راشد بن حميد: دعم الكفاءات الشابة وتمكينها التزام وطني
  • الحنفي يشكر العاملين بالمصرية للاتصالات: قدّموا نموذجًا وطنيًا ومهنيًا
  • موقف حاسم من النصر بشأن مستقبل ساديو ماني
  • 55 مليون ريال عُماني.. حجم الاستثمار في الصّناعات الطبية بمدينة ريسوت الصناعية
  • رئيس مجلس الدولة يستقبل وفدًا قضائيًّا عُمانيًا للاطلاع على جهود التحول الرقمي
  • صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي يستقبل وفد “قافلة النزاهة” ضمن المرحلة الثانية من مؤشر النزاهة الوطني
  • برنامج وطني قطري لتوجيه طلاب المدارس نحو سوق العمل