عبر شمال أفريقيا.. الحرب على غزة قد تضر بدول الجنوب الأوروبي
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تتصاعد مخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قد تقلب موازين القوى في دول شمال أفريقيا، بما يُضر بدول الجنوب الأوروبي، وهو ما يستدعي تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقا لكريم مزران في لـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council).
مزران تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الباحثين أكدوا مرارا على أهمية الشاطئ الجنوبي المستقر (للبحر المتوسط) والمتطلع إلى المستقبل، دول شمال أفريقيا، من أجل التطور السلمي للأنظمة السياسية في جنوب أوروبا.
وأضاف أن "التنافس بين المغرب والجزائر، والذي كان يركز دائما على قضية منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، أدى إلى دخول البلدين في سباق تسلح دام عقودا من الزمن".
وأردف: "بُذلت في السنوات الأخيرة، جهود لتحقيق التقارب بين المغرب والجزائر، مثل إعادة فتح الحدود وإقامة علاقة دبلوماسية مباشرة".
واستدرك: "لكن التفكير بالتمني لم يدم طويلا، وظهرت مؤخرا أسباب أخرى للمواجهة. بداية في عام 2020، ذهب تطبيع بعض الدول العربية (بينها المغرب) مع إسرائيل إلى ما هو أبعد من خلق توترات قوية داخل الجزائر، مما أدى إلى رد فعل جذري دفعها (الجزائر) إلى الانضمام إلى دول مثل ليبيا والعراق وإيران وسوريا في معارضة الاتفاقات (الخاصة بالتطبيع)".
اقرأ أيضاً
تجريم التطبيع مع إسرائيل في تونس بين المزايدة والمبدأ.. ما موقف سعيّد؟
الجزائر وتونس
مزران قال إن "عواقب الرد الجزائري مهمة في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، خاصة بالنسبة لإيطاليا والدول الأوروبية الأخرى التي أصبحت تعتمد على الغاز الجزائري كبديل للغاز الروسي".
وأضاف أن "إيطاليا ابتليت لسنوات بالهجرة غير النظامية من ليبيا وتونس والجزائر، ومن المرجح أن تتزايد مع استمرار التوترات بين هذه البلدان دون حل".
وبالنسبة لتونس، قال مرزان إن "الرئيس المنتخب قيس سعيد جمع كل السلطات الدستورية لنفسه، مما حول البلاد نحو الاستبداد".
واعتبر أن "الأمر الأكثر خطورة هو أن تسقط تونس في أحضان جارتها القوية الجزائر. كلما غرقت تونس في أزمتها الاقتصادية والسياسية، كلما احتاج سعيد إلى دعم غير مشروط لتنميتها السياسية والاقتصادية من الدول الغربية".
اقرأ أيضاً
بديل لقناة السويس.. ما علاقة إبادة غزة بإحياء مشروع قناة بن جوريون؟
مصر وليبيا
و"هذه القضية تثير مخاوف بالنسبة لمصر أيضا، التي كانت تسعى جاهدة إلى بسط حكمها العسكري والسياسي على جارتها ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية"، كما تابع مزران.
وزاد بأنه "تم تجنب الفوضى والعواقب السلبية على الحدود الغربية لمصر جزئيا من خلال دعم (القاهرة) أحد وكلائها حاكم المناطق الشرقية في ليبيا الجنرال خليفة حفتر".
واستطرد: "حقق الرجل القوي، المدعوم من المرتزقة الروس مجموعة فاجنر، مستوى معتدلا من النظام من خلال حرب دموية ضد جميع العشائر والقبائل المتعارضة".
مزران استدرك: "لكن ذلك لم ينتبه إليه الكثيرون حتى جاءت مأساة فيضانات 9 سبتمبر (أيلول الماضي) في مدينة درنة، والتي أودت بحياة نحو عشرة آلاف شخص".
وأردف "الآن، بدأ الكثيرون يشككون في مشاركة حفتر، وبشكل أكثر دقة، أبنائه الستة في المجالين العسكري والاقتصادي. ومنذ ذلك الحين، وقعت اشتباكات، وتتزايد احتمالية حدوث ثورة من جانب القبائل وسكان المناطق الحضرية يوما بعد آخر".
اقرأ أيضاً
المصريون غاضبون لبطء تحرك السيسي إزاء كارثة غزة.. والرئيس يخاطر بغضب الجيش بسبب سيناء
تناقضات مصر
كما "قد يحاول الدكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي التدخل بشكل مباشر لتخفيف حدة المنطقة الحدودية"، بحسب مزران.
وحذر من أن "ذلك من شأنه أن يسبب رد فعل قويا من الجزائر، التي قد ترى أن محاولة توسيع القوة المصرية ستؤدي إلى ترجيح كفة ميزان القوى في شمال أفريقيا"، بحسب مزران.
وأضاف أن "القوة التي تسيطر على الجزء الغربي من ليبيا، تركيا، لن تقف مكتوفة الأيدي، وعلى الأرجح ستتدخل بشكل مباشر بينما تكون الجزائر في زاويتها".
واعتبر أن "فكرة الوفاق التركي الجزائري كانت صعبة التصور حتى الصيف، عندما انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحكم الأمر الواقع إلى جبهة رفض التطبيع (مع إسرائيل) التي تقودها الجزائر".
وقال مزران إنه "في ظل السيناريو الحالي، فإن وضع الحرب بين إسرائيل وحماس قد يجبر مصر على مواجهة تناقضاتها، مما يؤدي بها إما إلى مواجهة مع إسرائيل دفاعا عن الفلسطينيين أو مواجهة ضد حماس دعما لاتفاق السلام مع إسرائيل".
وأضاف أنه "في ضوء هذه التحديات المتعددة الأوجه، ينبغي على الدول الغربية أن تأخذ في الاعتبار التوترات المستمرة في شمال أفريقيا لجعل عملية صنع القرار فيما يتعلق بالأحداث في غزة أكثر دقة وشمولية".
و"الحل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم، وليس حلا مؤقتا، هو صياغة خطة تسهل المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتشكل تقدمهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي بطريقة لا تهمل المنطقة العربية بأكملها"، كما ختم مزران.
اقرأ أيضاً
تضامنًا مع فلسطين.. الجزائر تستأنف المسابقات المحلية بدون جماهير
المصدر | كريم مزران/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: شمال أفريقيا غزة حرب أوروبا إسرائيل حماس شمال أفریقیا مع إسرائیل اقرأ أیضا وأضاف أن
إقرأ أيضاً:
قيادي بتحالف «صمود» يشرح الكارثة في السودان أمام البرلمان الأوروبي
خالد عمر يوسف أكد أمام البرلمان الأوروبي أن أزمة السودان أعمق بكثير من الرؤى التبسيطية التي تطرحها بعض الجهات حولها.
بروكسل: التغيير
كشف خالد عمر يوسف القيادي بالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، أنه شرح أمام البرلمان الأوروبي أبعاد الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب في السودان، وأهمية التنسيق لتنفيذ خارطة طريق الآلية الرباعية لإسكات صوت البنادق.
وفشلت جميع المبادرات المطروحة في حمل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إيقاف الحرب المندلعة بينهما منذ منتصف ابريل 2023م، فيما تقود القوى المدنية جهوداً مكثفة لإيجاد حل سلمي للأزمة.
وقال خالد عمر في منشور على صفحته بـ(فيسبوك) اليوم، إنه تحدث في حلقة نقاش بمباني البرلمان الأوروبي في بروكسل نهار الأمس خصصت لنقاش الأزمة في السودان.
وأضاف أنه شرح حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب من قتل ولجوء وجوع وانتهاكات جسيمة ترتكبها أطراف القتال في حق المدنيين.
وذكر يوسف أنه أكد أن هذه الأزمة أعمق بكثير من الرؤى التبسيطية التي تطرحها بعض الجهات حولها “مما يتطلب منظوراً شاملاً يخاطب كافة جوانبها ويعالجها بصورة منصفة ومستدامة”.
وأشار إلى أنه تناول في مداخلته الدور الذي تقوم به عناصر النظام السابق في هذه الحرب لتستخدمها لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة، وأكد أن “مشروع المؤتمر الوطني/ الحركة الإسلامية الإرهابي هو خطر على السودان وعلى محيطه الإقليمي والدولي مما يتطلب التصدي له بحزم وجدية، بما يحد من الدور المخرب لهذه المنظومة الإرهابية”.
وقال خالد عمر، إنه أكد للبرلمان الأوروبي على أن خارطة طريق بيان 12 سبتمبر الذي طرحته دول الرباعية يمثل الفرصة الأهم حالياً لإسكات صوت البنادق، مما يتطلب تنسيقاً محلياً ودولياً وإقليمياً لضمان تنفيذ بنودها جميعاً ابتداءً بالهدنة الإنسانية الفورية المقترحة.
وأوضح يوسف أنه طالب الاتحاد الأوروبي بمضاعفة الجهود للمساهمة في توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من حرب 15 ابريل، وضرورة دعم عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة لتوثيق كافة الانتهاكات وضمان محاسبة مرتكبيها جميعاً دون استثناء.
الوسومالبرلمان الأوروبي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الجيش السوداني الحركة الإسلامية الرباعية الدولية السودان المؤتمر الوطني ثورة ديسمبر حرب 15 ابريل 2023م حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف قوات الدعم السريع