قمنا بتطوير قاموس لتغير المناخ يوفر وثيقة مرجعية مفيدة للجميع أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، أن قطاع الإعلام يلعب دوراً مهماً ورئيسياً في تسليط الضوء على معالجة قضايا التغير المناخي.

وقالت الشيخة شما، خلال كلمتها أمام الكونغرس العالمي للإعلام 2023، إن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية مشتركة لمعالجة تداعيات قضايا التغير المناخي بشكل مباشر، من خلال رفع مستوى الوعي بالمخاطر الكارثية، وتثقيف المجتمعات حول ما يمكنهم إحداثه من خلال الخيارات المستدامة في حياتهم اليومية، وتسليط الضوء على الابتكارات التي تغير قواعد اللعبة والتي يمكن أن تدفعنا نحو مستقبل منخفض الكربون.

وأضافت خلال كلمتها: «بصفتكم صحفيين ومحررين ومنتجين ومنشئي محتوى، فإنكم تلقون الضوء على القضايا المهمة التي تبقى في قلوب الناس وعقولهم وتحدث التغيير. إذ إن هناك قضية واحدة على وجه الخصوص استهلكت أفكاري بإلحاح متزايد وهي قصة تغير المناخ. وقد قررت تكريس حياتي العملية لإيجاد حلول لها، من خلال منظمة العمل المناخي المستقلة التي أسستها، وهي المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي».

وأشارت الشيخة شما إلى أن كوكب الأرض يواجه أزمة بأبعاد هائلة، حيث لا يقتصر تأثير الاحتباس الحراري بأي حال من الأحوال على محيطنا الجسدي، بل هو تهديد حقيقي للإنسانية أيضاً.. وقالت: «إن وسائل الإعلام تمتلك قوة هائلة للخير من خلال معالجة قضايا المناخ كقصة إخبارية رائدة، مشيرة إلى أن الصحفيين ومنشئي المحتوى يمكنهم المساعدة في جمع الناس معاً وتعزيز العمل المناخي».

وأضافت: «نعتقد في المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي أنه لا يوجد سبب يمنع إجراء محادثات المناخ المفتوحة للجميع بغض النظر عن عمرهم أو مدى حداثتهم. لدعم ذلك، قمنا بتطوير قاموس لتغير المناخ يوفر وثيقة مرجعية مفيدة لجميع أولئك الذين يتحدثون أو يكتبون عن تغير المناخ».

وأوضحت أن الكثير من عمل المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي مبني على الاعتقاد بأن المجتمعات التي ستتأثر بشدة بتغير المناخ تلعب دوراً مهماً، ويجب تمكينها بشكل أكبر في صنع القرار العالمي.

ولفتت إلى أنه من خلال تجربتها كانت تتساءل حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والابتكارات التقنية لجعل محادثات المناخ أكثر سهولة للوصول إلى الجميع.. وتابعت: «تفتحت الفكرة لتصبح مفهوماً، ويسعدني أن أعلن أن هذا المفهوم أصبح حقيقة الآن مع إطلاقنا «نداء المناخ»، وهي منصة تفاعلية جديدة لحل المشكلات للأشخاص لتقديم حلول للمناخ من جميع أنحاء العالم».

وقالت: «بدأنا بثلاثة مجالات رئيسية وهي: الأمن الغذائي، وشح المياه، والطاقة المتجددة، وقام أكثر من 200 شاب وطالب جامعي بتوليد أكثر من 70 فكرة عبر التحديات الثلاثة، وبعضها مثير للإثارة والإبداع حقاً - من إنشاء مجتمعات صديقة للبيئة في جبال الإمارات إلى الاستفادة من قوة البلوك تشين في بناء شبكات توزيع غذائية أكثر عدالة واستدامة.

كما أوضحت أن منصة «نداء المناخ» مستوحاة من إيماننا في المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي بأن أفضل الأفكار يمكن أن تأتي من أي مكان، وبالتعاون يمكننا إحداث التغيير».

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات التغير المناخي الإمارات الإعلام من خلال

إقرأ أيضاً:

علي النعيمي: الإمارات تصنع نموذجاً للإنسانية

أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في بناء نموذج تنموي فريد يقوم على الاستثمار في الإنسان، وترسيخ قيم الاحترام المتبادل والتسامح وقبول الآخر، وتمكين المرأة، وبناء الشراكات العالمية، مشدداً على أن قصة الإمارات قصة إنسانية موجهة للعالم كله وليست حكراً على شعب أو منطقة بعينها.
جاء ذلك في جلسة بعنوان «قصة الإمارات» ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة «بريدج 2025».
وأكد معاليه أنه يعتبر هذه القمة منصة لكل من له صلة بالتواصل الإعلامي على مستوى العالم، وأوضح أن أهمية وجود الضيوف في أبوظبي تنبع من رغبة الإمارات في أن يشهدوا قصة دولة الإمارات، وأن يتفاعلوا مباشرة مع شعبها ومحتواها، وقال: «في الإمارات لدينا محتوى نريدكم أن تروه، أن تتفاعلوا معه، وأن تقدموا توصياتكم واقتراحاتكم لما ترونه مناسباً للتطوير، فنحن نتعامل مع بناء وطننا والتفاعل مع أصدقائنا بعقلية منفتحة وقلب منفتح، ودائماً هناك فرصة للتحسين والتطوير، وهذا هو المحتوى الأهم الذي نريد أن نشاركه مع العالم».

دولة فتية ترسم مساراً للإنسانية
وحول مساهمة دولة الإمارات في المشهد العالمي، قال معالي النعيمي: «نحن دولة صغيرة وفتية، لكننا نؤمن بأننا تمكّنا من أن نصنع مساراً ليس فقط للإماراتيين، ولا للعرب، ولا لشعوب منطقتنا فحسب، بل للإنسانية بأكملها.
وربما تتساءلون: كيف يمكن لأمةٍ ما أن تطوّر مسارها الخاص؟ والجواب: إذا كان لديها القادة المناسبون، قيادة لديها رؤية، ولديها الإرادة السياسية لخدمة شعبها أولاً، ولخدمة الإنسانية. ونحن كان لدينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الذي قرر أن يستثمر في الإنسان أولاً ويصنع مستقبلاً أفضل لشعبه».
وأشار معاليه إلى أن أولى تجليات هذه الرؤية كانت في النظام التعليمي، حيث واجهت الدولة في بداياتها تحفظ بعض الأسر على تعليم البنات، فجاء قرار الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بدفع راتب شهري للأسرة إذا أرسلت ابنتها إلى المدرسة، وهذا هو التمكين الحقيقي للمرأة من بوابة التعليم. وأكد أن مسار تمكين المرأة الذي بدأه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أثمر اليوم تولي تسع سيدات حقائب وزارية، وحصول النساء على نصف مقاعد البرلمان، فما تحقق للمرأة الإماراتية ليس دعاية، بل استحقاقاً نالته بجدها وإنجازاتها.

الاحترام وقبول الآخر
وتناول معاليه قضية الاحترام وقبول الآخر بوصفها تحدياً عالمياً ومحوراً أساسياً في قصة الإمارات، موضحاً أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان ينظر إلى الآخرين منذ البداية كشركاء وأصدقاء جاؤوا للمساهمة في بناء الوطن، وأن هذا النهج جعل من التنوع السكاني في الدولة مصدر قوة. وقال: «لدينا في الإمارات أكثر من 200 جنسية، و85% من السكان غير مواطنين، لكن الجميع مرحب بهم ليعيشوا ويعملوا ويحققوا أحلامهم دون أن نطلب منهم أن يتغيروا، فنحن نحترم جنسياتهم وأديانهم ومعتقداتهم وأخلاقياتهم، الشرط الوحيد للجميع، والذي ينطبق على المواطنين والمقيمين، هو احترام النظام والقانون».
وأضاف معاليه: «من أعظم إنجازات دولة الإمارات أن شبابنا وأطفالنا لا يعانون من مشكلات في التعامل مع الآخرين، فاحترامهم للآخرين نابع من قلوبهم، وأصبح الاحترام جزءاً من هويتهم وثقافتهم. هذا هو الإنجاز الحقيقي لدولة الإمارات في هذا المجال، وهذا ما نفخر به، ليس المباني والبنية التحتية والإنجازات التجارية، بل الإنسان».

الإعلام في مواجهة التطرف
وفي حديثه عن دور الإعلام والمؤثرين، دعا النعيمي الحضور إلى إعادة صياغة الخطاب الإعلامي عالمياً، قائلاً: «علينا أن نوصل رسالة إلى العالم أننا كبشر، بغض النظر عن جنسيتنا، أو ديننا، أو عِرقنا، أو لوننا، علينا أن نعيش معاً في سلام وانسجام، وأن نتعلم كيف نتقبل ونحترم بعضنا بعضاً، وأن نفهم التحدي الذي يواجهنا جميعاً، أولئك الذين يستخدمون الدين كأيديولوجيا لخدمة أجنداتهم السياسية».

رسالة إنسانية عابرة للحدود
وشدد على أن رسالة الإمارات تتجاوز حدودها الجغرافية لتصل إلى مناطق تحتاج إلى الدعم والشراكة، وفي مقدمتها القارة الأفريقية، مبيناً أن الملايين اليوم في أفريقيا لا يحصلون على التعليم أو الخدمات الصحية الأساسية، وأن 50% من شباب العالم سيكونون من أفريقيا بحلول عام 2050. وقال: «إنها مسؤوليتنا نحن في الإمارات، ومعنا المجتمع الدولي، أن نقيم شراكات حقيقية مع أفريقيا، لا للتنافس على الاستثمار والربح، بل لمساعدتهم على خدمة شعوبهم، ولمساعدتهم على صنع مستقبل أفضل، وتحويل أفريقيا إلى شريك. إنهم يستحقون أن نوليهم الاهتمام، لأنهم بشر مثلنا. ولهذا نبني المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، ونوفر فرص عمل للجيل الجديد، ونخلق شراكات مستدامة تعود بالنفع على الجميع. هذه هي استراتيجية الإمارات الاقتصادية التي تقوم على شراكات اقتصادية شاملة تحقق معادلة الربح المتبادل».

خطاب يجعل السلام أولوية 
وأشار الدكتور علي النعيمي إلى أن أولويات كثير من العاملين في مجال الإعلام تتركز اليوم على السبق الإخباري، لكن العالم يحتاج إلى أبطال سلام. وقال: «علينا أن نكون روّاداً ومدافعين عن السلام في كل مكان.

العالم بحاجة إلى روّاد سلام.
ما نحتاجه منكم أنتم، كعاملين في الإعلام، هو أن تكونوا أنتم روّاد سلام. العالم يعاني، ويوجد أكثر من 64 صراعاً على مستوى العالم، وما نحتاج إليه هو أن نصنع خطاباً يجعل من السلام أولوية».
واختتم سعادته الجلسة بقوله: «حين تصبحون رواداً للسلام، ستشعرون باختلاف في داخلكم، في قلوبكم وعقولكم، وستصبحون قادرين على رؤية الأمور ليس من خلال الصراع، بل من خلال المحبة والاحترام والقبول. لهذا، أحثّ كل العاملين في الإعلام: اجعلوا السلام أولوية في كل بوابة ومنصة لتكسبوا قلوب وعقول الشباب، ويصبحوا بدورهم رواداً للسلام».

أخبار ذات صلة علي النعيمي يلتقي وزير العدل في حكومة الظل بالمملكة المتحدة «الوطني» يبحث التعاون مع مبعوث القرن الأفريقي في الخارجية السويسرية

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يشهد العرس الجماعي الثاني لـ«خليفة الإنسانية» في الشارقة
  • تأجيل Mewgenics يكشف كواليس 12 عامًا من التطوير وأسرار محتوى جديد
  • زخم متنامٍ: هل تتمكن المبادرات الأمنية من معالجة قضايا الأمن الجماعي الأوروبي؟
  • الإمارات والجابون تواصلان تعزيز علاقاتهما التجارية والاستثمارية
  • بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • الجامعة العربية: قضايا الإرهاب والتطرف أصبحت ورقة في أيدي الساعين لتشويه هويتنا
  • سلطان بن أحمد القاسمي يزور فعاليات «قمة بريدج 2025»
  • علي النعيمي: الإمارات تصنع نموذجاً للإنسانية
  • الخرابشة: ضرورة إعادة النظر في معالجة قضايا التهرب الضريبي