الأمم المتحدة: المرضى يموتون مع اشتداد القتال في مستشفيات غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، أن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء، بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية.
وقال في حديثه للصحفيين عبر الاتصال المرئي من القدس الشرقية اليوم، إن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء، حيث تم الإبلاغ عن استشهاد ثلاثة ممرضين.
وأوضح أن بعض الأشخاص استطاعوا الفرار من المستشفى في ظروف خطيرة للغاية، ولكن آخرين ما زالوا عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية.
وأضاف: " أبلغنا الهلال الأحمر الفلسطيني أن لديه ما يكفي من الوقود لمدة 24 ساعة فقط، وأي إمكانية للبحث أو العثور على الوقود شبه مستحيلة وخطيرة للغاية نظراً لوجود قناصة يطلقون النار على المستشفى وحوله".
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا أن جميع خدماتها الإغاثية والإنسانية في قطاع #غزة ستتوقف خلال أقل من 24 ساعة، بسبب نفاد الوقود.#اليوم
للتفاصيل..https://t.co/q50kZ3oVmf pic.twitter.com/P7ziBuwMbU— صحيفة اليوم (@alyaum) November 14, 2023شمال غزة
وأشار دي دومينيكو إلى أن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يقدرَون أن ما مجموعه 230 ألف شخص تقريباً فروا من شمال غزة إلى الجنوب باستخدام "الممر" الذي تم الإعلان عنه بشكل أحادي من قبل جيش الاحتلال.
وحول توصيل المساعدات إلى شمال غزة، أكد دومينيكو أن العاملين في مجال الإغاثة تمكنوا من توصيل بعض المساعدات، وقال: يخاطر زملاء من منظمة الصحة العالمية وغيرها بالعبور وتوصيل المساعدات إلى مستشفى الشفاء.
وتابع: "وحتى هذه الأعمال لم تعد ممكنة منذ خمسة أيام، حيث أصبح الوضع خطيرًا للغاية مع وصول قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى وسط المدينة".
وقال إن عاملي الإغاثة لم يتمكنوا منذ ذلك الوقت من تنسيق أي عمليات في الشمال.
توقف مولد الطاقة الوحيد في مستشفى الأمل التابع لجمعية #الهلال_الأحمر الفلسطيني في #خان_يونس جنوب قطاع #غزة الأمر الذي يهدد حياة 90 مريضًا في المستشفى
للمزيد: https://t.co/6obCSEa202#فلسطين#اليوم pic.twitter.com/b4dHw7RkUY— صحيفة اليوم (@alyaum) November 14, 2023القوافل الإنسانية
وأشار مسؤول الـ (أوتشا) إلى أن 76 شاحنة دخلت غزة أمس، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 980 منذ السماح للشاحنات بدخول القطاع في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر، موضحاً أن هذا العدد لا يزال بعيداً جداً عن المطلوب.
وأكد رئيس مكتب (أوتشا) وقوع بعض الحوادث المثيرة للقلق البالغ، بما في ذلك حالات "تعرضت فيها القوافل لإطلاق النيران"، مما يعني أنه حتى القوافل الإنسانية ليست آمنة، "على الرغم من أنها مرئية تمامًا ويمكن التعرف عليها على هذا النحو".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس واشنطن الأمم المتحدة فلسطين غزة قطاع غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
جراح بريطاني متطوع: لا سابق ولا مثيل للمعاناة في غزة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا عن تجربة لجراح بريطاني متطوع في غزة قال فيه إن مستوى الدمار والمعاناة الإنسانية التي شهدها في القطاع غير مسبوق ولم يشهد مثيلا له في المناطق العديدة التي عمل بها.
وذكر الدكتور تومو بوتوكار، الجراح البريطاني المتطوع في غزة، للكاتب نير حسن الذي أعد التقرير للصحيفة، أن ما شهده في غزة لا يُقارن بما شهده في صراع أوكرانيا، وسوريا، واليمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى أفعال لا أقوالlist 2 of 2خبراء سياسة وقانون: ترامب يدمر الرئاسة الأميركيةend of listواعتبر أن ما يشهده المدنيون في غزة "يختلف تماما" عن أي مكان آخر خدم فيه، بما في ذلك السودان الذي وصف أوضاعه أيضا بالمروّعة.
وعمل بوتوكار خلال الأسبوع الماضي في مستشفيين بجنوب غزة، أحدهما أُصيب بغارة إسرائيلية وأُخلي، والآخر تضرر بشظايا قصف قريب، قبل أن تصدر أوامر بإخلاء المنطقة المحيطة بهما، والتي تضم مئات الآلاف من السكان.
وفي تصريحاته لصحيفة هآرتس، وصف بوتوكار الأوضاع الطبية والإنسانية بالكارثية، قائلا إن معظم الجرحى يعانون من مزيج فتاك من الإصابات البالغة وسوء التغذية، مما يعقّد فرص شفائهم ويزيد من احتمالات العدوى.
وقال إن القصف الإسرائيلي طال مستشفى كان يعمل فيه، فقد سقطت صواريخ داخل حرم المستشفى خلال الغارة. وأدت الضربة إلى موجة ذعر بين المرضى والطواقم الطبية، وغادر المستشفى من استطاع منهم.
إعلانورغم العودة الجزئية للطاقم الطبي في اليوم التالي، فإن 3 غارات إضافية دفعت إلى إيقاف العمل بالكامل، وأُجلي المرضى ومن تبقى من الطاقم.
ومن بين القصص المؤثرة التي نقلها الجراح، حالة طفل يبلغ من العمر عامين أُصيب بجروح بالغة في ساقه وكان بانتظار عملية جراحية. بعد الإخلاء، فُقد الاتصال بعائلته، ولم يُعرف إذا كان قد خضع للجراحة أم لا.
كذلك روى حالة امرأة أُصيبت بجروح خطرة، ولم تكن تعلم أن أفراد عائلتها قُتلوا جميعا في الغارة نفسها التي أُصيبت فيها.
ونُقل بوتوكار لاحقا إلى مستشفى الأمل، التابع للصليب الأحمر، لكنه لم يكن في مأمن هناك أيضا، إذ سقطت شظايا من قصف على بُعد 400 متر من المستشفى، وأصابت قسم الطوارئ من دون تسجيل إصابات.
ضعف التغذية
وحذر الجراح من أن ضعف التغذية الحاد بين السكان نتيجة الحصار المستمر يُضعف الجهاز المناعي، ويعيق قدرة الجسم على تجديد الدم أو التئام الجروح.
وقال إن "الناس لا تنتج دما جديدا، وأجسادهم تبدأ بهضم البروتين بدلا من الدهون للحصول على الطاقة. كل جرح يصبح عبئا إضافيا على الجسم".
واستمر يقول بنبرة حزن شديد، مؤكدا أن المدنيين من نساء وأطفال ومسنين وذوي إعاقة يتعرضون لمعاناة "تفوق الوصف"، وقال إنه يسمع يوميا عن زملاء له فقدوا أقاربهم أو جاؤوا لعلاجهم في المستشفى بعد إصابتهم.
وفي ختام حديثه، تلقى إشعارا من الأمم المتحدة بوجوب الإخلاء الشامل للمنطقة، وسط ترقب لهجوم وشيك أعلن عنه الجيش الإسرائيلي.