مقابل خسائر الكيان العسكرية والاقتصادية وسقوطه الأخلاقي الشامل: المقاومة الفلسطينية تُسطر انتصارات لافتة في مواجهة الاحتلال بعد 39 يوماً من العدوان
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
الثورة // حمدي دوبلة
مقابل الخسائر البشرية في صفوف جيشه المنهزم والخسائر الاقتصادية الفادحة وسقوطه الأخلاقي الواسع في عدوانه الإرهابي على قطاع غزة تسطر المقاومة الفلسطينية انتصارات لافتة في المواجهات الميدانية البرية والعسكرية عموماً وما تزال بعد مرور 39 يوماً من عدوان همجي شامل هو الأكثر وحشية وانحطاطا أخلاقيا في التاريخ المعاصر دمر إحياء سكنية بكاملها وقتل وأصاب عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ما تزال المقاومة الفلسطينية توجه ضربات صاروخية مسددة على أهداف حيوية في عمق دولة الاحتلال ناهيك عن تحويلها دبابات ومدرعات الكيان إلى توابيت متحركة لضباط وجنود العدو الذي بات يتخبط أكثر وأكثر في مستنقع غزة ليجعل من المستشفيات ومدارس النازحين أهدافا سهلة لتحقيق ما يتوهم أنه انتصار قد يرضي قطعان مستوطنيه في الداخل الهش والمنقسم.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أمس الثلاثاء، أنها قتلت 7 جنود صهاينة واستهدفت 6 دبابات في عدة محاور بقطاع غزة لينضموا إلى مئات القتلى والجرحى من جحافل جيشه المتضعضع.
وقالت الكتائب، في سلسلة بيانات عبر قناتها بمنصة تلغرام: “مجاهدو القسام يقتلون 7 جنود من مسافة صفر في محور شمال مدينة غزة، ويهاجمون ناقلة جند ودبابة بقذائف الياسين 105 واشتعال النيران فيهما”.
كما أفادت بأن مجاهديها استهدفوا بقذائف “الياسين 105” دبابتين و3 آليات في محور غرب مدينة غزة، بالإضافة إلى دبابة في جنوب غرب المدينة ودبابتين وجرافة في شمال غرب مدينة غزة.
وأضافت كتائب القسام أنها قصفت قاعدة رعيم الجوية جنوب إسرائيل برشقة صاروخية.
من جهتها وجهت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الثلاثاء، رشقات صاروخية تجاه تحشدات لقوات العدو الصهيوني ومستوطناته قبالة قطاع غزة.
ونقل ” المركز الفلسطيني للإعلام”، عن سرايا القدس قولها في بلاغ، إنها قصفت العين الثالثة برشقة صاروخية.
كما أعلنت سرايا القدس قصف تحشدات العدو في أحراش “كيسوفيم” بعدد من قذائف الهاون.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأول، دك “تل أبيب” برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.
وأقرت إذاعة جيش العدو بوقوع إصابات مباشرة في بئر يعقوب بالرملة وفي بيتح تكفا، جرّاء الصواريخ من غزة.
وتسببت الصواريخ باندلاع حرائق هائلة في الأماكن المستهدفة.
وتواصل المقاومة التصدي لقوات العدو المتوغلة في محاور غزة بملاحم بطولية واشتباكات من مسافة صفر، تمكنت خلالها من تدمير أكثر من 170 آلية إسرائيلية ما بين دبابة وناقلة جند وجرافة، تدميرا كليا أو جزئيا.
وفجر أمس الثلاثاء، أعلن الجيش الصهيوني مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين خلال المعارك في غزة أمس الأول بينما تظل الأرقام التي ينشرها لخسائره البشرية محل سخرية من جميع المتابعين والخبراء العسكريين الذين يؤكدون أن التعتيم الكبير الذي يمارسه جيش الاحتلال على خسائره يعود إلى الانقسام الحاد في المجتمع الصهيوني إلى جانب حالة التوتر والإحباط الذي يعيشه المستوطنون منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي ونتائجها الكارثية على واقع ومستقبل كيان الاحتلال.
ولم تتوقف الخسائر التي تتعرض لها دولة الاحتلال على الجوانب العسكرية والأمنية والأخلاقية لكنها تتكبد خسائر اقتصادية فادحة وفي هذا الإطار تناولت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية و”جيش” كيان العدو الإسرائيلي، لليوم الـ 39 على التوالي منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، ورأت أنّ العبء المالي للحرب بدأ في التأثير سلباً على الكيان الصهيوني، ما أثار جدلاً سياسياً سيكون من الصعب على بنيامين نتنياهو، ووزير ماليته، بتسلئيل سموتريتش، أن يخوضاه.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنّ حرب الكيان الإسرائيلي على غزة يكلف اقتصاده نحو 260 مليون دولار يومياً، مشيرةً إلى أنّ “هذا أكثر مما يوقعه كيان العدو الإسرائيلي عندما اندلعت الحرب في 7 أكتوبر”.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أنه “يتعين على كيان العدو أن ينفق المزيد على كل شيء، من الأسلحة إلى أجور مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين استدعاهم مع استمرار العملية العسكرية في غزة.، فيما تنخفض في الوقت نفسه الإيرادات المالية بسبب تراجع السياحة والاستهلاك الأسري، من بين أمور أخرى”، بالإضافة إلى الضغط على المالية العامة إلى خلاف حول دفعات للمدارس الحريدية، وقضايا أخرى يناصرها اليمينيون في الائتلاف الحاكم لنتنياهو.
وفي السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، أنّ صواريخ المقاومة جنوبي لبنان تهزّ “الشيكل” مقابل الدولار واليورو تداول سعر صرف الدولار حول 3.889، فيما ارتفع اليورو تباعاً إلى مستوى 4.1345، وعززت العملتان مكانتهما أمام الشيكل بنحو 1%.
كما كشف الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق، أنّ العجز في موازنة كيان العدو خلال شهر أكتوبر الماضي ارتفع بنسبة 1.1%، ليصل إلى 2.6%، أي نحو 47 مليار شيكل.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة کیان العدو
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية : صواريخ اليمن تربك كيان الاحتلال… وواشنطن تنأى بنفسها
يمانيون | تقرير
في تقرير تحليلي لافت، سلطت مجلة بوليتيكو الأمريكية الضوء على التحول اللافت في مواقف واشنطن من الضربات اليمنية المتصاعدة على كيان العدو الصهيوني، مشيرة إلى أن الكيان يعيش حالة من القلق المتزايد في ظل ما وصفته بـ”الصمت الأمريكي المريب” إزاء الصواريخ التي باتت تتساقط بانتظام على مستوطناته.
تجاهل أمريكي… واستثناء إسرائيلي
بحسب التقرير، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليمن مؤخراً، ورغم تماسكه ميدانيًا في جبهات البحر الأحمر والخليج، لم يتضمّن –بشكل لافت– أي بند يتعلق بأمن “إسرائيل”، ما شكّل صدمة استراتيجية لصنّاع القرار في تل أبيب، الذين اعتادوا أن تكون مصالحهم جزءًا لا يتجزأ من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا جديدًا باتجاه الأراضي المحتلة، في سادس عملية من هذا النوع خلال أسبوع واحد فقط. هذه الهجمات، كما تقول بوليتيكو، تعكس أن اليمن لم يكن طرفًا في أي تفاهم يشمل وقف العمليات ضد الكيان، وأن رسائل صنعاء الصاروخية تتجاوز حدود الرد على العدوان، لتصل إلى إعادة رسم موازين الردع في المنطقة.
“كيان الاحتلال ليس أولوية”… رسائل أمريكية مزدوجة
المجلة نقلت عن مسؤول رفيع في إدارة ترامب، سبق أن عمل في ملفات الشرق الأوسط، قوله إن الاتفاق كان قائمًا على مبدأ “أمريكا أولاً”، وبالتالي فإن حماية الكيان الصهيوني لم تكن مطروحة على طاولة المفاوضات..هذا التصريح يعكس –وفق مراقبين– تصدّعًا حقيقياً في طبيعة العلاقة التقليدية بين واشنطن وتل أبيب، وربما بداية لتخلٍّ تدريجي عن الدور الأمريكي كدرع شامل لـ”كيان الاحتلال” في ظل المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية الأمريكية.
في السياق ذاته، أعربت منظمات صهيونية في الولايات المتحدة عن امتعاضها من استبعاد الكيان من الاتفاق، واعتبر بليز ميسزال من “المعهد اليهودي للأمن القومي” أن ما حدث يكشف عن فجوات حقيقية في التنسيق الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، محذرًا من أن “غضّ الطرف” الأمريكي قد يتطور إلى حالة تجاهل بنيوي في ملفات حساسة.
صنعاء تفرض إيقاعها… وصمت واشنطن اعتراف ضمني
فيما دافعت بعض المصادر داخل إدارة ترامب عن الاتفاق، معتبرة أن إدخال ملف الكيان الصهيوني كان سيعقّد الأمور دون فائدة عملية، أشارت بوليتيكو إلى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن اليمنيين لن يوقفوا عملياتهم ضد “كيان الاحتلال” حتى لو تم تضمين ذلك في الاتفاق، لأن الدوافع العقائدية والسياسية لهذه الهجمات تتجاوز حدود التفاهمات المرحلية.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة اختارت التركيز على وقف استنزاف مواردها العسكرية في المنطقة، بعد قناعة عميقة بأن الحل لا يكون بالقوة، بل بمعالجة الجذور السياسية للصراع، وفي مقدمتها العدوان المستمر على غزة.
اليمن في محور المقاومة… والهيبة تتعاظم
في معرض تحليلها، رأت المجلة أن صنعاء تمكّنت خلال الأشهر الأخيرة من فرض نفسها كقوة فعلية في محور المقاومة، لا تكتفي بإطلاق التصريحات أو التضامن الإعلامي، بل تشارك فعليًا في المعركة، وتؤثر على مجرياتها ميدانيًا واستراتيجيًا.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤول سابق في إدارة ترامب قوله: “كل المحاولات العسكرية لإسكات اليمنيين خلال السنوات العشر الماضية فشلت… وسيواصلون ضرباتهم لتعزيز حضورهم في مواجهة إسرائيل”.. ورأت المجلة أن هذه الهجمات تمنح اليمن ما وصفته بـ”رصيد هيبة غير مسبوق”، لا سيما في ظل انكفاء أطراف أخرى عن الفعل المباشر.
وفي السياق ذاته، أشار جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن اليمنيين لا يكتفون بتحدي واشنطن وتل أبيب، بل يواصلون الضغط الميداني رغم اصطفاف خصومهم، وهذا ما يمنحهم “مصداقية هائلة” لدى جمهور المقاومة في المنطقة، وفق تعبيره.
“كيان الاحتلال” خارج المعادلة… مرحلة جديدة من الانكشاف
وفي تحليل لمغزى التجاهل الأمريكي لأمن الكيان في الاتفاق، رأت المجلة أن ذلك يعكس بداية مرحلة جديدة من الانكشاف الاستراتيجي لتل أبيب، إذ لم تعد تتمتع بالغطاء المطلق الذي كانت واشنطن توفره لها في كل ملف.. ويعتقد مراقبون أن استمرار الصواريخ اليمنية في دكّ مواقع الكيان قد يدفع الأخير نحو خطوات تصعيدية منفردة، دون ضمانة أمريكية، ما يعرّضه لمخاطر أكبر.
ويبدو –بحسب التقرير– أن محور المقاومة، من غزة إلى صنعاء، بات يتحرّك وفق منطق الفعل الاستراتيجي المشترك، وليس فقط ردود الأفعال.. وهذا التطور لا يعكس فقط انتقال المعركة من الأطراف إلى عمق الكيان، بل يؤشر إلى تراجع موقع “إسرائيل” في معادلات الردع الجديدة التي تُرسم على نار المقاومة المتقدة في أكثر من جبهة.
خلاصة:
تقرير بوليتيكو ليس مجرد عرض للوقائع، بل تأكيد على أن صواريخ اليمن لم تغيّر موازين الردع فحسب، بل أحرجت واشنطن، وأرعبت تل أبيب، وأعلنت أن زمن الاستفراد الصهيوني قد ولى، وأن “كيان الاحتلال” باتت بالفعل –كما قال التقرير– خارج معادلة الحماية الأمريكية المطلقة.