يمانيون:
2025-07-12@05:37:59 GMT

قائد الثورة والتحولات الجيوسياسية المصيرية

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

قائد الثورة والتحولات الجيوسياسية المصيرية

طه العامري

ما حمله خطاب قائد الثورة والمسيرة القرآنية سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إحياء يوم الشهداء، من مواقف متصلة بالعدوان الصهيوني الأمريكي علي الشعب العربي في فلسطين لا يندرج في سياق مكانة اليمن في المعادلة الجيوسياسية المتفاعلة في المنطقة وحسب، بل جسدا هوية اليمن الإيمانية والقومية الاصيلة، الهوية التي لا يمكن المساومة عليها، ولا يمكن تطويعها، لأنها تعبر عن هوية وثقافة وحضارة شعب متأصلة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ الإنساني، فهو لم يقل ما قاله بحثا عن شهرة أو بدافع المزايدة على الآخرين بل إن ما قاله قليل من الفعل الذي سيكون وستفعله اليمن تحت قيادته وهو الحر الأبي الذي لا يرتهن ولا يقبل لشعبه الارتهان والامتهان، لذا جاءت مواقفه الصادقة معبرة عن هوية شعب وإرادة وطن وتجسيدا لعقيدة إيمانية لا تقبل المساومة أو الانتقاص، ولم يتردد أن يشير في خطابه إلى ترحيبه بأي موقف عروبي وإسلامي يتخذه أي نظام عربي إماراتيا كان أو سعوديا، مؤكدا أنهم إن قاموا بمثل هذه المواقف نصرة لأهلنا في فلسطين بأنهم سينالون شكرنا وشكر كل عربي ومسلم ومن يقول مثل هذا القول ليس إنسانا عاديا بل قائدا يعرف أهمية المرحلة والتحديات وكيفية التعاطي معها بروح المسؤولية الدينية والقومية.

  نعم.. ما يتصل بالممرات البحرية وبمضيق باب المندب تحديداً هو مضيق يمني مائة في المائة وليس مضيقا دوليا باعتبار أن حركة الملاحة البحرية في المضيق تمر بالجانب اليمني، نظراً لأن الجانب الإفريقي تصعب الملاحة فيه نظرا لوجود الشّعب المرجانية الكثيفة والتي جعلت الملاحة في ذلك الجانب مستحيلة وبالتالي فإن الملاحة وحركة السفن تتم بالمياه الإقليمية اليمنية، وهذا حق سيادي لليمن تنازل عنه (النظام السابق) مقابل امتيازات خاصة، وللعلم أن واحدة من أسباب اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي كانت نظرته لهذا المضيق خاصة بعد تمكنه من عقد قمة البحر الأحمر أوائل العام 1977م بحضور رئيس الشطر الجنوبي سابقا (سالمين)،  والرئيس السوداني جعفر النميري، والصومالي محمد سياد بري،  وقد اتفق الحاضرون يومها بتشكيل قوات حماية البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وأكدوا في بيان القمة على هوية البحر الأحمر العربية رافضين عسكرته أو تواجد أي قوة في مياه البحر الأحمر تحت أي مبرر، مؤكدين أن سلامة الملاحة فيه هي شأن عربي مسؤوليته تقع على الدول المشاطئة، ولم يعجب هذا الموقف يومها لا النظام السعودي ولا النظام المصري للأسف فعملوا  على التخلص من الحمدي وسالمين معا، الوضع اليوم يختلف مع صنعاء وإن كان التاريخ يعيد نفسه مع البحر والمضيق.. إذ تملك صنعاء اليوم من الإرادة والعزيمة والشجاعة والقوة والاقتدار ما يمكنها من إحكام سيطرتها على مياهها الاقليمية والتحكم بممراتها ومضائقها دون خوف أو خشية بل وفق القوانين الدولية التي تعطي اليمن حق السيادة على المضيق وتأمين سلامة الملاحة الدولية فيه بشرط أن تتعرض المصالح الوطنية اليمنية أو الأمن القومي العربي لأي خطر، وفي حالة وجود هذا الخطر فإن للدولة المعنية بالسيادة حق التصرف بما هو مناسب وكفيل بإبعاد هذا الخطر بما في ذلك اغلاق المضيق، وهذا ما حدث في حرب 1973م حين طلبت مصر من اليمن الإذن بوضع قوات مصرية في المضيق وبعض الجزر اليمنية في البحر الأحمر ولم تتردد اليمن بشطريه بتلبية طلب مصر، وربما كان هذا جزءا من المواقف التي نسيتها مصر اليوم بعد اتفاقية (كامب ديفيد)  المشؤومة..؟!  إن ما صرّح به السيد قائد الثورة وقائد المسيرة القرآنية حول باب المندب هو موقف عربي وإسلامي أصيل يعّبر عن هوية شعبنا اليمني الإيمانية والعربية ويعكس حقاً غير قابل للانتزاع وإن ترك بفعل ضعف الأنظمة أول تبعيتها فإن هذا لا يعني النسيان أو التجاهل لحقوق سيادية وطنية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

غروندبرغ: الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر تهدد الملاحة الدولية وتنتهك القانون الدولي

أكد المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس، أن الهجمات الحوثية الأخيرة تهدد المدنيين والملاحة الدولية وتنتهك القانون الدولي، في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر عقب عودة الهجمات الحوثية ضد الملاحة الدولية.

 

وأعرب غروندبرغ، في بيان له عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى غرق السفينة التجارية “إيترنيتي سي” في 8 يوليو، وأسفر عن وقوع وفيات وإصابات، ولا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين، داعيا لعودة آمنة وفورية للمفقودين إلى ذويهم.

 

وأوضح المبعوث الأممي، أن هذه الحوادث تعكس تزايد المخاطر التي تهدد أرواح المدنيين، والملاحة الدولية، والاستقرار الإقليمي، في الوقت الذي أعرب عن قلقه البالغ إزاء الهجوم السابق وماتلاه من غرق السفينة التجارية “ماجيك سيز” في 6 يوليو.

 

وقال غروندبرغ، إن مثل هذه الهجمات على السفن التجارية تُعد انتهاكاً للقانون البحري الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2722 (2024)، مجددا التأكيد على ضرورة احترام حرية الملاحة.

 

وحذر من خطر الأضرار البيئية الجسيمة التي قد تنجم عن استهداف السفن، بما في ذلك احتمال التلوث البحري والعواقب الممتدة.

 

وطالب المبعوث الأممي، جماعة الحوثي إلى وقف الهجمات التي من شأنها تأجيج التوترات داخل اليمن ومحيطه، داعيا للبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة وللمجتمع الدولي الأوسع، بما يضمن سلامة جميع من يستخدمون هذا الممر المائي الحيوي.

 

ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، تمكنت جماعة الحوثي من إغراق سفينتي شحن في البحر الأحمر وخطف عدد من البحار، في الوقت الذي قتل 6 أشخاص من البحار خلال الهجوم الأخير على سفينة "ايترنتي سي" مساء الإثنين الماضي.


مقالات مشابهة

  • غوتيريش يقرع ناقوس الخطر: هجمات الحوثي في البحر الأحمر "تصعيد مروّع" يهدد الملاحة والعالم
  • تأكيدات أممية ودولية على وقف الهجمات الحوثية وحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • غروندبرغ: الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر تهدد الملاحة الدولية وتنتهك القانون الدولي
  • الحوثي: لا مرور للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
  • قائد الثورة: إغراق سفينتين من سفن الشركات المخالفة يؤكد ثبات الموقف في حظر الملاحة على العدو
  • واشنطن تتعهد بحماية الملاحة ومواجهة القرصنة الحوثية
  • أمريكا: سنتخذ الإجراءات اللازمة ضد الحوثيين لحماية الملاحة
  • واشنطن: الحوثيون اختطفوا ناجين من هجوم على سفينة في البحر الأحمر
  • الحوثيون يتبنون إغراق ثاني سفينة متجهة لإسرائيل في أقل من أسبوع
  • اليمن يُحكم حصاره ويصعّد تحذيراته لشركات الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني باستهداف سفينة جديدة في البحر الأحمر (تفاصيل)