يمانيون:
2025-05-12@19:18:36 GMT

قائد الثورة والتحولات الجيوسياسية المصيرية

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

قائد الثورة والتحولات الجيوسياسية المصيرية

طه العامري

ما حمله خطاب قائد الثورة والمسيرة القرآنية سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إحياء يوم الشهداء، من مواقف متصلة بالعدوان الصهيوني الأمريكي علي الشعب العربي في فلسطين لا يندرج في سياق مكانة اليمن في المعادلة الجيوسياسية المتفاعلة في المنطقة وحسب، بل جسدا هوية اليمن الإيمانية والقومية الاصيلة، الهوية التي لا يمكن المساومة عليها، ولا يمكن تطويعها، لأنها تعبر عن هوية وثقافة وحضارة شعب متأصلة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ الإنساني، فهو لم يقل ما قاله بحثا عن شهرة أو بدافع المزايدة على الآخرين بل إن ما قاله قليل من الفعل الذي سيكون وستفعله اليمن تحت قيادته وهو الحر الأبي الذي لا يرتهن ولا يقبل لشعبه الارتهان والامتهان، لذا جاءت مواقفه الصادقة معبرة عن هوية شعب وإرادة وطن وتجسيدا لعقيدة إيمانية لا تقبل المساومة أو الانتقاص، ولم يتردد أن يشير في خطابه إلى ترحيبه بأي موقف عروبي وإسلامي يتخذه أي نظام عربي إماراتيا كان أو سعوديا، مؤكدا أنهم إن قاموا بمثل هذه المواقف نصرة لأهلنا في فلسطين بأنهم سينالون شكرنا وشكر كل عربي ومسلم ومن يقول مثل هذا القول ليس إنسانا عاديا بل قائدا يعرف أهمية المرحلة والتحديات وكيفية التعاطي معها بروح المسؤولية الدينية والقومية.

  نعم.. ما يتصل بالممرات البحرية وبمضيق باب المندب تحديداً هو مضيق يمني مائة في المائة وليس مضيقا دوليا باعتبار أن حركة الملاحة البحرية في المضيق تمر بالجانب اليمني، نظراً لأن الجانب الإفريقي تصعب الملاحة فيه نظرا لوجود الشّعب المرجانية الكثيفة والتي جعلت الملاحة في ذلك الجانب مستحيلة وبالتالي فإن الملاحة وحركة السفن تتم بالمياه الإقليمية اليمنية، وهذا حق سيادي لليمن تنازل عنه (النظام السابق) مقابل امتيازات خاصة، وللعلم أن واحدة من أسباب اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي كانت نظرته لهذا المضيق خاصة بعد تمكنه من عقد قمة البحر الأحمر أوائل العام 1977م بحضور رئيس الشطر الجنوبي سابقا (سالمين)،  والرئيس السوداني جعفر النميري، والصومالي محمد سياد بري،  وقد اتفق الحاضرون يومها بتشكيل قوات حماية البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وأكدوا في بيان القمة على هوية البحر الأحمر العربية رافضين عسكرته أو تواجد أي قوة في مياه البحر الأحمر تحت أي مبرر، مؤكدين أن سلامة الملاحة فيه هي شأن عربي مسؤوليته تقع على الدول المشاطئة، ولم يعجب هذا الموقف يومها لا النظام السعودي ولا النظام المصري للأسف فعملوا  على التخلص من الحمدي وسالمين معا، الوضع اليوم يختلف مع صنعاء وإن كان التاريخ يعيد نفسه مع البحر والمضيق.. إذ تملك صنعاء اليوم من الإرادة والعزيمة والشجاعة والقوة والاقتدار ما يمكنها من إحكام سيطرتها على مياهها الاقليمية والتحكم بممراتها ومضائقها دون خوف أو خشية بل وفق القوانين الدولية التي تعطي اليمن حق السيادة على المضيق وتأمين سلامة الملاحة الدولية فيه بشرط أن تتعرض المصالح الوطنية اليمنية أو الأمن القومي العربي لأي خطر، وفي حالة وجود هذا الخطر فإن للدولة المعنية بالسيادة حق التصرف بما هو مناسب وكفيل بإبعاد هذا الخطر بما في ذلك اغلاق المضيق، وهذا ما حدث في حرب 1973م حين طلبت مصر من اليمن الإذن بوضع قوات مصرية في المضيق وبعض الجزر اليمنية في البحر الأحمر ولم تتردد اليمن بشطريه بتلبية طلب مصر، وربما كان هذا جزءا من المواقف التي نسيتها مصر اليوم بعد اتفاقية (كامب ديفيد)  المشؤومة..؟!  إن ما صرّح به السيد قائد الثورة وقائد المسيرة القرآنية حول باب المندب هو موقف عربي وإسلامي أصيل يعّبر عن هوية شعبنا اليمني الإيمانية والعربية ويعكس حقاً غير قابل للانتزاع وإن ترك بفعل ضعف الأنظمة أول تبعيتها فإن هذا لا يعني النسيان أو التجاهل لحقوق سيادية وطنية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

52 يوما من التصعيد.. ماذا خسر الحوثيون وواشنطن؟

على مدار 52 يوما، خاضت جماعة الحوثي صراعا مريرا مع التحالف الأمريكي الذي استأنف هجماته على اليمن في 15 مارس/ آذار الماضي، قبل أن يُعلن عن وقف إطلاق النار بين الجانبين بوساطة عمانية.

 

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية العمانية أن اتصالات أجرتها مسقط مع كل من الولايات المتحدة وجماعة الحوثي أسفرت عن "اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين".

 

وسبق ذلك بساعات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات صحفية، أن جماعة الحوثي "أبلغت واشنطن بأنها لن تنفذ أي هجمات إضافية على السفن التجارية، وأن الولايات المتحدة ستوقف بدورها الهجمات على اليمن".

 

وأكدت جماعة الحوثي الاتفاق، واعتبرته في أكثر من بيان "انتصارا لليمن"، نافية مزاعم أمريكية تحدثت عن طلبها وقف غارات واشنطن أو أنها استسلمت بفعل الضربات الأمريكية.

 

ولا يشمل هذا الاتفاق إسرائيل التي فوجئت به، فيما توعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، بشن مزيد من الهجمات على اليمن حتى دون مشاركة "الأصدقاء الأمريكيين"، بينما أكدت جماعة الحوثي، في أكثر من بيان، استمرار عملياتها المساندة لغزة وتوعّدت إسرائيل بالعقاب.

 

وفي ظل هذه التطورات المفاجئة، يُثار تساؤل حول ما الذي خسره الحوثيون والولايات المتحدة خلال هذه الفترة من الصراع؟

 

فيما يلي عرض لحصيلة هذا الصراع الدامي الذي شمل غارات أمريكية مكثفة وهجمات حوثية متكررة:

 

** خسائر الولايات المتحدة

 

تكبّدت الولايات المتحدة خسائر مادية كبيرة خلال هذه الحملة على الحوثيين، رغم أن مدتها لم تصل إلى شهرين، وفق ما ذكره إعلام أمريكي.

 

فقد نقلت شبكة "إن بي سي" الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين الخميس، أن الحرب على الحوثيين كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس/ آذار الماضي.

 

وأفاد المسؤولون بأن الحرب مع الحوثيين كلفت الجيش الأمريكي آلاف القنابل والصواريخ، فضلا عن إسقاط 7 طائرات مسيّرة، وغرق مقاتلتين حربيتين.

 

واعتبر المسؤولون أن الجهود في عهد ترامب ضد الحوثيين جاءت بتكلفة باهظة واستنزفت المخزونات الأمريكية.

 

وبخلاف الخسائر العسكرية، تعاني الولايات المتحدة من خسائر اقتصادية أخرى جراء عرقلة الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر، لكن لا تتوفر أرقام بشأن تلك الخسائر خلال الفترة منذ مارس الماضي.

 

فوفقا لمقال نُشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض بعنوان "الرئيس ترامب يتصدى للإرهاب ويحمي التجارة الدولية"، خلفت أعمال "قطع الطريق" بالبحر الأحمر خسائر مالية كبيرة، إذ أدت إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنويا قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60 في المئة.

 

وأجبرت الهجمات "حوالي 75 بالمئة من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على إعادة توجيه مساراتها" حول قارة أفريقيا بدلا من عبور البحر الأحمر.

 

وأدى ذلك إلى إضافة نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة.

 

ووفقا لبيان البيت الأبيض، تسببت هذه الهجمات، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن، في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7 بالمئة عام 2024.

 

وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، تحطمت مقاتلة من طراز F/A-18F Super Hornet في البحر الأحمر، في 6 مايو/أيار الجاري بعد فشل نظام التوقيف أثناء محاولة هبوط على متن الحاملة.

 

تمكن الطياران من القفز بالمظلات وتم إنقاذهما، لكنهما أصيبا بجروح طفيفة.

 

وقبل ذلك في 28 أبريل/نيسان الماضي، سقطت مقاتلة أخرى من طراز F/A-18E في البحر أثناء مناورات لتجنب نيران محتملة من الحوثيين. وجراء ذلك، أُصيب أحد أفراد الطاقم بجروح طفيفة.

 

من جانبها، قالت جماعة الحوثي في تقرير مساء الخميس إن قواتها "كبدت العدو الأمريكي خسائر فادحة منذ منتصف مارس، تمثلت في إسقاط 8 طائرات من طراز MQ-9 (مسيرات كبيرة الحجم)، وطائرة استطلاع من نوع F360، بالإضافة إلى اعتراض طائرات شبح لأول مرة، ومقاتلات F-18، ما أجبرها على الانسحاب من الأجواء".

 

وأفادت بــ"تعرض حاملة الطائرات ترومان لـ24 عملية معلنة أجبرتها على الهروب إلى أقصى (شمال) البحر الأحمر، وإسنادها بحاملة الطائرات فيسنون".

 

وقالت: "تظل ترومان رمزا للفشل الأمريكي رغم التكتم الكبير الذي يحيط بملف الخسائر، حيث أُعلن خلال أسبوع واحد فقط عن سقوط طائرتين من نوع F18".

 

وذكرت أن "تكلفة الحرب العدوانية (للولايات المتحدة) تجاوزت 3 مليارات دولار (إذا تم حساب التكلفة الناجمة عن عرقلة الملاحة في البحر الأحمر)، بخلاف الخسائر المباشرة التي تجاوزت المليار دولار".

 

** خسائر الحوثيين

 

تكبدت جماعة الحوثي خسائر مادية كبيرة جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، دون وجود إحصائية إجمالية، باستثناء الخسائر الناجمة عن تدمير مطار صنعاء الدولي بغارات إسرائيلية الثلاثاء الماضي.

 

فقد أفاد مدير مطار صنعاء خالد الشايف، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أن خسائر الهجوم الإسرائيلي على المطار تُقدّر بنحو 500 مليون دولار.

 

وأوضح أن إسرائيل "دمّرت صالات مطار صنعاء بكل ما تحويه من أجهزة ومعدات، بجانب تدمير مبنى التموين بالكامل، و6 طائرات، 3 منها تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية".

 

كما تسبب غارات إسرائيلية على ميناء الحديدة الإستراتيجي (غرب) مساء الاثنين في وقف العمل به، قبل أن تعلن للجماعة استئناف الملاحة عبره الخميس.

 

وفي 17 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت جماعة الحوثي سقوط 80 قتيلا و150 جريحا جراء غارات أمريكية استهدفت منشآت تخزين وضخ الوقود بميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، ما أدى إلى تدميرها وخلق أزمة وقود في مناطق سيطرة الجماعة استمرت لأيام.

 

كذلك، تم تدمير مصنع إسمنت باجل في الحديدة ومصنع إسمنت عمران (شمال) بغارات إسرائيلية، دون تحديد كلفة الخسائر.

 

وعلى مستوى الخسائر العسكرية، ادعت الجماعة مرارا أن الغارات لم تؤثر على قدراتها العسكرية، رغم إعلانها المتكرر تشييع عناصر تابعين لها، بينهم ضباط، دون الكشف عن إجمالي القتلى.

 

وفيما يتعلق بالضحايا المدنيين، تم رصد مقتل نحو 280 مدنيا في عدة محافظات يمنية، فضلا عن إصابة المئات، بغارات أمريكية أو إسرائيلية، وفق رصد مراسل الأناضول استنادا إلى بيانات حوثية.

 

من جانبها، ادعت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في 25 أبريل/ نيسان، أن ضرباتها "قتلت مئات من مقاتلي الحوثي وعددا من قادتهم".

 

وأضافت، في بيان أن عدد قتلى الحوثيين تجاوز 650.

 

وأشارت إلى أن "إطلاق الجماعة لصواريخ باليستية انخفض بنسبة 87 بالمئة، بينما انخفضت الهجمات بالطائرات المسيّرة ذات الاتجاه الواحد بنسبة 65 بالمئة منذ بدء العمليات".

 

** إجمالي الهجمات والغارات

 

أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، في كلمة مصورة، أن إجمالي عمليات الجماعة المساندة لغزة خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 131 عملية.

 

وأضاف أن هذه العمليات "تم تنفيذها باستخدام 253 صاروخا باليستيا ومجنحا وفرط صوتي وطائرات مسيّرة"، معتبرا أن هذا العدد الكبير من الهجمات تم رغم "العدوان الأمريكي المكثف على اليمن".

 

كما أعلن الحوثي أن "عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي على اليمن منذ 15 مارس بلغت أكثر من 1712 غارة وضربة بحرية".

 

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في 29 أبريل/ نيسان، "تنفيذ 1000 ضربة منذ منتصف مارس قتلت مقاتلين وقادة حوثيين وأضعفت قدراتهم".

 

واستأنفت جماعة الحوثي في منتصف مارس استهداف مواقع داخل إسرائيل وسفن متجهة إليها عبر البحر الأحمر، ردا على استئناف تل أبيب حربها على غزة.

 

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي
  • الاحتلال يتحدث عن صاروخ من اليمن بعد غارات إسرائيلية على الحديدة
  • الاحتلال يقصف الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن
  • الطيران الإسرائيلي يقصف محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن
  • مطار “بن غوريون” يسجل أكبر انتكاسة في تاريخه بعد قرار اليمن حظر الملاحة الجوية
  • مجلة أمريكية: هجمات اليمن في البحر الأحمر كانت فعالة للغاية  
  • مجلة “فورين أفيرز”: الحملة الأمريكية ضد اليمن باءت بالفشل
  • مجلة فورين أفيرز.. الحملة الأمريكية ضد اليمن بائت بالفشل 
  • 52 يوما من التصعيد.. ماذا خسر الحوثيون وواشنطن؟
  • والي البحر الأحمر مصطفى محمد نور يتفقد سير العمل بمحطات الوقود بمدينة بورتسودان