سخرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي أعلنها قبل شهرين، وأكد فيها انتصار واشنطن على جماعة الحوثي، وتحقيق أهداف حملة أمريكا العسكرية التي استهدفتهم، بسبب هجماتهم البحرية.

 

وقالت الصحيفة في تقرير كتبه ريتشارد هول – ترجمه الموقع بوست - إن جماعة الحوثي تمكنت من الاستيلاء وإغراق سفينة شحن يونانية تدعى "ماجيك سيز" الثلاثاء الماضي باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف صاروخية، مما أجبر أفراد طاقمها البالغ عددهم 22 فردا على التخلي عن السفينة.

 

وتطرقت لإغراق الحوثيين أمس الأربعاء سفينة يونانية أخرى تدعى "إتيرنيتي سي"، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وفقد 15 آخرين.

 

وقالت الصحيفة إن هذه الهجمات تأتي بعد أشهر من الهدوء النسبي في طريق الشحن العالمي الحيوي، والتي أعقبت حملة قصف عنيفة شنتها إدارة ترامب ضد الحوثيين.

 

وترجح الصحيفة أن هذه الهجمات المتجددة من الممكن أن ثير احتمال تورط الولايات المتحدة مرة أخرى في قتال ضد الحوثيين، الذين قالت إنهم أثبتوا قدرتهم على الصمود بشكل ملحوظ في وجه الغارات الجوية على مر السنين.

 

وتشير لبيان المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس التي قالت إن الهجمات "تظهر التهديد المستمر الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري الإقليمي"، مضيفة أن أن "الولايات المتحدة كانت واضحة: سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من الهجمات الإرهابية الحوثية".

 

وكان ترمب شن غارات في أبريل الماضي لوقف موجة الهجمات التي شنتها الجماعة المسلحة ضد السفن في البحر الأحمر ردا على حرب إسرائيل في غزة، وقدر مسؤولين أمريكيين لصحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 1100 غارة، وقتلت مئات المقاتلين الحوثيين، وأنفقت أكثر من مليار دولار خلال الحملة التي استمرت 52 يوما.

 

وتعلق إندبندنت بالقول "لكن الجيش الأميركي لم يتمكن من تحقيق التفوق الجوي على الجماعة المتمردة المستقرة، وظل الحوثيون يسقطون الطائرات الأميركية بدون طيار ويطلقون النار على السفن البحرية في البحر الأحمر بعد 30 يوما من الحرب".

 

وأعلن ترامب هدنة في السادسة من مايو الماضي، مدعيًا أن الحوثيين "استسلموا، والأهم من ذلك، أننا سنصدق وعدهم بأنهم لن يفجروا السفن بعد الآن. وهذا هو الهدف مما كنا نفعله"، وقال "لقد ضربناهم بقوة وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمل العقوبة"، وأضاف أنهم "أعطونا كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن بعد الآن، ونحن نحترم ذلك".

 

وتعلق الصحيفة بالقول: "لكن لم يثبت أن هذا هو الحال" فلم يُعلن الحوثيون وقف إطلاق نار شامل، بل أكدوا أنهم سيواصلون قتال إسرائيل، وزعموا تحقيق النصر لأنفسهم، وواصلوا إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، التي نفذت ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين، بما في ذلك ضد ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء مؤخرا".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: سفن الحوثيين دونالد ترمب قصف الحديدة جماعة الحوثي

إقرأ أيضاً:

الصحافة الغربية تسخر من ترامب.. السفن تغرق من جديد واليمن يقلب الطاولة في البحر الأحمر

يمانيون | تقرير
من قلب صنعاء المحاصرة، ومن على شواطئ البحر الأحمر، تخوض القوات المسلحة اليمنية واحدة من أجرأ المعارك البحرية في العصر الحديث، ليس فقط على مستوى الاشتباك العسكري، بل في فرض معادلة سياسية وأخلاقية واقتصادية يتردد صداها من سواحل اليمن إلى أرصفة اليونان ودهاليز البنتاغون.

أصبح البحر الأحمر – بتوقيع العمليات اليمنية – مجالاً حيوياً لحرب عالمية غير معلنة، تترنح فيها مصالح العدو الصهيوني، وتنكشف فيها هشاشة الردع الأمريكي، بينما تتحول الشعوب الحرة إلى أطراف مؤثرة في معادلة الحرب، كما حدث مؤخراً في اليونان.

لم تعد المسألة تتعلق بتهديد محلي، بل بصعود قوة إقليمية جديدة، تتقن استخدام الجغرافيا، وتفرض معادلتها السيادية بوسائل مبتكرة ومدروسة.

الموقف الأوروبي.. نقابات اليونان تعلن العصيان ضد دعم الصهاينة
في تطور يعكس تأثير العمليات اليمنية على الوعي الشعبي الأوروبي، أعلنت خمس نقابات رئيسية في هيئة ميناء “برايوس” – أحد أكبر موانئ أوروبا – رفضها الصريح لتسهيل مرور أي شحنات عسكرية موجهة للعدو الصهيوني.

البيان الذي صدر عن النقابات، لم يكن موقفاً عاطفياً أو عارضاً، بل تعبيراً عن وعي يتشكل بفعل الحقائق الدامية في غزة، والرد الاستراتيجي اليمني عليها.

ونقلت صحيفة “أفزين” اليونانية عن قادة نقابيين قولهم إنهم يرفضون أن يكونوا شركاء في نقل أدوات القتل الصهيونية، وأنهم سيتخذون خطوات تصعيدية تشمل الإضرابات والوقفات الاحتجاجية.

وهذا التحرك غير المسبوق في ميناء بحري أوروبي يكشف عن تصدع في جدار الدعم غير المشروط للكيان، ويعني – ضمنياً – أن العمليات اليمنية نجحت في فرض عزلة ملاحية على العدو حتى خارج مناطق الاشتباك.

تقرير “أسبايتس”: السفن المرتبطة بالكيان في دائرة الخطر
المواقف النقابية لم تأتِ من فراغ. شركة “أسبايتس” الأوروبية لتقييم المخاطر أصدرت تقريراً مقلقاً يفيد بأن السفن التي تتعامل مع الكيان الصهيوني أصبحت في حالة “خطر دائم” عند مرورها بالبحر الأحمر، وأوصت بضرورة تعديل مسارات الملاحة أو تأجيل الشحنات التجارية حتى إشعار آخر.

تقرير الشركة صنف الوضع الملاحي في المنطقة المحيطة باليمن على أنه وصل إلى “مستوى الإنذار الأحمر”، محذراً من أن التورط في عمليات لوجستية مع الكيان يجعل السفن “أهدافاً مشروعة” في نظر القوات اليمنية، وهو توصيف يعكس أن خطاب صنعاء قد تجاوز حدود الخطاب السياسي، ليُعامل باعتباره مرجعية عملياتية حتى داخل شركات الأمن البحري الدولية.

“الإندبندنت” البريطانية: ترمب يعلن الانتصار بينما الناقلات تغرق
من جهة أخرى، سخر تقرير لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعلن في وقت سابق أن “اليمن استسلم”، وأن الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار يُعد نصراً أمريكياً.

لكن الصحيفة شككت بشدة في هذه المزاعم، وقالت: “إذا كان ذلك انتصاراً، فماذا تُسمى عودة السفن إلى الغرق؟”.

التقرير ربط بين الانتصارات الإعلامية المزعومة لترمب، والواقع العسكري الذي ترسمه العمليات اليمنية في البحر، مؤكداً أن الوقائع لا تدعم أياً من المزاعم الأمريكية بشأن تراجع اليمن أو انصياعه للضغوط.

“Anti-War”: أمريكا رفعت الراية البيضاء في البحر الأحمر
أما موقع “Anti-War” الأمريكي، المعروف بمواقفه المناهضة للتدخلات العسكرية، فقد وصف الموقف الأمريكي تجاه العمليات اليمنية بـ”الاستسلام الصامت”.

وأكد الموقع أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على وقف الهجمات اليمنية أو حتى تخفيف وتيرتها، وأن كل الغارات التي شنتها ضد اليمن لم تنجح في منع إسقاط طائراتها أو استهداف سفنها.

ويضيف الموقع أن الاتفاق الذي تم تسويقه كـ”وقف لإطلاق النار”، ما هو إلا محاولة لتجميل الواقع المُحرج، مشدداً على أن اليمن لا يزال في الميدان، بل ويُصعّد من عملياته بشكل منهجي ومدروس.

“Stars and Stripes”: حملة أمريكا على اليمن استعراض بلا نتيجة
من جهته، نشر موقع “Stars and Stripes” العسكري الأمريكي تقريراً تحليلياً أكد فيه أن الهجوم الأمريكي على اليمن في مارس الماضي لم يكن إلا “عرضاً نارياً لاستعادة الهيبة”، ولم يؤدِّ إلى أي مكسب استراتيجي ملموس.

التقرير أوضح أن القوات اليمنية لم تُصب بالضعف أو الانكسار، بل واصلت تنفيذ عمليات نوعية ضد السفن التجارية والعسكرية المرتبطة بالعدو، ما يعني أن القوة النارية الأمريكية فقدت تأثيرها الرادع.

“يديعوت أحرونوت”: اليمن مصمم على الاستمرار ولا يتأثر بالقصف الأمريكي
أما داخل الكيان الصهيوني، فتعيش الجبهة الداخلية حالة قلق متفاقمة، عبرت عنها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي حذرت من أن التصعيد اليمني لن يتوقف، وأن استهداف المصالح الصهيونية في البحر سيستمر طالما استمر العدوان على غزة.

التقرير أقر بأن الضربات الأمريكية لم تؤثر في الإرادة اليمنية ولا في قدراتها، بل زادت من وتيرة الردع وتصعيد الهجمات.

وأضافت الصحيفة أن التطور اليمني لم يعد مجرد ظاهرة “دعائية” كما كانت تصفه بعض الجهات العسكرية في بداية الحرب، بل بات واقعاً استراتيجياً يهدد أمن التجارة والملاحة الدولية المرتبطة بـ”إسرائيل”، ويعيد تشكيل توازنات الصراع في المنطقة.

 اليمن يكتب معادلة الردع الجديدة في البحر الأحمر
لقد أسقط اليمن في معركة البحر الأحمر واحدة من أبرز الروايات الدعائية التي حاولت واشنطن تسويقها في الداخل والخارج.. فبينما كان ترمب يُعلن من منابره السياسية أن صنعاء قد رضخت للضغوط الأمريكية، كانت الوقائع القادمة من البحر الأحمر تُظهر عكس ذلك تماماً.

وفي المقابل، لم تبقِ المواقف الغربية بدا واضحاً أن الوعي الأوروبي والأمريكي قد بدأ يُدرك فداحة التورط في دعم العدو الصهيوني، ليس فقط أخلاقياً، بل أيضاً من زاوية الكلفة الاستراتيجية والتجارية.

وقد بات البحر الأحمر يشكل كابوساً حقيقياً لكل من يحاول كسر الحظر اليمني المفروض على السفن المرتبطة بالكيان.

وإن ما تفعله القوات المسلحة اليمنية اليوم يتجاوز منطق الرد العسكري إلى إعادة صياغة مفهوم الردع في زمن الهيمنة الغربية، وتثبيت معادلة تقول إن من يشارك في العدوان على غزة – مباشرة أو عبر الدعم اللوجستي – سيتحمل تبعات ميدانية واقتصادية وسياسية باهضة.

مقالات مشابهة

  • عقب الهجمات الحوثية الأخيرة.. ارتفاع كبير لتكاليف تأمين السفن التي تمر عبر البحر الأحمر
  • غوتيريش يدين هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر
  • إسرائيل تدعو الولايات المتحدة لاستئناف ضرباتها على الحوثيين
  • إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بتجديد ضرباتها على الحوثيين
  • الأمم المتحدة تحذر من تداعيات بيئية جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الصحافة الغربية تسخر من ترامب.. السفن تغرق من جديد واليمن يقلب الطاولة في البحر الأحمر
  • ارتفاع تأمين السفن المارة من البحر الأحمر بعد إغراق الحوثيين سفينتين
  • شركة أمريكية تتحدث عن تأثر النفط الخام بهجمات الحوثيين على السفن قبالة اليمن
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ويؤكد انتهاك حرية الملاحة