مكاسب على الأرض بمناطق عدة.. قوات “الدعم السريع” تتقدم في السودان
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
رويترز، أدت مكاسب تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيقها في غرب وجنوب السودان إلى كسر جمود على الأرض استمر لأشهر في حربها مع الجيش، مما عزز طموح القوات شبه العسكرية ومنحها قوة موقف في محادثات تعقد في جدة.
وأثارت هيمنة قوات الدعم السريع على منطقة دارفور، التي انطلقت منها نقطة قوتها، والتقدم الذي حققته في مناطق أخرى تمتد شرقا صوب العاصمة الخرطوم، تكهنات باحتمال تعرض السودان لانقسام آخر بعد 12 عاما على انفصال جنوب السودان.
لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن من غير الواضح كيف ستتمكن قوات الدعم السريع من حكم منطقة منشقة.
وتسعى القوات بدلا من ذلك إلى زيادة قدرتها على الوصول لموارد، بما يشمل الذهب الذي استخدمته من قبل لمساعدتها في بناء امبراطورية مالية، ولتأمين دورها في أي تسوية سياسية بعد قتال دائر منذ سبعة أشهر الآن.
وقال سليمان بالدو من برنامج تتبع الشفافية والسياسة السودانية إن الحكم "يعني أن تتسلم مسؤوليات الغذاء والصحة والأمن... ما يريدون هو أن يكونوا طرفا في الاتفاق المقبل".
وتقول قوات الدعم السريع، التي نشأت من قلب ميليشيا الجنجويد التي ساعدت الجيش على سحق تمرد في دارفور بعد عام 2003، إنها تتقدم وتخوض اشتباكات في الفاشر المكتظة بالسكان عاصمة ولاية شمال دارفور وكذلك حول قواعد للجيش في الخرطوم. وتعهدت بالوصول إلى بورتسودان على الساحل الشرقي للبلاد التي اتخذها موظفون حكوميون وبعثات دولية مقرا.
وفي الرابع من نوفمبر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، في كلمة مسجلة إن المدن الخاضعة لسيطرة قواته لا علاقة لهم بالحكومة وإن على سكان المدينة أن يختاروا.
وقال السياسي البارز ياسر عمران لرويترز، إنه ليس هناك خطر فوري من انقسام السودان لكن لا يمكن استبعاده.
وأضاف "هناك حاجة لضغط شعبي، حشد كبير ضد هذا السيناريو".
وقال عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي، نائب قائد قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إن الحديث عن انقسام البلاد ناتج عن شائعات يروجها خصوم.
تفوق عسكري
واندلعت الحرب بسبب خطة لدمج قوات الدعم السريع مع الجيش بعد أربع سنوات من عمل الطرفين معا للإطاحة بعمر البشير خلال انتفاضة شعبية.
وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة سريعا على مساحات من الخرطوم وطرق إمداد إلى الغرب قبل أن تجبر الجيش تدريجيا على التقهقر عن أجزاء من منطقتي دارفور وكردفان الشاسعتين وجنوبي العاصمة.
ومنذ أواخر أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مقرات الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة أي ثلاث من أصل خمس عواصم لولايات منطقة دارفور.
وبينما اعتمدت قوات الدعم السريع في البداية على أسلحة خفيفة ومدفعية محدودة، قال شهود في الجنينة ونيالا والخرطوم إنها استخدمت مؤخرا مزيدا من الطائرات المسيرة والمدفعية الأطول مدى.
وقال مصدران عسكريان إن الطائرات الحربية للجيش، وهي أهم ما يميزه على قوات الدعم السريع، تحتاج إلى إصلاحات وإن الجنود سئموا الهزائم المتكررة وتضاؤل الإمدادات وتأخر الرواتب. كما وصفا الانسحابات في دارفور بأنها تكتيكية وتهدف إلى إعادة تركيز الجهود على العاصمة.
ولم يرد الجيش على طلب للتعليق.
ودخلت القوات شبه العسكرية هذا الشهر لفترة وجيزة قلب قاعدة سلاح المدرعات في جنوب الخرطوم، وهي واحدة من أكبر قواعد الجيش، وسيطرت على قاعدة أخرى في منطقة جبل الأولياء، رغم مقاومة الجيش.
وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن الانفجارات التي وقعت في الخرطوم الأسبوع الماضي، التي دمرت جسر شمبات وقطعت طريق إمداد رئيسيا لقوات الدعم السريع، وأشعلت النيران في مخازن وقود كانت القوة تستخدمها في مصفاة الجيلي.
وقالت خلود خير من مؤسسة كونفلوينس أدفايزري للأبحاث "قوات الدعم السريع تريد السيطرة على ما يكفي من الأراضي لإعلان النصر من جانب واحد، بما يشمل دارفور بالطبع والخرطوم بالتأكيد ولكن الأهم هو بورتسودان".
أزمة إنسانية
يقول محللون إن ما لاقاه الجيش، دفعه على ما يبدو للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة والسعودية في جدة، التي تم تعليقها في يونيو، واستؤنفت الشهر الماضي. ويقولون إن قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية في المحادثات بعد الغضب الشعبي من جرائم نهب واغتصاب واعتقالات أُلقي باللوم فيها على قواتها.
وردا على طلب للتعليق، أشارت قوات الدعم السريع إلى بيانات ألقت فيها باللوم على أعدائها ومحاربين قدامى من عهد البشير في إثارة الخصومات القبلية في دارفور وقالت إنها ستحاسب المسؤولين عن الانتهاكات.
وقال مندوبان سودانيان إن محادثات جدة تأجلت مرة أخرى مع عدم وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بعد أن طالبت قوات الدعم السريع بإقامة نقاط تفتيش ومواقع لإضفاء الطابع الرسمي على دورها في الخرطوم مقابل مغادرة المناطق المدنية.
ويقول مراقبون إن الجيش لا يزال يتعرض لضغوط من أنصار للبشير وميليشيات إسلامية اعتمد عليها للحصول على دعم عسكري واستخباراتي، وذلك للتخلي عن المحادثات.
وأدى تقدم قوات الدعم السريع إلى تفاقم أزمة إنسانية تقول تقديرات للأمم المتحدة إنها تسببت في مقتل أكثر من تسعة آلاف، وتشريد أكثر من ستة ملايين، من أصل 49 مليون نسمة في السودان.
ويتحدث المدنيون الذين يعيشون بالقرب من قواعد الجيش في الخرطوم عن وقوع اشتباكات متواصلة.
وفي الجنينة بغرب دارفور يقول مراقبو حقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 1300 شخص قتلوا هذا الشهر مع تقدم قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.
وقالت قوات الدعم السريع إنها أمرت بإجراء تحقيق.
وقال جوناس هورنر، وهو محلل مستقل معني بشؤون السودان، إن مثل هذا العنف ذي الأهداف العرقية من المرجح أن يستمر، حيث يُسمح للقبائل العربية التي قاتلت إلى جانب قوات الدعم السريع بتصفية الحسابات.
رويترز
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
السودان: هجوم على قافلة أممية في دارفور وسط تحذيرات من "أسوأ كارثة إنسانية في العالم"
تعرّضت قافلة مساعدات أممية لهجوم في شمال دارفور مساء الإثنين، ما أسفر عن إصابات، وفق تقارير أولية. ويأتي ذلك في ظل حرب دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أبريل 2023. اعلان
تعرّضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة لهجوم مسلح في إقليم دارفور غرب السودان، مساء الإثنين، ما أدى إلى وقوع إصابات، وفق ما أفادت به تقارير أولية نقلتها وكالة "فرانس برس" عن متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وصرّحت المتحدثة باسم اليونيسف، إيفا هيندز، أن القافلة المشتركة، التي ضمّت شاحنات تابعة لكل من اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، كانت متوقفة في مدينة "الكومة" شمال دارفور بانتظار الحصول على إذن للعبور إلى مدينة الفاشر، دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، في ظل صراع دامٍ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن عدد اللاجئين الفارين من السودان بلغ نحو أربعة ملايين شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، واصفة هذا الرقم بأنه "محطة كارثية" في واحدة من أخطر أزمات النزوح على مستوى العالم.
Relatedإشتباكات متصاعدة وكوليرا منتشرة.. الأزمات تخنق السودانيين رئيس وزراء السودان الجديد يرفع السقف: لا أمن بلا إنهاء التمرّد جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التوترات ونداءات ملحة لإنهاء النزاعوقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجين بيون، خلال مؤتمر صحافي: "لقد فرّ أكثر من أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب، في ما يعد مرحلة مأساوية في أزمة إنسانية غير مسبوقة".
من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الأزمة السودانية بأنها "أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم اليوم"، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر حول الحوكمة والتنمية في إفريقيا نظمته "مؤسسة محمد إبراهيم" في مدينة مراكش المغربية.
وأكد لامي، في معرض رده على سؤال من رجل الأعمال السوداني-البريطاني محمد إبراهيم، أن السودان يمرّ بأزمة بالغة الخطورة تتطلب اهتماماً دولياً أكبر، قائلاً: "هناك تجاهل مؤسف لهذه المأساة، وغموض إعلامي واضح، خصوصاً في العالم الغربي. وقد تعهدت منذ تولّي منصبي ببذل أقصى جهد ممكن لتسليط الضوء على هذه الكارثة".
ويشهد السودان، ثالث أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة، حرباً طاحنة منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، بعد تفجّر الصراع على السلطة بين الطرفين.
وقد أودى هذا النزاع المستمر بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى نزوح نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وسط تقارير أممية تشير إلى مجاعة في بعض المناطق، واصفة الوضع الإنساني بأنه "الأسوأ في العالم".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة