فلسطيني بولندي يرى البقاء في غزة جزءا من نضال شعبه
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يستطيع عبد الرؤوف الفرا وهو أحد سكان قطاع غزة الفرار من الحرب بفضل جنسيته البولندية، لكنه فضل البقاء في منزله المتضرر من القصف الإسرائيلي في خان يونس، واصفا قراره بأنه جزء من النضال التاريخي من أجل حقوق الفلسطينيين في وطنهم.
وأدرج اسم الفرا على قائمة المسموح لهم بمغادرة قطاع غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر لكنه قال إن ارتباطه العاطفي بغزة مكانا وشعبا وقضية منعه من المغادرة.
وقال «روحي معلقة بهذا الوطن. هذا الوطن هنا، هنا نشأت، هنا ولدت، وهنا ترعرعت وهنا مكاني وهنا بلدي. هذه هي بلدي وليس لهم (الإسرائيليون) إلا الرحيل عن أرضنا».
وتعرضت شقة الفرا في مدينة خان يونس، التي تقع في الجزء الجنوبي من القطاع، لأضرار طفيفة جراء غارة جوية يوم السبت على مسجد السقا القريب، والذي انهارت جدرانه ولكن لا تزال قبته الصفراء قائمة فوق الهيكل الفارغ.
وقال «استهدفوا المساجد واستهدفوا المستشفيات. ما من مكان آمن في قطاع غزة. يظنون أنهم بهذه الطريقة يمكنهم تهجير شعبنا. شعبنا سيقف صامدا على هذه الأرض. شعبنا سيحمي هذه الأرض».
بدأت الحرب عندما اجتاح مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
بعد ذلك فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا كاملا على غزة وشنت هجوما عسكريا أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألفا، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، فضلا عن تشريد ثلثي السكان وتفجر كارثة إنسانية.
وغادر بضع مئات من حاملي الجنسيات الأجنبية وبعض المرضى المصابين بجروح خطيرة قطاع غزة من معبر رفح، وهم الوحيدون الذين سمح لهم بالخروج منذ بدء الحرب.
وحصل الفرا على الجنسية البولندية في عام 2010، من خلال زواجه ببولندية أنجب منها. وانفصل الزوجان وتعيش زوجته السابقة وأبناؤهما في الخارج. وتزوج بعد ذلك من فلسطينية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: خان يونس حقوق الفلسطينيين قطاع غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن نحو 100 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة، قتلوا بهجمات إسرائيلية أو نتيجة الآثار غير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما يجعل هذه الحرب الأكثر دموية في القرن الـ21.
وسلطت الصحيفة الضوء على تقرير نشره فريق بحثي دولي أكد أن عدد الضحايا بغزة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، أقل من الحجم الحقيقي للأزمة.
وأوضح التقرير أن الجوع والمرض وإطلاق النار الإسرائيلي على مراكز توزيع الغذاء جعل الحرب في القطاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الـ21.
وفي الوقت الذي يرفض فيه متحدثون رسميون وصحفيون ومؤثرون بإسرائيل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية مدعين أنها مبالغ فيها، يؤكد خبراء دوليون أن قائمة تلك الوزارة بكل ما تجسده من فظائع، ليست موثوقة فحسب بل قد تكون متحفظة جدا مقارنة بالواقع.
الدراسة الأكثر شمولاوعن أبرز الدراسات الدولية التي تناولت هذه القضية، سلطت الصحيفة الضوء على دراسة نشرها البروفيسور مايكل سباغات الخبير العالمي في الوفيات خلال النزاعات العنيفة، وفريق من الباحثين هذا الأسبوع، إذ اعتبرتها الأكثر شمولا حتى الآن بشأن موضوع الوفيات بغزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سباغات، وهو خبير اقتصادي في كلية هولواي بجامعة لندن، كتب عشرات المقالات عن الحروب في العراق وسوريا وكوسوفو، ودول أخرى.
وأوضحت أن سباغات وبمساعدة عالم السياسة الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، أجرى مسحا لـ 2000 أسرة في غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير/ كانون الثاني 2025، استشهد نحو 75 ألفا و200 شخص في غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب الذخائر الإسرائيلية.
واستدركت: "في ذلك الوقت، قدرت وزارة الصحة في قطاع غزة عدد الشهداء منذ بداية الحرب بـ 45 ألفا و660 قتيلا، وبعبارة أخرى، قللت بيانات وزارة الصحة من العدد الحقيقي للشهداء بنحو 40%".
إعلانوأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة لم تخضع لمراجعة الأقران، حيث نشرت كنسخة أولية، لكن نتائجها تشابهت إلى حد كبير مع نتائج دراسة أُجريت بأساليب مختلفة تماما ونشرها في يناير/ كانون الثاني الماضي باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وقدّرت تلك المجموعة أيضا التفاوت بين بيانات وزارة الصحة والأرقام الحقيقية بنحو 40%.
آثار غير مباشرةوذكرت الصحيفة العبرية أن دراسة سباغات وزملائه تحاول الإجابة عن سؤال الوفيات الزائدة في القطاع، وبمعنى آخر، عن عدد الأشخاص الذين استشهدوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع والبرد والأمراض التي استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحي، وعوامل أخرى.
وقالت بهذا الصدد "حتى دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة في المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا العنف والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى وفاة 83 ألفا و740 شخصا قبل يناير/ كانون الثاني (2025)، مع الأخذ في الحسبان المسح والوفيات الزائدة".
وأضافت "منذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، وهذا لا يشمل من هم في فئة الوفيات الزائدة، والخلاصة هي أنه حتى لو لم تتجاوز الحرب بعد خط 100 ألف قتيل، فهي قريبة جدا من ذلك".
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور سباغات قوله إن هذه البيانات تضع الحرب في قطاع غزة كواحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الـ21.
وتابع "حتى لو كان العدد الإجمالي لضحايا الحرب في سوريا وأوكرانيا والسودان أعلى في كل حالة، فإن غزة على ما يبدو تحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة القتلى من المقاتلين إلى غير المقاتلين، وكذلك من حيث معدل الوفيات بالنسبة إلى حجم السكان".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لبيانات المسح، التي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56% من الضحايا إما أطفالا دون 18 عاما، وإما نساء، وهذا رقم استثنائي مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبحسب الصحيفة، فإن البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات، تشير إلى أن نسبة النساء والأطفال ضحايا العنف في غزة تزيد على ضعف النسبة في جميع النزاعات الأخيرة تقريبا، مضيفة "بما في ذلك، على سبيل المثال، الحروب الأهلية في كوسوفو (20%)، وشمال إثيوبيا (9%)، وسوريا (20%)، وكولومبيا (21%)، والعراق (17%)، والسودان (23%)".
ومن البيانات المتطرفة الأخرى التي وُجدت في الدراسة نسبة الضحايا إلى عدد السكان، يقول سباغات "أعتقد أننا ربما وصلنا إلى نسبة قتلى تُقارب 4% من السكان.. لست متأكدًا من وجود حالة أخرى في القرن الـ21 وصلت إلى هذا المستوى".
ولفتت الصحيفة إلى أنه على عكس ثراء البيانات التي تقدمها قوائم الوزارات الرسمية والدراسات البحثية، التي تُؤكد أرقام وزارة الصحة في غزة، فإن صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين عن عدد الضحايا لافت للنظر.
وقالت: "حرب 7 أكتوبر (2023) هي الأولى التي لم يُقدم فيها الجيش الإسرائيلي تقديرات لعدد القتلى المدنيين من العدو.. الرقم الوحيد الذي تُكرره وحدة المتحدث باسم الجيش والمتحدثون الرسميون الإسرائيليون الآخرون هو مقتل 20 ألفا من حماس ومنظمات أخرى. هذا الرقم غير مدعوم بقائمة أسماء أو أدلة أو مصادر أخرى".
إعلانوأضافت "وفقا لسباغات، جرت محاولة لإحصاء عدد المسلحين الذين نشرتهم إسرائيل. وقد تمكن فريقه من الوصول إلى بضع مئات، لكن من الصعب إعداد قائمة تضم ألفا حتى".